عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 31-12-2014, 03:30 PM
أبو مالك المعتز أبو مالك المعتز غير متصل
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Nov 2014
مكان الإقامة: الصالحية الجديدة، مصر
الجنس :
المشاركات: 205
الدولة : Egypt
افتراضي أفضل الدعاء: الحمد لله

قد يظن البعض أن الحمد لا يكون إلا لله، إلا أن أشعار العرب مليئة بخلاف ذلك.
وقد قال تعالى: {لاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَواْ وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُواْ بِمَا لَمْ يَفْعَلُواْ}، (آل عمران:188)،
فأثبت الحمد للمخلوقات، والحمد هو الذكر الحسن.

إلا أن الحمد الذي ينبغي لله، يتميز عن حمد المخلوقات بأنه حمد مع محبة وخوف تامين، أما حمد المخلوقات فإما أن يكون عن خوف من المحمود، أو عن حب له،
ولا يجتمع الحمد مع الخوف والرجاء التامين إلا لله وحده.

سبق وقد قررنا أن سورة الفاتحة موضوعها الدعاء، وأن قوله تعالى: {الحمد لله رب العاليمن()الرحمن الرحيم()مالك يوم الدين}، هذه المقدمة الأولى للدعاء، وهي إظهار عظمة المسئول وتنزيهه والثناء عليه وتمجيده، فهي مقدمة يتقرب بها السائل من المسئول ليكون سؤاله أوقع ولينال مسألته، كما قال سبحانه وتعالى في الحديث القدسي الذي مر معنا، قال ثلاث مرات: ((ولعبدي ما سأل))، رواه مسلم.

وقد يتوهم البعض أن الدعاء يبدأ من قولنا: {اهدنا الصراط المستقيم}، وذلك لأن جملة الحمد جملة اسمية، والدعاء يكون جملة طلبية، ويسميه أهل اللغة جملة إنشائية، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
((أفضلُ الذكرِ: لا إلَه إلَّا اللهُ، وأفضلُ الدعاءِ: الحمدُ للهِ))، صحيح الترمذي،
فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاء.

يقول ابن عاشور رحمه الله: (هو خبر مستعمل في الإنشاء فالقصد هو الإنشائية لا محالة، وعدل إلى الخبرية لتحمل جملة الحمد من الخصوصيات ما يناسب جلالة المحمود بها من الدلالة على الدوام ... والاستغراق).

وسنشرح بإذن الله تعالى معنى الدوام ومعنى الاستغراق في يوم آخر.

-------------
رابط موضوع سورة الفاتحة:
http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=159748
__________________
بارك الله لنا ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من الذكر الحكيم،،،
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 13.24 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 12.62 كيلو بايت... تم توفير 0.62 كيلو بايت...بمعدل (4.71%)]