التفكير في غير الزوجة
الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي
السؤال
أنا مِن المستقيمين، مُصيبتي تكمُن في عدمِ قَناعتي بزَوْجتي، وتفكيري الدائِم بالزواج مِن أخرى؛ فأبْقى دائمًا متطلعًا لهذا الأمْر، حتى إذا سمعتُ أنَّ امرأةً وقعت في الزِّنا، أتأثَّر كثيرًا، فقط إذا كانتْ جميلةً، ولا أدْري لعلَّ هذا غَيرةٌ على المحارم، ليستْ في مكانها، فتَجِدني كثيرَ التفكير فيها، وفي كيف وقعتْ في الفاحشة ومارستْها.
فأطلب منكم يا شيخُ توجيهي، وأسأل الله أن يَفْتَح عليكم وعليَّ، عفوًا أنا لا أحتاج موضوعًا عن حُرْمة الزِّنا.
الجواب
الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ الله، وعلى آلِه وصحْبِهِ ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فأولاً: لا بدَّ أن تعلمَ أنَّه لا يجوز لكَ الاستسلامُ للتفكير فيما ذكرتَه؛ لأنَّه لا فائدةَ مِن ذلك إلاَّ تحريكُ الشهوة وإثارتها، وهذا مدعاة لارْتكاب المحرَّمات، والدخول فيما لا يَعنيك؛ فقد روى البخاري مِن قوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا تُباشِرِ المرأةُ المرأةَ، فتنعتَها لزوجِها، كأنَّه ينظر إليها))، فالحِكمة مِن ذلك ظاهرةٌ، وهي عدمُ تعلُّق القلْب بها، أو الوقوع في الفِتنة، وشغْل الفِكر بما لا يعود عليه نفْعُه في دِينه ودنياه، بل على العكس.
واعلمْ أنَّ استرسالَك في مِثل هذه الأفكار، وسعيَك لمعرفةِ تفاصيل الفاحِشة، ومَن مارستْها، وغير ذلك -قد يتحوَّل إلى نوعِ إدْمان، فتصبح أسيرًا لها، فيؤثِّر ذلك على عَلاقتِك بزوجتِك، فلا ترى فيها ما تتخيَّله، ولا أنت تظْفَر بما تتخيَّله، فَارْضَ بما قسَم الله لك وقدَّرَه؛ كما قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((وارضَ بما قسَم الله لك، تكُن أغْنَى الناس))؛ رواه أحمد والترمذي.
هذا؛ ونقول للأخ الكريم: إذا كنتَ لم تحصِّلِ العفافَ بزوجة واحدة، فلا نرَى بأسًا مِن الزواج بثانية، إن توفَّرت فيك عدَّة أمور:
منها: القُدرة البَدنية والمالية، وأن لا يخاف على نفْسك مِن الميل، وعدم العدْل؛ قال – تعالى -: ﴿ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً ﴾ [النساء: 3]، فإذا آنستَ مِن نفسك القُدرةَ البَدنية والمالية، والقُدرة على العدْل، أُبِيحَ لك الزواجُ والتعدُّدُ.