عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 29-07-2021, 02:26 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,025
الدولة : Egypt
افتراضي المعلم وطرق التدريس

المعلم وطرق التدريس
د. طه فارس




لكلِّ موقف من مواقف التَّدرِيس ومواده أسلوبٌ يناسبه، ولا يصلح له غيرُه، ولذلك ينبغي على المُعلِّم أن يُتقنَ طرقَ التَّدرِيس ومداخلَهُ المختلفة، ليتمكَّنَ من توظيفها حسبَ مُقْتَضياتِ التَّعلُّم المختلفة لطلابه.

فتارَةً يحتاج المُعَلِّم إلى أسلوبِ التَّقرِير والتَّنظير، وتارَة إلى التَّجرِبة العملية التي تؤكِّد صِحةَ المعلومة، وتارَة إلى أسلوب التفاعل (كالحوارـ والمناقشة)؛ ليقنعَ الطالب ويدفع عنه المَلل والسَّآمَة ويجعلَه يتفاعل مع ما يطرحه، وتارَة يحتاج إلى سردِ القَصص ليجسدَ الحقائقَ التي يطرحُهَا ويثبِّتَهَا ويشدَّ انتباهَ الطالب، متفاعلاً مع أحداث القصَّة التي يسردها، وتارَةً يحتاج إلى ضرب الأمثال ليُقَرِّب المعانيَ بما هو مألوف ومعروف، كما أنَّه ينبغي على المُعلِّم أن يسلك في بعض الأحيان أسلوبَ المُمَارسة والعمل والتكرار؛ لينتقلَ من الطرح النظري إلى التنفيذ العملي.

ولا تَقِلُّ طريقةُ التَّربية بالقُدوة عن سابقاتها، ذلك لأن وثوقَ الطلاب بالمعلومة يرتبط كثيراً بمدى ثقتهم بمن يحمل هذه المعلومة، فانسجام المعلِّم مع طبيعة المعرفة التي يقدمها، ومع طبيعة المهمة التي نَدَب نفسَه إليها، يُعدُّ شرطاً لا غنى عنه لنجاحه في عمله.

والقدوة تتمثَّلُ في كلِّ جوانب السُّلوك، وفي كلِّ تصرفات المعلِّم مع طلابه وغير طلابه، ذلك لأنَّ المُعلِّم مُرَبٍّ للأجيال، مما يجعل دوره أوسعَ من التعلِيم فحسب.

ومن الأساليب الفعَّالَة في التَّعلِيم:
التَّرغِيبُ والتَّرهِيب، فبعضُ الطَّلبة لا ينشُطُون للمُذَاكرَة والاجتهاد وكَدِّ الذِّهْنِ إلا بالتَّرغيب، وبعضُهم الآخر لا يُجْدِي معهم إلا أسلوبُ التَّرهيب والإنذار بالعُقوبة[1]، وقد ذكر الله تعالى في كتابِهِ كُلاًّ منَ الترغيب والترهيب، فَرَغَّبَ الصالحين بالعمل الصالح ليَفُوزوا بالجنان والنَّعيم، ورهَّب أصحابَ المعاصي والذنوب بالنَّار والعذابِ المقيم؛ وذلك ليرتدعوا عن معاصيهم ويتوبوا إلى الله من ذنوبهم.

إذاً فلا يكفي في المُعلِّم أن يتقن مادةَ تخصُّصه؛ لأنَّ التعليم فنٌ، وليس كلُّ معلِّم يستطيع تبسيطَ المعلومات ليوصلَها إلى عقولِ طلابِه.

كما يجب على المُعَلِّم أن يتمتع بقدر من المهارات التدريسيَّة اللازمة؛ ليتمكن من القيام بمهام عملِه على أكمل وجه، ويشمل ذلك: مهاراتُ تخطيط الدرس وتنفيذه، واستعمال الوسائل التعليمية المساعدة، كالسبورة[2]، واللوحات التوضيحيَّة، والمجسَّمَات، وبرامج العروض التقديميَّة، وغير ذلك، مما يحسِّنُ من أداء المُعلِّم، ويسهِّلُ في إيصال المعلُومة إلى عقول الطلبة، فضلاً عن مهارات المعلِّم في إدارَة الصف الدراسيِّ وضبطه.



[1] ولا أقصد بالعقوبة هنا الضرب، بل هناك أساليب أخرى كثيرة، يعرفه من يعالج مهمة التعليم، ولا بد من الإشارة إلى أن العقوبة ينبغي أن تكون متناسبة مع الخطأ، وإلا أدت إلى مردود سلبي وفقدت أثرها التربوي.

[2] سواء منها التقليدية أو الإلكترونية الحديثة.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.13 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.51 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.66%)]