الموضوع: تحت العشرين
عرض مشاركة واحدة
  #52  
قديم 26-01-2024, 06:44 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,952
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تحت العشرين

تحت العشرين -1205


الفرقان



هنيئًا للشباب الأتقياء
هنيئًا لشاب تقي تعلّق قلبه بعبادة ربه، واعتاد المساجد لتأدية الصلوات المكتوبة وللجلوس في مجالس الخير، وعمل الصالحات وقراءة القرآن وذكر الله، وسار في الطريق الصحيح السليم، ومن تعوّد الطاعة في صغره يفعلها سجية في كبره، وما أكثر الشباب الذين تعلقت قلوبهم بالعبادة والتقى! آخذين بأزمة نفوسهم نحو رضا الله -سبحانه وتعالى-، يرجون رحمته ويخافون عذابه؛ فهؤلاء الصنف من الشباب هم الذين عناهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - بقوله:
شاب نشأ في عبادة الله
عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «سبعةٌ يظلُّهم الله في ظلِّه، يوم لا ظلَّ إلا ظلُّه: إمامٌ عَدْلٌ، وشابٌّ نَشَأَ في عبادة الله، ورجلٌ معلَّقٌ قلبُه في المساجد، ورجلان تحابَّا في الله؛ اجتمعا عليه وتفرَّقا عليه. ورجلٌ دَعَتْهُ امرأةٌ ذات منصبٍ وجمال فقال: إني أخاف الله، ورجلٌ تصدق بصدقةٍ فأخفاها حتى لا تعلمَ شِماله ما تُنفِقَ يمينُه، ورجلٌ ذَكَرَ الله خاليًا ففاضَتْ عيناه»، وحديثنا عن هذا الشاب الصالح الذي نشأ على طاعة الله -تعالى-، فعلم أنه مسؤولٌ عن شبابه فيما أبلاه، وعمل بوصية نبيِّه محمد - صلى الله عليه وسلم - التي أوصى بها؛ حيث قال: «اغْتَنِم خمسًا قبل خَمْسٍ: شبابَك قبل هَرَمِكَ، وفراغَك قبل شغلك، وحياتَك قبل موتك، وصحتَك قبل سقمك، وغِنَاك قبل فَقْرك»، وقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا تزول قَدَما ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يُسأل عن خمسٍ: عمره فيم أفناه؟، وعن شبابه فيم أبلاه؟، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه؟، وماذا عمل فيما عَلِم؟»، فهذا الشاب وفَّقَهُ الله -منذ نَشأ- للأعمال الصالحة، وحبَّبها إليه، وكَرَّه إليه الأعمال السيئة، وأعانه على تركها: إما بسبب تربية صالحة، أو رِفْقة طيبة، أو غير ذلك؛ وقد حفظه الله من اللهو واللَّعب المذمومين، وإضاعة الصلوات، وقد أثنى الله على هذا النشء المبارك بقوله: {إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى} (الكهف: 13).
قم فأدِّ دورك في الحياة
الشاب الإيجابي يعلم أنه لم يأت إلى الدنيا ليعيش بلا رسالة ولا هدف، ثم يخرج بلا أثر، إنما جاء في هذه الحياة ليترك فيها بصمته؛ لذلك لَمَّا أتى النبيَّ -عليه الصلاة والسلام- الوحي، وأصاب منه ما أصاب، وهزَّه هزةً شديدة، أسرع إلى خديجة يقول: «زملوني زملوني، دثروني دثروني»، فإذا بالحق يوحي إليه: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا} (المزمل: 1 - 4)، وفي الأخرى: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} (المدثر: 1 - 5)، أي قم فأدِّ دورك في هذه الحياة؛ فقد مضى وقت النوم، أنت الآن مرسل من قبل رب العالمين بشيرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا.
الْأَخْلَاقُ مَنَائِحُ
قال الشيخ عبدالرزاق عبدالمحسن البدر: الموفق من يجاهد نفسه على القيام بمحاب الله مستعينًا به وحده راجيًا مده وعونه، ملتمسًا أن يمنحه من منائح رفده ومواهب بره، لا يأتي بالحسنات إلا هو ولا يدفع السيئات إلا هو، يهدي لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا هو، ويصرف عن سيئها لا يصرف عن سيئها إلا هو، قال طَاوُسٍ بن كيسان -رحمه الله-: «إِنَّ هَذِهِ الْأَخْلَاقَ مَنَائِحُ يَمْنَحُهَا اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ، فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ -عَزَّوَجَلَّ- بِعَبْدٍ خَيْرًا مَنَحَهُ مِنْهَا خُلُقًا صَالِحًا».
أكرم الناس نفسًا وأطيبهم قلبًا
الشاب المؤمن التقي، أكرم الناس نفسًا، وأنداهم كفًّا، وأطيبهم قلبًا، وأرقهم عاطفة، وأصدقهم عزمًا، هو الذي يجلّ الكبير ويحترمه، ويحنّ على الصغير ويرحمه، فلا تسمعه إلا مهنئًا أو معزيًا أو مشجعًا أو مسلِّمًا، ولا تراه إلا هاشًّا باشًّا طلق الوجه مبتسمًا، يحلّيه إيمانه بمكارم الأخلاق، وجدير بشاب هذا شأنه أن يكون آمنًا إذا فزع الناس أجمعون، وأن يظله الله - تحت ظل عرشه يوم القيامة: {إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى} (الكهف: 13).
ألا بذكرِ اللّه تطمئنُّ القلوب
قال الشيخ العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي -رحمه الله تعالى في تفسيره-: ذَكَرَ الله -تعالى- علامة المؤمنين، فقال: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ}؛ أي: يزول قلقها واضطرابها، وتحضُرُها أفراحها ولذَّاتها، {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}؛ أي: حقيق بها وحريٌّ ألا تطمئنَّ لشيءٍ سوى ذكره؛ فإنَّه لا شيء ألذ للقلوب ولا أشهى ولا أحلى من محبة خالقها والأنس به ومعرفته، وعلى قَدْرِ معرفتها باللّه ومحبَّتها له يكون ذِكْرُها له.
شكر نعم الله -عز وجل
قال الشيخ: عبدالمحسن العباد البدر: إن أعظم نعمة أنعم الله بها على المسلمين أن هداهم للإسلام وأخرجهم من الظلمات إلى النور، وهي النعمة التي لا يماثلها نعمة ولا يدانيها نعمة، ومن أعظم نعم الله على المسلم بعد نعمة الإسلام نعمة العقل ونعمة الصحة والعافية، ومن شكر الله -عزوجل- على هذه النعم أن يستعملها المسلم في طاعة الله، وفي كل ما فيه سعادته في الدنيا والآخرة، وألا يستعملها في معصية الله ولا في ما فيه مضرته في الدنيا والآخرة.
الشباب الذي نريد
إننا نريد شبابًا طامحين، لا يرتضون إلا ذرى الجبال مطيةً لهم، ونريدُ شبابًا على طريق الهدى والتقى سائرين، وبنهج سيدنا محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - مقتدين، نريد من شبابنا أن يتجهوا صوب المعالي، وأن يسلكوا سبل الرشاد، وأن يديروا ظهورهم لهذا السيل الغازي من الأفكار الوافدة التي تتعارض مع ديننا وقيمنا وأخلاقنا، إننا اليوم في حاجة شديدة إلى الشباب المؤمن، الذي يشعر بواجبه تجاه دينه وأمته، شباب يعرف ما عليه من واجبات، وما له من حقوق.
من وصايا الحكماء للأبناء
  • يا بني: إذا رأيت قومًا يذكرون الله فاجلس معهم؛ فإن تك عالمًا ينفعك علمك، وإن تك جاهلًا يعلموك.
  • يا بني: إياك وصاحب السوء! فإنه كالسيف يحسن منظره، ويقبح أثره.
  • يا بني: احذر الحسد! فإنه يفسد الدين، ويضعف النفس، ويعقبه الندم.
  • يا بني: لا تؤخر التوبة؛ فإن الموت يأتي بغتة.
  • يا بني: إذا كنت في الصلاة فاحفظ قلبك، وإن كنت في بيت الآخر فاحفظ بصرك، وإن كنت بين الناس فاحفظ لسانك.
من روائع الشعر
شباب ذللوا سبلَ المعالي
وما عرفوا سوى الإسلام دينا
إذا شهدوا الوغى كانوا كماةً
يدكون المعاقل والحصونا
وإن جنَّ المساء فلا تراهم
من الإشفاق إلا ساجدينا
وما عرفوا الأغاني مائعات
ولكن العلا صيغت لحونا
ولم يتشدقوا بقشور علم
ولم يتقلبوا في الملحدينا
كذلك أخرج الإسلام قومي
شبابًا مخلصًا حرًّا أمينا
وعلمه الكرامة كيف تُبْنَى
فيأبى أن يذل وأن يهونا


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 21.82 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 21.19 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.88%)]