عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 14-01-2013, 01:24 AM
الصورة الرمزية oummati2025
oummati2025 oummati2025 غير متصل
مشروع حراس الفضيلة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2006
مكان الإقامة: morocco
الجنس :
المشاركات: 877
الدولة : Morocco
59 59 عودة شادي- رواية جميلة أعجبتني

عودة شادي - الفصل الأول - فراق






بين المروج الخضراء وزقزقة العصافير والنسيم العليل تعلو أصوات ضحكات كرقرقة الماء .إنهما شادي و أخته يلعبان بين أشجار قانا الساحرة .

شادي: لن تمسكي بي

أخته : بل سأفعل

شادي : (وهو يضحك بمرح ) لا تحاولي
أخته : (وهي تبتسم) سأمسك بك لا محالة

أخته : توقف .. توقف .. لقد تعبت.لقد فزت( تنثني وهي تنتفس بسرعة)

شادي : (يتوقف ويلتفت للخلف وهو يبتسم ابتسامة النصر) أها .لقد قلت لك (ثم يقترب منها)

أخته : (تضحك بخبث ثم بحركة مفاجئة تنقض عليه)

شادي : (يتراجع بظهره متفاجئا )

أخته : ( تمسك به بهدوء ) أمسكت بك ( تضحك بمرح)

شادي : (يبدي ضيقا) هذا ليس عدلا هذا غش

أخته : ( تضحك مسرورة وتقفز بفرح) لقد أمسكتك لقد أمسكتك

شادي : (على حاله ) لقد غششتني

أخته : (وهي ما زالت على حالها السابق) خدعتك خدعتك

شادي : حسنا لتمسكي بي مرة ثانية وأعدك أني لن أخدع ثانية ( نظرة تحدي في عينيه)

أخته : (تقترب منه و تمسك بكتفه بحب و تريح رأسها على صدره ثم تنظر إليه بنظرة فيها شفقة) أنا آسفة أخي ولكن يجب أن تعلم أن الحياة ليست بخط مستقيم ولكنها خطوط متقاطعة يجب أن تحتاط لكل الاحتمالات.

شادي : ( نظرة حيرة) لا أفهم ماذا تقصدين

أخته : ( نظرة شفقة ) ستفهم فما بعد

شادي : ( وهو يبتسم) لنلعب ثانية

( يصدر صوت دوي انفجار قوي بالقرب من المكان)

شادي: (يلتفت بسرعة نحو الصوت) ما هذا ( نظرات حيرة ترتسم على وجهه )

(يظهر دخان قوي يتصاعد يتبعه انفجار ثاني)

شادي : ( برعب) ما هذا يا أختاه؟

أخته : (مرتاعة وتمسك بيده وتحاول الركض في الاتجاه المضاد للأصوات) اركض أخي .. اركض

شادي يتبعها : (برعب شديد وتزداد اللمعة في عينيه) ماذا يحدث يا أختاه؟

(انفجار قريب للغاية يطيح بكليهما ليرتميا على الأرض بدون حراك)



أخته : ( تحرك رأسها بضعف و تهمس بصوت ضعيف و الدماء تعلو وجهها و ملابسها) شادي أين أنت؟

أخته : شاااااادي ( بضعف ثم تفقد الوعي)



بعد قليل يتضح المشهد و أخت شادي ملقاة أرضا بلا حراك حتى تبدأ بالتحرك والنهوض وهي ممسكة برأسها وعندما تستوي واقفة تدير برأسها ناظرة للمكان وهي مندهشة ثم تزداد ملامحها هلعا من منظر الأشجار المحترقة و الدمار الذي ألم بالمنطقة ثم تعيد نظرها إلى المكان الذي كان به شادي

أخت شادي : (مرتعبة صارخة ) شااااااااااااادي, أين أنت يا شادي؟

( تركض نحو مكانه السابق و البكاء باد في عينيها ) وتصرخ قائلة :شاااااادي

(تجد فردة حذائه مسربلة بدماء تميل عليها لأخذها والدموع تملأ عينيها قائلة بصوت ضعيف ) :شااادي

(تدير رأسها ناظرة حول المكان وواضعة فردة الحذاء على صدرهاوتقول):شادي

(تركض بسرعة وهي تتلفت حولها ثم تقف وتتلفت . فتنظر إلى الأسفل ثم تسقط على ركبتيها وهي تبكي .ثم تنظر إلى الأعلى وتصرخ شااااااااااادي



تسير أخت شادي بين أنقاض البيوت و السيارات المدمرة والأشلاء المتناثرة والدماء المراقة .تستمر في السير حتى تقف أمام جسمين مسربلين بالبياض و خلفهما بيت مدمر .

فتجلس على ركبتيها و تكشف الغطاء عن وجه الجثتين ثم تميل برأسها وهي تبكي بكاء مريرا وترتمي عليهما وتحضنهما .يلاحظ بعض المارة ما تفعله فيلتفون حولها .



أخت شادي : أمي و أبي و أخي لا تذهبوا أرجوكم . لا تتركوني وحيدة



(تربت يد على ظهرها و يهمس في أذنها صوت امرأة )



الصوت : لا تجزعي بنيتي. الله استردهما عنده وان شاء الله هم من الشهداء في الجنة .اصبري بنيتي اصبري



أخت شادي : ( تلتفت إلى الصوت ودموعها تنهمر كالسيول) من أنت حتى تعلمي مصابي ؟ لقد فقدت أخي و أمي و أبي و ليس لي أحد بعدهم



المرأة وفي وجهها معالم الشفقة) الله لنا و لك بنيتي . أنا فقدت ابنتي و زوجي والحمد لله احتسبتهما عنده فقومي معي بنيتي ربما جعلنا الله سلوى لبعضنا البعض



أخت شادي : لا لن أترك أبي و أمي .سأبقى معهما



المرأة : قومي يا بنيتي لقد ذهبا إلى رب السموات و الأرض فهما الآن في رحمته .سيقوم الرجال الآن بأخذهما وسيواروهما التراب فقومي معي بنيتي إلى بيتي . فالحمد لله لم يصب بأذى (وتمد إليها يدها )



أخت شادي: ( تنظر إليها و إلى يدها الممدودة ثم تتناوها فتعاونها المرأة على النهوض )



المرأة : جففي دموعك بنيتي فالله هو العادل المنتقم الجبار .( ترفع يديها و نظرها إلى السماء ) اللهم أنت حسبي فيهم اللهم خذ منهم كما أخذت منا فأنت ولينا في الدنيا و الآخرة توفنا مسلمين و ألحقنا بالصالحين.



أخت شادي : (عيناها قد جفت قليلا ) آمين



ويغادران مبتعدين عن البيت



يتبع بإذن الله
__________________
أحيانا نحتاج وقفة من اللهاث المتسارع، لنعيد التصالح مع أنفسنا وإعادة حساباتنا في الحياة الدنيا، وتصحيح المسار والقناعات والمفاهيم لتناسب حقيقة الحياة ومآلها وما ينتظرنا من سعادة أو شقاء والعياذ بالله

أختكم: نزهة الفلاح
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.52 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.90 كيلو بايت... تم توفير 0.62 كيلو بايت...بمعدل (3.55%)]