عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-10-2019, 06:10 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي حكم غسل يدي القائم من النوم عند أحمد

حكم غسل يدي القائم من النوم عند أحمد

محمد طه شعبان
غَسل يدي القائم من النوم فيه روايتان:
الأولى: الوجوب.
وعنه: يُستحب فقط([1]).
والأول هو المشهور، وهو الصحيح؛ للأمر الوارد، في قوله ﷺ: «إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ نَوْمِهِ فَلْيَغْسِلْ يَدَيْهِ، قَبْلَ أَنْ يُدْخِلَهُمَا فِي الْإِنَاءِ ثَلَاثًا؛ فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَا يَدْرِي أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ»، وعدم وجود صارف قوي.
وهل يُقيَّد النوم هنا بنوم الليل فقط؛ هذا هو المشهور في المذهب، وجزم به ابن قدامة رحمه الله في «المغني»؛ وقال: «ولا تختلف الرواية في أنه لا يجب غسلهما من نوم النهار»([2]).
وقد ذكر شمس الدين بن مفلح في «الفروع»([3])، والمرداوي في «الإنصاف»، وغيرهما رواية أخرى عن أحمد.
قال المرداوي رحمه الله: «مفهوم قوله: «من نوم الليل» أنه لا يؤثر غمسها إذا كان قائمًا من نوم النهار، وهو المذهب، وعليه الأصحاب، وجزم به في المغني، والشرح، وابن عبيدان، وصاحب المستوعب، والمحرر، وغيرهم، وقدمه في الفروع، والرعايتين، وابن تميم، والفائق، وغيرهم؛ وعنه حكم نوم النهار حكم نوم الليل»([4]).
قلت: والراجح التقييد بنوم الليل، وهو القول المشهور في المذهب؛ لأن النبي ﷺ قيَّده بـ«المبيت» والمبيت لا يكون إلا بالليل؛ ولأن دخول نوم الليل متيقَّن، ودخول نوم النهار مشكوك فيه، والأصل براءة الذمة.
وهو ما رجحه شيخ الإسلام رحمه الله، ورجح أن التقييد بـ«المبيت» علة مؤثرة.
قال شيخ الإسلام رحمه الله: «وأما الحكمة في غسل اليد ففيها ثلاثة أقوال:
أحدها: أنه خوف نجاسة تكون على اليد؛ مثل مرور يده موضع الاستجمار مع العرق، أو على زبلة ونحو ذلك.
والثاني: أنه تعبد ولا يعقل معناه.
والثالث: أنه من مبيت يده ملامِسةً للشيطان؛ كما في «الصحيحين» عن أبي هريرة ﭬ، عن النبي ﷺ أنه قال: «إذا استيقظ أحدكم من منامه فليستنشق بمنخريه من الماء؛ فإن الشيطان يبيت على خيشومه» فأمر بالغسل معلِّلًا بمبيت الشيطان على خيشومه؛ فَعُلِم أن ذلك سببٌ للغسل عن النجاسة؛ وقوله: «فإن أحدكم لا يدري أين باتت يده» يمكن أن يراد به ذلك؛ فتكون هذه العلة من العلل المؤثرة التي شهد لها النص بالاعتبار. والله أعلم»اهـ([5]).

[1])) «المغني» (1/ 73).

[2])) السابق.

[3])) «الفروع» (1/ 52).

[4])) «الإنصاف» (1/ 41).

[5])) «مجموع الفتاوى» (21/ 44).

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.88 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.26 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.95%)]