عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 20-01-2013, 12:28 AM
الصورة الرمزية oummati2025
oummati2025 oummati2025 غير متصل
مشروع حراس الفضيلة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2006
مكان الإقامة: morocco
الجنس :
المشاركات: 877
الدولة : Morocco
افتراضي رد: عودة شادي- رواية جميلة أعجبتني

الحلقة السابعة - الصدمة :

يدخل محمود البيت ويغلق الباب خلفه ويبحث بنظره عن شئ ما

محمود : أبي لقد عدت ( يغلق الباب . ويسير في اتجاه الغرف ) أبي (وينظر في الغرفة الأولى فلا يجد أحدا بها . فيذهب إلى الغرفة الثانية فيجد فضلا مستلقيا على السرير و يمسك بصدره و الألم الشديد قد اعترى جسده.يركض محمود إلى السرير و يرتمي بجواره .هو في قمة الفزع ) أبي ماذا بك . أبي
( يمسك فضل بإحدى يدي محمود و هو يريد أن ينطق شيئا )

محمود : ( يحاول النهوض ولكن فضل لا يريد أن يفلته ) سأستدعي الطبيب (ينظر إلى يد فضل فيميل عليه ) ماذا تريد يا أبي؟

فضل : ( يحاول أن يرفع رأسه و محمود يقرب أذنه من فيه و يقول بصوت خافت جدا) هل تسامحني يا ولدي ؟

محمود : ( وعيناه تذرفان الدمع ) أسامحك على ماذا يا أبي أنت ذو فضل عظيم علي لن أوفيه أبدا ما حييت

فضل :قل سامحتك

محمود ( وبكاءه يزيد) : سامحتك

فضل : ( يريح قبضته من على رسغ محمود و يستوي على الفراش ويقول بصعوبة ) أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله ( وتسكن حركاته تماما)

( يصمت محمود لوهلة ثم يصدر منه صوت نحيب و عيناه تنهمر منهما البكاء بغزارة ثم يغمض عيني فضل )

محمود وهو يجهش بالبكاء ) إنا لله و إنا إليه راجعون.رحمك الله يا أبي و جعل مثواك جنانه مع النبيين و الصديقين و الشهداء .

(يميل ليقبل رأسه و يستوي جالسا ورأسه للأسفل )


**********


يظهر محمود وهو جالس على الأرض واضعا رأسه على ركبتيه مستندا بظهره على ركن الحائط و قد اسودّ ما تحت عينيه و نما شعر لحيته . و قد سكن تماما .يرفع رأسه قليلا . يتذكر وهو طفل و فضل يلعب معه .وهو جالس يدرس ثم يأتي له فضل بكوب من الحليب . ينظر إليه محمود بامتنان . ثم يتذكره حين أفصح له عن حقيقته وهو يضمه بقوة . ثم يرفع رأسه و ينظر إلى مالا نهاية .ثم ينهض من مكانه و قد قام على حوض الماء ليتوضأ و يفرش سجادة الصلاة ثم يقول وهو ساجد.

محمود : (وصوته يخالطه البكاء) اللهم لك الحمد و لك الشكر .رضيت بما قدرت و صبرت على ما قضيت . ونقول كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام إنا لله وإنا إليه راجعون . اللهم اغفر له وارحمه ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس . اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة لا حفرة من حفر الله و (صوت بكائه يرتفع و يستوي جالسا يقرأ التشهد ثم يختم صلاته ثم يرفع يديه بالدعاء)اللهم اغفر له .اللهم اغفر له .اللهم اغفر له.

**********

في بيت محمود يجلس هو وحسام متجاورين

حسام : المؤمن مصاب يا محمود . قلوبنا معك وصًبرك الله على بلائك

محمود : لقد وجدت حلا لمشكلتي و أريد أن تساعدني في هذا الأمر

حسام : ( باهتمام و صدق ) أنا معك يا أخي و كلي فداك

محمود : (بجدية ) بعد تفكير عميق أعتقد أني قد وجدت طريقة نعزز بها من قوتنا و تسهل علينا مهمتنا الأساسية.
سنراسل إخواننا في لبنان للقيام بعملية مشتركة و بتزامن معين لتكبيد العدو خسائر شديدة و تخفيف الضغط الذي قد يحصل لو قمنا بالعملية لوحدنا

حسام : (بتفكير) : وهل نستطيع الاتصال بمن نثق به هناك ومن يستطيع أن يخبرنا بموقف المقاومة اللبنانية ؟

محمود : نستطيع أن نعرف ذلك من إخواننا هنا

حسام : ( بسعادة من وجد مبتغاه) عم عبد الرحمن

محمود : ( ينظر إليه بتعجب ) ماذا

حسام : عم عبد الرحمن هو من نريد , لقد كان في لبنان فترة طويلة وقد كان مقاتلا ضمن صفوفهم

محمود ( بحيرة ) : لم أكن أعرف هذا . إذن نحن نحتاج لمن نثق به لنخبره بخططنا هناك بدون أن يلاحظ العدو ذلك .وأعتقد أنه من الأفضل أن أذهب بنفسي إلى هناك

حسام ( وقد انتقل التعجب إليه ) ولكن كيف ستذهب إلى هناك و كل شيء رهن بوجودك هنا بالإضافة أن الصهاينة لن يسمحوا لك بالذهاب

محمود (بخبث ) بل سيفعلون و سيدفعون تكاليف الرحلة بالكامل

حسام : كيف؟

محمود : (ينظر إليه وابتسامة خبيثة رسمت على وجهه) :سأخبرك بعد أن تأتيني باسم و مكان من نريد الاتصال به و كيف يمكن أن نصل إليه

**********

في بيت سلوى ,تتحدث أم سلوى إلى رجل غريب باستكانة

أم سلوى : إنك تعلم يا أبا أسامة أننا نمر حاليا بأزمة مادية و لا يوجد ما يمكنني أن أسدد الدين الذي أخذته منك الشهر الماضي. و سوق الملابس قد أصابه حالة من الكساد .

أبو أسامة : ( بجدية) يا أم سلوى أنا أحتاج للمال و سأضطر أن أرفع شكوى للمخفر أو ترد لي مالي.

أم سلوى : ( بقلق ) لا داعي لذلك يا أبا أسامة أنا لن آخذ حقك و أقبله على نفسي أو على ابنتي.

أبو أسامة بعصبية) هذا الكلام لا يسمن و لا يغني من جوع لتعطيني مالي أو لألجأ إلى الشرطة (ينهض من كرسيه ) .

أم سلوى : ( تقف على أثر وقوفه و تنظر إليه بنظرة غاضبة) بالرغم من أنك من ألححت علي لآخذ هذا المال و قد وعدتني أنك ستصبر علي شهرين أو ثلاثة.

أبو أسامة : ( بصوت محتد ) أنا قلت لك ذلك ؟ أنا رجل ألتزم بكلمته و لو قلت ذلك فلن أقوم مقامي هذا و أطالبك هكذا .

أم سلوى : ( بغضب مكبوت ) هل تقول أني كاذبة يا أبا أسامة وقد بلغت من العمر ما بلغت . لقد تجاوزت حدك حقا.

أبو أسامة : سأمر عليك بعد يومين و أرجو أن يكون مالي عندك حينئذ و (يتجه صوب الباب بحدة وقبل وصوله بقليل يفتح الباب من الخارج وتظهر سلوى وهي تريد الدخول و تتفاجأ باندفاع أبو أسامة الذي يتوقف عند مرآها وقد شلته المفاجأة لوهلة ثم يبتسم ابتسامة قبيحة وقد كاد اللعاب يخرج من شدقيه ) كيف حالك يا سلوى؟

سلوى : (تنظر إليه باشمئزاز شديد و تندفع إلى الداخل مسرعة)

أبو أسامة : ( يتابعها بنظره ثم يعيد نظره إلى أم سلوى بعد أن تدخل سلوى إلى داخل المنزل ) سأعود بعد يومين . سأعود ( يخرج و يغلق الباب خلفه بقوة )

أم سلوى : ( تقف أم سلوى لوهلة أمام الباب ثم تميل برأسها إلى الأرض )

سلوى : ( تخرج من الغرفة برأسها ) هل ذهب يا أمي؟

أم سلوى : ( تدور بجسمها اتجاه سلوى و ترسم على وجهها ابتسامة كأنه لم يحدث شيء) نعم يا بنيتي. كيف كان اختبارك ؟

سلوى : ( تتجه إليها ووجها مرسوم عليه التساؤل) الحمد لله . من هذا الرجل ؟

أم سلوى : ( مرتبكة ) إنه عميل لدي

سلوى : ولم كان صوته مرتفعا هكذا حتى إني سمعته قبيل دخولي المنزل؟ و نظراته إلي كانت غير مريحة بالمرة ؟

أم سلوى : (بارتباك شديد ) أنا أدين له ببعض المال و جاء مطالبا به وقد انفعل عندما أخبرته أني لا أملكه حاليا ؟

سلوى : ( بتعجب ) لطالما كنت تدينين و تستدينين و لم أرى شخصا مثله من قبل

أم سلوى ( تبتسم محاولة تغيير دفة الحديث ) دعك من هذا . أخبريني كيف كان أداؤك ؟

سلوى : ( تبتسم منشرحة الصدر ) الحمد لله لقد وفقت أيما توفيق من الله عز وجل . كان الاختبار أسئلته في متناول علمي؟

أم سلوى : (تتهلل أساريرها ) الحمد لله . كم أفرح عندما أراك تتقدمين و تكبرين و أحمد الله أني وفقت في ذلك ؟

سلوى : ( تقترب منها وتقبل جبينها بحب ) بارك الله فيك يا أمي و أدام صحتك

أم سلوى بمرح ) هيا غيري ملابسك لأقدم لك الطعام

سلوى : حسنا و لكنك لن تفعلي شيئا حتى أساعدك

أم سلوى : حسنا

( تتجه سلوى لغرفتها و يتغير وجه أمها و يعود القلق إلى وجهها , تقف قليلا و تفكر . تتنهد تنهيدة حارة و تتجه إلى الداخل)
__________________
أحيانا نحتاج وقفة من اللهاث المتسارع، لنعيد التصالح مع أنفسنا وإعادة حساباتنا في الحياة الدنيا، وتصحيح المسار والقناعات والمفاهيم لتناسب حقيقة الحياة ومآلها وما ينتظرنا من سعادة أو شقاء والعياذ بالله

أختكم: نزهة الفلاح
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 20.13 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 19.51 كيلو بايت... تم توفير 0.62 كيلو بايت...بمعدل (3.09%)]