عرض مشاركة واحدة
  #87  
قديم 25-09-2020, 05:53 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,405
الدولة : Egypt
افتراضي رد: حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله)

حيـــــــــاة الســــــعداء
الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغيّر
(86)



آثار حسن الظن بالله تعالى (2-2)

4- إن حسن الظن بالله تعالى يزيد في قلب المؤمن محبة الله تعالى ومحبة رسوله ﷺ، وبالتالي محبة أوليائه من المؤمنين، لأن القلب إذا تعلق بالله ورحمته الواسعة التي لا يحدها شيء، يشغف إلى الحياة معها والبقاء في ظلها، لأنها الملاذ الآمن الذي يجد أمنه وسلامته فيها.

5- إن العبد إذا أحسن الظن بالله تعالى، تمكّن من مواجهة المصائب والنوازل بصبر وثبات، وهو على يقين بأن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وأن الله تعالى إنما ابتلاه لخير عظيم وأجر كبير يُدَّخر له يوم القيامة، وهو ما يجعل العبد المؤمن في حالة من التفاؤل والحركة في الحياة لأنه يرنو إلى ما عند الله تعالى، فتتصاغر أمام يقينه الخطوب العظام والأهوال الجسام.

6-
إن حسن الظن بالله تعالى يجعل النصر والظفر حليف المؤمنين، لأنه يثبت المؤمنين في القتال ويشد من أزرهم ويزيد من صبرهم، رغم تكاثر الأعداء وقوة عتادهم، فكلما اشتد الخطب وحمي الوطيس اشتدت صلتهم بربهم وقوي ظنهم بالله تعالى، وهذه الصورة الحية قد نقلها الله تعالى لعباده عبر هذه الآية الكريمة: {وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَٰذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ۚ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا}(1).


وفي المقابل، فكما أن حسن الظن يجلب لصاحبه الرحمة والمغفرة فإن سوء الظن به جل وعلا يجلب عليه العذاب والعقاب يقول تبارك وتعالى: {وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَا تِ وَالْمُشْرِكِين َ وَالْمُشْرِكَات ِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ ۚ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ}(2).


ويقول جل شأنه: {ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ}(3).

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 21.24 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 20.61 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.96%)]