عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 22-03-2019, 04:49 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,062
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الوقف والابتداء وأثرهما في المعاني القرآنية



الوقف والابتداء


وأثرهما في المعاني القرآنية




د.سعيد بن راشد الصوافي[(*)]

المبحث الثالث


أثر الوقف والابتداء على المعاني القرآنية


تمهيد

مر معنا سلفاً أن معرفة الوقف والابتداء شيء مهم لتالي القرآن الكريم، فبها تتضح معاني القرآن الكريم، وتتجلى أوجه إعجازه، وتعرف مقاصده.
ومن خلال الأمثلة التي قدمناها كأمثلة للوقف والابتداء؛ اتضح لنا أن المعاني القرآنية هي المحور الذي ينبني عليه الوقف والابتداء من حيث الصحة وعدمها، فبالوقف والابتداء نستطيع تجلية المعاني الصحيحة المرادة من عدمها.
ولتوضيح هذه الفكرة نستشهد بحادثة من السنة المطهرة كمثال على أهمية الوقف والابتداء وأثرهما في تجلية المعاني أو ضياعها، فعن عدي بن حاتم أن خطيباً خطب عند النبي صلى الله عليه وسلم: من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قم أو أذهب، بئس الخطيب أنت)[(1)].
قال أبو عمر الداني: ((ففي هذا الخبر: أذان بكراهية القطع[(2)] على المستبشع من اللفظ المتعلق بما يبين حقيقته ويدل على المراد منه؛ لأنه- عليه السلام- إنما أقام الخطيب لما قطع على ما يقبح؛ إذ جمع بقطعه بين حال من أطاع ومن عصى، ولم يفصل بين ذلك، وإنما كان ينبغي له أن يقطع على قوله: فقد رشد، ثم يستأنف ما بعد ذلك، أو يصل كلامه إلى آخره فيقول: ومن يعصهما فقد غوى))[(3)].
ثم قال معقباً على ذلك بقوله: ((وإذا كان هذا مكروهاً في الكلام الجاري بين المخلوقين فهو في كتاب الله عز وجل- الذي هو كلام رب العالمين- أشد كراهة واستبشاعاً، وأحق وأولى أن يتجنب))[(1)].
روي أن جبريل- عليه السلام- أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (اقرأ القرآن على حرف فقال ميكائيل استزده حتى بلغ سبعة أحرف، كل حرف منها شاف كاف ما لم يختم آية عذاب بآية رحمة أو آية رحمة، بآية عذاب)[(2)].
قال أبو عمرو الداني: ((فهذا تعليم التمام من رسول لله صلى الله عليه وسلم عن جبريل عليه السلام؛ إذ ظاهره دال على أنه ينبغي أن يقطع على الآية التي فيها ذكر النار والعقاب، ويفصل مما بعدها إن كان ذكر الجنة والثواب، وكذلك يلزم أن يقطع على الآية التي فيها ذكر الجنة والثواب ويفصل مما بعدها أيضاً إن كان بعدها ذكر النار والعقاب))[(3)].
وبالمثال يتضح المقال، فلنضرب لذلك بعض الأمثلة:
1-لا يجوز وصل قوله تعالى:{مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}[البقرة:81] بما بعدها وهو قوله تعالى:{وَالَّذِي نَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}[البقرة:82] والوقف على ((وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ))؛ لأن ذلك يجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات من أصحاب النار، وهو ليس كذلك.
2-وكذلك العكس من ذلك، فمثلاً قوله تعالى:{وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ}[الشورى:8]، لا يمكن وصلها بما بعدها، وهو قوله تعالى: ((وَالظَّالِمُون َ)) والوقف عليها؛ لأن المعنى سيصبح أن الظالمين من جملة الذين يدخلهم الله في رحمته، والأمر ليس كذلك.
فهذه الأمثلة وما شاكلها هي من المقصود في الحديث السابق، وقس على ذلك جميع الأمثلة التي يتأثر فيها المعنى فيتغير عن معناه الأصلى المراد.
ومن خلال معايشتنا لأقسام الوقف والابتداء التي مرت معنا في المبحث الأول تبين بوضوح أنه لا إشكال في الوقف على الوقف الجائز بأنواعه الثلاثة (التام والكافي والحسن)، كما أنه لا إشكال في الوصل بما بعده، فلا يترتب على الوقف أو الوصل أي تأثر في المعنى المراد.
لكن الملاحظ أن المعنى يتأثر في الوقف الواجب في حالة الوصل، وعكس ذلك في الوقف القبيح، فالوقف عليه يؤدي إلى تغيير المعنى وإفساده، وإليك بيان ذلك مفصلاً:
المطلب الأول

أثر الوصل في الوقف الواجب على المعاني القرآنية
قلنا في تعريفنا للوقف الواجب: إنه الوقف على ما تم معناه، ووصله بما بعده يوهم معنى غير المعنى المراد، ومن خلال هذا التعريف ندرك أن الوصل- هنا- يؤثر على المعنى؛ بحيث يوهم معنى غير مراد، كما سيتضح معنا من خلال الآتي:
1-الوصل يوهم أن ما بعده صفة لما قبله، من أمثلة ذلك:
-قول الله تعالى:{وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ}[البقرة:8]، لو وصل بما بعده وهو قوله تعالى:{يُخَادِعُ ونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا}[البقرة:9] صارت الجملة صفة لقوله ((بمؤمنين))؛ فانتفى الخداع عنهم، وتقرر الإيمان خالصاً عن الخداع، كما تقول: ما هو بمؤمن مخادع، ومراد الله جل جلاله نفي الإيمان وإثبات الخداع لهم[(1)].
-قول الله تعالى:{وَلَئِنْ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذاً لَمِنْ الظَّالِمِينَ}[البقرة:145]، لو وصل بما بعده وهو {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ}[البقرة:146]؛ لأوهم أن ((الذين)) صفة لــ((الظَّالِمِي نَ))، وهو ليس كذلك.
-قول الله تعالى:{وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ}[هود:20]، لو وصل بما بعده وهو قول الله تعالى {يُضَاعَفُ لَهُمْ الْعَذَابُ مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُوا يُبْصِرُونَ} لأوهم أن وصف الأولياء بمضاعفة العذاب لهم، والمراد هو نفي الأولياء مطلقاً[(1)].
2-ومن ذلك: ما يوهم أن ما بعده ظرف لما قبله: ومن أمثلة ذلك:
-قوله تعالى:{إِنَّا كَاشِفُوا الْعَذَابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عَائِدُونَ (15) يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنتَقِمُونَ}[الدخان:15-16]، فلو وصل ((إِنَّكُمْ عَائِدُونَ)) بــ((يوم نبطش)) صار المعنى إنكم عائدون إلى الكفر والشرك يوم بطشنا بكم، وهو يوم بدر أو يوم القيامة، وكلا الوجهين محال؛ فإنهم كانوا يوم بدر يقتلون ويلقون في الآبار، ويوم القيامة يشدون بالسلاسل والأغلال ويلقون في النار[(2)].
-ومن هذا القبيل أيضاً: قوله تعالى:{فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِي إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ}[القمر:6]؛ فلو وصل (عنهم) بــ(يوم يدع الداع) صار الظرف ظرفاً لقوله (فتول)، وكان المعنى: فتول عنهم عندما ينفخ في الصور، وهو محال[(3)].
3-ومن ذلك: ما يوهم الوصل أن ما بعده من المقول الأول: وإنما هو إخبار مستأنف، ومن أمثلة ذلك:
-وصل قوله تعالى:{وَقَالَتْ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا} بقوله: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ}[المائدة:64]؛ لأن الوصل هنا يجعل قوله: ((بل يداه مبسوطتان)) مقول اليهود، وهو ليس كذلك، وإنما هو إخبار يرد قولهم: ((يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ))[(1)].
قول الله تعالى: {وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً}[البقرة:26]، لو وصل بما بعده لأوهم الوصل أن ما بعده وهو قوله {يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ} من قول الكفار، وهو ليس كذلك؛ وإنما هو ابتداء إخبار من الله تعالى.
ومن هذا القبيل قوله تعالى: {فَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ}[يس:76]، وقوله:{وَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}[يونس:65].
4-ومن ذلك: ما يوهم الوصل أن ما بعده معطوف على ما قبله: من أمثلة ذلك:
قول الله تعالى {زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا}[البقرة:212]، لو وصل بما بعده وهو قول الله تعالى {وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} لأوهم الوصل أن الجملة الثانية معطوفة على ما قبلها، فيصبح المعنى: انهم يسخرون من ((الَّذِينَ آمَنُوا)) ومن ((وَالَّذِينَ اتَّقَوْا))، وهو ليس كذلك؛ بل هو كلام مستأنف.
قول الله تعالى:{إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ}[الأنعام:36]، لو وصل بما بعده وهو قول الله تعالى {وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمْ اللَّهُ} لأوهم الوصل استجابة الموتى أيضاً، وليس الأمر كذلك.

المطلب الثاني

أثر الوقف القبيح على المعاني القرآنية
والوقف القبيح كما مر معنا نوعان:
الأول: الوقف على ما لا يفهم معناه لشدة تعلقه اللفظي بما بعده، كالوقف على المضاف دون المضاف إليه، نحو الوقف على ((بسم)) من ((بسم الله)) أو الوقف على: ((الحمد)) من ((الحمد لله)).
ومن هذا القبيل: الفصل بين العامل ومعموله، كما في قوله تعالى:{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ}[آل عمران:190]، فلا وقف في هذه الآية إلا في قوله ((لآيات)) في آخر الآية؛ لأن قوله ((لآيات)) اسم إنَّ مؤخر، والجار والمجرور وما اتصل به واقع موقع الخبر[(1)].
الثاني: الوقف على موضع يغير المعنى، ويدخل في هذا النوع امور كثيرة قد لا يدركها القارئ الذي لا يفقه موضوع الوقف والابتداء، فيقف على مواضع لا يصلح الوقف عليها، وقد يمر على مواضع صالحة للوقف ولا يقف، فيضطره النفس إلى الوقف على مواضع غير صالحة بسبب جهله بالموضوع، ومن هذه الأمور:
1-ترك الوقف على وقف تام ووصله بكلام مستأنف منفصل خارج عن حكم ما وصل به والوقف عليه، ومن أمثلة ذلك:
-ترك الوقف على ((فَلَهَا النِّصْفُ)) والوقف بعدها على ((وَلأَبَوَيْهِ)) من قوله تعالى:{يُوصِيكُم ْ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ}[النساء:11]، فالوقف على هذا الموضع يغير المعنى؛ بحيث يصبح ميراث الأبوين النصف مثل ميراث البنات، ولكن المراد ليس كذلك، فالأبوان مستأنفان بما يجب لهما مبيناً بعد ذلك في الآية.
-ومثل هذا- أيضاً- ترك الوقف على ((يسمعون)) في قوله تعالى:{إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمْ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ}[الأنعام:36]، والوقف على قوله ((الموتى))؛ فالموتى لا يستجيبون، وإنما أخبر الله تعالى عنهم أنهم يبعثون، والابتداء بهم كلام مستأنف.
-ومثل ذلك أيضاً وصل قوله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنْ الإِثْمِ}[النور:11] بقوله {وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ}، والوقف على ((وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ))؛ لأن من كنى الله عنهم في الآية الأولى مؤمنون، والذي تولى كبره منافق، وهو عبد الله بن أبي بن سلول، وهو كلام مستأنف، وله حكمه الخاص الذي ورد في تتمة الآية، وهو ((لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ)).
-وصل قوله تعالى: ((لِلَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ الْحُسْنَى)) بقوله: {وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لافْتَدَوْا بِهِ}[الرعد:18]، والوقف على ((وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ))؛ لأن الوقف هنا يجعل الذين استجابوا لربهم والذين لم يستجيبوا على حد سواء في نيل الحسنى من الله تعالى.
-وكذلك وصل قوله تعالى:{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ}[المائدة:9] بقوله: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ}[المائدة:10]، والوقف على ((وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا))؛ فإنه يجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات والذين كفروا سواء في وعد الله بالمغفرة والأجر العظيم.
-ومن أمثلة ذلك: الوقف على ((ومن عصاني)) من قوله تعالى:{...فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}[إبراهيم:36]، والوقف على ((ولئن كفرتم)) من قوله تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}[إبراهيم:7].
كل هذه الأمور لا يجوز الوقف عليها؛ لأن حالة الوقف تخلط المعاني المختلفة؛ فالمعنى الثاني خارج عن المعنى الأول ومغاير له في الحكم، ولا يجوز الوصل بين المعنيين والوقف في تلك المواضع، لذا فإن على القارئ أن يتحرز من الوقف عليها ويتجنبه، حتى لا يقع في خلط المعاني القرآنية وتحريفها، ومن كان ضيق النفس فعليه أن يلتمس أقرب وقف جائز ليقف عليه؛ حتى يتجنب مصايقة النفس، واضطراره الوقف على ما يغير المعنى القرآني.
2-الوقف على الأسماء التي تبين نعوتها حقوقها، كالوقف على قوله تعالى:{فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ}[الماعون:4]؛ لأن ((لِلْمُصَلِّينَ )) اسم ممدوح محمود لا يليق به ((ويل)) وإنما خرج من جملة الممدوحين بنعته المتصل به، وهو قوله:{الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ}[الماعون:5][(1)].
3-الوقف على المنفي الذي يأتي بعده حرف الإيجاب، ولذلك أمثلة كثيرة، منها:
-الوقف على ((إِلَهَ)) من قوله تعالى:{فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِي نَ وَالْمُؤْمِنَات ِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ}[محمد:19]، و{قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ}[ص:65]، {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ}[الأنبياء:25]؛ لأن الوقف- هنا- يجعل المعنى: نفي الإله، أي لا وجود لإله.
-الوقف على ((وما أرسلناك)) من قوله تعالى:{رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِنْ يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِنْ يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً}[الإسراء:54]، {وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّراً وَنَذِيراً}[الإسراء:105]؛ لأن الوقف على هذا الموضع ينفي إرسال نبينا صلى الله عليه وسلم.
-الوقف على ((الإنس)) من قوله تعالى:{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ}[الذاريات:56]؛ لأنه ينفي خلق الإنس والجن.
الوقف على ((يعلمها)) من قوله تعالى: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ}[الأنعام:59]؛ لأنه ينفي علم الله بالغيب.
المطلب الثالث

أثر الابتداء غير الجائز (القبيح) على المعاني القرآنية
الابتداء غير الجائز (القبيح): هو الابتداء بكلام مرتبط بسابقه لفظاً ومعنى، والابتداء به يجرد الكلام من معناه؛ سواء بتعريته من المعنى، أو بتغيير معناه إلى معنى آخر غير مقصود، وقد مر معنا التمثيل لذلك في المبحث الأول، ولنأت ببعض المثلة لندرك أثر هذا الابتداء على المعاني القرآنية:
1-الابتداء بقوله: ((إن الله فقير)) من قوله تعالى:{لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ}[آل عمران:181].
2-الابتداء بقوله: ((إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ)) من قوله تعالى:{لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ}[المائدة:72،17].
3-الابتداء بقوله ((إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ)) من قوله تعالى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ}[المائدة:73].
4-الابتداء بقوله ((يد الله مغلولة)) من قوله تعالى:{وَقَالَتْ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ}[المائدة:64].
5-الابتداء بقوله: ((عزيز ابن الله)) من قوله تعالى:{وَقَالَتْ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ}[التوبة:30].
6-الابتداء بقوله: ((الله بشراً رسولاً)) من قوله تعالى:{وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمْ الْهُدَى إِلاَّ أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَراً رَسُولاً}[الإسراء:94].
كل هذه الأمثلة وما شاكلها لا يصح الابتداء بها بهذه الصورة التي تغير معناها إلى معان لا تليق.
المبحث الرابع


نماذج تطبيقية للوقف والابتداء


المطلب الأول

مدى توظيف أشهر كتب التفسير لعلم الوقف والابتداء
الوقف والابتداء في الآية الكريمة يحددان المعنى ويوجهانه، وكذلك العكس، وقد مر معنا- سابقاً- أن المعنى يتأثر بالوقف والابتداء، وأن الوقف والابتداء- أيضاً- يتأثران بعلوم مختلفة؛ كاللغة والتفسير والقراءات؛ لذلك نجد اختلاف العلماء والمفسرين في بعض مواطن الوقف والابتداء في القرآن الكريم، وفيما يلي نعرض لبعض النماذج لأشهر كتب التفسير ومد توظيف أصحابها لعلم الوقف والابتداء في بيان المعاني القرآنية:
الأنموذج الأول: قوله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ}[البقرة:26].
فالوقف على كلمة ((مثلاً)) أو عدمه يحدد المعنى حسب الآتي:
1-إن الوقف على ((مثلاً)) يدل على انفصال الجملة وهي قوله تعالى {وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً} عن تاليتها وهي قوله تعالى {يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً}؛ فيكون تمام قول الكفار عند قوله ((مثلاً)) وما بعدها كلام مستأنف من الله عز وجل؛ تعقيباً على قولهم ورداً عليهم.
2-أما وصل الجملة الاولى وهي قوله {وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً} بما بعدها وهي {يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً} من تمام قول الكفار.
وقد أورد المفسرون هذين المعنيين[(1)] وانقسموا إلى فريقين:
الأول: اختار أكثر المفسرين المعنى الأول وهو الوقف على قوله ((مثلاً))، وأعلوا المعنى الثاني[(2)].
فقد قال السجاوندي في علل الوقف: ((وما قيل: إن المتوفي- هاهنا- الله لا يصح، إذ لا اتصال للملائكة بالجملة إلا إسناد الفعل إليهم، على أن الكفار لا يستحقون أن يكون الله تعالى متوفيهم بلا واسطة))[(3)].
وقال ابن جرير الطبري: {يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً} يضل به كثيراً من خلقه، والهاء في ((به)) من ذكر المثل، وهذا خبر من الله جل ثناؤه مبتدأ، ومعنى الكلام: أن الله يضل بالمثل الذي يضربه كثيراً من أهل النفاق والكفرة))[(4)].
وقال الشوكاني: وقوله {يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً} هو كالتفسير للجملتين السابقتين المصدرتين بــ(أما) فهو خبر من الله سبحان))[(5)].
وقال ابن جزي الكلبي: {يَضِل بِهِ} من كلام الله جواباً للذين قالوا: ماذا أراد الله بهذا مثلاً، وهو- أيضاً- تفسير لما أراد الله بضرب المثل من الهدى والضلال))[(1)].
ونقل ابن الجوزي أن هذا المعنى هو اختيار السدي الكبير ومقاتل بن سليمان[(2)].
كما اختاره- أيضاً- أبو حيان في تفسيره[(3)].
الفريق الثاني: اختار المعنى الثاني، وهو أن يكون الكلام متصلاً، وهو من تمام قول الكفار، وممن اختار هذا المعنى: الفراء وابن قتيبة[(4)].
قال الفراء: ((وقوله {مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً }؛ كأنه قال- والله أعلم- ماذا أراد الله بمثل لا يعرفه كل أحد يضل به هذا ويهدي به هذا، قال الله تعالى {وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ}))[(5)].
الأنموذج الثاني: قول الله تعالى:{هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُوا الأَلْبَابِ}[آل عمران:7].
اختلفت أنظار العلماء حول الوقف والابتداء في هذه الآية الكريمة والمعنى المترتب على ذلك، ومنشأ النظر في هذه الآية الكريمة متجه إلى قوله تعالى {وَالرَّاسِخُون� � فِي الْعِلْمِ} هل هو كلام مستأنف (مبتدأ)، أم هو معطوف على ما قبله؟ ونظراً إلى ذلك يتحدد نوع الوقف على لفظ الجلالة ((اللهُ)) والابتداء بــ{وَالرَّاسِخ� �ونَ فِي الْعِلْمِ}، وذلك على النحو الآتي:
1-يرى فريق من العلماء أن {وَالرَّاسِخُون� � فِي الْعِلْمِ} كلام مستأنف، وعلى هذا يصبح المعنى: أن المتشابه لا يعلم تأويله إلا الله، والراسخون في العلم يؤمنون به كما جاء، ويكلون علمه إلى الله سبحانه، وهذا القول مروي عن ابن عباس وعائشة ومالك ابن أنس وأبي الشعثاء والكسائي والفراء[(1)]، وعزاه البغوي إلى الحسن وأكثر التابعين[(2)]، واختاره ابن جرير والكلبي من المفسرين[(3)]، واختاره- أيضاً- الفخر الرازي، وانتصر له بكثير من الحجج[(4)].
2-وذهب فريق آخر من العلماء إلى أن قوله تعالى:{وَالرَّاس ِخُونَ فِي الْعِلْمِ} معطوف على قول:{وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ}، وعلى هذا يكون المعنى: الراسخون في العلم يعلمون تأويل المتشابه من القرآن الكريم، ونُسب هذا القول إلى ابن عباس ومجاهد وأكثر المتكلمين[(5)]، واختاره من المفسرين ابن عطية وابن عاشور، وهو الذي يفهم من كلام أبي السعود[(6)].
وقد صحح النووي هذا القول؛ مستدلاً بأن الله تعالى يبعد أن يخاطب عباده بما لا سبيل لأحد من الخلق إلى معرفته[(7)]، وإلى هذا لقول مال الجمهور من العلماء، وهو مذهب المعتزلة والأشاعرة[(1)].
قال الفخر الرازي: (واختلف الناس في هذا الموضع؛ فمنهم من قال: تم الكلام ههنا، ثم الواو في قوله ((وَالرَّاسِخُون َ فِي الْعِلْمِ)) واو الابتداء، وعلى هذا القول لا يعلم المتشابه إلا الله.
الثاني: أن الكلام إنما يتم عند قوله ((وَالرَّاسِخُون َ فِي الْعِلْمِ)) وعلى هذا القول يكون العلم بالمتشابه حاصلاً عند الله تعالى وعند الراسخين في العلم)[(2)].
قال الألوسي: (وإذا عرفت هذا ظهر لك جواز الأمرين: الوقف على ((إِلاَّ الله)) والوقف على ((الرَّاسِخُونَ)) ، وقال بعض أئمة التحقيق: الحق أنه إن أريد بالمتشابه ما لا سبيل إليه للمخلوق فالحق الوقف على ((إِلاَّ الله))، وإن أريد ما لا يتضح بحيث يتناول المجمل ونحوه فالحق العطف، ويجوز الوقف أيضاً؛ لأنه لا يعلم جميعه أو لا يعلمه بالكنه إلا الله تعالى، وأما إذا فسر بما دل القاطع أي النص النقلي أو الدليل الجازم العقلي على أن ظاهره غير مراد، ولم يقم دليل على ما هو المراد، ففيه مذهبان:
فمنهم: من يجوز الخوض فيه وتأويله بما يرجع إلى الجادة في مثله؛ فيجوز عنده الوقف وعدمه.
ومنهم: من يمنع الخوض فيه؛ فيمتنع تأويله، ويجب الوقف عنده)[(3)].
الأنموذج الثالث: قول الله تعالى:{وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ}[الأنفال:50].
نجد في هذه الآية الكريمة أن الوقف على كلمة ((كَفَرُوا)) من عدمه يحدد المعنى في هذه الآية الكريمة:
فالمعنى المترتب على الوقف هو الآتي: ولو ترى إذ يتوفى الله الذين كفروا، ويكون جواب ((لو)) محذوف. ويكون الابتداء بقوله {الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ..} أي: أن الملائكة تضرب وجوههم وأدبارهم بعد توفي الله لهم.
واختار هذا الوقف الإمام نافع من القراء[(1)]، قال النحاس- معقباً على حكم نافع-: بالتمام (وهذا له وجه حسن قد شرحه نصير النحوي، قال: إن كان التفسير: ولو ترى إذ يتوفى الله الذين كفروا؛ سكت على ((الَّذِينَ كَفَرُوا)) ثم ابتدأ ((الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ )) ويدل عليه {اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا..}[الزمر:42][(2)].
أما الوصل: فيترتب عليه معنى مغاير لهذا المعنى السابق؛ هو أن الملائكة هم الذين يتوفون الذين كفروا ويضربون وجوههم وأدبارهم، وتكون ((الملائكة)) فاعل ((يَتَوَفَّى))، قال الشوكاني: ((أي: ولو ترى الكافرين وقت توفي الملائكة لهم))[(3)]، واستدل أصحاب هذا الرأي بقوله تعالى {...حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ}[الأنعام:61]، وقوله {قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ}[السجدة:11]، ويشهد لهذا الوجه فراءة من قرأ بالتاء ((تتوفى))[(4)] فإنها تعود إلى الملائمة لا غير.
والظاهر أن هذا الوجه هو الأولى والراجح عند أكثر المفسرين، فابن جرير وابن عاشور لم يذكرا غيره[(1)]، وهو المقدم عند الزمخشري[(2)]، وعزاه الداني إلى السلف[(3)]، وبه قال السجاوندي وغيره من علماء الوقف[(4)].
وبناء على هذا الاختلاف في المعنى الذي يترتب عليه تحديد الوقف من عدمه على كلمة ((كَفَرُوا)) نجد علامة الوقف الممنوع (لا) في بعض المصاحف، بينما لا نجد أي علامة في مصاحف أخرى؛ على اعتبار جواز الوقف وعدمه.

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 41.58 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 40.95 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.51%)]