الموضوع: المحراث
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 20-10-2020, 05:07 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,061
الدولة : Egypt
افتراضي المحراث

المحراث


عبدالشكور أحمد محمد




سُنبلةُ الأرض الذهبية
بيدِ فتاةٍ ريفية
وثوبها المزركشُ الطويل
خلف رجلٍ هرمٍ
في تلاطم المحراثِ والثور الأحمر
والترابُ الثائرُ حول النهر العتيق
والمياهُ العطشة في مستنقعات الصيف
حيثُ عِراكُ العرقِ وتجاعيدُ الجبهةِ السمراء
ومقبضُ المحراسِ الخشبي المشقق
بين أصابع يدٍ خشنة
والسوطُ النَعِسُ فوق ظهر الثور
بثوبه الأحمر المتعفن
وقربةُ الماء الساخنة
حين يختلطُ مائُها بالعرق
بين شفتينِ يابستينِ كالتراب
حرُّ صيفِ القريةِ الجبلية
والرجلُ الهرم يغني أغنيتهُ الريفية
عن الحب الأزلي
وسلةُ الطعام الجميلة
بيد طفلةٍ صغيرة
(أبي أبي أتيتُ بالغداء)
تمرٌ ولبنٌ وخبزٌ ريفي حار
والقليلُ من الماء
أما المحراث،
ذلك التَعِبُ المُعتق
يروي قصصاً عن التراب
عن الأرضِ والعراك
عن النهر والجفاف
عن التراث والتاريخ..
إنهُ المحراث
ذاكرةُ التاريخ
صانعُ الأرض...



تعليق وتقويم الأستاذ: شمس الدين درمش
تعليق: هذا النص نثرٌ كتب بشكل شعر التفعيلة, السطران الأول والثاني فيهما وزن فحسب (سنبلة الأرض الذهبية/ بيد فتاة ريفية), وإذا أخذناه نصًّا نثريًّا فإن موضوعه في وصف البيئة الريفية القديمة موضوع جميل, يُظهر معاناة الإنسان في حياته في العمل بأرضه التي يحرثها ويزرعها.
والعمل قيمة إنسانية حث عليها الرسول صلى الله عليه وسلم في أحاديث عديدة.

الأخ/ عبدالشكور محمد اختار (المحراث) عنوانًا, لكنه لم يتحدث عنه إلا قليلاً, وقدم صورة جميلة في الريف تداعب الخيال وتغريه بالماضي.


من الكلمات والعبارات التي نقف عندها: (المياه العطشة) ما معنى وصف المياه بالعطشة, فالأرض تعطش والمياه تروي؟!

(النهر العتيق) وصف النهر بالعتيق هل يعني القديم أو الكريم؟! لأن الذهن ينصرف في مثل هذا النص إلى معنى (القديم) كونه يحكي الماضي, ووصف النهر بالقديم لا معنى له, لأن الأنهار موغلة في القدم.
في عبارة (مقبض المحراس الخشبي المشقق). المحراس كتب بالسين خطأ مطبعيًّا والصواب بالثاء كما في العنوان.
كلمة (بين أصابع خشنة) مقبض المحراث يكون في (الكف) ولا يكون بين الأصابع.
في (يختلط مائها) الصواب (ماؤها).
ومثل عبارة (النهر العتيق) عبارة (ذلك التعب المعتق) فوصف (المعتق) غير واضح الدلالة، فضلاً عن احتمال قراءته (المعتّق) بتشديد التاء المفتوحة, أو بتسكين العين وفتح التاء مخففة. وفرق بينهما, ولفظ (العتيق أو القديم) أقرب للدلالة على المحراث.

يلاحظ ولع الكاتب بصيغ (المبالغة) على وزن (فَعِل) في الكلمات (العطشة) و(النعِس) و(هرِم) و(خشِنة) و(التعِب) والتي تأتي في بعضها صفة مشبهة مثل (هرِم) و(خشِن) وهو لافت للنظر في نص قصير, وكان الأولى أن يقول:

(العطش) و(الناعس) و(المتْعِب) ليخرج عن التكلف في صيغة معينة.

في النص صور جميلة عديدة من الريف كما في المقطع الأول, وصورة سلة الطعام في يد طفلة صغيرة تقدمها إلى أبيها الهرم.

وصورة الماء الذي يختلط بالعرق بين شفتين متيبستين.
أقترح على الكاتب إعادة صوغ النص بشكل (مذكرات محراث خشبي)!!


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 18.92 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.29 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.32%)]