عرض مشاركة واحدة
  #1575  
قديم 19-12-2013, 06:36 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات للقزويني

إعداد الدكتور: نظمي خليل أبو العطا
ـ العمل الإبداعي الذي نحن بصدد الحديث عنه اليوم هو المؤلف الطريف عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات للإمام العالم زكريا بن محمد بن محمود القزويني المولود سنة 600 هجرية والمتوفى سنة 682 هجرية رحمه الله.
محتوى الكتاب:
بدأ المؤلف مؤلفه بخطبة وضح فيها سبب تأليفه للكتاب، وتسميته بعجائب المخلوقات وغرائب الموجودات ثم بدأ في وصف معنى العجب، ثم شرح معنى الغريب والمشاهدات المألوفة لكن لا يستطيع شيء مع قدرة الخالق وجبلة المخلوق وجميع ما فيه: إما عجائب صنع الباري تعالى وذلك أما محسوس أو معقول لا ميل فيهما ولا خلل. وإما حكاية طريفة منسوبة إلى رواتها لا ناقة لي فيها ولا جمل، وأما خواص غريبة وذلك مما لا يفي العمر بتحرياتها ولا معنى لترك كلها لأجل الميل في بعضها فإني أحببت أن تكون منها على تقه فشمر لتجربتها وإياك أن تغتر أو تلم أو تمل إذا لم تصب في مرة أو مرتين ثم قال: وسميته عجائب المنخلوقات وغرائب الموجودات.
في شرح العجب:
في الشرح العجب قال القزويني رحمه الله: قالوا: العجب حيرة تعرض للإنسان لقصوره عن معرفة سبب الشيء أو عن معرفة كيفية تأثيره فيه.
مثال ذلك: أن الإنسان إذا رأى خلية النحل ولم يكن شاهدها قبل لكثرته حيرة لعدم معرفة فاعلها، فلو علم أنها من عمل النحل لتحير أيضاً من حيث ذلك الحيوان الضعيف كيف أحدث هذه المؤسسات المتساوية الأضلاع التي عجز عن مثلها المهندس الحازق مع الفرجار والمسطرة ومن أين لها هذا الشمع الذي اتخذت منه بيوتها المتساوية التي لا تخالف بعضها بعضاً كأنها أفرغت في قالب واحد ومن أين لها هذا العسل الذي أودعته فيها ذخيرة للشتاء، وكيف عرفت أن الشتاء يأتيها وأنها تفقد فيه الغذاء وكيف اهتدت إلى تغطية خزانة العسل بغشاء رقيق ليكون الشمع محيطاً بالعسل من جميع جوانبه فلا ينشفه الهواء ولا يصيبه الفأر ويبقى كالبرنية المنضمة الرأس فهذا معنى العجب وكل ما في العالم بهذه المثابة.
وعن تقسيم المخلوقات: قال القزويني: المخلوق كل ما هو غير الخالق سبحانه وتعالى. وهو أما أن يكون قائماً بالذات أو قائماً بالغير، والقائم بالذات إما أن يكون متحيزاً فهو الجسم وإن لمن يكن فهو الجوهر الروحاني، وهو إما أن يكون متعلقاً بالأجسام تعلق التدبير وهو النفس أو لا يكون وهو إما أن يكون سليماً عن الشهوة والغضب وهو الملك أو لا يكون وهو الجن القائم بالغير فإن كان قائماً بالمتحيزات فهو الأعراض الجسمانية وإن كان قائماً بالمفارقات فهو الأعراض الروحانية كالعلم والقدرة..
وفي معنى الغريب قال:
الغريب كل أمر عجيب قليل الوقوع مخالف للعادات المعهودة والمشاهدات المألوفة وذلك إما من تأثير نفوس قوية أو تأثير أمور فلكية أو أجرام عنصرية كل ذلك بقدرة الله تعالى وإرادته فمن ذلك معجزات الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
ثم قال: ومنها اختصاص بعض النفوس من الفطرة بأمر عجيب لا يوجد مثله لغيرها كما ذكر أن في الهند قوماً إذا اهتموا بشيء اعتزلوا الناس وصرفوا همتهم على ذلك الشيء فيقع وفق اهتمامهم.. ثم قال: ومن ذلك أمور سماوية مظهور الكواكب ذوات الأذناب.. وانقضاض شهب يستضيء الجو منها، ومنها سقوط جسم من الجو ثقيل ومنها سقوط ثلج أبو برد في غير أوانه ومنها سقوط أحجار من الحديد والنحاس في وسط الصواعق ومنها وقوع خسف من الأرض وخروج ماء أسود منها.
وثالثها: أمور غريبة تحدث من أجساد أرضية كجذب المغناطيس للحديد.
كسوف الشمس:
وعن كسوف الشمس قال: وسببه كون القمر حائلاً بين الشمس وبين أبصارنا لأن جرم القمر كمد فيحجب ما وراءه فإذا قارن الشمس وكان في إحدى نقطتي الرأس والذنب أو قريباً منه فإنه يمر تحت الشمس فيصير حائلاً بينها وبين الأبصار.
وعن تأثير الشمس في السفليات قال:
وأما في السفليات فمنها تأثيرها في البحار فإنها إذا أشرقت على الماء صعدت منه أبخرة بسبب السخونة فإذا بلغ البخار إلى الهواء البارد تكاثف من البرد وانعقد سحاباً ثم تذهب به الرياح إلى الأماكن البعيدة عن البحار فينزل مطراً يحيي الله به الأرض بعد موتها، وتظهر منه الأنهار والعيون فيصير سبباً لبقاء الحيوان وخروج النبات وتكون المعادن.
وعن النباتات النجوم (الحولية) قال:
النجم كل نبت ليس له ساق صلب مرتفع مثل الزروع والبقول والرياحين والحشائش البرية فنقول: إن الله تعالى أجرى متنه سنة سنة أن يحيي الأرض بعد موتها فيجري يابس أنهارها وينشر رفات نباتها، فترى الأوراق نخضرة والأنوار والأزهار مصفرة ومحمرة ليستدل بها على إحياء الأموات وإعادة العظام والرفات.
وقال: واعلم أن عقول العقلاء متحيرة في أمر الحشائش وعجائبها وأفهام الأذكياء قاصرة عن ضبط خواصها وفوائدها وكيف لامع ما يشاهد من اختلاف صور قضبانها واختلاف أشكالها وألوانها وعجيب ستور أوراقها وأنهارها، وكل لون منها ينقسم إلى أقسام كالحمرة مثلاً فإنها وردي وأرجواني وسوسي وشقائق وأدريوني وإلى غير ذلك مع اشتراك كلها في الحمرة ثم عجائب روائحها ومخالفة بعضها البعض مع اشتراك الكل في الطيب ثم عجائب أشكال حبوبها فإنه لكل واحدة منها شكل وورق وعرق وزهر ولون وطعم ورائحة خاصة بل خاصيات (لا يعلمها) غير الله والتي عرفها الإنسان بالنسبة إلى ما لم يعرفه كقطر من البحر. ثم بدأ يصف تلك النباتات واحداً واحداً.
وتكلم عن الحيوان بنفس النسق. وهكذا فالكتاب مبدع وممتع بشكل غريب، فكان اسماً على مُسَمَّى.
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.50 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.89 كيلو بايت... تم توفير 0.60 كيلو بايت...بمعدل (3.44%)]