عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 26-10-2021, 04:24 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي حقائب مدرسية ثقيلة إلى متى؟

حقائب مدرسية ثقيلة إلى متى؟


أ. عاهد الخطيب








كم كانت كبيرةً لنا ولا زالت لأبنائنا وأحفادنا فرحةُ أول يوم عودة للمدارس بعد عطلة صيفيَّة طويلة!



الطلاب جميعًا بملابسَ جديدةٍ زاهية، وحقائبَ جديدةٍ فارغة تنتظر بضاعتها من الكتب المدرسيَّة التي ستُوزَّع على الطلبة في يومهم الأول بعد بدء الدوام.



ليلة اليوم الأول أشبه بليلةِ العيد؛ ينام فيها الطالب سعيدًا قريرَ العين، يتطلَّع بشوق لطلوع الشمس؛ ليستيقظ مبكرًا، ويرتدي حُلَّته الجديدة، ويحمل حقيبتَه الخفيفة الخالية؛ لينطلق للمدرسة مسرعًا لرؤية الأصدقاء، يجتمعون في ساحة المدرسةِ، يتبادلون الحديثَ عن مغامراتهم في الإجازة قبل قرع الجرس، كان هذا الشعور بالبهجة للعودة للدراسة يدوم طويلًا، ولكنه يبدأ بالتقلُّص تدريجيًّا بعد بعض الوقت، حتى يتلاشى تقريبًا قرب نهاية العام؛ ليبدأ الحنين للإجازة من جديد.



أتذكر تلك الأيام الخواليَ كلما رأيت طلبةَ المدارس يحملون الحقائب على ظهورهم في طريقهم لمدارسهم أفرادًا وجماعات، فلا أكاد ألحظ فرقًا يُذكر سوى أن حقائبهم صارت أجمل، وتعددت فيها الأشكال والألوان، ولكني أشعر بالأسى عندما أرى طالبًا ضعيفَ البِنية في المرحلة الابتدائية يجاهد في حمل حقيبة كبيرة منتفخة، تُرهق كاهلَه؛ لكثرة ما فيها من كتب ودفاترَ ومطرات للمياه وساندويتشات، وغير ذلك من أدوات تكاد تلمس الأرض؛ لقصر حاملِها، فتشعر أن الحقيبة أكبر حجمًا من التلميذ، ترى جسدَه النحيل ينوء من فرط وزنها، ولا تدري أيهما أثقل في الميزان: الحامل أم المحمول؟



أصبح من الضرورة إعادة النظر في عدد ووزن الكتب الدراسية الذي يتزايد عامًا تلوَ آخر، خصوصًا بالمراحل الدراسية الأولى، وإيجاد حلولٍ متعددة للتخلُّص من هذه الحمولة الثقيلة اليوميَّة المرهقة لطلبتنا من الصغار؛ مثل: توزيع الجدول الأسبوعي بشكل جيد، يضمن حملَ الحد الأدنى من الكتب كلَّ يوم ، أو طباعة نسخ جديدة من الكتب أصغر وأخف، وتجزئة محتواها على فصلين بكتابين منفصلين، واستخدام دفاتر نحيفة، أو توفير نسخ إلكترونية بديلة لبعض الكتب - إن أمكن - وإبقاء الكتب الثقيلة في المدرسة إن لم يكن الطالب بحاجة يومية لها في البيت، وحث الطلبة على استخدام الحقائب ذات الحمَّالات العريضة الليِّنة التي تتوزع على الكتفين لا كتفٍ واحد، أو حقائب العجلات التي يمكن جرُّها، خصوصًا للطلبة الذين يقطعون مسافات طويلة على أقدامهم بين المدرسة والبيت، وتوفيرها من قِبل المدارس للفقراء من الطلبة، وغير ذلك من اقتراحات قد تخطر ببال المعنيِّين، تسهم في حل مشكلة الوزن الزائد لهذه الحقائب، وتخفف معاناة الطلاب.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.60 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.98 كيلو بايت... تم توفير 0.62 كيلو بايت...بمعدل (3.99%)]