الموضوع: حقيبة سفر
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05-01-2011, 01:39 PM
الصورة الرمزية فاديا
فاديا فاديا غير متصل
مشرفة ملتقى الموضوعات المتميزة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
مكان الإقامة: الاردن
الجنس :
المشاركات: 2,440
الدولة : Jordan
افتراضي حقيبة سفر




عما قريب...
سأغادر مرفأ السادسة والثلاثين وأدخل أرض السابعة والثلاثين ، ولا زلت على قيد الحياة




هذا ما اقوله لنفسي كل سنة ، و هذه السنة تميزت بشعور جارف ،







مزيج من الحزن على ما مضى، تشوبه نسمات من الفخر والاعتزاز ،



خاصة وانا ألبس حذائي و ( أكايده ) استعدادا للدخول في مرحلة خريف العمر وبيداء الحياة ، سيصبح عمري أخيرا اكبر من ( نُمرة ) حذائي ، واكبر منك ب ( نُمرة ) ..أعلم منك بسنة .








سيرسل لي زوجي باقة ورد جوري ، بمعنى أن هذا اليوم من أجمل أيام حياته وربيع عمره



وسترسم لي ابنتي رسوما بقلوب حمراء مؤكدة انها تحبني اكثر من ( وودي بيكر )








وسأقرأ ( برجك اليوم ) حالما تصل جرائد الصباح الى مكتبي،



هذه العادة من طقوسي العجيبة ، و التي احب فيها ان اعانق التفاهة ، فأقارن ما تقوله جريدة الرأي بما تقوله جريدة الغد عن الثور ،



واحدة ستتنبأ أنني على وشك الفوز بصفقة عمر انتقل فيها الى ( جماعة الملياردرية ) ،



والأخرى ستقول أن عقد عمل سيُعرض عليّ لن يكون ربحه كاف لتحقيق أحلامي العتيدة ،



وسأسخر من حيرة المنجمين واختلاف ارائهم ،



ثم أتساءل كما كل سنة ...... ترى ماذا ستحمل لي الأيام القادمة الى جانب حمل السنوات القديم ،



وهل نحن قادرون حقا على حمل كل هذه الأحمال ان اضطررنا يوما الى الرحيل ؟








وحدها حقيبة السفر ، تخبرني ماذا يمكن أن احمل وبماذا علي أن احتفظ،






حين أستعد للسفر ، أعرف ماذا يهمني وماذا يجب ان يكون بحوزتي ،



فأكتشف ان باقي ما اعتقدت ان علاقته وثيقة بي ، مجرد سراب .







كم مرة علينا ان نسافر حتى نصل الى الحقيقة الرمزية لرحلة الحياة ؟







كم من أشياء ظننا أنها عالقة بنا ...واشياء اخرى اعتقدنا أنها تخصنا ... وأشياء أخرى حاربنا عنها باستماتة .. واشياء توسلنا اليها ألا تغادرنا.... وأشياء ظننا اننا لا يمكن العيش بدونها ؟







ابتسمت وانا اتذكر صديقتي الايطالية التي قابلتها في احد محطات السفر ،
قالت لي .. ( كنت دوما أعتقد انني لن اتمكن من الحياة اذا غادرني من أحب ،
والذي حصل أنني تزوجت أربع مرات خلال مراحل حياتي .. ماتوا عني جميعا ، وأنا بقيت على قيد الحياة .)









سأصبح في السابعة والثلاثين ... بكل فخر



أتفقد حقيبتي .....علي أن استعد للسفر الى محطات خريف وشتاء العمر اذا شاء الله،



وبعدها ....سواء بقيت على قيد الحياة او لا ، انا على ثقة أن ربيع الحياة وألوان العمر ...ستكون بمنتهى الوضوح







وواثقة أيضا أنه ....



سيدين لي حذائي بالكثير مما سيتعلمه مني ...... ( بِحُكم النُمرة )



__________________
[/CENTER][/COLOR]

أنا لم أتغيّر !
كل ما في الأمر أني !
ترفعت عن ( الكثير ) !
حين اكتشفت أن ( الكثير )
لا يستحق النزول إليه !
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.55 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.93 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.04%)]