عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 15-07-2019, 07:31 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,074
الدولة : Egypt
افتراضي الخوف الزائد على الأطفال

الخوف الزائد على الأطفال


فاطمة الأمير



يفرح الأب عندما يُرزق الذرية، بل يشعر أنه أسعدُ إنسان خُلِقَ على وجه الكرة الأرضية، فيبدأ اشتداد الخوف لديه بدرجة عالية، كالذي امتلك زهرة من أجمل ما خلَق الله على الأرض، فيخشى عليها كثيرًا، لدرجة أنه من خشيته عليها، لا يُخرجها لتنعمَ بالهواء النقي والشمس الصافية؛ لتُتِمَّ دورتها في الحياة، يخشى أن يخرجها للضوء، فيراها أحدٌ.



هكذا هي العلاقة بين بعض الآباء والأبناء، تجد الأب شديد الخوف، والأم شديدة الحرص على أبنائها، لا توجد لدى الأبناء مساحة كافية للتنفس أو الحركة، فتبدأ العلاقة في التذمر البطيء بينهم، فيضع الآباء قائمة لا حصر لها من الممنوعات والأوامر الصارمة، بدون إبداء الأسباب أو معرفتها، يريد الأب أن تكون الكلمة النافذة له وحده بدون أي اعتراض، وكأنه في ثكنة عسكرية، لا يستطيع الابن إبداء رأيه، أو التحدث ومناقشة أي قرار من جانب الأب، وقد نسِي الأب أن كل ممنوع مرغوب، فإذا منَعتَ بدون سبب زاد العناد من ناحية الأبناء.



بعض الآباء لا يتمتعون بالتحكم في درجة الخوف لديهم، فيبدؤون بالسيطرة التامة على أبنائهم، فينشأ الأبناء ذوي شخصية ضعيفة مهزوزة، معتمدين على الآباء في كل شيء.



عليكم أيها الآباء أن تتحكَّموا في درجة الخوف تجاه أبنائكم؛ لأنها ستأتي بنتائج سلبية، وعليكم بتجربة خوفٍ من نوع آخرَ، والتمكن من توجيه هذا الخوف بطريقة صحيحة، فعند إلقاء الأوامر عليكم أن تُتْبِعوها بالأسباب، فعند كل ممنوع يجبُ شرحُ لماذا هو ممنوع، وجعل الخوف منحصرًا دائمًا ما بين لأنه حرام، أو فعله خطأ.




ازْرَع دائمًا بداخلهم الخوف من الله، وأن الله رقيبٌ عليهم في أفعالهم، هذه هي النشأة الصحيحة لأبنائك.



مع العلم أنه مهما كانت درجة الخوف عليهم، فقدرُ الله نافذ لا محالة؛ فاستودِع أبناءك عند خالقك كلَّ يوم، فهو خيرُ حافظٍ لهم.



وأخيرًا عليك أن تتركهم يَستكشفون الدنيا بأنفسهم، ويتعلمون كيف يتعاملون معها، مع مراقبتهم من بعيد، وإبداء الرأي والمشورة بطريقة غير مباشرة، ومَدِّ يد العون له كلما تعثَّروا ووقعوا، وبذلك ستُنمي لديهم الاعتماد على النفس وتنمية مهاراتهم الفكرية في حل المشكلات.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.94 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.31 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.94%)]