عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 14-01-2013, 05:49 PM
الصورة الرمزية oummati2025
oummati2025 oummati2025 غير متصل
مشروع حراس الفضيلة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2006
مكان الإقامة: morocco
الجنس :
المشاركات: 877
الدولة : Morocco
افتراضي رد: عودة شادي- رواية جميلة أعجبتني

الحلقة الثانية : مقاومة :

الحلقة السابقة :
تعرض الطفلان شادي و أخته إلى مأساة شديدة أدت إلى اختفاء شادي ووفاة والديه و انتقال أخته إلى امرأة ترعاها .

المكان : حدود قطاع غزة الشمالية.

الزمان :الساعة الرابعة عصرا بعد مذبحة قانا بعشر سنوات.

يتحرك ثلاثة رجال ملثمين ومسلحين بحذر شديد خلف بيت من البيوت.

الأول : (وهو يهمس) أين محمود ؟ نحن نحتاجه الآن . إنهم يقتربون منا ونحن لا ندري ماذا نفعل؟.

الثاني : اهدأ . محمود قال انه علينا الانتظار حتى يقوم بمهمته؟.الثالث : علينا أن نهاجم الآن ؟.

الأول : (بغضب) لا ، يجب أن نلتزم بالتعليمات؟ لا نريد أية حماقات فردية هنا.

الثاني : لقد اقتربوا كثيرا . هيا يا محمود . (باد عليه الرعب).



تظهر دبابة إسرائيلية تتحرك ببطء من مكان قريب منهما على ناصية الشارع و بجوارها بعض الجنود محتمين بها والجنود يتحركون بتأهب شديد .


الجندي الأول : يبدو أن الخبر غير صحيح بوجود هؤلاء الإرهابيين في هذه المنطقة أو ربما لاذوا بالفرار.


الثاني : باقي القليل لنتأكد فلا تتعجل الأمر.

الثالث : أين طائرة الاستطلاع ؟

الرابع من أعلى الدبابة : الأمر لا يحتاج . لقد قمنا بتفتيش كل المنطقة ماعدا هذا الشارع.
( يخرج جنديان من المبنى المجاور و يدخلان في الذي بعده )

الثاني : (يتأفف) لقد سئمت هذا العمل لما لا ينسفون المنطقة بأكملها و كفى و لا يوجد أحد بها بعد إخلائها من كل من فيها .

الأول : كفى كلاما شيمون و خذ حذرك.

شيمون : ( يتحدث بضيق و ملل متوجها ببصره إلى الأول ) يا إلهي . حتى الكلام ممنوع .

(ينظر إليه الأول بغضب)شيمون : (يغير اتجاه بصره ) حسنا حسنا.

(فجأة يصدر صوتا قويا من الخلف و يحاول الجنود الالتفات ولكن تنفجر الدبابة و يتطاير الجنود من حولها).

المجاهد الأول : الآن .هيا بسرعة.

(ويتحرك اثنان من المجاهدين الفلسطينيين بسرعة و يتحركان بعرض الشارع وهما يلقيان قنابل يدوية على السيارة المصفحة . ثم يبدءان بإطلاق الرصاص على السيارة والجنود ، و يختبئان في الشارع المقابل .ثم ينطلق صاروخ ثان على العربة المصفحة ليدمرها بمن فيها.

يظهرالجنديان الإسرائيليان من شرفة المبنى الذي كانا فيه ويتراشقان الرصاص مع المجاهدين في الجهة المقابلة .

يتحرك المجاهد الثالث أسفل الشرفة ويلقي عليهما قنبلة يدوية فيتراجع الجنديان وهما يصرخان.ثم يحدث الانفجار فيتقدم المجاهدون الثلاثة إلى داخل المبنى ثم يصدر صوت الرصاص من الداخل . يخرج الثلاثة مجاهدين بعد قليل و يلتقوا بمقاتل رابع يركض باتجاههم )

الرابع : (يسألهم بتلهف) هل أصيب أحد ( يجفل أحدهما فيرفع سلاحه نحوه )؟


الرابع : اهدأ يا أخي ( يمسك فوهة سلاحه خافضا إياها لأسفل) . لقد تم الأمر .

( ينظر إلى الآخرين ) هل أصيب أحد ؟


يجيبه الأول : الحمد لله لم يصب أحد و لكن أعتقد أن أحد الجنود استدعى إمدادا , لذا علينا الإسراع .


(يركضون باتجاه الجنود الممدين على الأرض )


الرابع : هيا اجمعوا الأسلحة و الذخيرة و تأكدوا من وجود أحياء.

( يتحركون بسرعة يفحص أحدهم الجثث و الآخران يجمعان الأسلحة)

فاحص الجثث : وجدت واحدا مازال حيا وإصابته سطحية والباقي ماتوا.

الرابع : هيا ارفعوه . لنتحرك.

(يتحرك الأربعة ومعهم الجريح ويدخلون الشارع الجانبي لتظهر طائرة أباتشي إسرائيلية وتحيط بالموقع بعد اختفائهم مباشرة)




******************
(يدخل المجاهدون الأربعة من الباب. يفتح أحدهم الباب ويبقيه مفتوحا ويدخل اثنان يحملون الجريح ثم يدخل الرابع وهو حاسر الوجه ثم يغلق أولهم الباب بعد إلقاء النظر بالخارج وهو حاسر الوجه كذلك)

الرابع : لا أحد يتابعنا لقد تأكدت بنفسي.

الأول : هيا معي لنرفع المقعد.

(يتحرك الرابع مع الأول لرفع المقعد .و يبدو عليهما الجهد لرفع المقعد و يزيحونه جانبا و يقوم الأول بكشف السجادة عن الأرض ليظهر باب سرداب ، فيقوم بجذبه و يظهر السرداب المظلم. يتوجه الرابع إلى داخل المنزل)

الرابع : ( مناديا ) يا أبت أنا هنا مع أصدقائي هل تريد شيئا.

صوت : لا يا ولدي حفظكم الله.

( يعود الرابع لإنزال الجندي المصاب مع آخر و الاثنان الباقيان يحملاه إلى داخل السرداب).


الأول : لقد كانت مهمة صعبة . و لكن كللها الله بالتوفيق من عنده. هل تعلم إننا قد أصابنا الهلع من انتظارك.


محمود : الحمد لله لقد انتظرت حتى أجد الوقت المناسب لإطلاق القذيفة عليهم.


الأول : والآن ماذا سنفعل ؟ هل نحن بأمان الآن ؟

محمود : سيقوم بعض إخواننا الآن بإخفاء آثارنا و التأكد من أن عملاء الأعداء لا يتابعوننا أو يدرون بمكاننا.اذهب لبيتك وأنت قرير العين .و خذ حذرك ولا تتحدث عن هذا الأمر لأي أحد.

( يظهر المجاهدين الآخرين من السرداب . ويساعدهما محمود ومن ثم يقفل الباب ويعيد السجادة مكانها . ويعيد المقعد مكانه بمساعدة أحدهم)


محمود : هل تم كل شيء ؟


(يكشف المجاهدان عن وجهيهما )


أحد المجاهدين : نعم لقد تم كل شيء بنجاح و الحمد لله .سيتولى الإخوان أمر الأسير الآن .


محمود : (يربت على كتف أحدهما ) كما قلت لحسام .إن شاء الله كلنا بأمان الآن و لكن الحرص واجب . لا نتحدث لأي كائن كان عن هذا الموضوع .


(يضم كل منهم الآخر)

حسام : استودعك الله أخي .أراك في القريب العاجل.


محمود : مع السلامة إخواني .حفظكم الباري

(يغادرون ويغلقون الباب. يرتمي محمود على المقعد ويميل إلى الخلف ناظرا إلى السقف)

صوت : هل ذهب أصدقائك يا محمود.

محمود : ( يهب واقفا والاحترام يملؤه)نعم يا والدي.

الأب : ( يقترب ثم يضمه بقوة ثم يقبل جبينه) حفظك الله يا ولدي وحماك و هداك ونصركم نصرا مؤزرا.

محمود : حفظك الله يا أبي و أمدك بالصحة و العافية. سأدخل لأستحم ومن ثم أصلي شكرا لله .

الأب : اذهب يا ولدي .( يغادر محمود الغرفة و الأب يتابعه ببصره.ثم يمد يديه بالدعاء وبصره للسماء )

الأب : اللهم رب الأرباب و هازم الأحزاب انصرهم بنصر من عندك فمن تنصره فلا غالب له. اللهم لا تكلهم إلى أنفسهم طرفة عين واجعل نياتهم خالصة لك.



******************

يعلو صوت التلفاز في أحد المقاهي والجالسون ينظرون باهتمام شديد.المذيعة في التلفاز : و أفادنا مراسلنا في غزة أن القوات الإسرائيلية قد أخلت الموقع بعد رفع الجثث .

معنا على الهاتف الضابط في قوات الجيش الإسرائيلي مقدم شمعون إلعازر .سيد شمعون هل لديكم تعليق عما حدث اليوم .

شمعون : لقد قام إرهابيون فلسطينيون بمهاجمة فرقة إسرائيلية كانت تقوم بمراقبة الحدود الإسرائيلية.

المذيعة
: ( تقاطعه ) سيدي ألا تتفق معي أن هذه الفرقة قد توغلت كثيرا .

شمعون : ( بتردد ) لقد هاجموهم على الحدود و اضطرت الفرقة للتقدم وملاحقتهم ويبدو أنه كان كمينا.


المذيعة : سيدي كم كان عدد الضحايا ؟



شمعون : تسعة قتلى و جندي مفقود.

المذيعة
: نشكر السيد شمعون من القدس.

أحد الجلوس : والله إنهم لأسود .لقد رفعوا رؤوسنا جميعا.

ثان : آه والله .اللهم أيدهم بنصرك.

ثالث : كم أود أن أراهم و أقبل رؤوسهم .

يعلو صوت من خلفهم: إنهم وبال علينا .

(يلتفت الجميع إلى الصوت بسرعة فإذا به محمود. لتظهر معالم الغضب على وجه الحضور )

أحدهم : (بغضب)اصمت يا محمود لقد سئمنا من كلامك الذي نراه في وجوه شهدائنا كل يوم.

محمود : يا رجال يجب أن نفهم إن الإسرائيليين سيردوا علينا بقوة أكثر وسنجد مزيدا من الضحايا و القتلى بلا فائدة. يجب أن نتعايش معهم بسلام.لنعتبرهم ضيوفا لدينا .أو حتى إخوان لنا .

الأول : كفى يا محمود اذهب إلى إخوانك هؤلاء أنت غير مرغوب بك هنا .

محمود : ( ينظر إليهم بأنفة ) اعملوا ما شئتم لقد نصحت لكم ولكنكم لا تحبون الناصحين ( يستدير عائدا) .


الأول : (يهمس) أطال الله في عمر أباه فهو من أقدم المجاهدين هنا .سبحان الله يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي.


ثان : يبدو وكأنه عميلا للأعداء .

الأول : (يبدو عليه الأسف ) نعم ويعتبر ما يفعله هو في سبيل السلام.

الثاني : يبدو أنه إما أحمق قد بدلوا أفكاره أو لئيم للغاية.فلماذا يعيش بيننا حتى الآن؟ يجب أن يقضى عليه فهو خطر على المجاهدين .

الأول : لقد تعرض لعدة محاولات للقتل ولكنها باءت بالفشل.كذلك تتوعد إسرائيل بالقضاء على الحي بأكمله إذا تعرض له أحد.

الثاني : لا حول ولا قوة إلا بالله .

(يتغامز شابان بجوارهما ثم ينهضان )

الفتى الأول : ( يشير إلى فتى القهوة ) محمد سأدفع لك المرة القادمة سجلها عندك.محمد : لا بأس أستاذ وليد .


(يمشيان بسرعة)
__________________
أحيانا نحتاج وقفة من اللهاث المتسارع، لنعيد التصالح مع أنفسنا وإعادة حساباتنا في الحياة الدنيا، وتصحيح المسار والقناعات والمفاهيم لتناسب حقيقة الحياة ومآلها وما ينتظرنا من سعادة أو شقاء والعياذ بالله

أختكم: نزهة الفلاح
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 23.43 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 22.80 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.68%)]