الموضوع: مراث أندلسية
عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 14-11-2019, 10:48 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,978
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مراث أندلسية

مراث أندلسية (3)
د. ياسر رشيد حمد البياتي




مثلكِ مثل الكثيراتِ في عالمِ الحكاية..
تنتظِر فارسَها المغوار..
في أول البداية...
في يده باقة أزهارٍ لكِ.. وفي آخره راية..
مكتوبٌ عليها:
يا حبيبتي قد أتيتُ..

هيَّا انفُضي عنكِ ترابَ الحاقدين، ولا تقولي لي:
يا حبيبي قد نسيتُ..
هيَّا لنبدأ حيننا الأجملَ من كلِّ حين.
♦♦ ♦♦ ♦♦

الأندلس..
أنتِ وعاشقُك
ممشوقٌ القامة
مرفوع الهامَة
قد عبَر البحار والبحار
وغازَل الجبال والأشجار
ولم تَنَمْ عيناه لحظةً في مساء أو نهار..
حتى يراكِ
والزهر والألوان قد غطَّى مُحيَّاكِ..
حتى يراكِ
وحولك الطيورُ تغرِّد مَحفوفة بسماكِ..
حتى يراكِ
والماء في أنهارك العُظمى تتراقص فوقَه الشمسُ في هواكِ..
هو قادمٌ يرفع نداء الهوى بلسانه..
يُرتِّل العشق والشوق في صَيحاته..

يقول قولَ سابقيه:
يَا أَهلَ أَندَلُسٍ لِلِّهِ دَرُّكُمُ ♦♦♦ ماءٌ وَظِلٌّ وَأَنهارٌ وَأَشجارُ

ويردِّد وحوله جيشٌ من الذكريات:
يَئِنُّ في أذنيه وقعُ أقدامهم وهم يرتقون كلَّ درجة مِن سُلَّمِ الذاكرة، ويَطرقون أبواب كلِّ خليةٍ مِن ذهنه يبحثون عن بقايا خاطرة.

ويَلفت انتباهَهم صوتُ القصيدة الثائرة:
خُذها إِلَيكَ وَإِنَّها لَنَضيرَةٌ
طَرَأَتْ عَلَيكَ قَليلَةَ النُّظَراءِ

حَمَلَتْ وَحَسبُكَ بَهجَةٌ مِن نَفحَةٍ
عَبَقَ العَروسِ وَخَجلَةَ العَذراءِ

مِن كُلِّ وارِسَةِ القَميصِ كَأَنَّما
نَشَأَت تُعَلُّ بِريقَةِ الصفراءِ

نَجَمَتْ تَروقُ بِها نُجومٌ حَسبُها
بِالأَيكَةِ الخَضراءِ مِن خَضراءِ

وَأَتَتْكَ تُسفِرُ عَن وُجوهٍ طَلْقَةٍ
وَتَنوبُ مِن لُطفٍ عَن السُّفَراءِ

يَندى بِها وَجهُ النَّدِيِّ وَرُبَّما
بَسَطَتْ هُناكَ أَسِرَّةَ السَّرَّاءِ

فَاسْتَضحَكَتْ وَجهَ الدُّجى مَقطوعَةٌ
جَمُلَتْ جَمالَ الغُرَّةِ الغَرَّاءِ

♦♦ ♦♦ ♦♦

لحظة يا أنتِ يا أندلسي، لا تَحلمي عِشقًا بذاك الثائر
لا لم يَعُدْ غضنفرًا أو قسورةً، فقد مضى!
هذا وللحديث وجع..
كريم يَحصد بذرَه في عالمٍ جَشِع.

♦♦ ♦♦ ♦♦

الأندلس سيكتُب التاريخ ما غرس الرجال في أرضك المعطاء، وينبت الضوء من أرضك، ويرتقي ليُعانق السماء، ويذكر التاريخ في كلِّ زواياه القديمة والحديثة أن من كانوا هناك ذات يوم هم الرجال.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 19.88 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 19.25 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.16%)]