الموضوع: غرس القيم
عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 29-05-2007, 12:18 PM
الصورة الرمزية ! ابــو أيهــم !
! ابــو أيهــم ! ! ابــو أيهــم ! غير متصل
قلم مميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2006
مكان الإقامة: غربة الذكريات ..
الجنس :
المشاركات: 2,768
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
مشكوره اختى على موضوعكــ المتمييز
وارجو قبول مداخلتى
وسمحينى ممكن اطول شوى
لان الموضوع راائع بحق
وجد خطير

وسائط اكتساب القيم التربوية ودور الاسلام فيها
يكتسب الطفل القيم الموجبة من المؤسسات التربوية داخل المجتمع الذي يعيش فيه وتشمل هذه المؤسسات الأسرة، وجماعة الأقران، والمدرسة، والمسجد والكنيسة والدير، ووسائل الإعلام وما تخرجه المطابع إلى عالم الصفحة المطبوعة..
فالطفل يولد وهو خلو من المعايير والقيم التي توجه سلوكه تجاه غيره وتغذيه الأسرة بتلك القيم التي تعتنقها والتي تساعده في الحياة والتفكير وهي تفسر له هذه القيم وتضع له مسلكاً لتطبيقها، والطفل يمتص من الأسرة هذه القيم عن طريق التحسين أو التقبيح، الاحترام أو الازدراء لأنماط السلوك والثقافة التي يرثها، وهو في كل هذا يمتص القيم التي تؤثر في أحكامه وحل مشكلاته.
وهذا يعود لكون الطفل يقضي في البيت فترة أطول من تلك التي يقضيها خارجه في المدرسة أو مع أترابه.
وأما المدرسة فهي بيئة نقية أوجدها المجتمع بهدف التربية إذ تحاول أن تكسب أفرادها القيم الإيجابية من خلال المناهج، ومن تفاعل المتعلمين مع المعلمين وإداريي المدرسة، وهذا كله يساعد في إدماج المتعلمين في قيم ومعايير واتجاهات محددة تتخطى الاختلافات الطبقية، وتساعد في تنقية القيم مما يشوبها، وغرس قيم جديدة وتبني نسقاً قيمياً مرغوباً لدى المتعلمين.
فالقيم قوة محركة لسلوك الفرد وعمله، وهي توجه أداء الطفل وجهة دون أخرى، والقيم يتمثلها الفرد من الحياة الاجتماعية، بيد أنها تبدو كما لو كانت شخصية وملكاً للفرد نفسه، وتكون القيم مرجعاً للفرد في الحكم على الجمال والقبح والخير والشر..
ومما هو جدير بالذكر أن القيم السائدة في المجتمع ليست بمجملها إيجابية وإنما هناك قيم سلبية والذي يهمنا أن نطرحه هنا هو ما القيم السلبية التي يمكن القول إنها تشيع في المجتمع والتي تحتاج إلى أن تلتفت إليها التربية المدرسية وغير المدرسية، والتي يمكن الاهتمام بها عند الكتابة للأطفال؟
إنه يمكننا أن نجمل معظم القيم السلبية بما يلي:
- القيم الأبوية المستبدة القائمة على التسلط والقسوة تجاه الطفل.
- قيم الأنانية الطفلية والفساد والأثرة المتناهية على حساب الآخرين.
- قيم الاستهلاك والعمل غير المنتج وازدراء العمل.
- القيم المكبلة لطاقات المرأة والشباب، رغم أهمية المرأة في المنزل وخارج المنزل في بعض المهن التي تتناسب وقدراتها، وكذلك الحد من قدرات الشباب بحجة افتقارهم لخبرة الكبار والشيوخ.
والقيم التربوية ليست بالضرورة قصراً على المنزل والمدرسة مما يحقق نظرة المربين للطفل نظرة كلية تكاملية، وتربية الطفل من الجوانب الثلاثة المعرفية والحركية والوجدانية يتطلب مساهمة جهات متعددة في تكوين القيم الانسانية لدى الطفل منذ بداية حياته، ومن هذه الجهات:
المؤسسات التربوية، والمربي، والمناخ التربوي، والمنهاج وهذا يتطلب وضع المتعلم في وسط إنساني حقيقي لتحقيق هدف التربية التي تتطلع إلى تكوين الانسان المؤمن بالقيم والاتجاهات السلمية، ولهذا فلابد للمربين والآباء من توفير متطلبات تلك التربية وتأمين مناخ إنساني ملائم..
ولقد أجمع المربون التقدميون على أن تطوير التربية لتصبح أكثر حياة ومعنى يتطلب توفير مجموعة متكاملة القوى، وأن غرفة الصف وحدها ليست هي المكان المناسب لتأمين المناخ الإنساني الصحيح، وفي هذا الصدد تلعب جماعة الأقران أو الأتراب دوراً فعالاً في غرس القيم وتزويد الأطفال والمراهقين بمعايير تناصر أو تؤيد اتجاهات الأسرة أكثر من مخالفتها.
وكذلك تلعب وسائل الإعلام من خلال ما تقدمه من خبرات متنوعة وفقرات ترفيهية دوراً يساعد في غرس وتدعيم وتوجيه والأفراد ونمو قيم محددة موجبة وتنفرهم من قيم سالبة إذا ما أحسن استخدامها، فهذه الوسائل المسموعة والمرئية والمقروءة تأخذ وقتاً عريضاً من وقت الطفل وهي تؤثر في نسق القيم لدى الأفراد من خلال ما تقدمه من القدوة الحسنة والإقناع العقلي والإقناع العاطفي والخبرات الثرة، وقد تنبه التربويون ومسؤولو الإعلام إلى خطورة هذه الوسائل ودورها الفعال في حياة الطفل فعقدت الندوات المتعددة ومن بينها الندوة المنعقدة في دمشق ما بين 10-12 حزيران 1989م، بالاشتراك مع منظمة المم المتحدة حيث نوقشت موضوعات متعددة شملت ثقافة الطفل وأدبه ولغته وقيمه التربوية. وحضرها العديد من الباحثين والتربويين والمشرفين على الإعلام والقائمين على رأس العملية التربوية، بالاضافة إلى المنظمات الشعبية، وتخلل الندوة إلقاء محاضرات ومداخلات عديدة من المشاركين والحضور.
ولعل أهم ما نحتاجه هو أن نتعرف ما لدينا وبالذات في مجال الإعلام والثقافة وإجراء مسح شامل لما هو قائم ليكون ذلك هو المنطلق إلى تنشئة الأبناء دينياً وقومياً وأخلاقياً.
ومن أهم وسائط اكتساب القيم عند طفل ما قبل المدرسة التعاليم الدينية التي يتلقاها الفرد منذ نعومة أظفاره، ولنقف بإيجاز عند الدين الاسلامي، وأثره في قيم الفرد وسلوكه.
الاسلام دين السماء الذي استطاع المزج الفريد بين المثالية والواقعية مع التطلع إلى بناء القيم الأخلاقية في العالم من خلا الألوهية والتعالي. وقد كان الاسلام آخر الأديان السماوية التي يعتقد المسلمون أن يكملها أو بالأحرى يصححها ويضع الأسس لبناء نظام دولة أيضاً يقوم على الأسس الايديولوجية التي وضعها. ويعد الرسول محمد (ص) المثل الأعلى في السيرة الذاتية لكل المسلمين في أرجاء العالم وبالنسبة للعرب بالذات يعد بطلاً قومياً حتى بالنسبة للمسيحيين منهم.
ينقسم الاسلام إلى ثلاثة فروع أساسية: الأول هو القرآن الكريم ويعد كلام الله المنزل وقد تمت ترجمته إلى معظم اللغات الحية، الثاني هو السنة النبوية وهي كل قول أو عمل للرسول محمد (ص)، الثالث هو مجمل الدراسات والاجتهادات التي فسرت الجوانب المختلفة للدين. ولا خلاف بين المسلمين على القرآن وإن اختلفوا حول جوانب تفسيره، وقد كان هناك خلاف حول عدد من الأحاديث التي قالها الرسول وذلك حول صحة نسبتها إليه شخصياً لأنها جمعت بعد زمن طويل نسبياً من وفاته، ولكن بالتأكيد فلا خلاف يذكر حول الأحاديث التي تتعلق بالتربية أو بعض جوانب الحياة الأخرى وتركز الخلاف حول الأحاديث التي تتعلق بصلب العقيدة الاسلامية وخاصة ما يتعلق بمسألة الخلافة.
وترتكز فلسفة التربية الاسلامية للقيم عند الطفل على قاعدة فصل الانسان عن ظروف المجتمع الذي يعيش فيه. ون الدين والتربية المناسبة له هو ما ترشحه فطرة الانسان له من مصير وليس ما توارثه عن المجتمع، فالانسان مفطور على الخير والقيم المطلقة التي لا ترتبط بمجتمع معين بل بالانسانية كلها.
يقول الرسول محمد (ص): ((ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه)). فالوالدان يغرسان في الطفل قيم الدين الذي يعتنقانه وقد حدد الرسول (ص) ثلاثة أديان معروفة في عهده هي المسيحية، واليهودية، والمجوسية. الدينان الأولان يعتبر الاسلام أنه جاء مكملاً لهما وخاتمة للأديان السماوية ومصححاً لكل ما يمكن أن يكون قد دخل فيهما من تحريف في الكتب المنزلة من السماء: التوراة والإنجيل. أما المجوسية فهي الديانة التي كانت سائدة في الامبراطورية الفارسية والتي ترتكز على عبادة النار كرمز للقوة والنور.
والسجل القيمي في كل الأديان المذكورة متشابه وتحديداً في فكرة العدالة لكن الاسلام يختلف في موضوعية التوحيد المطلق لله وتساوي البشر أمامه مهما كانت أديانهم ومعتقداتهم وأنه يرزقهم جميعاً: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم) الحجرات/ 14.
(وكلاّ نمد هؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظوراً) الإسراء/ 21.
وفي هذا المعنى يوجه الشاعر المهجري نسيب عريضة نداءه إلى الانسان أينما وجده وهو في ديار الغربة:
ادنُ مني مسلّماً نتعارف
قبل أن يعلن العيان زواله
ولنسر صاحبين في مهمة العيش
فنطوي وهاده وتلاله
وسيأتيك أين كنت صدى حبي
فتدري جماله وجلاله
ويرى الاسلام أن المرحلة المبكرة من الطفولة لا تسمح بفهم واستيعاب القيم، والواضح أن سن العاشرة هي ما يمكن أن نطلق عليه بدء مرحلة عملية المفاهيم، يقول الرسول (ص): ((علموا أولادكم الصلاة وهم أبناء سبع، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر)). وهذا يوحي أن هذه المرحلة هي بداية النضج العقلي الحقيقي علمياً وتحمل المسؤولية، وهذا ما أشار إليه بياجيه حيث يبدأ الطفل باستيعاب المفهوم والنقد والتحليل في هذه المرحلة ما بين السابعة والعاشرة وسماها المرحلة الفعالة. ولهذا سمح الاسلام باستخدام العقاب الجسدي من أجل تحقيق اكتساب القيم الأخلاقية وتطبيقها.
وفي كل الأحوال فإن من الضروري للطفل ما قبل المدرسة في الاسلام أن يعطى الحرية ليعيش طفولته الحقيقية بعيداً عن أداء الطقوس وبعيداً عن المسؤولية الأخلاقية وأن تقتصر المرحلة في مجال النمو الأخلاقي على التلقين وشرح المثل العليا والتعزيز اللازم لبناء هذه المثل تمهيداً لفهمها فيما بعد والالتزام بها وبالتالي تحمل المسؤولية الأخلاقية تبعاً لقيم المجتمع وقوانينه وتقاليده المرتكزة على الايديولوجيا الاسلامية. ولكن كان لهذا الدين رأي حاسم في موضوع بناء الأسرة التي يمكن أن تؤسس وتضع الإطار الذي ينمو فيه الطفل ليصبح صالحاً وأخلاقياً ليتمكن من هزيمة نزعات الشر الموروثة فيه، ولهذا فقد أعطى الاسلام للوراثة من جهة المرأة (الأم) تحديداً دوراً حاسماً في تكوين القيم الأخلاقية لدى الطفل، وركز على ضرورة الزواج من المرأة الصالحة. واختيار المرأة الصالحة يعني طفلاً ينمو في بيئة تطبق القيم الأخلاقية وتعطيها للطفل بالمعنيين (الاقتداء والتلقين) واعترافاً بأهمية الأم في هذا المجال، قال الرسول (ص): ((تنكح المرأة لثلاث: لجمالها ومالها ودينها فاظفر بذات الدين..))، وحذر (ع) من الزواج من المرأة الجميلة التي ترعرعت في أسرة فاسدة، فقال: ((إياكم وخضراء الدمن، قالوا: ومَن خضراء الدمن يا رسول الله؟ قال: المرأة الجميلة في المنبت السوء).
وتعد المرأة في الاسلام محورة الأسرة الحقيقي، فهي المربية الحقيقية للطفل وهي التي تمتلك دوراً بالغ الأهمية في منح القيم الأخلاقية له، ولهذا أوصى الاسلام بالأم كثيراً، يقول الله عزوجل: (ووصينا الانسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن وفصاله في عامين، أن اشكر لي ولوالديك إليّ المصير) لقمان/ 13


يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 23.25 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 22.64 كيلو بايت... تم توفير 0.61 كيلو بايت...بمعدل (2.64%)]