عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 19-03-2019, 09:46 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الزبدة من زبدة المناسك وعمدة الناسك بالمناسك

الزبدة من زبدة المناسك وعمدة الناسك بالمناسك



نظمُ العلّامة الشّهيد يوسف بن عبدالكريم الأنصاريّ المدنيّ الحنفيّ - توفي (1177هـ)




حقّقها واختصَرَها: محمود محمد الكبش




وبيّـــن الحــــــلالَ والحــــــرامــ ـــا
وطَاف بالبيت، ولبّى وسَعَى
من شُقّةٍ عميقةٍ وفجِّ
من لم يحزْها حجُّه؛ حجَّ الجَمَلْ
فابدَأْ بما هو الأهمّ، وادْرِ
فيها لكي تُمسـِي بها معلومَهْ
إذ يَسْهُلُ الحفظُ بحُسْنِ النّظْمِ
وعمدةِ النّاسكِ بالمناسِكِ
تذكرةً لصاحبِ النِّهايَهْ
فكلُّ بيتٍ جامعٌ منهاجَا
بفضلِهِ الجمِّ العبادَ أجْمَعَا
فورًا إذا شخصٌ خَلا مِن عذْرِ
وسُنَّةِ النّبيِّ والأصحابِ
فليس في وجوبِهِ نِزاعُ
أوّلُها: الإسلامُ، والعلمُ مَعَه
بفرضِهِ، والعقلُ، والبلوغُ
كمِلكِ زادٍ مشبِـع المجاعَه
سلامةُ الجسمِ مِن الأدواءِ
ومَحرَمٌ لمْرَأَةٍ؛ فَحَقِّقِ
وذاك في وقتِ خروجِ أهلِها
ومَرَضٌ، والحبْسُ يا ربّ الفِطَنْ
أبوّةٌ، والدَّيْنُ يُستَحَقُّ
لكن عن الكعبة فيها لا سِوى
منقولةٌ عن ذي العلومِ الفاضلَهْ
وأهلُ طيْبَةٍ بِذِي الحليفَه
وأهلُ نجدٍ قرْنُ ذاكَ الشِّقِّ
وجحفَةٌ مكروهةٌ للمَدَنِي
وذاك لا سواهُ؛ فاحفظ جَمْعَه
والثّانِ إن بالحجِّ عمرةً خَلَطْ
وأفضلُ الكلِّ على الإطلاقِ
وهْو أداءُ النُّسُكَيْنِ أجْمَعُ
وحجَّ عامَهُ، ولم يؤخِّرَهْ
بينهما، وينوي مِن ميقاتِ
لِـمَن لَهُ بمكةَ استيطانُ
أوّلُها: الإحرامُ، وهو يُشْتَرَط
ركنان في الحجِّ، فَدَعْ مَن وَهِمَا
لكن لها فرائضٌ تأتي بها
أو ما يكون مثلَها، والنِّيَّةُ
كذاك ترتيبُ الفروضِ أيْضا
عدَّتُها إثنانِ مَعْ عِـشْرِينا
والسّعيَ بين المَرْوَتَيْنِ آتِهِ
قَدْ جاء عن طَهَ النَّبِيِّ المصطفَى
إلى الغُروبِ في أراضِي عَرَفَه
ليلاً لِمَن قد وَقَفَ النّهَارا
بعدَ طلوعِ الفجرِ؛ كُنْ ذا معرِفَه
والحلْقُ والتّقصيرُ مِن إتمامِهِ
والوقتُ إن فاتَ؛ فَجَبْرٌ بِدَمِ
لغيرِ مكيٍّ بِلا نِزَاعِ
مع اقتدارٍ لا مَعَ اعْتِسَافِ
كذا تيامُنٌ بالاستدارَهْ
مِن ثوبِهِ للعورتَيْن ساتِرُ
أيامَ نحرٍ حّقِّقِ اعتِبارَه
فذاكَ واجبٌ؛ فَحُزْه وادْرِهِ
والرّميُ قبْلَ الحلْقِ ذو تقديمِ
يكونُ بين الرّميِ والحلْقِ فَعِ
أيامَ نحرٍ صحَّ في الصِّحاحِ
وعَـشَرَ؛ الكلُّ أتَتْكَ دَفعَهْ
وهْو لذِي الآفاقِ لا المُقيمِ
مِن الطّواف في الثّلاثةِ الأُوَلْ
والسّعيُ لا يسعَى لَهُ عَلَى عَجَلْ
في السّعْيِ سنةٌ بغَيْرِ مَيْنِ
كذاك أيامُ مِنَى المشـرَّفَه
في ساعةِ الإحرامِ ممّا يُرْضِي
ورَكْعتَا الإحرامِ للأداءِ
لقولِهِ: (لبّيكَ يا غفّارُ)
والاستلامُ - كلّ شوطٍ - معتَبَرْ
عندهما قد جاءَ باستِحْسَانِ
وعمْرةٍ؛ فاعمَلْ بِهِ وَرَجِّ
أتى استلامُ الحجرِ الشّفاف
ما بينه وركعتَيْهِ التّابعَهْ
والسّعيُ مثلُ ذاك في الصّنيعِ
مواضعٍ؛ فحقِّقَنْ أبحاثَهْ
بأبطحٍ؛ أتت بِهِ النُّقولُ
يعلمُها ذو العِلمِ والبصيرَهْ
في الحجِّ والعمرةِ للتّمامِ
تقليمُ أظفارٍ، ومشْطُ اللِّحْيَهْ
والنَّتْفُ مِنِ امْرَأَةٍ مكانَهْ
وبالسّواكِ يدلُكَنْ أشْدَاقَهْ
ثمّ يسـرِّحْ رأسَهُ وشَعَرَهْ
وإنْ يكونا أبيضَيْنِ جُدَدا
والدّهْنُ والطِّيبُ بِغَيْر عَيْنِ
ثمّ ليَدْعُ عَقِبَ السّلامِ
عن أشهرِ الحجِّ بذاك العامِ
لقارنٍ بالحجِّ مَعْهُ عُمْرَهْ
بحبلٍ اوْ خلالٍ اوْ أزْرَارِ
كَيَدِهِ، لا وجهِهِ ورأسِهِ
فيه بما ليسَ مِنَ المـشْرُوعِ
على الصّفَا والمروةِ المعهودِ
ليلةَ تِسعٍ؛ فاحْفَظَنَّ السُّنَنَا
مِن المؤكّدات؛ فاحْفَظَنُّهْ
كذلك الواجبُ فيها اثنانِ
سعيٌ وحلْقٌ واجبٌ مضافُ
وسائرِ الأمورِ بالتّمَامِ
والغيرُ مِن ميقاتِهِ المَحْكِيِّ
مكةَ للمسجدِ جاءَ أوّلا
وقَطْعِ (لبّيَكَ) بِهِ، والعجِّ
ولْيَسْعَ ما بين الصّفَا والمروَهْ
والحلْقُ خيرٌ قد روَيْنَا خَبَرَهْ
قبلَ الوقوفِ– صاحِ- بالجِماعِ
لعمرةٍ، وذاك غيرُ خَافِ
إن مُكْرَهًا أو ناسيًا أو عامِدا
مثل الصّحيحِ منهما في الحالِ
عليه، ثمّ الدَّمُ حالَ عاجلِ
مِن مُحْرِمٍ عند ذَوِي الدِّرَايه
ما كان محظورًا بهذا البابِ
كالطِّيبِ أو لُبْسِ المخيطِ؛ فافْهَمِ
كذلك الوجهُ بلا الْتِبَاسِ
والظُّفْرِ، أو تعرُّضٍ لصَيْدِ برّ
مِن حَرَمٍ، وقَلْعِ عُشْبٍ أخْضَـرِ
مِن إبِلٍ، وبَقَرٍ، ومِن غَنَمْ
ما كان في أُضْحِيةٍ يجزِيهِ
إلَّا اذا طافَ لفرْضٍ جُنُبَا
من قبل حلْقٍ، نحْرُ بدنٍ لا أخَفّ
أهدى مِن الهدْيِ، وإنْ تَمَتّعَا
وخُصّ ذبحٌ فيهِ وقتَ نحْرِهِ
فَذَبْحُهُ مخصَّصٌ بالحَرَمِ
فليقصِدِ المسجدَ للتّوْديعِ
ويسألِ الله الذي يبْغِيهِ
ثمّ أبا بكرٍ وبعدَهُ عُمَرْ

ملتمسَ العَوْدِ إليهِ ثانيَا
كيما يُمِيتَنا على الشّهَادَه
للمصطفى رسولِهِ المختارِ
وآلِهِ وصحبِهِ وسلّمَا
قاضيةً لنا بحُسْنِ الخاتِمَهْ
مَن يعمَلَنْ بِها يَنَالُ الرّشَدَا

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 25.24 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 24.61 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.49%)]