عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 21-01-2012, 03:39 PM
الصورة الرمزية الفراشة المتألقة
الفراشة المتألقة الفراشة المتألقة غير متصل
مراقبة قسم العلوم الإسلامية
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
مكان الإقامة: في جنة الفردوس ولن أرضى بالدون .. سأواصل لأصل هنااك بإذن الله
الجنس :
المشاركات: 6,544
افتراضي رد: سيرة الداعية الإسلامية الفذة د.آمال نصير-رحمها الله-

الدكتورة آمال صالح نصير: برامج الندوة العالمية للشباب الإسلامي في إجازة الصيف توجه الفتيات وتنمي مواهبهن

مرحلة الشباب هي الفترة الذهبية في حياة الإنسان، ففيها القوة والعطاء، وفيها الحماسة والطموح، وكان لزاماً على المربين والآباء أن يهتموا بهذه المرحلة، ويستثمروا طاقتها وينمّوا مهارات الشباب فيها.

وهي من أخطر الفترات التي يتعرض فيها الشباب والشابات للتغيرات الفكرية، والعوامل التي تقود إلى الانحراف والاعوجاج. وفترة الصيف والإجازة المدرسية، التي تتسم بالفراغ، والتي إن لم تجد فيها الفتاة أو الشاب ما يشغلهما فسوف يتجهان إلى ما قد يفسد أخلاقهما ويعطل مسيرة العقل وإنتاجه وبناءه.
ومشكلة الفتيات أشد خطورة من مشكلة الشباب، فالشاب يستطيع الخروج مع أصحابه والمشاركة في النوادي، والانطلاق كيفما يريد، لكن ماهو وضع الفتاة؟ أتظل حبيسة البيت أم عرضة لمخالب الإنترنت أم فريسةً للفراغ القاتل لمواهبها ومهاراتها؟
إن الاهتمام بهذه الفترة، والعمل على إيجاد بدائل بناءة تشغل فكر الشباب وحياتهم، من واجبات المجتمع نحو أبنائه، وخاصةً من الجهات المعنية بالعمل الشبابي، وعلى رأسها الندوة العالمية للشباب الإسلامي، التي كان لنا هذا اللقاء مع إحدى ممثلاتها، من رائدات العمل الشبابي الداعية الدكتورة آمال صالح نصير، المشرفة على الأقسام النسائية بالندوة العالمية للشباب الإسلامي بمنطقة مكة المكرمة.

* بداية كيف ترين أثر الفراغ على الفتاة في فترة الصيف؟
الفراغ في طبيعته متنوع، قد يكون فراغاً عقلياً، إذ لم يكن قد تم تكوين هذه الفتاة لتمارس بعض المهارات والهوايات وتنمي تلك الملكة لديها حتى تشغل أوقات فراغها, وقد يكون فراغاً نفسياً وتفتقد الفتاة الحب والعطف والاهتمام من الوالدين فيدفعها ذلك إلى البحث عن هذه الحاجات الطبيعية خارج إطار المنزل، وفي جميع الحالات، للأسف، نجد أن هذه المشكلة تتفاقم إذا وجد الفراغ المركب، حين تجتمع هذه العوامل مع إجازة الصيف والفراغ من الدراسة والنوم والخروج إلى الأسواق مع الرفيقات والصديقات وغرف الدردشة والماسنجر بالاضافة إلى الفضائيات، وما تعرضه من فديو كلبات وأفلام ومسلسلات، كل هذه العوامل وغيرها تجعل من الإجازة الصيفية فرصةً لضياع الفتاة وانحرافها لاسمح الله، أو في المقابل تكون فرصة لبنائها نفسياً وسلوكياً إذا وجدت العناية اللازمة والتوجيه المناسب.

*ماذا عن دور الآباء في تقديم الرعاية للفتاة في تلك الفترة؟
دور البيت هو دور مهم للغاية من حيث مساعدة الفتاة على تنمية مهاراتها بالالتحاق بالنشاطات الصيفية والنوادي التربوية، التي تشغل الفتاة وتنمي فكرها ومواهبها, كما أن التشجيع على القراءة وعمل المسابقات للأبناء والبنات في البيت، لتلخيص كتاب أو قصة يعتبر من العوامل المشجعة على القراءة.

* أعتقد أن الأم لها دورها بصورةٍ مباشرة!
- أشدد هنا على دور الأُم بشكلٍ خاص فيجب أن تُربي الأم ابنتها على تحمل المسؤولية منذ الصغر لتساعدها في الأعمال المنزلية، والاهتمام بالإخوة الصغار والإشراف على المذاكرة لهم، وغيرها من المهام التي تبني شخصية الفتاة وتعدها لتكون أماً وربة بيتٍ ناجحة، وتنمي لديها القدرة على تحمل المسئولية والإدارة.

*هل تتأثر شخصية الفتاة إن لم تقم الأم بهذا الدور؟
- نحن نشاهد للأسف ما آل إليه حال الفتاة اليوم، فقد انتشرت ثقافة الخادمات وأصبحت الفتاة لا ترتب حتى غرفتها الخاصة، ولا تقوم بأي عملٍ في المنزل، وهذا انعكس على شخصيتها فانتشرت حالات الطلاق في السنوات الأولى من الزواج، والتي كان من أهم أسبابها عدم إعداد هذا الشاب أو هذه الفتاة إعداداً جيداً يجعلهما يتحملان ضغوط الحياة الزوجية، والأعمال المنزلية، حين لا تتوافر الخادمة لكل أسرة صغيرة ناشئة، وتكون النتيجة للأسف ما نراه من انتشار لحالات الطلاق.

*من خلال هذا التوجيه نعتبر أن إجازة الصيف فترة ذهبية للفتاة تتعلم فيها ومنها ما يفيدها في حياتها؟
- أحب أن أشير إلى أن الفتاة إذا لم تستثمر، إجازة الصيف استثماراً جيداً فإنها بذلك تفقد الكثيرمن الفرص المناسبة لتطوير ذاتها وصقل مواهبها، هذا بالإضافة إلى ما أشرت إليه في بداية الحديث عن الفراغ، وما يترتب عليه من أضرار قد تلحق بالفتاة لاسمح الله، فتكون إجازة الصيف بالنسبة إليها هي بداية انحراف وضياع، بدلاً من أن تكون بداية طريق مليء بالأهداف وبناء الشخصية وخدمة الوطن والدين، ففترة الشباب هي فترة الطاقة والحيوية والنشاط.

*ولكن ماهي الوسائل التي تؤديها الفتاة لشغل فراغها؟
- تتعدد الوسائل والمجالات التي يمكن للفتاة المشاركة فيها، ومنها المخيمات الصيفية والنوادي التربوية الهادفة، كما أرى أن بإمكان الفتاة أن تدعم العمل الخيري في إجازتها الصيفية، فتتبنى أحد المشاريع الخيرية وتسوقه بين زميلاتها وفي المنتديات، لتكون بذلك مساهمة في هذا الخير، وتشغل وقتها بما يتعدى نفعه لغيرها، ويوجد عندنا في الندوة العالمية للشباب الإسلامي، العديد من المشاريع التي يمكن للفتيات المشاركة فيها، مثل حملة المليون مصحف، والبرامج الموسمية مثل إفطار الصائم، ووجبة الحاج، كل هذه المشاريع وغيرها بإمكان الفتاة المشاركة فيها وكسب الأجر من خلالها.

*كيف ترين أثر القراءة في حياة الفتاة؟
إن القراءة من أهم الوسائل لشغل أوقات الفراغ، وبناء شخصية سليمة ومثقفة وواعية وأنا أطالب الآباء بأن يكونوا قدوة لأبنائهم في القراءة، وأن يكون شراء الكتاب أو المجلة من اختيار الفتاة مع إشرافهم على ذلك، وأن يقوموا جميعاً بزيارات متكررة للمكتبات، والتعرف بالكتب ومؤلفيها، ومحاولة المشاركة بالكتابة في المجلات الشبابية، التي تهتم بقضايا الفتيات مثل مجلة (تحت العشرين) ومجلة (حياة) وتجميع مواضيع وأفكار وإرسالها إليها بصفة مراسلة متطوعة.
كما أنه يمكنها الانضمام إلى الفرق الشبابية المتطوعة في الندوة والمساهمة في نشاطاتها التي تقدمها وخدماتها للمجتمع مثل فريق: حلم يتحقق، وعقد جمان وسدرة، والعديد من الفرق التي تختلف في مجالاتها ونشاطاتها.

*ماهي البرامج التي تقدمها الندوة للفتيات؟
- الندوة منظمة ترعى الشباب، لذلك فجميع البرامج المحلية موجهة للشباب والفتيات، فهناك برنامج سندريلا الذي سيقام في بداية شهر شعبان وهو برنامج لإعداد الفتيات والشبان للزواج, كما سيتم إطلاق برنامج للشابات في الأول من شعبان بعنوان "الأول في حياتي" ويستهدف الفتيات من سن 15 – 20 سنة, كما تم التنسيق مع حملة ركاز لتعزيز الأخلاق التي تقام هذا العام تحت عنوان "فاز من حياته إنجاز" تم التنسيق معهم لعمل برنامج للصيف للفتيات في القسم النسائي بالندوة، كما تقوم الندوة بضم العديد من فرق الفتيات المتطوعات فيما يسمى بالفرق الشبابية، وتقوم بالإشراف على مشاريعهن وبرامجهن كدعم وتشجيع لهذه الطاقات والمواهب الشابة.
كما خرجت مجموعة مباركة من الشابات احتضنتهن في برامجها والآن أصبحن ولله الحمد مشرفات على هذه البرامج والنشاطات المختلفة، وأخص بالذكر الأختين حنين السديري وشريفة السديري، اللتين تشرفان على فريق (جود) وتقومان بإدارته وتنفيذ نشاطاته المختلفة مع (30) فتاة أخرى يشكلن جميعاً فريقاً متكاملاً ونشيطاً.

* هل من كلمة توجهينها إلى الفتيات؟
- يمكنني القول إن النفس إذا لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية، فعلى الفتاة أن تشغل وقتها بما هو نافع ومفيد لها ولأسرتها ومجتمعها،كما أهمس في أذن كل فتاة فأقول: الفتيات كثيرات ولكن كوني أنت المتميزة من بينهن، بخلقك وتمسكك بدينك وبسلوكك الراقي، ودورك الكبير في الحياة، وحاولي أن تغتنمي فترة الصيف لبناء ذاتك وتطويرها ولا تنسَي أن الشاب يبحث دائماً عن الفتاة المثقفة الواعية التي تعتز بدينها وقيمها لتكون أماً ناجحةً لأبنائه ورفيقة لدربه.
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 19.83 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 19.22 كيلو بايت... تم توفير 0.61 كيلو بايت...بمعدل (3.09%)]