عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 16-07-2010, 03:01 PM
الصورة الرمزية أمة_الله
أمة_الله أمة_الله غير متصل
هُـــدُوءُ رُوح ~
 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
مكان الإقامة: ღ تحت رحمة ربي ღ
الجنس :
المشاركات: 6,445
افتراضي 7- محمد بن سيرين

محمد بن سيرين

سأتحدث في هذه القصة عن تابعي جليل يدعى محمد بن سيرين البصري وسأبدؤها من يوم سيق محمد بن سيرين إلى السجن لأنه عجز عن وفاء مبلغ من المال كان في ذمته لأحد التجار كان محمد بن سيرين تاجر فاشترى يوماً من تاجر كمية كبيرة من الزيت على مبلغ مؤجل الدفع فلما فتح إحدى خوابي الزيت وجد فيها فأراً ميتاً متفسخاً فقال في نفسه إن الزيت كله كان في المعصرة وفي مكان واحد وهذا يعني أن جميع الزيت الذي في الخوابي هو زيت نجس كان بمقدور محمد بن سيرين أن يعيد الزيت إلى البائع بسبب هذا العيب ولكنه خشي إن أعاده إلى البائع أن يبيعه البائع إلى رجل آخر لا يعلم بنجاسته ورغم أن محمد بن سيرين يعلم أن الإثم سيقع على البائع إن فعل ذلك إلا أنه اختار الطريق الأورع ففضل أن يريق الزيت وأن يضمن لصاحبه ثمنه ولكن قدر الله وما شاء فعل فقد وقع ابن سيرين بمشكلة مالية أعجزته عن الوفاء بثمن الزيت وهاهو اليوم مسجون إلى أن يتوفر له تمام الدين أيام عديدة مضت ومحمد بن سيرين في السجن كان يمضي وقته في عبادة الله تعالى والصلاة وتلاوة القرآن والدعاء وذكر الله تعالى تقدم منه السجان ذات يوم وقال له ما رأيك يا سيدي إذا كان الليل أن تذهب إلى أهلك وتبيت معهم فإذا أصبح الصباح عدت إلى هنا دون أن يعلم أحد بذلك سكت السجان قليلاً ثم أردف وبإمكانك أن تفعل ذلك كل يوم حتى يطلق سراحك قال محمد بن سيرين بانفعال واضح لا والله لا أفعل دهش السجان إذ لم يتوقع أن يرد ابن سيرين هذا العرض المذهل سأله لم لا هداك الله أجابه حتى لا أعاونك على خيانة ولي الأمر .
إذاً هذا هو ابن سيرين تابعي ثقة وعالم جليل ورع تعي نقي كان يقسمه يومه فيجعل شطر منه للعلم والعبادة وشطر آخر للكسب والتجارة فكان إذا طلع الفجر غدا إلى مسجد البصرة يعلم ويتعلم حتى إذا ارتفع النهار مضى إلى السوق يبيع ويشتري وعندما يقبل الليل كان يقف في محرابه متعبداً متبتلاً يبكي بين يدي الله تعالى خوفاً من عقابه وطمعاً في ثوابه كان ابن سيرين قوي وجريء في الحق لا يخاف فيه لومة لائم يحكى في هذا أن والي العراق ابن هبير الفزاري بعث غليه يدعوه إلى زيارته مضى إليه ومعه ابن أخيه رحب الوالي بابن سيرين وسأله عن كثير من أمور الدين والدنيا ثم قال له كيف تركت أهل بلدك يا ابن سيرين قال تركتهم والظلم فيهم فاش وأنت عنهم لاه لم تأثر صراحة ابن سيرين وجرأته في قول الحق في نظرة الوالي إليه وإكرامه له فقد ودعه بمثل ما استقبل به من حفاوة وتكريم وبعث إليه كيساً فيه ثلاثة آلاف درهم لكن ابن سيرين اعتذر عن قبولها الأمر الذي أدهش ابن أخيه فقال له ما يمنعك أن تقبل هدية الوالي أجابه ابن سيرين إنما أعطاني الوالي لخير ظنه بي فإن كنت من أهل الخير كما ظن فلا ينبغي لي أن أقبله وإن لم أكن كما ظنه فأحرى لي ألا استبيح ذلك .
كان ابن سيرين عالماً بتأويل الأحلام أتاه رجل ومعه جراب من جلد فقال له رأيت في النوم كأني أسد الزقاق سداً شديداً قال ابن سيرين أأنت رأيت هذا قال نعم فأسر ابن سيرين في اذن بعض من حضر قائلاً ينبغي أن يكون هذا الرجل يخنق الصبيان وربما يكون في جرابه آلة الخنق فلما خرج الرجل مجلس ابن سيرين تتبعوه فوجدوا في جرابه أوتار وشفرات فلسموه إلى السلطان فأقر أنه يخنق الصبيان يقول الشاعر :
إن لله عـباد فـطـنـى طـلـقـوا الـدنيـا وخــافـوا الـفـتـنـا
نـظـروا فـيـها فـلـمـا عـلـمـوا أنـهـا ليست لحـي وطـنـاً
جعلوها لجة واتخذواواتخذوا صالح الأعمال فيها سفنا
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 14.53 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 13.91 كيلو بايت... تم توفير 0.61 كيلو بايت...بمعدل (4.22%)]