عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 09-12-2005, 10:20 PM
الفردوس الفردوس غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Dec 2005
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 10
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

***





(الفصل الخامس)

{الأدب مع النفس}





.في البداية يجب أن نعرف عن أي شئ نتكلم وما هي هذه النفس وأين مكانها وما أهميتها بالنسبة للإنسان وذلك لكي نحدد من البداية أهمية الموضوع الذي نتكلم عنه حتى نعطيه القدر الكافي من الإهتمام و التركيز ..



.الإنسان يتكون أساساً من ثلاث أشياء وهي (الروح)وهي بإختصار مادة الحياة في الإنسان وبدونها لا توجد الحياة داخل أي كائن وبها يطلق على الإنسان كائن حي.الشيء الثاني هو(الجسد) هي الآلة التي تتكون من مجموعة من المواد التي تكون أعضاء الإنسان.الشيء الثالث هو (النفس ) هي الصفات الخٌلٌقية للإنسان ولكي نوضح ما هي هذه النفس سوف نسيق تشبيه لها في داخل جسم الإنسان .من يعرف شئ عن علم الأحياء يعرف أن في داخل جسم الإنسان شريط وراثي موجود في داخل الخلية الحية يحتفظ بصفات هذه الخلية والصفات الوراثية لهذا الكائن الحي وهو ما يسميه علماء الأحياء ب (DNA ) أو الشريط الوراثي للكائن الحي كذلك نفس الإنسان تعتبر بمثابة الشريط الوراثي للإنسان ولكنها تحمل صفاته الخُلُقية لا الجسدية .

ولكي نفهم كيف تتغير أخلاق الناس وطباعهم النفسية رغم وجودهم أحياناً في نفس البيئة نتصور أن الأخوان رغم وجودهم في نفس البيئة إلى أن صفاتهم الجسدية تتغير ورغم أن الصفات الوراثية الموجودة داخل الشريط الوراثي لكل منهم متشابهة إلا أن هناك صفة طغت على أخرى في كل منهم نتيجة بعض العوامل وهذه الحالة يسميها علماء الأحياء (سيادة الصفات).

كذلك في النفس البشرية تكون مسجل فيها كل الصفات الحسنة والصفات السيئة إلا أنه نتيجة بعض العوامل إما أن تظهر الصفات الحسنة أو تظهر الصفات السيئة والدليل على ذلك قوله سبحانه وتعالى { وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10)}سورة الشمس.

هكذا ألهم الله عز وجل النفس الصفات بجميع أنواعها فمن زكّا هذه النفس أفلح ومن أرداها وأغواها خاب وخسر وسوف نحاول إن شاء الله معرفة كيف نزكي هذه النفس حتى نكون من المفلحين بإذن الله تعالى.



. درج الكتّاب علي الكتابة في هذا الموضوع تحت عناوين كثيرة منها (إصلاح القلوب) أو(سياسة النفس) أو(أمراض القلوب)و غيرها من العناوين المختلفة ولكنهم أرادوا نفس المعنى وسميته (الأدب مع النفس)لأن إن لم يكن الإنسان قد أدب نفسه لا يمكن أن نطالبه بأن يكون متأدب مع غيره .ولكي تدرك في البداية كيف تستطيع أن تأدب نفسك يجب بدايةً أن تتعرف على الصفات التي تكمن داخل هذه النفس حتى تستطيع التعامل معها .وهذا هو أصل الصعوبة في هذه المسألة وهو أنك تتعامل مع شئ لا تدرك مكوناته كاملة وما يحتويه من الصفات قد تكون غير ظاهرة أمام عينك ولا تظهر إلا عن طريق التجربة العملية.وهذا هو الفرق بين الصفات الجسدية والصفات النفسية فإن الصفات الجسدية ومحاولة التعامل معها يكون سهل لأنك تستطيع ملاحظتها بسهولة وعلاج هذه الصفات يكون عادةً ميسور فقط تحتاج إلي بعض الخبراء والأطباء ولكن الصفات النفسية تظهر بالتعامل مع الغير وذلك مما ينتج عنه كثير من الحرج والضيق .ولا يمكن إتباع طريقة التجربة لإظهار الصفات الموجودة داخل كل فرد لأن ذلك بلا شك سوف يؤدي إلى إحداث خسائر كبيرة فمثلاً (لا يمكن أن نقول لإنسان أدخل على أسد في القفص حتى تعرف أنك شجاع أم لا ) أو (أن نقول لآخر تعامل مع النساء حتى تتعرف هل ستفتن أم لا )لأن ذلك سيؤدي إلى عواقب وخيمة ولكن الحياة أخي العزيز وأحوالها كفيلة بأن تخرج ما في النفس من صفات وبذلك يتم التعرف للإنسان على صفاته والتعامل معها وتأديبها محاولةً منه أن تسود الصفات الحسنة وتضمحل الصفات السيئة وهذا أخي العزيز هو محل الإختبار الحقيقي للإنسان في هذه الحياة الدنيا وهو(محاولة تزكية النفس وسيادة الصفات الصالحة علي الصفات الأخرى حتى تكون من الصالحين).



وهنا يلح علينا سؤال كيف يتعرف الإنسان علي صفاته؟والجواب في ما يلي..(تابع الفصل الخامس)
__________________
ما أخطأك ما كان ليصيبك وما أصابك ماكان ليخطأك رفعت الأقالم وجفت الصحف.
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 16.27 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.63 كيلو بايت... تم توفير 0.64 كيلو بايت...بمعدل (3.92%)]