عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 23-09-2020, 03:11 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,615
الدولة : Egypt
افتراضي كيف الأمر إذا لم تكن جماعة؟ ( قراءة في الخطاب المنزل )

كيف الأمر إذا لم تكن جماعة؟ ( قراءة في الخطاب المنزل )


شريف محمد جابر




تأتي هذه القراءة الموجزة في الخطاب المنزّل (الكتاب والسنّة) لتعالج قضيّة مهمّة يعيش آثار الخلل في فهمها وتطبيقها العالمُ العربيّ والإسلاميّ بأسره.



فحين تشعّبت الأهواء، وتعدّدت الأطروحات والخطابات التي تخالفُ بشكل مباشر ما جاء في الخطاب المنزّل، كان لا بدّ من العودة إلى هذا الخطاب؛ ليرى القارئ الكريم كيف تتناسق النصوص القرآنيّة والحديثيّة وتتآلف بشكل يبعثُ على التقدير والامتنان الكبيرين لحملة هذا الدين ممّن نقل لنا تلك الأحاديث الشريفة من علماء الأمة رحمهم الله وجزاهم خير الجزاء؛ حيث لا يجد القارئ أيّ تصادم في معاني هذه الأحاديث، بل يراها تسير منسجمة في ركاب واحد، ووجهة واحدة، وطبيعة واحدة!



وحين تتعدّد الأطروحات البدعيّة التي تصبّ في عقل القارئ المسلم عبر وسائل الإعلام المختلفة، وتتشعّب الأهواء وتتتابع الفتن في هذا العصر = يكون في التمسّك بهذا الخطاب المنزل مع تفعيل منهج أصول الفقه - كما هو عند أهل السنة والجماعة وكما أشرنا في أواخر المقال - خير عصمة للمسلم المعاصر من الزلل والافتتان، ومن الوقوع في أعيان البدع وغوايات الأطروحات المضلّلة التي تعتمد التزييف والاجتزاء؛ بحيث تُبنى الأطروحة البدعيّة على نصّ واحد أو سياق من النصوص يُفهم بخلاف ما هو عليه، وبخلاف منهج أصول الفقه المعتبر، ويتمّ إسقاط النصّ على مناط مغاير للمناط الذي جاء فيه!



ومن ثمّ كان لا بدّ من العودة إلى الأصول، إلى الخطاب المنزّل كما جاء في الكتاب والسنّة؛ كي نحقّق البصيرة في الواقع، ونسير في درب الرشاد بعلم وهدى وكتاب منير.



• • •




جاء في صحيح البخاري باب "كيف الأمر إذا لم تكن جماعة": عن حذيفة بن اليمان: «كان الناس يسألون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الخير وكنتُ أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله، إنَّا كنَّا في جاهلية وشر فجاءنا اللهُ بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: «نعم»، قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: «نعم، وفيه دخن»، قلت: وما دخنه؟ قال: «قومٌ يهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر»، قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: «نعم، دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها»، قلت: يا رسول الله، صفهم لنا، قال: «هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا»، قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: «تلزم جماعة المسلمين وإمامهم»، قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: «فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك».



لقد قال الدجّالون المحرّفون للناس خلافًا لأمر الله ورسوله: اسمعوا لهذه "الفرق" التي حلّت بعد الخلافة وأطيعوها، واعتزلوا كل عمل إسلامي يسعى إلى إعادة وضع "الجماعة" المأمور به شرعًا! بل زعموا أنّ هذا الخطاب هو خطاب رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - لأمّته، ولم يكتفوا بذلك، بل جعلوا الاعتزال مناقضا لأي عمل آخر نحو تغيير هذه الأوضاع رغم الأمر الربّاني الواضح في ذلك!



والحديث واضح في أنه أمرٌ للفرد المسلم: "فاعتزل تلك الفرق كلّها"، والاعتزال إسقاطٌ لشرعية الفرق الخارجة عن الجماعة، كما يعضد ذلك روايات أخرى سيأتي ذكرها، لكن نقول هنا: إنّ الأمر "بالاعتزال" لا يتناقض مع العمل للتغيير؛ فالمسلم يعتزل أوضاع "الفرقة"، ويعمل مع إخوانه المسلمين لإعادة أوضاع "الجماعة" المأمور بها شرعًا، فليس ثمّة تناقض بين الأمرين!



فالآيات تأمر بذلك:

قال تعالى: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ﴾ [آل عمران: 103]فأمر بالاعتصام على هيئة "الاجتماع" على الإسلام، ولم يأمر بمجرّد الاعتصام الفردي بالدين كلًّا على حدة، وإنّما بالاجتماع على ذلك وإنهاء حالة الفرقة، فهذا تكليف واضح لإنشاء شرعية "الجماعة".



وقال تعالى: ﴿ شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ﴾ [الشورى: 13]، فأمر بإقامة الدين، وخاطب بذلك الجماعة كما في الآية السابقة، فهو خطابٌ جماعيٌّ للأمة في الآيتين يأمر بإقامة الدين من خلال الجماعة، وينهى عن الفرقة ويأمر بإسقاط شرعيّتها.


وفي ذم الفرق والتفرّق عن الجماعة جاءت هذه الروايات الصحيحة:


عن عبدالله ابن عباس عن الرسول - صلّى الله عليه وسلّم -: "من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر عليه فإنه من فارق الجماعة شبرا فمات، إلا مات ميتة جاهلية" (صحيح البخاري،وفي مسلم بألفاظ قريبة جدا).



وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من خرج عن الجماعة ومات، مات ميتة جاهلية» (حديث صحيح، رواه مسلم).



وعن أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «من خرج من الطاعة، وفارق الجماعة، فمات فميتته جاهلية! ومن خرج من أمتي يضرب برها وفاجرها، لا يتحاشى من مؤمنها، ولا يفي لذي عهدها، فليس من أمتي! ومن قتل تحت راية عِمِّيَّةٍ، يدعو لِلْعَصَبَةِ، أو يغضب لِلْعَصَبِيَّةِ، أو يقاتل للعصبية، فقتلة جاهلية» (حديث صحيح، أخرجه أحمد).



وعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ثلاثة لا تسأل عنهم: رجل فارق الجماعة، وعصى إمامه ومات عاصيًا، إلخ»، (حديث صحيح، رواه ابن أبي عاصم، وابن حبان، والحاكم، ورواه البخاري، بنحوه، في الأدب المفرد بإسناد صحيح).



وعن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -: «من نزع يده من الطاعة، فلا حجة له يوم القيامة، ومن مات مفارقاً للجماعة، مات ميتة جاهلية» (حديث صحيح، رواه أحمد، وابن أبي عاصم).



قلت: هذه الأحاديث كلّها تدلّ على وجوب وجود الجماعة، كما دلّت الآيات السابقة عليها، ولمّا كانت القاعدة أنّه "ما لا يتمّ الواجب إلا به فهو واجب" = كان العمل لإيجاد "الجماعة" بمفهومها الشرعي واجبًا شرعيّا.


فالخلاصة: أنّ الحديث الأول أعلاه أمر بالتزام الجماعة، فإن لم تكن جماعة أمر باعتزال كل ما يحلّ مكانها من "الفرق"، فهو خطاب فردي واضح باعتزال كل الأوضاع التي تحول بين الأمة وبين الاجتماع على الإسلام وإقامة الدين،، ومن ثم كان من مفهومًا جدّا أمره باعتزال فرق الباطل؛ لأنّ العمل لإقامة الدين من خلال الجماعة لا يتحقق في ظل بقاء هذه الفرق، فوجب إسقاط شرعيّتها.




لقد أوهم فقهاءُ الضلالة الناسَ بأنّ التعامل مع هؤلاء الحكام يكون بناء على: "تسمع وتطيع للأمير، وإن ضرب ظهرك، وأخذ مالك، فاسمع وأطع" كما جاء في رواية مسلم، ولم يدركوا أن هذا متعلق بالإمام الذي معه وصف "الجماعة" كما جاء وصف نفس الحالة في رواية البخاري: "تلزم جماعة المسلمين وإمامهم".



فمن خلال الجمع بين ثلاث روايات صحيحة للحديث نجد أنّ الحالة التي أمر بالتزام السمع والطاعة بها جاءت على النحو التالي:

في رواية مسلم: "تسمع وتطيع للأمير، وإن ضرب ظهرك، وأخذ مالك، فاسمع وأطع".



في رواية أبي داود: "إن كان لله خليفة في الأرض، فضرب ظهرك، وأخذ مالك، فأطعه وإلا فمت وأنت عاض بجذل شجرة".



في رواية البخاري: "تلزم جماعة المسلمين وإمامهم".



فنفهم أنّ السمع والطاعة هو لخليفة المسلمين، ولمن معه وصف "الجماعة"، فهل هذه الفرق التي تجتمع اليوم على القوميّة العربية (كحزب البعث العربي نموذجا) وتقود الأمة بغير كتاب الله معها وصف الجماعة؟!



ويعضد ذلك كما قدّمنا تمام رواية البخاري؛ إذ سأله حذيفة: "فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: «فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعضّ بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك»، ففي حال عدم وجود إمام للمسلمين ولا "جماعة" كان وصف الأنظمة القائمة مكانها بأنّها "فرق"، وكان الأمر باعتزالها، ثم كان الأمر - كما تبيّن الآيات والأحاديث التي أوردناها - بإنهاء حالة الفرقة وإقامة الجماعة التي تقيم الدين.



وثمّة فائدة مهمّة أخرى من روايات الخروج عن الجماعة التي ذكرناها في سياق واحد أعلاه، فقد جاء في الحديث الصحيح: "من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر عليه فإنه من فارق الجماعة شبرا فمات، إلا مات ميتة جاهلية" (صحيح البخاري، وفي مسلم بألفاظ قريبة جدا)، فكان الأمر بالصبر معلّلا بأن هذا الأمير معه صفة "الجماعة"، دلّ على ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: "فإنّه من فارق الجماعة شبرا فمات إلا مات ميتة جاهلية"، ومن ثم كان من العبث الأمر بالصبر وإعطاء السمع والطاعة لفرق خرجت هي عن الجماعة، واستباحت دماء المسلمين وأموالهم، وتولّت الكفار، وضيّعت أمن المسلمين ومقدّراتهم!



ثم تأتي الأحاديث الصحيحة دالة على إسقاط السمع والطاعة بالكليّة عن كل من تجاوز حالة الإتيان بالمعصية إلى حالة تعريف الأمة ما تنكر وإنكار ما تعرف، أي تعريفها الكفر وإنكار الإسلام عليها وتنحيته عن حياتها، فالحالات التي جاء الأمر بالتزام السمع والطاعة لها كما في حديث حذيفة أعلاه (بالإضافة إلى كونها "خلافة" و"جماعة") جاء في وصفها: "تعرف منهم وتنكر"، وكانت لها مناط السمع والطاعة، ولكن الحالات الأخرى هنا لها وصف آخر تماما وهو: "يعرّفونكم ما تنكرون، وينكرون عليكم ما تعرفون" وكذلك: "يأمرونكم بما لا تعرفون، و يعملون بما تنكرونفالوصف هنا وصف آخر، وهو ليس مجرّد معصية يأتيها الحاكم فنكرهها، بل فيه معنى إضلال الأمة وحرفها عن مسارها في الدين؛ إذ يكون المعروف منكرًا ويكون المنكر معروفًا عند هؤلاء! بل جاء في رواية صحيحة عن عوف بن مالك الأشجعي أنّ رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - قال: "تفترق أمّتي على بضع وسبعين فرقة أعظمها فتنة على أمّتي قوم يقيسون الأمور برأيهم؛ فيحلّون الحرام ويحرّمون الحلال" (أخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد ورجاله رجال الصحيح)، فمن تكون هذه الفرقة إن لم يكن هؤلاء الذين يعرّفون الأمة ما تنكر وينكرون عليها ما تعرف من دين الله؟! (كالعلمانية والقومية واللبرالية وغير ذلك من الفرق الحاكمة)، نأتي إلى الروايات:

عن عبادة بن الصامت من رواية طويلة قال: "سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أبا القاسم محمدًا يقول: إنه سيلي أموركم بعدى رجال يعرّفونكم ما تنكرون، وينكرون عليكم ما تعرفون، فلا طاعة لمن عصى الله، فلا تعتلوا بربكم" (صحّحه الألباني في صحيح الجامع، والسيوطي في الجامع الصغير بألفاظ متقاربة وذكره ابن كثير في جامع المسانيد والسنن).



عن عبادة بن الصامت عن رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم -: "ستكون عليكم أمراء من بعدي، يأمرونكم بما لا تعرفون، و يعملون بما تنكرون، فليس أولئك عليكم بأئمة" (حسّنه السيوطي في الجامع الصغير).



عن عبدالله بن مسعود عن رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم -: "إنه سيلي أمركم من بعدي رجال يطفئون السنة ويحدثون بدعة ويؤخرون الصلاة عن مواقيتها قال ابن مسعود: يا رسول الله كيف بي إذا أدركتهم؟ قال: ليس يا ابن أم عبد طاعة لمن عصى الله، قالها ثلاث مرات" (ذكره أحمد في مسنده بسند صحيح، وصحّحه أحمد شاكر، والألباني في السلسلة الصحيحة، والذهبي في المهذّب).



وإسقاط الطاعة في الروايات مطلقٌ؛ دلّ عليه قوله عليه الصلاة والسلام: "فلا طاعة لمن عصى الله"، فهي مطلقة، بخلاف قوله مثلا: "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق"، فهنا قُيّد نزعُ الطاعة بالمعصية، ولكن يطاع في المعروف، أما في رواية عبادة فإسقاط الطاعة جاء مطلقا، أي إسقاط الشرعية عن الحاكم، دلّ عليه أيضا قوله في الرواية الثانية: "فليس أولئك عليكم بأئمة"، وهو واضح في إسقاط الشرعيّة، وإسقاطُ الشرعية وإنْ لم يكن يعني الخروج بمفهومه الذي حدّده الفقهاء وهو الخروج بقوة السلاح، فهو يعني دون أدنى شك ضرورة إسقاط شرعيّة الفرقة الحاكمة من خلال كل ما تستطيعه الأمة، ببيان عدم شرعيّتها، وبالعمل الحثيث الجادّ على إيجاد شرعيّة بديلة تحلّ مكانها، وتحقّق مفهوم "الجماعة" الشرعي بأنسب السبل وأقلها ضررا على الأمة.



ثم تأتي الأحاديث التي تشترط للصبر على الأمراء والتزام السمع والطاعة لهم شروطًا معيّنة مثل: "ما قادكم بكتاب الله"، أو: "ما أقاموا الدين"، وأنّهم لو نكصوا عن ذلك كان الواجب إسقاط شرعيّتهم، وكانت معاداتهم مشروعة:

عن أم حصين الأحمسيّة عن رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - أنه قال: "إن أمّر عليكم عبد حبشي مجدع فاسمعوا له وأطيعوا ما قادكم بكتاب الله" (صحيح ابن ماجة، وصحّحه الإمام الألباني).



عن معاوية بن أبي سفيان: "أنه سيكون ملك من قحطان، فغضب، فقام فأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال: أما بعد فإنه بلغني أن رجالا منكم يحدثون أحاديث ليست في كتاب الله، ولا تؤثر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأولئك جهالكم، فإياكم والأماني التي تضل أهلها، فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن هذا الأمر في قريش، لا يعاديهم أحد إلا كبه الله في النار على وجهه، ما أقاموا الدين" (صحيح البخاري).



عن أبي هريرة عن رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم -: "إنّ لي على قريش حقا وإنّ لقريش عليكم حقا ما حكموا فعدلوا وائتمنوا فأدوا واسترحموا فرحموا" (ذكره الإمام أحمد في مسنده بسند صحيح، وصحّحه أحمد شاكر).



فما لم يقودوا الأمة بكتاب الله (كمن يقودها بالولاء القومي العربي بديلا عن الإسلامي، وبالتشريعات الغربية بديلا عن الشريعة الإسلامية)، وما لم يقيموا الدين = فلا سمع لهم ولا طاعة، وكان واجب الأمة هو العمل لإقامة الدين من خلال إقامة شرعيّة الجماعة التي تحلّ محلّ أوضاع الفرقة تلك، ويكون هذا العمل محكومًا بالنظر في مآلات الأمور، واجتناب أعلى المفسدتين؛ بحيث تتحقّق القدرة على ذلك دون إحداث مفسدة أكبر على الأمة في الدماء أو في الدين أو غير ذلك.

يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 33.98 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 33.36 كيلو بايت... تم توفير 0.62 كيلو بايت...بمعدل (1.83%)]