عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 28-06-2009, 01:45 PM
ابو مصعب المصرى ابو مصعب المصرى غير متصل
مشرف سابق
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
مكان الإقامة: egypt
الجنس :
المشاركات: 2,577
الدولة : Egypt
افتراضي د. محمد بديع يكشف مخطط تدمير الشباب في الصيف



د. محمد بديع




- أعداء الإسلام ينتظرون الإجازة لـ"إغواء" الشباب بأنشطة مشبوهة
- الجماعة تنبَّهت لخطورة الموقف منذ نشأتها وأفردت قسمًا خاصًا للطلبة
- ممارسات النظام ضد شبابنا تسمح بخروج جماعات إرهابية تدمر الوطن
- أقول لمن يُبتلى: "اصبر فهذا ضمن تربيتك.. ولن يستطيعوا إطفاء نور الله"
كل عام وفي فصل الصيف؛ حيث الإجازات والمصايف والرحلات، يتحوَّل الشباب إلى طاقة، تحتاج لتوظيفها وتوجيهها في الطريق الصحيح، وتتسابق مختلف المنظمات والهيئات المشبوهة منها، والمشروعة في استمالة جانب كبير من عماد الأمة إليها، وهنا تكمن الخطورة؛ كما يقول الدكتور محمد بديع عضو مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين، والذي حذَّر في حواره لـ(إخوان أون لاين)، من خطورة ترك الحبل على الغارب، فيما يتعلق باستغلال فترة الإجازة الصيفية على وجه الخصوص.
كما شنَّ هجومًا حادًّا على أجهزة الدولة التي تحارب كل نشاط سلمي يقوم به الشباب لتنمية ثقافاتهم، واستغلال أوقاتهم على النحو الأمثل، وألمح إلى أن الاستمرار في هذا النهج؛ لن يثني هؤلاء الشباب على المضي قدمًا في طريق الحق، كما أن محاربتهم ستقلب الطاولة على تلك الأجهزة المستبدة؛ لأنه لن يستطع أحد أن يطفئ نور الله، فإلى التفاصيل:
* في البداية نود أن نعرف أهمية فترة الصيف بالنسبة للشباب؟
** أولاً: أحييكم على اختيار الموضوع؛ لأن المرحلة الحالية والظرف الحالي يقتضيان هذا، فالمرحلة تتمثل في الإجازة الصيفية، والظرف هو تعرُّض الشباب لحملة إفساد عن عمد، عبر وسائل الإعلام التي لا تراعي ذمةً ولا قيمًا ولا أخلاقًا، وأصبح ذلك ظاهرة على مستوى العالم، وفي المقابل نحن لا نقوم بعملية "فلترة"، فمرحلة الشباب من الخطورة بمكان؛ لدرجة أن الرسول صلى الله عليه وسلم، قال في حديث ما معناه "لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع" منها "وعن شبابه فيم أبلاه"، فالمولى سيسألنا عن فترة الشباب سؤالاً خاصًّا، إذًا العمر كله له سؤال، ومرحلة الشباب بمفردها لها سؤال، وتعبير الحديث الشريف جميل جدًّا، عندما قال صلى الله عليه وسلم: "عن عمره فيمَ أفناه، وعن شبابه فيمَ أبلاه"، وهناك فرق بين الفناء والبلاء، فأفناه أي أن هذا الشيء فرغ وانتهى، أما أبلاه أي أن الشيء كان جديدًا، وبلي أي أصبح قديمًا، فهنا تعبير يؤكد أنها شيء مهم يجب أن يحسن استغلاله.
مخطط مشبوه
أعداء الأمة يحاولون إفساد الشباب بتزيين العلاقات غير الشرعية لهم

* هل تعني أن أعداء الاسلام يتربصون بشباب الأمة خاصة في الصيف؟

** بالطبع، ولذلك فإن أعداء الإسلام عندما حاولوا إفساد الأمة، وجهوا سهامهم للشباب؛ بحيث إن هذه المرحلة خطيرة، والتوجيه الخاطئ فيها يضيِّع الشباب، وأنا أذكر هنا وقعة محاولة تحطيم الممالك الإسلامية في الأندلس، عندما ذهب جاسوس يتحسس أحوال المسلمين، فوجد شابًّا يبكي؛ لأنه أصاب 9 أسهم في الهدف من 10، فقال: لن نحاربهم الآن، وعندما عاد مرة أخرى وجد شابًّا يبكي؛ لأن حبيبته تركته، فقال: الآن نحارب المسلمين، هذا المؤشر يوضح أنه حدثت مرحلة إفساد للشباب بين الموقفين.
* كيف نحذِّر الشباب مما يُحاك لهم من قِبَل هؤلاء؟
** لدينا في هذا الدين ما يجب توجيه الشباب إليه؛ وهو تعويده على تربية بدنه وروحه ونفسه، خاصةً أنه الآن مهمل، ولدينا قَسَمٌ في القرآن الشريف أنه إنْ لم يوجَّه الشباب، وإنْ لم يتم بناؤه؛ فعليه العوض في الأمة، فرب العزة يقسم ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا (10)﴾ (الشمس)، فكيف نزكي نفس الشاب، نقول: عليه أن يمارس الرياضة، كما أن الشاب رقيق القلب، كما أخبرنا الرسول حين قال: "عليكم بالشباب فإنهم أرق أفئدة"، وهنا الخطر؛ لأن رقيق القلب من الممكن أن يتأثر بفيلم أو أغنية أو موقع منحرف فينجرف، ومن الممكن أن يتأثر بموعظة فيستقيم، ويكون لديه حصانة إيمانية، وضياع الشباب يعني ضياع مستقبل الأمة، الجزء الآخر أنهم في مرحلة الشهوة، وفيها يرتب الشيطان نفسه في مدخلين هما: الشهوات من جانب، والشكوك والشبهات من جانب آخر؛ وهي المداخل التي نبَّه المولى بها سيدنا آدم، فالشهوة لها ضوابط، وفي الغرب الرجل يتزوج رجلاً، والمرأة تتزوج امرأةً؛ مما يهدِّد الجنس البشري بالانقراض؛ لذلك قال الرسول "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة؛ فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم".
الدور المطلوب
* وماذا عن دور أولياء الأمور؟!
** أوجه كلمةً لكل أب وكل أم، انطلاقًا من قوله صلى الله عليه وسلم فيما معناه: إن عمل ابن آدم ينقطع إلا من ثلاث، منهم ولد صالح يدعو له، فكيف له أن يدعو لأبيه إلا أن يكون صالحًا، فمَن مِن الآباء يوصي أبناءه بصوم الإثنين والخميس مثلاً، أو قراءة وتدبر سورة يوسف، مَنْ مِنْ أولياء الأمور يحض على التخلق بصفات من يظلهم الله تحت ظل عرشه يوم القيامة، كالذي تدعوه امرأة ذات منصب وجمال، فيقول: إني أخاف الله، فضلاً عن الشاب الذي نشأ في طاعة الله، كما أن كل مدرس عليه أن يعد برنامجه لتلاميذه في الصيف، للحيلولة دون انجراف الشباب للسوس الذي ينخر في جسد الأمة؛ لأنه أخطر من الأمراض الفتاكة كإنفلونزا الخنازير، فالشاب إذا ضاع يصعب عليه العودة.
* لكن المغريات التي يتعرض لها الشباب خاصة في الصيف من الصعب مقاومتها.. فأين المخرج؟
** يقول المولى عز وجل في كتابه العزيز ﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالعشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا (28)﴾ (الكهف)، ففي الصيف يجب أن يحرص كل ولي أمر على أن يجعل ابنه وسط صحبة صالحة، يخرج معها في رحلات ترفيهية، للحيلولة دون الخروج مع أصدقاء السوء، فالإنسان بطبيعته كائن مجتمعي لا يستطيع أن يعيش بمفرده، فكلمة "هاي شلة" تعني الصحبة التي يسير معها الشاب.
* وماذا فعل الإخوان للحفاظ على شباب الأمة وفي القلب منهم شباب الجماعة؟
** الجماعة تولي الإنسان اهتمامًا كبيرًا في كل مراحل حياته، لكن الإمام البنا أعطى للشباب رسالة خاصة بهم، وكان لنا أقسام منذ نشأتها تبنت تلك المفاهيم، وربَّت أفراد الإخوان عليها، وهي متاحة الآن، ومنشورة في كل مواقع وكتب الجماعة، تقوم عناوينها الرئيسية على أننا نتعامل مع إنسان متكامل، أي أنه لا بد من تغذية جسده وعقله وروحه، بطرق تبعده عن المرض، بالحلال الذي ينشئ هذا الجسد والعقل والروح؛ لأن الروح تَمْرَض مثل البدن.
* وهل آتى هذا الاهتمام من قِبل الجماعة بالشباب ثمارَه؟
** هناك أجيال من الشباب أفرزتهم الجماعة، وعليك أن تسال كل شاب تربى في محضن الإخوان: كيف كانت تربية الإخوان عاصمًا له؟، فمَن مِن الإخوان بداية من الصبيان مرورًا بالشباب وحتى الشيوخ والكهول يشرب سجائر أو مخدرات أو خمورًا؟
أنا لم أقل له: لا تشرب أو "استرجل" مثلما تروِّج بعض الإعلانات؛ لكني عرفته كيف يكون رجلاً من خلال القرآن والسنة، حينها هو الذي رفض بنفسه، فأصبح إنسانًا سويًّا، وعلى النقيض، فقد رأيت في المعتقل أحد القيادات السياسية والصحفية الضخمة من غير الإخوان يجري ليلتقط عُقب سيجارة، كان يشربها عسكري وألقاها، فهنا يستعبد الإنسان عقب سيجارة، وبالتالي فنحن نعلم شباب الإخوان أن يستعين على شهواته.
* ما الوسائل الرياضية التي كان يستخدمها شباب الإخوان؟
** الوسائل كانت بسيطة، فكان يحضر الشاب سيخَ حديدٍ، ويركب في كل طرف خرسانة حديدية؛ لكن الآن أصبحت النوادي الرياضية كثيرة، والتي إن لم نجد فيها الأخلاقيات سنجد فيها ظلمًا، وفي هذا الصدد أذكر أن الإخوان كانوا يجعلوننا نلعب الكرة بدون حكم، للتعود على الصدق حتى على النفس، وليس مثل اللاعب الأرجنتيني مارادونا الذي أحرز هدفًا بيده ولم يره الحكم.
تبوير الأرض
هكذا يتعامل الأمن مع الشباب!!

* لكن شباب الجماعة يعانون من تعنت النظام الذي يعمل على تقويض نشاطهم الصيفي؟

** الأسلوب الذي يتعامل به النظام مع شباب الإخوان عفا عليه الزمن؛ لأنه إذا كان يوقف النشاط الخلقي الفاضل فهو الآن يبور الأرض التي سينشأ فيها الشوك، وسيكون هو أول من يمشي عليها، فنور الله لا يطفئه بشر، وسيخرج الفكر المنحرف المتطرف الذي أول من سيعاني منه أجهزة الأمن.
* وماذا تقول في السماح لمنظمات مشبوهة بإقامة أنشطة تضر بالشباب؟
** أنا أحمِّل كل مسئول أمانة بين يدي الله، وأذكره بأن الله يأتي به يوم القيامة مكبلاً بالأغلال لا يفكه إلا عدله، وأقول لكل مسئول: إن الجماعة تدعو للحق والخير والحرية والإسلام الشامل؛ مستمدة قوتها من مدد الله، ونورها من نور الله الذي لا يطفئه بشر، ولن يثنيها أحد عن طريقها الذي اختارته، لكني أحمِّلهم مسئولية أن محاولة إيقاف أنشطة الشباب الصالح سيخيف الكثير من الشباب الذين سيلجئون للانحراف والمخدرات، كما أوجه لهم حديث الرسول صلى الله عليه وسلم "اللهم مَن ولي من أمر أمتي شيئًا فرفق بهم فارفق به، ومن ولي من أمر أمتي شيئًا فشقَّ عليهم فاشقق عليه"، وهنا أذكِّر أن بعض كبار المسئولين كانوا يأتون بأولادهم في مدارس الدعوة الإسلامية؛ لأنهم لا يأمنون على أولادهم إلا في يد الإخوان المسلمين، ما يدل على أنه حتى وهو يحارب هذه الجماعة هو في صميم نفسه وقرارة قلبه لا يأمن على تنشئة أولاده وبناته إلا عن طريق هذه الأيدي المتوضئة، هؤلاء يكادون يشهدون على أنفسهم، فمع الفارق في التشبيه كان كفار مكة يضعون أماناتهم عند الرسول، ومع ذلك يتآمرون على قتله، مصداقًا لقوله تعالى ﴿فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللهِ يَجْحَدُونَ﴾ (الأنعام: من الآية 33) فأنا أطالب المسئولين بأن يتركوا المجالات الطيبة الصالحة، ليتربى عليها الأبناء والبنات في النوادي والمدارس والجامعات، التي لا يختلف عليها مسلم أو مسيحي.
برنامج متكامل
الشباب لهم دور فعال في بناء الأمة

* كيف ترى البرنامج الذي يجب أن يسير عليه شبابنا في شهور الإجازة؟

** أقول لكل الشباب وكل الفتيات: اتبعوا النظام الذي يضبطكم مع الكون، فالكون كله منضبط مع الفجر, على سبيل المثال العصافير تشقشق فجرًا؛ معناه: إنه من هنا يبدأ يومنا، ثم توجه عقلك وبدنك وروحك بما يحقق لك نموًّا متكاملاً على أن تكون العبادات بمثابة فواصل في أي برنامج يتبعه الشاب، ويحاول أن يكون في هذه المجالات في المسجد قدر استطاعته، ويمكن للشباب تنظيم غداء مجمع ومسابقات في الرياضة والثقافة في السلوك والأخلاق والمعاملات، وليكن شعار الشاب في هذا الصيف أن "خير الناس أنفعهم للناس".
* ينظم بعض الشباب رحلات صيفية تتناول برامج تربوية وثقافية ورياضية، ويُلقى القبض عليهم بتهم ملفقة.. كيف ترى ذلك؟
** يريدون ليطفئوا نور الله، هذا أمر لا يمكن أن يعوقهم أو يمنعهم، والإنجليز يقولون "the well there is away"، أي أن الأفضل سيستمر.. وأذكر هنا موقفًا لأحد الأئمة حاول الأمن منعه من الاعتكاف في رمضان بدعوى أن هناك أوامر عليا بذلك، فقال لهم: إذا كانت هذه أوامر الأمن فالرسول صلى الله عليه وسلم أمرني بالاعتكاف، أيهما أنفذ؟!
* وماذا تقول لهذا الشباب المضطهد؟
** أقول لمن يُبتلى أن يصبر، فهذا من ضمن تربيتك، وأقول أيضًا: من خاف الله خوَّف الله منه كل شيء، فسيحترمني الجميع عندما يرونني أصر على أنشطة لا شبهة فيها، والدليل على ذلك إذا سألت الإخوان الذين اعتقلوا عن المكسب التربوي على أيدي من اعتقلوهم، فسيقولون لك إنهم رزقوا بخير كثير، فنحن الكاسبون في كل حال وهم الخاسرون؛ لأن التيار اسمه التيار الإسلامي، ويعني مجرى إسلاميًّا شكل لنفسه خطوطًا تنطلق كنهر هادر في جميع أنحاء العالم عبر الإنترنت لينقل الإسلام بقيمه وأخلاقه ومبادئه.
* كلمة أخيرة توجهها للشباب؟
** أقول: نحن نصبر على كل ما نلاقيه لنوصله إلى غيرنا الذين حرموا منه، "والله ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضر موت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه"؛ فنور الإسلام قادم فلا تحاولوا أن تطفئوه بأفواهكم، ولكن حاولوا أن ينتشر هذا النور حتى يحفظ الله هذا البلد من كل المكائد التي تدبر له، فنحن لا نشارك فيها على الإطلاق.

__________________
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 25.13 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 24.50 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.51%)]