عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 25-09-2021, 09:53 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,354
الدولة : Egypt
افتراضي البيوت المؤمنة .. السكن والنجاح

البيوت المؤمنة .. السكن والنجاح






د. خالد رُوشه








بيوتنا المؤمنة سكننا وموئلنا بعد التعب والنصب والكد والجهد ، وراحتنا بعد مشقة الحياة ومكابدة همومها ، محضن التربية القويمة ، ومنطلق الاسر الناجحة الصالحة ،

جدرانها مضيئة في الليل بذكر الله وعبادات تقواه ، وباطنها ملىء بالسكينة والهدوء والرضا والطمأنينة قال سبحانه :" وهو الذي جعل لكم من بيوتكم سكنا .. "


وعندما يصير ذلك البيت الهادىء بيتا مؤمنا , يكتسب جميع صفات الفضيلة , وتكسوه سمات الحسن كلها , فتملأه البركة وتتنزل فيه الملائكة, ويحفظ الله أصحابه .


إن بيوتا ربما كانت من أوبار الأنعام أو من قماش الخيام أو من الطين النيىء , ليس فيها كثير اثاث , ولا تستخدم أجواء التكنولوجيا المعروفة , لكنها تنعم في ظل وارف من النعيم الرائع , تحيطها المودة , وتملؤها المحبة , وعلى الضد نرى بيوتا صتعها اصحابها من الذهب والياقوت وجعلوا اثاثها لؤلؤا وأحجارا ثمينة .. ثم هي بائسة كئيبة , يملؤها الياس وتعشش فيها الخفافيش !!



إن بيوتنا المؤمنة هي التي صنعت التاريخ السامق بين جدرانها , واحتضنت علماء هذه الأمة الكرام الكبار , الذين زهت بهم صفحاتها واضاؤوا للبشرية طريقها


إن تكوينا عجيبا تجتمع مفرداته لينتظم بعضه ليكون منظومة كعقد متناغم في تلك البيوت ..

فالمرجعية الاجتماعية قائمة على القوامة الابوية , والمرجعية الثقافية قائمة على كتاب الله وسنة نبيه , والمرجعية السلوكية قائمة على الأخلاق الصالحة , ومرجعية حل المشكلات قائمة على حكم الله بين الطرفين ..



الكل يؤدي ما عليه من واجبات ويتباسط فيما له من حقوق , الجميع يتهم نفسه بالتقصير , ويرى الخطأ – حين الخلل – من عنده لا من عند غيره , ينظر إلى الإيجابيات ويغض طرفه عن النواقص .


عمود الرحى في بيوتنا هو ذاك العقد المقدس الرحيم , ورباطها هي تلك الحبال المتينة من المودة والرحمة , شعارها الرفق , ودثارها الصبر والرضا .


إنني لأراها مصفاة لتكرير نفوس أفرادها و مولدات طاقة دينامية تبعث النشاط والحراك في النفس والجسد ليقوم بعبوديته المرجوة , وأتصورها كدافعات إيمانية خلفية لكل امرئ غفل عن حق ربه .

إن بيوتا في شمال الأرض وجنوبها وشرقها وغربها - قد حرمت نفسها من معنى الإيمان وغفلت عن رونق العبودية - , لتشكو ليل نهار من قسوة الحياة , وضيق الصدر , وظلام الداخل , وقسوة نفوس أبنائها على بعضهم البعض , فنراها - برغم أموالها المتكاثرة , وإمكاناتها التكنولوجية الباهرة , - وقد تفسخت أوصالها , وسكن الشيطان في صدور أفرادها , فصاروا أنماطا متفردة مستقلة متنازعة , لا رابط بينها , إلا ماديات الحياة .


ومن تأمل البيوت التي خلت من الإيمان والهدى , علم كم للإيمان من قيمة في بناء الأسرة المؤمنة , وفهم مقدار التأثير الإيجابي لتعاليم الإسلام على نفوس الكبار والصغار فيها .



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.86 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.23 كيلو بايت... تم توفير 0.62 كيلو بايت...بمعدل (3.92%)]