عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 25-11-2020, 09:02 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي التحذير من مخاطر البدعة

التحذير من مخاطر البدعة
تعريف البدعة: البدعة في اللغة : ما أُحدِثَ علي غير مثال سابق، ومنه قوله تعالي: {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} (البقرة:117)، أي منشؤها ومخترعها ومبدعها علي غير مثال سبق . قال ابن الجوزي: " البدعة : عبارة عن فعلٍ لم يكن ؛ فُابتُدع "([1]) . ولذا سميت البدعة بدعة؛ فإن البدعة في اللغة : الشيء الذي أحدث على غير مثال سواء كان محمودًا أو مذمومًا .

وفي الشرع: قال الشاطبي في الموافقات (1|28 ): طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه. وقال العلامة الشمني : بأنها ما احدث علي خلاف الحق المتلقي عن رسول الله صلي الله عليه وسلم من علم أو عمل أو حال بنوع شبهة أو استحسان وجعله دينا قويما وصراطا مستقيما ([2]).

وقال السيوطي: "البدعة عبارة عن فعلةٍ تصادم الشريعة بالمخالفة أو توجب التعاطي عليها بزيادة أو نقصان".([3]) وبناء على ما سبق فالبدعة المذمومة ما كان في الدين، بوجوه الإحداث المختلفة من الزيادة أو النقصان أو التبديل ونحو ذلك، وكل تلك الصور حرام، وهاك بيان لمخاطر الإحداث في دين رب العالمين سبحانه:

(1) الابتداع يفرق الأمة ويمزق وحدة المسلمين. كانت بدعة الخوارج وخروجهم على الصحابة ورفضهم لسُنةٍ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكذا بدعة القدريين سببًا في إنشاء وإحداث فرقاً ومذاهب مزقت وحدة الأمة، وتلتها بدعة السبئيين أتباع عبد الله بن سبأ اليهودي الذين قالوا بألوهية علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ثم بدعة المعتزلة والجهمية وغير هذا وذاك من المذاهب الفكرية والسياسية، فتشتت المسلمون بين تلك الفرق إلى اليوم. والفرق هذه وان كانوا قلة في الأتباع، إلا أنهم بلا شك أحدثوا شرخًا في صف المسلمين، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ}(الأنعام:159). وقال تعالى: {وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ}(الروم:31 ، 32) . وقال صلى الله عليه وسلم: "تَفَرَّقَتْ الْيَهُودُ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ أَوْ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً وَالنَّصَارَى مِثْلَ ذَلِكَ وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً ([4]) " وفي رواية "كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلَّا وَاحِدَةً وَهِيَ الْجَمَاعَةُ ([5])". وفي رواية أخرى " كُلُّهُمْ فِي النَّارِ إِلَّا مِلَّةً وَاحِدَةً قَالُوا وَمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي ([6])". وعلى هذا فالبدعة تفرق وتمزق صف الأمة لأنها قائمة على الأهواء، وقد عمل أعداء الأمة على بث روح الخلاف بين المسلمين، ودعم بعض تلك الفرق، فبدعة القاديانية التي أنشأها غلام أحمد القادياني كانت بدعم من الانجليز، فقد كان عميلاً لهم، وكذا بدعة البهائية فهي إلى الآن مدعومة من اليهود ، فإسرائيل تحتضنهم وتقدم لهم الدعم وتمنحهم التأشيرات للدخول لديها، فهم يحجون إلى بيت العدل في إسرائيل. وهكذا دومًا يحتضن أعداء الأمة كلَّ فكرٍ منحرفٍ بعيدٍ عن الكتابِ والسُنةِ، ليحصل لهم أمران : الأول: إبعاد الدين عن دائرة الصراع، والثاني: تمزيق الأمة وتشتيتها.

2- البدعة تحبط العمل (مردودة): قال تعالى مبينًا ذلك:{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ }(الغاشية:2، 3). وقال سبحانه: { قُلْ هَلْ نُنَبّئُكُم بِالاْخْسَرِينَ أَعْمَالاً الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِى الْحياةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا}(الكهف:103، 104). وقال تعالى : {أَفَمَن زُيّنَ لَهُ سُوء عَمَلِهِ فَرَءاهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِى مَن يَشَاء فَلاَ تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ}(فاطر:8). ويوضح هذا قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ([7]) ". قال النووي في شرح صحيح مسلم (6|150) : قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ " وَفِي الرِّوَايَة الثَّانِيَة : " مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ " قَالَ أَهْل الْعَرَبِيَّة: (الرَّدّ) هُنَا بِمَعْنَى الْمَرْدُود ، وَمَعْنَاهُ : فَهُوَ بَاطِل غَيْر مُعْتَدّ بِهِ . وَهَذَا الْحَدِيث قَاعِدَة عَظِيمَة مِنْ قَوَاعِد الْإِسْلَام، وَهُوَ مِنْ جَوَامِع كَلِمه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّهُ صَرِيح فِي رَدّ كُلّ الْبِدَع وَالْمُخْتَرَعَ ات. وَفِي الرِّوَايَة الثَّانِيَة زِيَادَة وَهِيَ أَنَّهُ قَدْ يُعَانِد بَعْض الْفَاعِلِينَ فِي بِدْعَة سُبِقَ إِلَيْهَا، فَإِذَا اُحْتُجَّ عَلَيْهِ بِالرِّوَايَةِ الْأُولَى يَقُول : أَنَا مَا أَحْدَثْت شَيْئًا فَيُحْتَجّ عَلَيْهِ بِالثَّانِيَةِ الَّتِي فِيهَا التَّصْرِيح بِرَدِّ كُلّ الْمُحْدَثَات، سَوَاء أَحْدَثَهَا الْفَاعِل، أَوْ سُبِقَ بِإِحْدَاثِهَا. وَفِي هَذَا الْحَدِيث : دَلِيل لِمَنْ يَقُول مِنْ الْأُصُولِيِّين َ : إِنَّ النَّهْي يَقْتَضِي الْفَسَاد . وَمَنْ قَالَ: لَا يَقْتَضِي الْفَسَاد يَقُول هَذَا خَبَر وَاحِد، وَلَا يَكْفِي فِي إِثْبَات هَذِهِ الْقَاعِدَة الْمُهِمَّة، وَهَذَا جَوَاب فَاسِد . وَهَذَا الْحَدِيث مِمَّا يَنْبَغِي حِفْظه وَاسْتِعْمَاله فِي إِبْطَال الْمُنْكَرَات، وَإِشَاعَة الِاسْتِدْلَال بِهِ .ا هـ

3- المبتدع متهم لله تعالي بأنه ما أكمل دينه وما أتم نعمته، ولذا فهو يدخل في الدين ما يراه بزعمه حسناً ومتمماً، وهذا ينافي الأدب مع الله الذي له حق التسليم والانقياد ، ولله در الزُهري حين قال: "من الله الرسالة وعلى الرسول البلاغ وعلينا التسليم " ، وعن عائشة قَالَتْ: وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَتَمَ شَيْئًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى اللَّهِ الْفِرْيَةَ وَاللَّهُ يَقُولُ: { يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ }([8]) .

4– المبتدع متهم لرسول الله صلي الله عليه وسلم بأنه ما بلغ عن الله حقًا كما ينبغي ، فهو متهم لرسول الله بالتقصير . وعن ابن الماجشون، قال : سمعت مالكاً يقول : "مَن ابْتَدَعَ في الإِسلام بدعةً يَراها حَسَنةً ؛ فَقَدْ زَعَمَ أَن مُحمّدًا - صلى الله عليه وعلى آله وسلم- خانَ الرّسالةَ ؛ لأَن اللهَ يقولُ : {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} فما لَم يَكُنْ يَوْمَئذ ديناً فَلا يكُونُ اليَوْمَ ديناً ([9]) ".

5- المبتدع متبع غير شرع الله . المبتدع لما لم يقف عند حدود الله ، وأنشأ في دين الله تعالى ما لم ينزل به سلطاناً ، فهو متبع غير شرع الله ، إما اتبع هواه أو أباءه أو المشائخ أوغيرهم، قال تعالى :{ أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (الشورى:21). وقال سبحانه : { اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} (التوبة:31)، لما سمع عدي بن حاتم رضي الله عنه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقرأ هذه الآية قال : "إنا لسنا نعبدهم" ، فقال صلى الله عليه وسلم: " أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه ، ويحلون ما حرم الله فتحلونه ؟!!" فقال عدي : بلى ، فقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" فتلك عبادتهم "([10]) .

6 - المبتدع محارب للسنة النبوية . فالبدعة تذهب بسُنة وتضعف وازع الدين في قلوب الناس، وعن عبد الله الديلمي، قال : « إن أول الدين تركاً السنة يذهب الدين سنة سُنة كما يذهب الحبل قوة قُوة »([11]) وقال ابن الديلمي أيضًا : سمعت عبد الله بن عمرو يقول : « ما ابتدعت بدعة إلا ازدادت مضياً ، ولا نزعت سنة إلا ازدادت هرباً »([12]). وقال ابن القيم رحمه الله تعالى: القلوب إذا اشتغلت بالبدع أعرضت عن السنن ([13]).

7– المبتدع يكذب علي رسول الله صلي الله عليه وسلم . قال أبو شامة : إن الرجل العالم المقتدى به والمرموق بعين الصلاح إذا فعلها -أي البدعة - كان موهماً للعامة أنها من السنن كما هو الواقع فيكون كاذباً على رسول الله صلى الله عليه وسلم بلسان الحال الذي قد يقوم مقام لسان المقال ، وأكثر ما أتى الناس من البدع بهذا السبب ، وهو الظن في شخص أنه من أهل العلم والتقوى وليس هو في نفس الأمر كذلك ، فيرمقون أقواله وأفعاله فيتبعونه في ذلك فتفسد أمورهم . ففي الحديث عن ثوبان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "إن مما أتخوف على أمتي الأئمة المضلين ([14])" أخرجه ابن ماجه والترمذي وقال هذا حديث صحيح . وفي الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" إن الله لا يقبض العلم انتزاعاًًًًًًًً ًًًًًًً ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلم بموت العلماء وحتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤساء جهالاً فأفتوا بغير علم وأضلوا ([15]) " انتهى([16]) .

8- المبتدع محكم لهواه . لأنه عبد الله بما وافق هواه ورغباته لا بما شرع الله تعالى ، قال تعالى: { فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} (القصص:50)

9– البدعة لا يتاب منها . إن من شؤم البدعة على صاحبها أنه قلما يتوب إلى الله منها، لأن الشيطان زين له بدعته فنظر إليها على أنها طاعة وقربة، ولم ينظر إليها على أنها إثم ومعصية. ومن كان هذا حاله فقل أن يتوب إلا من يتداركه الله برحمته. وعلى هذا المعنى تحمل الأحاديث والآثار الواردة في هذا الباب . من ذلك ما أخرجه ابن أبي عاصم بسنده عن أنس رضي الله عنه قال . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن الله حجز- أو قال: حجب- التوبة عن كل صاحب بدعة » ([17]). وقال سفيان الثوري : "إن البدعة أحب إلى إبليس من المعصية لأن البدعة لا يتاب منها والمعصية يتاب منها"([18]) .

10- المبتدع يرد عن حوض النبي صلي الله عليه وسلم يوم القيامة . البدعة سبب الحرمان من الشرب من حوض النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلِّم فعن سهل بن سعد الأنصاري، وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهما أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلِّم قال : « أنا فَرَطُكم على الحوض من مرّ علي شرب، ومن شرب لا يظمأ أبدًا . ليردن علي أقوام أعرفهم ويعرفونني ثم يحال بيني وبينهم فأقوِل إنهم من أمتي ، فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك . فأقول : سحقاَ لمن غيّر بعدي »([19]). والفرط : الذي يسبق إلى الماء .

11- المبتدع ومن آواه وأيده متعرضان لسخط الله وغضبه. فعن علي رضي الله عنه قال حدثني رسول الله صلي الله عليه وسلم بكلمات أربع : "لَعَنَ اللَّهُ مَنْ لَعَنَ وَالِدَهُ وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللَّهِ وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ آوَى مُحْدِثًا وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ غَيَّرَ مَنَارَ الْأَرْضِ ([20]) ". والمنار أي حدود الأرض . وأقول إذا كان من يؤوي محدثًا يُلْعَنُ من الله سبحانه ، فكيف بالمحدث نفسه؟!! وأيضًا رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : "مَنْ أَحْدَثَ حَدَثًا أَوْ آوَى مُحْدِثًا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَة ِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ،لَا يُقْبَلُ مِنْهُ عَدْلٌ وَلَا صَرْفٌ ([21])".

12 - المبتدع يحمل أوزاره وأوزار من يتبعه . قال الله تعالى: {لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ} (النحل: 25). وعن جرير بن عبد الله قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ كُتِبَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا وَلَا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ كُتِبَ عَلَيْهِ مِثْلُ وِزْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا وَلَا يَنْقُصُ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ ([22]) ". وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنْ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ كَانَ عَلَيْهِ مِنْ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا ([23]) ".

13 - المبتدع من أبغض الناس إلى الله تعالى . عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "أَبْغَضُ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ ثَلَاثَةٌ مُلْحِدٌ فِي الْحَرَمِ وَمُبْتَغٍ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ وَمُطَّلِبُ دَمِ امْرِئٍ بِغَيْرِ حَقٍّ لِيُهَرِيقَ دَمَهُ ([24])".

والله وحده من وراء القصد


كتبه/ أبو عاصم البركاتي المصري




([1]) تلبيس إبليس (ص 16) .

([2]) انظر : الإبداع في مضار الابتداع ص26 للشيخ علي محفوظ رحمه الله .

([3]) الأمر بالإتباع والنهي عن الابتداع للسيوطي ص88.

([4]) أخرجه : الترمذي (2564 ) وأبو داود (3980) وأحمد(8046) وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (203).

([5]) أخرجه : ابن ماجه(3983 ) وأبو داود (3981) وأحمد(12022) وصححه الألباني في الصحيحة ( 1492).

([6]) أخرجه : الترمذي (2565) والطبراني في المعجم الكبير (7553)وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة ( 1348).

([7]) أخرجه البخاري معلقًا ووصله مسلم برقم(1718) من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.

([8]) أخرجه :البخاري (6977) مسلم (259) وهذا لفظه .

([9]) الإحكام لابن حزم (6| 791) والاعتصام للشاطبي (1| 297).

([10]) أخرجه الترمذي (3020) و الطبراني في الكبير (13673) وصححه الألباني في الصحيحة برقم ( 3293).

([11]) الإبانة لابن بطة (234).

([12]) الإبانة لابن بطة (235).

([13]) إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان (1|213).

([14]) أخرجه : الترمذي (2229) والدارمي (209) وأبو داود (4252).

([15]) أخرجه :البخاري رقم (100) ومسلم(2673).

([16]) الباعث على إنكار البدع والحوادث ص57 ،58.

([17]) أخرجه : البيهقي في شعب الإيمان (9137) وابن أبي عاصم في كتاب السنة ومعه ظلال الجنة في تخريج السنة . للشيخ محمد ناصر الدين الألباني ، المكتب الإسلامي ، بيروت ، 1 / 12 . قال الشيخ الألباني : حديث صحيح بشواهده.

([18]) البيهقي في شعب الإيمان (9135)

([19]) صحيح البخاري برقم (6583) ، ورقم (6584) ، وصحيح مسلم برقم (2290) .

([20]) أخرجه : مسلم (3657) والنسائي (4346) وأحمد (1306)

([21]) أخرجه : البخاري ( 2943 ) ومسلم (2433).

([22]) أخرجه : مسلم (1017)والترمذي (2675) والنسائي (2554) وأحمد (18675).

([23]) أخرجه : مسلم (2674) وأبو داود (4609)والترمذي (2674) .

([24]) أخرجه : البخاري: الديات (6882) .




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 30.80 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 30.18 كيلو بايت... تم توفير 0.62 كيلو بايت...بمعدل (2.02%)]