[سائلة-]

لأني قارئة هاوية بسيطة في علم النفس ،
فإن الشيزوفينيا العقلية بشكل عام على نقيض ما يعتقده كثير من الناس .

مريض فصام الشخصية يعيش مع خيالات وأوهام يستيقن في دواخله 100% أنها حقيقية ؟!
لعلل كثيرة منها المخاوف المسبقة ، ومنها الصدمات العاطفية .
مثلاً شخص أعرفه قد كان يعمل في مصنع مع زملاء من طائفة أخرى ، و هم قد قضوا في عملهم عقوداً من السنين وعملوا مع أشخاص كثر من نفس طائفة هذا الشخص ، و مقر العمل تحت فحص ومراقبة باستمرار
كأي مكان للعمل في العالم ، و بالإضافة لكون كل من عاشر هؤلاء يشهد لهم بالإخلاص وحسن الخلق ،
صاحبنا ذاك عندما توظف كان طبيعياً جداً ومستأنساً بزملائه ، ولكن ؟
حين أدرك أنهم من طائفة مغايرة قام باختلاق خيالات وأوهام و تصديقها ..لا ؟
لم يصل الأمر إلى ذلك بل أصبح يعيشها واقعاً فيجعل له مخابئ وملاذات آمنة ، ويدخل على زوجته فجأة ويظن بها الظنون كذلك -وقيل والله أعلم- يضربها في لحظة غضب ضرباً مبرحاً ،
ومن ثم في النهاية ذهب إلى مركز الشرطة ..لسيجل بلاغاً ضد زملاؤه بالعمل ؟
بأنهم يدسون له السم ، وقصة عجيبة غريبة ؟
وكان يسرد قصة طويلة جداً بكل حماس وإخلاص لدرجة إي إنسان عادي قد تدفعه العاطفة
والتشويق إلى التصديق ، وهذا ليس من شأن المحققين المتخصصين ..حينها رفع محضر باسم
القضية ، وتم التدقيق في صحتها لمدة شهور ، والنتيجة كانت :

كلها أوهام !

حينها احتارت الشرطة فيم تفعل فقررت عرضه على طبيب نفسي مختص جداً ، وبعد عمل فحوصات ،
واختبارات موثقة تبين أنه مريض فصامي .


أنا أكد لم أتابع فلماً منذ 5 سنوات إلا عارضا وربي يعلم ، ولكن هناك فلم قيم من منظور نفسي يمكن الاستشها به لأنه يمكن أن يكون واقعاً بعنوان beautiful mind..
الفصام له أنواع تكاد لا تحصى منها : الفصام الزوراني (بارانوي) ويمكن في مجمله بضلالات الشك والاضطهاد ، ومنها الهيبروفيني ، والتخشبي .. إلخ و أخرى قد أجهلها لعلمي القاصر .
والفصام بالمناسبة يكثر في الغالب في فترة المراهقة ، و .. مما هو أمر مخيف جداً :

قد يكون موجوداً لدى أي إنسان !

بعكس مفهوم المرض الشائع لدينا الذي لا يحتمل إلا أمرين ( مريض ، معافى ) ، فإن الفصام مرض (نسبي ) أي قد توجد إحدى الأنواع لدى كل العالم بنسبة ضئيلة لنقل 5 أو 10% ، ولا أنا ولا أي طبيب في العالم يكتشفه ، وقد يوجد في بعض الأشخاص بنسبة متوسطة 30% ، وقد يوجد في أشخاص مما يظهر عليم المرض جلياً بسرعة كـ 50% وما فوق ، والله أعلم ونسبة العلم له أسلم .


و من منطلق رؤية شخصية بحتة ، واليقين التام في دواخلي أن كل حقيقة مدهشة موجودة في الإسلام حقاً ،
فأنا أظن - والظن أكذب الحديث - لربما قد يرتبط الفصام ارتباطاً وثيقاً بـ"أمراض القلوب" التي تحدث عنها السلف كثيراً .

أسأل الله لي ولكم السلامة والعافية .