عرض مشاركة واحدة
  #23  
قديم 16-06-2009, 09:10 AM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متصل
مراقبة الملتقيات
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
مكان الإقامة: أبو ظبي
الجنس :
المشاركات: 13,884
الدولة : Egypt
افتراضي رد: سلسلة ( حديث القرآن عن القرآن )

حديث القرآن عن القرآن
ـ 22 ـ

د / محمد الراوي
ومن حديث القرآن عن القرآن ما تضمنه قوله تعالى في النساء : ﴿ إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيماً [النساء:105]
والكتاب هو القرآن . والله هو الذي أنزل الكتاب بالحق ليتحاكم الناس في كل شأن بما قضى الله ورسوله . وذلك هو مقتضى الإيمان ﴿
وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً [ الأحزاب : 36]
والآية وإن كان لها سبب خاص فإن العبرة فيه بعموم اللفظ لا بخصوص السبب .

فالحكم بين الناس جميعا بما أرى اللهُ ورسولَه لا بما يرى الناس . لأن ما يراه الناس غير معصوم من هوى والله هو الحق لا يحكم بين الناس إلا بالحق ، والحق لا يتبع أهواء الناس ﴿ وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ [المؤمنون : 71].
والنبي
[ صلى الله عليه وسلم ] ـ وهو يحكم بين الناس بما أراه الله ـ معصوم بعصمة ربه ﴿ وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى ﴿3﴾ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى [النجم : 3 ـ 4] فإذا بعد الناس عن الحكم بما أنزل الله ـ وهو الحق ـ تقاذفتهم الأهواء ، واقتادهم الباطل ، وعمَّت الفوضى وكثر الفساد وضيعت الأمانة وتطاولت الخيانة . والحكم بين الناس بالحق ، وهو يقام مقام الإيمان وبدافع من يتنزه عن المؤثرات التي تميل بالناس من حبهم لأنفسهم ، أو ميلهم لذوي قرباهم ، أو انعطافهم لصديق وجفائهم من عدو .
الحكم بالحق يتنزه عن المؤثرات التي تميل بالناس عما يقتضيه الحق وتوحي به دلائله ومعالمه والله جل وعلا يأمر المؤمنين أن يكونوا قوامين بالقسط غير متبعين لهوى أنفسهم أو أهواء غيرهم ومن تخلص من هوى نفسه كان قادرا ـ بعون الله ـ على التخلص من هوى غيره . ﴿
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقَيراً فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً [ النساء : 135]
﴿
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ [المائدة : 8]
والتحذير من الميل أو اتباع الهوى في تحقيق العدل وإقامة الحق لا يُلقى على الناس موعظةً بلا حساب أو جزاء . لا . بل لابد من حساب عليه وجزاء لمن أحسن أو أساء . والآيتان كما ترى تُخْتًمان بقوله ﴿
فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً ﴾ وقوله ﴿ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ .
وفيهما من الدلالة على العلم والإحاطة ما يجعل المؤمن يخشى حتى من وسوسة نفسه ومن نيته وعزيمة قلبه . فإن من تولى عن حكم الحق أو أعرض عنه مأخوذ بنيته محاط بخطيئته ﴿
وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ [ المائدة: 49]
إن الله قد أنزل الكتاب ليحكم به بين الخلق ، وذلك من مقتضيات الحق أن يكون حكما بين الناس ولا يكون غيره . ومصالح الناس لا تستقيم بل لا تتحقق إلا بحكم الحق والعدل . والحاكم بما أنزل الله ـ وهو الحق ـ متبع يحكم بشرع الله لا بهواه . واجتهاد المجتهد لتطبيق حكم الله هو اتباع للحق يجعل الله له به فرقانا ونوراً ومغفرة وأجراً ويهديه إلى سواء السبيل .
فمقصد الشرع هو إقامة الحق والعدل بين الناس . والكتاب وهو حق هدى للناس إلى الحق . والرسول
[ صلى الله عليه وسلم ]هادٍ إليه . والناس لا يتراحمون إلا بإقامة الحق والعدل . ولا تراحم بظلم وجور وإنما الرحمة في إحقاق الحق وإقامة العدل بين الناس جميعا بلا تفرقة ﴿ إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيماً [ النساء : 105]
وقد ذكرت الآية من قبل أن هذه الآية وإن كان لها سبب خاص فإن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب . أي أن الحكم بين الناس بما أنزل الله وبما أوحى إلى نبيه عامٌ لا يَخص ناسًا دون آخرين وإنما هو حكم رب العالمين للناس أجمعين . ولكن السبب قد يعطي دلالة خاصة وهى أن الحكم بالحق أعزُّ من الصلات بين الناس ، صلات القرابة والصحبة .
فمهما كانت العداوة بينك وبين غيرك فأنت مطالب بتنفيذ حكم الله ـ وهو الحق ـ لصالح عدوك إن كان الحقُّ له ، وأن تنصفه وإن عاداك وأبغضك ﴿
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى [ المائدة : 8] إنه الحق الذي لا مجاملة فيه ولا محاباة .
وإذا عرفنا أن هذه الآيات ﴿
إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيماً ﴿105﴾ وَاسْتَغْفِرِ اللّهَ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً ﴿106﴾ وَلاَ تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّاناً أَثِيماً [ النساء : 105ـ 107]
إذا عرفنا أنها أنزلت
أنزلت لتنصف رجلا يهوديا اتّهم ظلما في سرقة ـ هو منها برئ ـ كادت التهمة تلصق به لوجود المسروق عنده .
نزلت الآيات لتبرئه وتدين الذين تآمروا عليه وهم أهل بيت من الأنصار . إذا عرفنا ذلك أدركنا أن الحق أعزُّ من أن يخضع للأهواء أو يستدرج أو يستمال لصالح من ظلم أو خان لأي سبب أو أي اعتبار .
نزلت الآيات لتكون تبصرة للمؤمنين في كل زمان ومكان لكي يرتفعوا إلى المستوى الذي يقتضيه الإيمان . وأن يكونوا قوامين لله شهداء بالقسط وأن لا تحملهم العداوات مهما كانت ضراوتها على مجاوزة العدل أو مجافاة الحق .
حُكمٌ صدر لصالح اليهودي وإدانة الأنصاري الذي تآمر عليه في الوقت الذي كان اليهود فيه لا يدعون سهما مسموما يملكونه إلا أطلقوه في حرب الإسلام وأهله ، ولكنّ الوحي الذي عُلِّمُوه وحكموا به جعلهم جندا للحق في كل حال دون اعتبار لأي شئ سواه ؛ لأن الحقَّ أكبر وأعلى وأغلى وأبقى شئ في الوجود ، فلا اعتبار عندهم لشئ سواه ، وهم بالحق ولن يكونوا بغيره . والنفوس المؤمنة حين تؤمر به تطيع وترتفع بإيمانها وصدقها عن الخلود إلى الأرض ، فتقيم العدل وتحكم بالحق دون تفرقة بين قريب أو بعيد أو عدو وصديق ومن أجل ذلك أرسل الله الرسل وأنزل معهم الكتاب والميزان ، فقام الرسل بما أمروا به دون ميل أو استدراج وجعلوا حكم الله نافذا لا تقبل من شفاعة ولا يحول دون إمضائه أن يكون على شريف أو وضيع « وايم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها » يذكر الرسول
[ صلى الله عليه وسلم ]أقرب الناس منه وأحبهم إليه ليعلم الناس أن ميزان الحق لا يفرق بين قريب أو بعيد فالناس جميعا أمام العدل سواء . والحق دائما أحق أن يتبع . وحكم العدل حري أن يمضى وأن يقبل دون شعور بحرج . إنه حكم الله رب العالمين ، ولا يقبل في حكم الله أن يساء إلى برئ لوضاعته أو عداوته ، وأن يترك ظالم أو خائن لشرفه ومكانته دون تطبيق حكم الله عليه . فإن ذلك مجلبة للفساد ومدعاة للدمار والهلاك « إنما أهلك من كان قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه ، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد ، وايم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها » كما جاء في الحديث المتفق عليه عن عائشة رضي الله عنها .
إن الحكم بما أنزل الله هو الحكم بالحق والرضوان به هم طلاب حق وعدل والمعرضون عنه ـ من بعد ما تبين لهم ـ هم أرباب شقاق ونفاق وعبيد هدى ومنفعة . وأسرى شكوك وريب .
هؤلاء لا يرضون بالحق إلا إذا كان لهم أما إذا كان عليهم فهم عنه معرضون وله منكرون ﴿
وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ ﴿48﴾ وَإِن يَكُن لَّهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ ﴿49﴾ أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ [ النور: 48 ـ 50] ،﴿ إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ
وسواء كان المراد بقوله ﴿
بِمَا أَرَاكَ اللّهُ ﴾ بالذي علَّمه أو بما يؤدي إليه اجتهاده فإن الحكم في الحالين حكم بما أنزل الله فإن الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] معصوم بعصمة ربه من الهوى الذي يُضلُّ عن سبيل الله . وما يكون من اجتهاد من غيره فيما لم يرد فيه نص قاطع ـ محكوم بضوابط وقواعد ـ فلا ينشئ المجتهد حكما من عند نفسه دون نظر في سند أو دليل وإنما يعتمد في اجتهاده على معرفته بشرع الله وإدراكه لعلل الأحكام ومقاصد الشرع وحصوله على شروط الاجتهاد . فما يكون عليه المجتهد من صفات تحول بينه وبين الركون إلى الهوى أو التعمد أن يحيد عن الحق وتعينه على أن يتحرى العدل مجتنبا ما استطاع المؤثرات التي تميل به ولذا فإن التربية الإيمانية أصل أصيل في إعداد النفوس التي تقوم بالقسط وتحكم بالعدل . إن إنزال الكتاب بالحق داع إلى الحكم به وعدم مجاورته والحيدة عنه ﴿ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ [ المائدة : 48]
فمقتضى نزوله أن يُتبع وأن تحذر الفتنة عن شئ منه . فإن الفتنة عن بعض ما أنزل الله مفضية إلى الفساد والفسوق ﴿
وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ [ المائدة : 49]
إن كثيرا من الناس يقودهم هواهم إلى الخروج عن حكم الله طمعا في العاجلة ورغبة عن الآخرة مع أنهم تاركون لما طمعوا فيه ، مقبلون إلى ما رغبوا عنه ، محاسبون على الحق الذي خالفوه ، مأخذون بالباطل الذي اتبعوه . ومن رغب عن الحق لم تسلم له منافعه . ولن تبقى له مطامعه ، ومن آثر الباطل خسر دنياه وآخرته وعاش في الدنيا ظمآن يحسب السراب ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه . الحق هو الذي يجده الطالب ولا يجده غيره . فهو الحياة وهو المرجع والمصير. فمن استهان به أو أعرض عنه أو آثر سواه في سلوك أو معاملة أو اعتقاد حوسب بالحق علي اتباع الباطل . ووجد الحق ولم يجد شيئا سواه . لأن ما سواه هالك . وما عداه باطل وضلال يقود إلى الدمار والهلاك والعذاب والخسران ﴿
يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ [ ص : 26] يقول الإمام ابن كثير في تفسيره القرآن العظيم : « وهذه وصية من الله عز وجل لولاة الأمور أن يحكموا بين الناس بالحق المنزل من عنده تبارك وتعالى ولا يعدلوا عنه فيضلوا عن سبيل الله . وقد توعد تبارك وتعالى من ضل عن سبيله وتناسى يوم الحساب بالوعيد الأكيد والعذاب الشديد ». أخي المسلم ، إن لليوم شأناً أيَّ شأن في استقامة النفس وخضوعها للحق وإيثارها ما يبقى على ما يفنى . وإن نسيانه والغفلة عنه وترك العمل به يبعد عن الحق ويوقع في الضلال . ومصالح الناس لا تستقيم إلا بالعدل وروابطهم لا تحسن إلا بإقامة الحق .
إن الحكم بالحق اتساق مع فطرة الإنسان وحقيقة الوجود في حسن الاستجابة لله والتسبيح بحمده ﴿
وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ [ الإسراء : 44] والحكم بالحق ليس نافلة يخير الإنسان بين فعلها وتركها . بل هو فريضة محكمة لا يعذر تاركها ولا يسلم من ريبة أو جحود . وأهل الإيمان أوفياء للحق ولا يخلو منهم زمن وإن قل عددهم وكثر عدوهم ﴿ وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ [ الأعراف : 181]
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 24.90 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 24.28 كيلو بايت... تم توفير 0.62 كيلو بايت...بمعدل (2.50%)]