عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 10-08-2020, 04:04 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,095
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الهوة الهاوية: الشرك بالله

إن المخلب الصهيوني توغل في أرضنا الإسلامية أيها الإخوة عندما تخلينا عن النصوص قرآنًا وسنة، وتبلَّد فهم الرأي العام لصريح الأمر والنهي فيهما، وتُهْنَا بينَ عقائد الشرق والغرب، يَفهَمُ ذلك كلُّ عاقل عنده مسكة من فهم أو فقه.

وهذا الشاعر الفيلسوف محمد إقبال - رحمه الله وعفا عنه- نجده في تحليله لواقع المسلمين يحصر عللَ التخلف في أربعة عناصر ذاتية، فيجعل أولها:
فساد العقيدة، وتحول التوحيد الإسلامي إلى وثنية متسترة ... مع انجذاب للأوهام [11].

ورحم الله من قال:
فلسطين ضاعت يوم ضاعت عقيدة
وبات فساد الحال أقبح مقتنى

أيجحد دينٌ أورَد العرب سؤددًا
وينقض ما شاد النبي وما بنى؟

ليرضى علينا الغرب حينًا ويحتفي
بنا الشرق أحيانًا... ونفقد ذاتنا

وما زادنا هذا التذبذب عزة
ولكن حصدنا دونه الشوك والعنا[12]


بينما - وهذا يشهد به التاريخ - يوم كنا على ميراث الدعوة، محتمين بالنصوص، ومقتفين آثار الصالحين، ومتخذين القرآن دستورًا، واللهَ غايةً ومحمدًا صلى الله عليه وسلم أسوة وقائدًا - يومها حُزْنَا المجدَ كله والنصر كله ...
حين كنا...
نتغذَّى من عقول الفضلاء
وتُربِّينا شريفات النساء
آلت الأرض إلينا...
والسماء
أشرق النور فينا...
وتباهينا...
بجيل العظماء
♦♦♦♦
وسقطنا...
إذ رضعنا كلمات الآخرين
وطعمنا من فتات الغالبين
أوهمونا
أننا نطفو
بإغراق السفين
أننا نحيا
بدفن السابقين
فتسابقنا
لسب العلماء
وتندرنا بقول الأنبياء... [13]
نعم أما اليهود
أما اليهود فليس في أرضي مكان لليهود
وليعطهم بلفور من إنجلترا بدل الوعود
وبذكر بلفور أقول لكل ذي كرم وجود:
أنا ما رأيت كمثل بلفور صفيقًا في الوجود
يعطي اللصوص على هواه من الوعود بلا حدود
وبرغم ذلك فما البليَّة عند بلفور الحقود
بل عند من يتجاهلون بأنها أرض الجدود... [14].

إن الحرب بيننا وبين اليهود ليست حربَ أرض وحدود، ولكنها حرب عقيدة ووجود؛ فالقوم ينطلقون من عقيدة ولن ينهزموا ممن يصاولهم إلا يوم ينطلق هو الآخر من عقيدة.

فلنعد أيها الإخوة إلى ديننا تَعُدْ إلينا عزتُنا، ولنقم دولة الإسلام في قلوبنا تقم لنا على أرضنا، وذلك بالعودة إلى القرآن والسنة بإقامة التوحيد، ونبذ الشرك الذي تبينا خطره.

والسؤال الذي يرد على الأذهان الآن، ويكاد يقفز خارجها هو: كيف وصل الشرك إلى الأرض؟ وكيف رحل عبر طريق التوحيد الذي بدأ مع فطرة الإنسان قبل بداية الحياة، فكل مولود يولد على الفطرة - أي: يولد موحدًا -؟
فكيف دنس الشرك فطرة التوحيد؟
وهذا هو عنصرنا الثالث من عناصر اللقاء: رحلة الشرك.

أيها الإخوة، خلق الله آدم في السماء وشرَّفه وأسكنه الجنة وزوَّجه، ثم حدث ما حدث من إغواء الشيطان لهما، فأُهبِطا إلى الأرض ومعهما المنهج الذي وضعه الله لآدم عليه السلام بقوله: ﴿ قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [البقرة: 38، 39]، ولم يعرف أن آدم وبنيه انحرفوا عن ملة التوحيد وشريعة الحق والهدى لمدة حتى توفِّي آدم، وعقبه الله بأنبياء من بنيه وذريتهم، حتى مضتْ على ذلك مدة طويلة ثم جاء الشرك، روى الطبري بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلُّها على شريعة من الحق، فاختلفوا فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين".

ومن هنا بدأ الشرك أيها الإخوة رحلتَه العَفِنة القذرة في أرض التوحيد الأولى، نعم كان الناس على شريعة من الحق والهدى حتى زيَّن الشيطان - عليه لعنة الله - لقوم نوح عليه السلام عبادةَ الأصنام، فكانوا أول من أحدث الشرك كما روى البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال:
"صارت الأوثان التي كانت في قوم نوح في العرب بعده، أما "ود" فكانت لكلب بدومة الجندل، وأما "سواع" فكانت لهذيل، وأما "يغوث" فكانت لمراد، ثم لبني غطيف بالجرف عند سبأ، وأما "يعوق" فكانت لهمْدان، وأما "نسر" فكانت لحِمْيرٍ لآل ذي الكلاع، أسماء رجال صالحين من قوم نوح، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون أنصابًا، وسموها بأسمائهم ففعلوا، فلم تُعبَدْ حتى إذا هلك أولئك، وتنسخ العلم عُبدتْ"[15].

أي إنهم عبدوا تلك الصور لما ضاع العلم بشأنها لم كانت؟ وما هي؟!
وقال الحافظ ابن حجر: أخرج الفاكهي من طريق عبيد بن عمير قال: أول ما حدثت الأصنام على عهد نوح عليه السلام، وكانت الأبناء تَبَرُّ الآباء، فمات رجل منهم فحزن ابنه عليه، فجعل لا يصبر عنه فاتخذ مثالاً على صورته، فكلما اشتاق إليه نظره، ثم مات ففعل به كما فعل حتى تتابعوا على ذلك فلما مات الآباء قال الأبناء: "ما اتخذ آباؤنا هذه الآلهة إلا أنها كانت آلهتهم فعبدوها"، فلما أراد الله أن يرحمهم وأن يخرجهم من ظلمات الشرك إلى نور التوحيد أرسل الله إليهم نوحًا عليه السلام، فلبث فيهم ألفَ سنة إلا خمسين عامًا يدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وترك تلك الأصنام، فكان من شأنه وشأنهم ما قصَّ علينا ربنا في كتابه أنهم أصروا وعاندوا واستكبروا: ﴿ وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا ﴾ [نوح: 23]، ثم جاء بعدهم قوم إبراهيم الخليل، وقوم هود، وقوم صالح، وقوم لوط، ... وغيرهم كلُّ هؤلاء أشركوا بالله، وأمدوا الشرك بغذاء أطال عمره، ومدَّ أجله في الحياة لما أصروا على عناد رسلهم وأنبيائهم، وكان الله عز وجل يُرسِلُ في كل أمة رسولاً يدعوهم إلى التوحيد وترك الشرك، وظل الشرك أيها الإخوة في الأمم بعد هؤلاء، فقد كان في أمة موسى لما عبدوا العجل الحيوان، وكان فيهم لما عبدوا عُزيرًا الإنسان، وكان الشرك في أمة عيسى لما عبدوا نبيَّ الله عيسى نفسَه، ثم انتقل الشرك إلى العرب، ثم إلى الجزيرة التي سيبعث فيها بعد انتقال الشرك إليها بقليل إمامَ الموحدين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

فعلى يد مَن انتقل الشرك إلى جزيرة العرب؟
والجواب من المصطفي صلى الله عليه وسلم مباشرة: روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((رأيت عمرو بن عامر الخزاعي يجرُّ قصبه في النار، وكان أولَ مَن سيَّب السوائب))، وفي لفظ لأحمد: ((وغيَّر دين إبراهيم))[16].

ثم بدأت الأصنام تكثر وتنتشر في جزيرة العرب - بل وحول الكعبة - إلى الحد الذي صارت تحيط فيه بالكعبة من كلِّ مكان، وقد ظلت هكذا إلى أن منَّ الله على الإسلام بالنصرة، وعلى أهله بالعزة؛ فكسَّرها النبي صلى الله عليه وسلم وحطَّمها يومَ دخل مكة فاتحًا، وهو يتلو قول الله تعالى: ﴿ وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا ﴾[الإسراء: 81]، وقال سبحانه: ﴿ قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ ﴾ [سبأ: 49]"[17].

وكانت نهاية الشرك في أرض الجزيرة وما حولَها على يد الطائفة المؤمنة الأولى بقيادة الرائد الحكيم والرسول الأمين محمد صلى الله عليه وسلم، ونشرت هذه الطائفة المؤمنة ونبيها التوحيدَ في كل ربوع الدنيا مما وصلت إليه أياديهم، وظلوا على الوفاء لراية التوحيد، يسعون بها حتى بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وظلَّت الأمة المسلمة ترفُلُ في ثوب التوحيد الذي كساها إياه إمامُ الموحدين وقدوة الناس أجمعين صلى الله عليه وسلم حتى أطلَّتِ الفتن برأسها الظَّلُوم، ووجهها الكالح الغشوم، وابتعدت الأمة رويدًا رويدًا عن حقيقة التوحيد.

وبدأ الشرك يطل برأسه من جديد، وكثرت صوره ومظاهره، ووقع فيه كثير ممن يتَّسمون بالمسلمين - إلا من رحمه الله - وتعدَّدت صور الشرك، ولم تقف عند الصورة الساذجة التي كان يزاولها المشركون قديمًا، في صورة حجر يصنعونه بأيديهم ثم يعبدونه من دون الله، بل صار وتحول للناس في صور وألوان في كل مجال: من اعتقاد، أو نسك، أو تشريع، ولك أن تتجول جولةً علمية إحصائية لعدد المشاهد والقبور والأضرحة والمزارات، التي تُصرَفُ لها ألوان من العبادة؛ ليرتَّد إليك البصر خاسئًا وهو حسير؛ على أمة انتكست إلى هذه الوهدة، وتركت مجال دعوتها إلى التوحيد بين أهل الأرض حتى انتشر الشرك هناك في صور لا يقبلها العقل؛ بسبب انشغال المسلمين هنا بالشركيَّات، فماذا نظنُّ حال أولئك؟

نعم يكفي أن تعلم أن في الهند وحدَها أكثر من مائتي مليون بقرة تُعبَدُ من دون الله، بل هناك من يعبد الفئران، بل من يعبد فَرْجَ المرأة أو ذَكَر الرجل، إلى غير ذلك من سَفَهِ العقل وسفاسف الفكر وزبالاته.

فوا أسفاه على أمة التوحيد! وهذا كله يجعل المسؤولية الملقاة على كواهلنا عظيمة أيها الموحدون؛ فإن الله سائلنا عن ذلك كله.

أيها الإخوة، هذه هي رحلة الشرك والبعد عن طريق النور والتوحيد، قد انتشر الشرك انتشارًا رهيبًا كما سمعنا، فكيف ننجو من الشرك؟ هذا هو عنصرنا الرابع والأخير من عناصر اللقاء، نُؤخِّرُه لما بعد جلسة الاستراحة، نسأل الله أن يغفر لنا الشرك كلَّه دِقَّه وجِلَّه، وأن يتوفَّانا على التوحيد.

الخطبة الثانية
الحمد لله الذي خلق فسوَّى، وقدَّر فهدى، وأغنى وأقنى، وجعلنا من خير أمة تأمر وتنهى، والصلاة والسلام على خير الورى، وما ضلَّ وما غوى، وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى، وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه واقتفى.

أما بعد:
لك الحمد والنعماء والملك ربنا
فلا شيء أعلى منك جَدًّا وأمجد

مليك على عرش السماء مهيمن
لعزته تعنو الوجوه وتسجد

عليه حجاب النور والنور حوله
وأنهار نور حوله تتوقد

فلا بشر يسمو إليه بطرفه
ودون حجاب النور خلق مؤيد


أحبتي في الله، كيف ننجو من الشرك؟ والجواب في نقاط محددة:
أولاً: بالاستعانة بالله أولاً، فإن المرء مهما اجتهد في دفع الضر، وجلب الخير لا يحصلُه إلا بعون الله وتوفيقه.
كما قال سبحانه: ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ [الفاتحة: 5].

قال بعض السلف: الفاتحة سرُّ القرآن وسرُّها هذه الكلمة ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ [الفاتحة: 5]؛ فالأول تبرؤٌ من الشرك، والثاني تبرؤ من الحول والقوة، وتفويض إلى الله عز وجل، وهذا المعنى ورد في غير آية من القرآن كما قال تعالى: ﴿ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ [هود: 123] ﴿ هُوَ الرَّحْمَنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا ﴾ [الملك: 29] ﴿ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا ﴾ [المزمل: 9].

أقول: ولا يستطيع العبد الإتيان بالأول وهو العبادة إلا بالثاني وهو الاستعانة ﴿ إياك نعبد وإياك نستعين ﴾.
نعم
إذا لم يكن عون من الله للفتى= فأول ما يقضي عليه اجتهاده

فليكن اللجوء والدعاء والتضرع والرجاء إلى رب الأرض والسماء ديدننا أن يجنبنا الشرك كله ولنا في الخليل أسوة: "واجنبني وبني أن نعبدالأصنام ".

ثانيًا: التوبة الشاملة العامة من الشرك كلِّه دقِّه وجلِّه، والاستغفار والانكسار إلى الله تعالى، والعوذ به واللوذ من أن يكون عَلِق بنا شيء من الشرك في الماضي نعلمه أو لا نعلمه.

وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في صباحه ومسائه كلَّ يوم:
((اللهم إني أعوذ بك من أن أشرك بك شيئًا أعلمه، وأستغفرك لما لا أعلمه))[18] فيا لله! الحبيب يستعيذ بالله أن يشرك أو يكون أشرك وهو لا يعلم، ويستغفر من ذلك كله! فما بالنا أيها الإخوة في سكرتنا وغفلتنا نضلُّ! إنه الشرك الذي يجب أن يُخافَ ويُستعاذَ بالله منه كلَّ صباح ومساء.
يا من ألوذ به فيما أؤمله
ومن أعوذ به مما أحاذره

لا يجبر الناس عظمًا أنت كاسره،
ولا يهيضون عظمًا أنت جابره


ثالثًا: يجب علينا أن نتعلم التوحيد، أن نبذل جزءًا من وقتنا لنحصن أنفسنا بتعلم مسائل التوحيد، وأن نتعرف إلى الشرك ومداخله بكل أنواعه وألوانه، فخصِّصْ أخي الحبيب من وقتك جزءًا لتتعلم فيه التوحيد، لا تقل: لا أجد وقتًا، فكم من وقت نضيعه في اللهو واللعب! ولا تقل: لا أعرف، ولا أعلم فإن العلم بالتعلم.

رابعًا: أن نطالع السيرة النبوية، وكذلك حياة الصحابة؛ لنرى كيف كان الصحابة رضوان الله عليهم قبلُ على الشرك، وكم كانوا في جهالة عمياء وضلالة جهلاء، ومدى السذاجة التي كانوا يتردَّوْن فيها،ثم إن الله منَّ عليهم فنقلهم إلى الهدى ونور الحق؛ ولنعرف قبح الشرك وسوءه، ونطَّلع على وجهه وذكره السيء بله الأسوأ؛ فنعرف قيمة ما نحن عليه من توحيد ربنا.

وصدق الفاروق عمر إذ يقول: "إنما تُنقَضُ عُرى الإسلام عروة عروة؛ إذا نشأ في الإسلام من لا يَعرِفُ الجاهلية".

عرفت الشرَّ لا للشرْ
رِ ولكن لتوقيه

ومن لا يعرفِ الشرَّ
من الخير يقعْ فيه


ومن هذا الباب قول حذيفة رضي الله عنه: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافةَ أن يدركني..." [19].

فهذا أمر عظيم جدًّا الاهتمام بأمر العقيدة والتوحيد والخوف من الشرك، فمن خاف شيئًا فإنه يهرب منه، ولا يمكن أن يهرب منه إلا إذا عرف من أين يأتيه عدوه ومن أين يدركه!

أسأل الله تعالى أن يجنبنا وإياكم الزلل والخطأ، وأن ينجينا من شرك الشيطان وشركه اللهم آمين.


[1] تفسير الطبري (18 / 270).

[2] تفسير ابن كثير (5 / 273).

[3] أخرجه أحمد (5 / 428 و429)، وأبو محمد الضراب في "ذم الرياء" (277 / 2 /299 / 2)، والبغوي في "شرح السنة" (4 / 201 / 1)، وحسَّنه الحافظ ابن حجر في بلوغ المرام، وانظر: "السلسلة الصحيحة" 2 / 671.

[4] أخرجه البخاري (5976)، ومسلم (87).

[5] أخرجه البخاري (2766)، ومسلم (89).

[6] أخرجه البخاري 1238، ومسلم 278.

[7] أخرجه مسلم 279.

[8] أخرجه مسلم (2968).

[9] أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (7/2208) وإسناده حسن.

[10] إعانة المستفيد (ص: 96)، مرجع سابق.

[11] محمد إقبال مفكرا إسلاميًّا، للأستاذ محمد الكتاني ص: 35.

[12] شعراء الدعوة (1/ 57) محي الدين عطية

[13]- شعراء الدعوة- ج6 ص: 26 و27.

[14] شعراء الدعوة (2 / 79) قصيدة - وعد بلفور- محمد صيام.

[15] أخرجه البخاري (4920).

[16] أخرجه البخاري (4623)، ومسلم (2856).


[17] أخرجه البخاري (2478، 4287)، ومسلم (1781)

[18] أخرجه أحمد (19606) وابن أبي شيبة 10 / 337 – 338، وهو في صحيح الجامع 3 / 233.

[19] أخرجه البخاري 3606، ومسلم 4890.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 40.35 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 39.72 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.56%)]