عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 18-10-2010, 06:07 PM
الصورة الرمزية اخت الاسلام
اخت الاسلام اخت الاسلام غير متصل
مشرفة الملتقى الاسلامي
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
مكان الإقامة: ارض الله
الجنس :
المشاركات: 6,045
الدولة : Morocco
افتراضي رد: خطر يهدد الفتيات الزواج عبر الإنترنت

فإن الإنترنت ثورة كبرى في عالم المعلومات، وميدان فسيح لامتحان الإيمان والأخلاق بل والعقول.
فالخير مفتوح الأبواب، والشر معروض بشتى الأساليب، وبإمكان الذي يتعامل مع الإنترنت أن يطلق لسانه بما شاء، وأن يُسَرِّحَ بصرَه كما يريد، وأن يخط بيده ما يرغب؛ فلا حسيب عليه، ولا رادع له، ولا مُوْقِف له عند حد.
فإن تسامى واستعلى، ونظر في العاقبة، واستحضر رقابة ربه، وشهوده عليه - أفلح وأنجح، واقتحم تلك العقبة.
وإنْ هو أطلق لنفسه العنان، ومال حيث يميل الهوى، وغاب عنه رادع الإيمان ووازع التقوى - أوشك أن يرتكس في حمأة الرذيلة، ويسقط على أم رأسه في الحضيض، فلا يكون من رواء ذلك إلا إذلال النفس، وموت الشرف، والضعة والتسفُّل.

ولهذا كان حرياً بالعاقل أن يحسن التعامل مع الإنترنت، وأن لا يْفْرِطَ في الثقة في نفسه، فيوقعها في الفتنة، ثم يصعب عليه الخلاص منها.

.فما أسهل التصنُّع للناس وستر القبيح عنهم وسلبَ ألبابهم بمعسول الكلامِ ومُنَمِّق المواعظ
والتحلي أمام أعينهم بثوب عمرَ بن عبد العزيز وطاووس وبشر وابن أدهمَ وغيرهم رحمهم الله , كل ذلك ليس من الصعوبة على أي إنسان إلا من رحم الله.!!

ولكن العقبة والمنزلة التي لا يلقاها إلا ذو حظ عظيم أراد الله به وله خيراً هي أن يستوي عندي وعندك نظر الناس أجمعين وغفلتهم كذلك , ويستوي عندنا رضاهم وسخطهم ومدحهم وذمهم, وأن لا تؤثر فينا الخلوة بمحارم الله شيئاً , بل لا تزيدنا هذه الخلوات إلا تقى ومراقبة ومخافة لمن يعلم السرَّ وأخفى.!

فالمرء بين الصالحين لا يجد مشقة في استصلاح نفسه وإلزامها الجادة , ولكنَّه إذا خلا بالحرمات فهناك يتميز من بكى ممن تباكى ومن صلُحَ ممن تصلَّح , ولربما حرص اللعين الرجيم على إدخال اليأس والقنوط إلى قلب الواقعين في معاصي الخلوات , بعد إغارته عليك بجنده وتحزبه في تلك الإغارة بالنفس الأمارة بالسوء والهوى.!

فحري بالعاقل أن يستحضر هذا المعنى جيداً، وأن يتذكر دائماً أن الغيب عند الله علانية، فكيف يليق بالمرء أن يجعل الله - عز وجل - أهون الناظرين إليه ؟! وحقيق عليه أن يدرك أنه من أخفى خبيئة ألبسه الله ثوبها، ومن أضمر شيئاً أظهره الله عليه سواء كان ذلك خيراً أو شراً؛ فالجزاء من جنس العمل، و (( مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ )).

__________________



رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 14.26 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 13.63 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.40%)]