إذا تطورت مشاعر النفور من أحد الزوجين ، وتجاوزت الطور النفسي الى إساءة العشرة ، والإستعلاء والتكبر والتمرد ، والشقاق والعصيان ، فقد وصلت إلى مرحلة النشوز.
فإذا كان من ناحية الزوج : وجب على المرأة البحث في السبب وعلاجه بطرقها الخاصة من حنان وعطف ورحمة ومودة.
فإذا لم تفلح كل المحاولات وخافت الزوجة أن بتركها زوجها فلا بأس في هذه الحالة أن يتصالحا فيما بينهما بأن تتنازل المرأة عن شيء من حقوقها .
فإن نجحت الزوجة في ذلك فبها ونعمت ، وإن لم تفلح وجب التدخل بالإصلاح بينهما ، فليس من المعقول أن تستمر الحياة بالشقاق والخلاف بين الزوجين .
ولو كان النشوز من طرف الزوجة ، فهناك 3 مراحل لعلاج المشكلة تكون بالترتيب :
يقول الله تعالى : "وَالآِتي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي المَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً "
المرحلة الأولى الوعظ:
فيتكلم معها بكلام مؤثر ، ويذكرها بتقوى الله وطاعة الزوج وأهمية حسن العشرة بين الزوجين في إضفاء جو المحبة والراحة النفسية وأثر ذلك على الأبناء ، ويذكرها بعاقبة المعصية وثمرة النشوز المرة .
المرحلة الثانية: الهجر في المضجع
أي لا ينام معها في فراش واحد ، يتركها لوحدها كي تشعر بأن زوجها غاضب منها.
ولا يجوز أن يهجرها في غير الفراش - كأن لا يأكل معها وما إلى ذلك - ولا يهجرها أمام الأبناء ولا أمام الناس ، لأن ذلك يستفزها ويستثير كرامتها فتزداد نشوزا. ( فقط أثناء النوم لا ينام معها )
المرحلة الثالثة : الضرب
شروط الضرب:
أن يكون غير مبرح
لا يضرب الوجه أبدا لأنه مكان العزة والكرامة
يبتعد عن ضربها في الأماكن المخوفة ، لأن المقصود من الضرب دلالته النفسية وليس الأثر الجسدي ، والهدف منه التأديب لا إلحاق الضرر والمرض بها .
المرحلة الرابعة : التحكيم بين الزوجين
إذا لم تفلح الوسائل السابقة فلأجل صيانة الأسرة والحفاظ عليها من التفكك والإنهيار ننتقل الى التحكيم بين الزوجين بواسطة حكمين عدلين أحدهما من أهل الزوج والآخر من أهل الزوجة ليقوما بمهمة الإصلاح ثم يقدر الحكمان الأمر حق قدره ، ويضعان الحلول المناسبة لإنهاء المشكلة .
إذا لم تفلح كل الوسائل السابقة فالحل هنا هو الطلاق .
أرأيتِ التدرج الرباني الذي أمرنا به في حل مشاكلنا ؟