عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 26-10-2021, 09:17 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,951
الدولة : Egypt
افتراضي اختلاق المشاكل من الزوجة

اختلاق المشاكل من الزوجة
أ. شروق الجبوري



السؤال
تزوَّج ابنُ أختي من بنت عَمِّه، وقبل الزَّواج استخار، وقال: إنَّه ارتاح لهذا الزواج، وبعد الزواج حصَلَتْ عدَّة مشاكل بينه وبين أهْلِ زوجتِه، أدَّتْ إلى طلبِه ألاَّ يدخُلَ أهلُ الزَّوجة بيته؛ لأنَّهم لا يُقَدِّرون أُمَّه، ولكنَّه في المقابل لَم يمنعْ زوجته من زيارة أهلِها.
أخبرها زوجُها بعد الزَّواج أنَّ رضاه مِن رضا أمِّه، وكانتْ أختي بادئ الأمر تمدحها كثيرًا وتحبها، حتى حَصَلتْ بعضُ الأُمُور التي عكَّرتْ صفوَ الحبِّ بينهما.
مثل كذب الزوجة على زوجها، وادِّعائها على أمِّه أشياء لَم تحدُثْ، وكثرة شكواها للناس، علمًا بأن الزوج لَم يقصِّرْ معها لا في دراسة ولا في مصروفات البيت.
فالأم لا تراها مناسبة، وتريده أن يطلقَها ويفارقها.


الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم

أختي الكريمة، السَّلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
يُسعدنا بدايةً أن نُرحِّب بانضمامك إلى شبكة الألوكة، ونسأل الله تعالى أن يُسدِّدنا في تقديم ما يَنْفعك وينفع جميع المستشيرين.

وأوَدُّ أن أُحيِّي تَعاطُفَك مع أختك وابنها، واهتمامك بِمَشاعرهِما، وانشغالك بِهُمومهما، مِمَّا يعكس حرصَكِ ورغبتك في رؤيتهما سعيدَيْن؛ لذا أتمنَّى منك استثمارَ هذه الرَّغبة في مساعدتهما؛ بإيجاد الحلول الصَّائبة، والبعيدة عن الانفِعالات، في تَخطِّي المشكلات.
فالطَّلاق يا عزيزتي ليس بِأمثَلِ الحُلول في الحالة التي عرَضْتِها في رسالتك، رغم ما أشرتِ إليه من أمثلةٍ وشواهد عديدة لتصرُّفات زوجة ابن أختك، فقد بيَّنت أنَّ الزوجة لا تزال طالبةً في المرحلة الجامعيَّة، مِمَّا يشير إلى صغر سنِّها، وعدم تأهُّلها لتحمُّل مسؤوليَّة الزواج، كما يُشير إلى ذلك بعضُ ما عرَضْتِه من أمثلة، ولذلك فلا يصحُّ أن يتمَّ اتِّخاذ قرارٍ بانهيار أُسْرة، واللُّجوء إلى أبغض الحلال؛ بسبب جهلٍ وقلَّةِ خبرةٍ متوقَّعة، في طريقة التَّفكير والتصرُّف من قِبَل هذه الزَّوجة.
إذْ لا بُدَّ من العمل، بل والاجتِهاد في تقديم النُّصح لها في كلِّ تفاصيل الحياة الزوجيَّة، وكيفيَّة تَعامُلِها مع الزَّوج وأهله، ومسؤوليَّاتِها الجديدة، وغير ذلك، وصحيحٌ أنَّ هذا الدَّور لا بدَّ أن يكون من مسؤوليَّة والدتِها وأهلها، لكن تقصيرهم فيه لا يَمْنع حرصكم على استمرار حياة ابن أختِك على أساسٍ سليم، مِن أَخْذ هذا الدَّور على عاتقكم؛ ولذلك أتَمنَّى مِن أختك الفاضلة، أن تأخذ دور الأمِّ النَّاصحة والمُعلِّمة مع زوجة ابنها، فإنَّ في ذلك خيرًا كثيرًا سيَعُود عليها قبل أن يعود على ابنها وزوجته.
أمَّا إذا لَم تستَجِب لتلك النَّصائح والإرشادات، فيُمكن حينها استخدامُ الشِّدة والعُقوبة من قِبَل الزوج تجاهها، وبحسب ما يتناسب مع أفعالها، دون مبالغةٍ أو تسويف، كما أنَّ العقوبة لا بدَّ أن يكون لها وقْعٌ وأثَرٌ في نَفْسِها؛ لتكون رادِعًا لها من تَكْرار أخطائها، بالإضافة إلى تقديم الثَّناء عليها، ورُبَّما حاجات ماديَّة ترغب فيها، عند التِزامها بواجباتِها، أو قيامها بتصرُّف مرغوب؛ لكي يتمَّ تعزيزُ تلك السُّلوكيات في نفسها، حتَّى تتحوَّل إلى عادةٍ لها؛ ففي ذلك تدريبٌ للزَّوج أيضًا على الحكمة والاتِّزان في التصرُّف مع زوجته؛ لأنَّه هو أيضًا ما زال حديثَ عهدٍ بالواقع الزوجيِّ الجديد.
كما يُمكنه - ويمكنكم أيضًا - إهداؤها بعضَ الكُتَيبات التي تتميَّز بسهولة الأسلوب، والتي تُعنَى بِمَواضيع التَّعامل الناجح بين الأزواج، أو غيرها من الموضوعات التي تقدِّم لها نفعًا في تحسين حياتِها الزوجيَّة والاجتماعيَّة بشكلٍ عام، بالإضافة إلى إهدائها الكتيبات، أو الأشرطة الدعويَّة التي تحضُّ على الإحسان للزَّوج وأهله، وفَضْل قيام الزَّوجة بتلك الواجبات في الدُّنيا والآخرة؛ لإثارة دوافعِها الذاتيَّة للقيام بتلك الواجبات، فتَقوم بها بإقبالٍ علَيْها، وليس بدافع الإجبار.
ولا بدَّ أن يُراعى في الاختيار: أن يكون أسلوب الكِتَاب أو المُحاضرة أسلوبًا ميسَّرًا ومرغِّبًا غيرَ منفِّرٍ، وبعيدًا عن التعقيد.

وأخيراً:
أختم بالدُّعاء إلى الله تعالى أن يُصلِح حالَ تلك الزَّوجة، ويجعلك سببًا في هديها، ويفتح لكم جميعًا أبواب الخير، وسنَكون سُعَداء بِسَماع أخبارك الطيِّبة.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.82 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.20 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.52%)]