مبارك عليك الشهر (2)
أ. محمود توفيق حسين
عندما تنصب في الشارع مائدة لإفطار الصائمين
ويتفقد أحد عمالك الأطباق المقدمة قبيل الإفطار
فيدعو له أحد البسطاء بدوام العزِّ وعمار البيت دعاءً مطولاً
ظنًا منه أنه صاحب الطعام
فتتقدَّم - وقد اعترتك غَيرة - إلى رأس المشهد
وتوجه العامل برصانة وثقل الآمر الناهي بأن يقدم المزيد ولا يبخل على الناس
فيفهم الجلوس أنك أنت أنت، وأن كل هذا من خيرك
فيعرفونك، ويمدحونك ويشكرونك
فتهز رأسك راضياً وقوراً؛
لا تفكِّر بأن كل ما في الأمر أنك طربت لهذا الدعاء من المساكين ورغبت فيه
بل فكِّر في أنك كرهت أن تكلِّف على نفسك ويُمدَح غيرك
فكِّر في أن الخيبة هي أن يؤجر هؤلاء الجلوس يوم القيامة على شكرهم هذه النعمة
ويؤجر من غرفَ لهم ومن قدَّم لهم
ومن سقى لهم بالنية الخالصة
ولا تجد لنفسك إلَّا ما قد سلف في الدنيا من قِيلهم: هذا فلان.
مبارك عليكَ الشهر
وقد خرجت منه مخلصًا لله