عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 15-11-2019, 02:41 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,491
الدولة : Egypt
افتراضي وامرأته حمالة الحطب

وامرأته حمالة الحطب
د. أحمد خضر حسنين الحسن



الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم في سورة المسد (2)

﴿ وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ



قال الله تعالى: ﴿ وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ * فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ ﴾ [المسد: 4، 5].

أولًا: إيذاء امرأة أبي لهب للنبي صلى الله عليه وسلم:
روي أنها لما سمعت ما نزل في زوجها وفيها من قرآن، أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو جالس في المسجد عند الكعبة ومعه أبو بكر الصديق، وفي يدها فهر- أي: حجر- فلما وقفت أخذ الله تعالى بصرها عن رسوله صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا أبا بكر، بلغني أن صاحبك يهجوني، والله لو وجدته لضربت بهذا الفهر فاه... ثم انصرفت، فقال أبو بكر: يا رسول الله، أما تراها رأتك؟ فقال صلى الله عليه وسلم: (ما رأتني، لقد أخذ الله بصرها عني)؛ رواه البزار وقال: هذا الحديث حسن الإسناد، وحسنه الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (8/ 738).

ثانيًا: جاء دفاع الله تعالى عن نبيه صلى الله عليه وسلم، وصد هذا الإيذاء الشديد من امرأة أبي لهب، ودفعه عنه عليه الصلاة والسلام، كما يلي:
1- يؤخذ من الحديث أعلاه: (ما رأتني، لقد أخذ الله بصرها عني) - أن الله تعالى حفظ نبيه صلى الله عليه وسلم من شرها دون أن يتكلم بكلمة، وذلك بأخذ بصرها عنه وهذا من عجائب المعجزات؛ لأنها رأت أبا بكر رضي الله عنه وتكلمت معه، ولم تر النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا من الدفاع الفعلي للنبي صلى الله عليه وسلم.

2- وهذا الوصف: ﴿ وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ ﴾ [المسد: 4]: يعني كذلك امرأته معه، وهي أم جميل أروى بنت حرب بن أمية، وهي أخت أبي سفيان، من أشراف قريش؛ لكن لم يُغنِ عنها شرفُها؛ لكونها شاركتْ زوجها في العداء والإثم والبقاء على الكفر، ومعنى كونها (حمَّالة الحطب)، ذكروا أنها تحمل الحطب الذي فيه الشوك، وتضعه في طريق النبيِّ صلى الله عليه وسلم من أجْل أن تؤذيه صلى الله عليه وسلم، وقال بعض المفسرين: كما كانت عونًا على زوجها في كفره، فإنها تحمل الحطب فتلقيه على زوجها في نار جهنم، فتكون عونًا عليه في العذاب.


3- توعدها الله تعالى بالنار، فقال تعالى: ﴿ فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ ﴾ [المسد: 5]: الجيد هو العنق، والحبل معروف، والمسد هو الليف؛ يعني: أنها متقلِّدةٌ حبلًا من الليف تخرج به إلى الصحراء؛ لتربط به الحطبَ الذي تأتي به لتضعه في طريق النبي صلى الله عليه وسلم؛ قال سعيد بن المسيب: كانت لها قلادة فاخرة، فقالت: لأنفقنَّها في عداوة محمد، فأعقبها الله بها حبلًا في جيدها من مسد النار.


4- قال العلماء: في هذه السورة معجزةٌ ظاهرة، ودليل واضح على النبوة؛ فإنه منذ نزل قوله تعالى: ﴿ سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ * وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ * فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ ﴾ [المسد: 3 - 5]، فأخبر عنهما بالشقاء وعدم الإيمان، ولم يقيَّض لهما أن يؤمِنَا، ولا واحد منهما، لا ظاهرًا ولا باطنًا، لا سرًّا ولا علنًا، فكان هذا من أقوى الأدلة الباهرة على النبوة الظاهرة.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 16.80 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.18 كيلو بايت... تم توفير 0.62 كيلو بايت...بمعدل (3.70%)]