عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 17-12-2009, 05:06 AM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متصل
مراقبة الملتقيات
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
مكان الإقامة: أبو ظبي
الجنس :
المشاركات: 13,884
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الوقف والابتداء (شرح كتاب الفريد في فن التجويد )

) تعريف الوقف الكافي :

الوقف على كلام تم معناه وتعلق بما بعده معنى لا لفظاً ، أي وقفنا على جملة تفيد معنى بحسن السكوت عليه ولكن لها تعلق بما بعدها من ناحية المعنى.



20) بيان صور وأمثلة الوقف الكافي وموقعه من الآيات :

(يعتبر أكثر الوقوف ورودا في القرآن قياساً على الوقف التام).

أولا : على رؤوس الآيات :

1. (أم لم تنذرهم لا يؤمنون)البقرة6.

الوقف هنا كاف ولا يوجد على الكافي في رؤوس الآيات رمز إنما يوجد في أواسط الآيات لأن الوقف على رؤوس الآيات سنة عن النبي عليه الصلاة والسلام على قول الجمهور والسبب في الكفاية أنها أفادت معنى بحسن الوقوف عليه وهو أن الكفار لا يتأثرون بالإنذار وهو الإعلام مع التخويف والترهيب.

لماذا الوقف كاف ؟ لأن الآية بعدها (ختم الله على قلوبهم) بها ضمير عائد على الكفار في الآية قبلها. وفي نهاية الآية قوله تعالى (ولهم عذاب عظيم) يكون الوقف تام لانتهاء الكلام عن الكفار.

2.(إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون)الحجرات4.

الوقف هنا كاف لأنه أفاد معنى يحسن السكوت عليه وما بعده مرتبط به من حيث المعنى في قوله تعالى (ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيراً لهم والله غفور رحيم) .
سبب نزول الآية : في عهد النبي عليه الصلاة والسلام جاء وفد من تميم عددهم 70 لم يأتوا للإسلام ولكن من أجل المفاخرة ، كان معهم 70 من الوجوه وخطيب ، فجاءوا إلى حجرات النبي عليه الصلاة والسلام وعددها 9 لكل زوجة حجرة متواضعة زاهدة ، جاءوا في وقت لا يليق للمقابلة ونادوا بأعلى صوتهم (يا محمد أخرج إلينا) نادوه باسمه مجرداً بقلة أدب , الله عز وجل لم يناد النبي عليه الصلاة


والسلام باسمه المجرد وذلك لعلو منزلته وقال الخطيب (فإن مدحي زين وذمي شين), فخرج النبي عليه الصلاة والسلام قائلاً ذلك هو الله.

ثانيا : في وسط الآيات :

1. (ربكم أعلم بما في نفوسكم)الاسراء 25.

الوقف كافي لأنها جملة أفادت السامع معنى يحسن الوقف عليه ، ولاستمرار الخطاب لنفس الفئة في الآية بعدها.

سبب نزول الآية : أن الآيات تتكلم عن بر الوالدين ، وهذا فيه ترهيب للإبن بعدم إضمار التضجر في النفس والله يبين أن الولد لو رفع صوته على والديه أو اضمر شيئا في نفسه ثم رجع إلى الله فإن الله يغفر له.

2. (وإذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل ربنا تقبل منا)البقرة127.

هذه الآية تبين أن الوقف الكافي قد يتفاضل في الكفاية فالوقف على كلمة (تقبل منا) وقف كافي والوقف على تتمة الآية في قوله تعالى (السميع العليم) يكون أكثر كفاية ، أما الوقف على الآية بعدها (العزيز الحكيم)البقرة129, فإنه تام لانتهاء الدعاء.

3. (قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون)البقرة13.

فالوقف على السفهاء الأول كافي وعلى (لايعلمون) أكثر كفاية.

21) تنبيه : اختلاف نوع الوقف باختلاف الإعراب والقراءات :

قد يكون الوقف كافي على إعراب وغير كافي على إعراب آخر:
مثال (1) : قوله تعالى (واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ..)البقرة102 فالوقف على كلمة (السحر) يكون كافيا إذا


أعربت (ما) بعدها نافية معنى لم ينزل على الملكين شئ من هذه الأكاذيب.

وإن جعلت (ما) اسم موصول بمعنى الذي يكون الوقف حسنا ، بتقدير: والذي أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت , فلا يبتدأ بها.

لذلك لم توضع علامة في القرآن على كلمة السحر.

مثال (2) : (ونحن له مخلصون) (أم تقولون ..)البقرة140,139.

الوقف على (مخلصون) وقف كافي إن قرئ ما بعدها بتاء الخطاب وذلك على قراءة ابن عامر وحفص وحمزة والكسائي وخلف ورويس.

ويكون الوقف تاما على قراءة الباقين بياء الغيبة.

22) بيان حكمـه ورمـزه :

حكـمه : يحسن الوقف عليه ويحسن الابتداء بما بعده.

رمـزه : في الطبعات الحديثة ( ) ، في الطبعات القديمة ( ) .

23) بيان الأصل فيه من السنة :

الدليل على جواز الوقف الكافي عن النبي عليه الصلاة والسلام :

طلب النبي عليه الصلاة والسلام من عبدالله بن مسعود أن يقرأ عليه القرآن من أول النساء ، فقال ابن مسعود : أأقرأه عليك وعليك أنزل يا رسول الله ؟
فقال عليه الصلاة والسلام : إني أحب أن اسمعه من غيري ، حتى وصل ابن مسعود إلى قوله تعالى (وجئنا بك على هؤلاء شهيداً) فقال له حسبك ولم يقل له صدق الله العظيم ، ومعناها طلب منه قطع القراءة وإنهائها على وقف كافي لأن


ما بعدها (يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض) النساء42 متعلق بها تعلق معنوي.

كان عبدالله بن مسعود يتميز بحسن صوته ، قال بعض الصحابة عندما صلى بهم عبدالله بن مسعود وقرأ سورة الإخلاص : (وددت لو أنه قرأ البقرة كاملة).

24) سـبب تسـميته :

سبب التسمية : سمي كافياً نظراً للاكتفاء به واستغنائه عما بعده لفظاً أي إعراباً.

25) ضوابطه :

1. أن يكون ما بعده مبتدأ ، مثل (وماالله بغافل عما تعملون أولئك الذين ..).

2. أن يكون ما بعده فعل مستأنف مثل (أو عدل ذلك صياماً ليذوق وبال أمره عفا الله) (فعل مستأنف).

3. أن يكون ما بعده مفعول لفعل محذوف ، مثل : (ولكن أكثر الناس لا يعلمون) (منيبين إليه).

منيبين : مفعول لفعل محذوف وتقديره رجعنا إلى الله منيبين.

4. أن يكون ما بعده استفهام ، مثال : (بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون) (ألـم يعلموا أن الله).

5. أن يكون بعده همزة إن مكسورة الهمزة ساكنة النون ، مثال:

(ينصركم من دون الرحمن إن الكفرون إلا في غرور).

6. أن يكون ما بعده كلمة( بل )، مثال : (وقالوا قلوبنا غلف بل لعنهم الله بكفرهم) .
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 21.96 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 21.33 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.86%)]