عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 18-09-2006, 05:21 PM
romaisaa romaisaa غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Jul 2006
مكان الإقامة: morocco
الجنس :
المشاركات: 72
الدولة : Morocco
59 59 نماذج من نساء العالمين .......

نماذج من نساء العالمين ......

بسم الله الرحمن الرحيم
سنتناول في هذا الموضوع الحديث عن المرأة و نماذج النساء اللاتي ورد ذكرهن في القرآن الكريم و في السيرة العطرة و بعض النساء الخالدات اللاتي ذكرهن التاريخ عبر مر العصور و الغاية هي أخذ العبرة و الفائدة.
و الموضوع مفتوح للمشاركات

حواء أم البشرية

إذا ذكرت المرأة لا بد للإنسان ان يرجع بذاكرته إلى المرأة الأولى في حياة الخلائق , و إلى النفس التي جعلها الله زوجين

يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً

فقد خلق الله آدم عليه السلام و عاش في الجنة و تحقق أمله بأن تكون له شريكة حياة تجعل لحياته طعما و معنى .
و هكذا استمر آدم و زوجته طائعين لأمر ربهما متمتعين بنعيم الجنة و رغدهاإلى أن زين لهما إبليس اللعين الأكل من الشجرة المحرمة و بهذا بدأت المعصية المشتركة من آدم و زوجه فأنزلهما الله تعالى إلى الأرض بعد أن تاب عليهما , نزل آدم على الأرض و أحس بالرهبة و الوحشة فإلى أين يذهب ؟ الكون كله صامت موحش كئيب و هو وحيد تمر عليه الليالي و يعقبها النهار و لا يدري أين هي رفيقة عمره حواء و لم يجد آدم إلا الندم و اللجوء إلى الله .
و بعد التوبة أحس بشيء من الراحة و لكنه كان يشعر بإن وجود حواء إلى جانبه من الأهمية الكبرى لديه فصار يسعى و ينادي و يردد الكون الصامت نداءه حتى كان اللقاء الخالد على جبل عرفات , فكان بداية لحياة جديدة على الأرض حيث الثواب و العقاب و طريق الخير و طريق الشر .
و هكذا أخذت المرأة الأولى مع الرجل الأول مكانهما في الكون الواسع ليسيرا معا في مغامرة الحياة و يعمرا الأرض , فكانت حواء في كل مرة تنجب توأمين فأنجبت قابيل و أقليما و بعدها هابيل و لبودا .
و كبر الأبناء و بدأ اول صراع عرفته الإنسانية و كان من أجل امرأةحين أمر آدم أن يتزوج قابيل لبودا و هابيل إقليما و لكن قابيل أراد توأمته لنفسه و قربا قربانا لله فتقبل من أحدهما و لم يتقبل من الآخر و وقعت أول جريمة عرفها الكون فقتل قابيل أخاه و لتسجل المرأة أكبر دور لها في الحياة فهي التي كانت سببا لهذا الصراع .
و لكن لا يسعنا هنا أن نتحامل على المرأة كما يفعل البعض فوجود المرأة مع آدم هو سبب ظاهري في وجود البشرية و كذلك وقوع أول جريمة قتل بسبب امرأة ما هو إلا سبب ظاهري , و الأمر في الحقيقة تدبير العزيز العليمفهو سبحانه رسم للبشرية مسارها ووضع طريق الخير و طريق الشرو الصراع بين الخير و الشر مازال موجودا حتى في نفس كل واحد منا رجلا أو امرأة

و هذه هي شخصية حواء و هي لا تختلف عن الرجل كثيرا و هي في كل الاحوال خلقت منه و من أحد أضلاعه كما ورد ذكره .


امرأة نوح


مضت قافلة الزمن و سار ركب الأيام على البشرية لتمتلئ الأرض بالبشر الذين تكاثروا من آدم و حواء , و مع توالي العصور نسي الناس خالقهم و لم يعودوا يعبدون الله فكان لا بد لبعثة النبي نوح عليه و على نبينا أفضل الصلاةو السلام .
و نوح هو الحفيد العاشر لآدم و هو الذي حمل الرسالة فأخذ يدعو إلى ترك عبادة الأوثان و استمرت دعوته سنوات طويلة دون جدوى

قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَاراً{5} فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَاراً{6} وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَاراً{7}

و تحداه قومه فقالوا :

قَالُواْ يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتَنِا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ{32}

و أصابه الحزن الشديد لما رآه من هؤلاء القوم الذين اشتد كفرهم و لكن ....... أين هي المرأة في حياة نوح عليه السلام ؟
أين كانت امرأته خلال هذا ؟
لا أحد يعرف اسمها لأن القرآن لم يذكره و كذلك التوراة و من العجب أن تكون زوجة نوح عليه السلام من الذين استكبروا عن الاستجابة لنداء الله فكانت من أنصار هؤلاء الكافرين , و وقفت موقف الرفض لرسالته فكفرت و كذبت و لم تكن من الصالحين .
و لا شك أنه يصعب على الإنسان أن يرى شريكة حياته و رفيقة عمره لا تقف بجانبه تشد من عضده و تسانده على أمره , و ما أحوج نبي الله نوح لمثل هذا من زوجته التي لم ترع أنها زوجة نبي من أنبياء الله , ووصل بها الفجور و الكفر إلى اتهامه بالجنون أمام قومه لتنفي ما يقول لهم :

كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ

لكن مكانتها بأنها زوجة لنبي كريم لم تحل دون عذاب الله لها و لن يشفع ذلك لها إنما جزاؤها جهنم , و قد ضربها الله في القرآن مثلا للمرأة الفاسقة الكافرة حتى تكون عبرة لمن تبعها من النساء:

ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ

و لم تكتف بكونها كافرة بل تعدت ذلك إلى الإيذاء و السخرية من زوجها و تحريض القوم على الإضرار به حينما شرع في صنع الفلك لينجو هو و من آمن معه من الطوفان الذي سيعم البلاد .

و قد توجه سيدنا نوح بالدعاء قائلا :

وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً{26} إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِراً كَفَّاراً{27}

و لما كانت امرأته من الكافرات كانت من المغرقات بالطوفان و رفضت ان تركب في السفينة و كذلك رفض ابنه كنعان الركوب و هكذا غرق الذين كفروا و تحقق انتقام السماء

و بهذا تم تحديد مكانة هذه الزوجة الكافرة و معرفة صغر سشأنها بعد أن كرمها الله بجعلها زوجة لنبي لكنها رفضت التكريم و عارضت دعوة زوجها و أخذت تضلل من حولها و بالتالي تمزقت أواصر الأسرة و تفككت عراها فخانت ربها بالكفر و الفسوق و خانت زوجها بتكذيبها له
و لن يشفع لها كونها زوجة لسيدنا نوح لقوله تعالى :

كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ


منقول
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.51 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.91 كيلو بايت... تم توفير 0.61 كيلو بايت...بمعدل (3.47%)]