عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 21-02-2009, 08:50 PM
الصورة الرمزية عبد الوحيد
عبد الوحيد عبد الوحيد غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
مكان الإقامة: الجزائر
الجنس :
المشاركات: 43
الدولة : Algeria
افتراضي رد: روائع الطب الإسلامي الجزء الأول

الهدي النبوي في نظافة الفم والأسنان
يقول د. محمود العكام في تقديمه لكتاب "السِّواك في ميزان الصيدلة (9)": "للإسلام ثنائية رائعة تنسحب قواعدها وأسسها على كل ما يليه ويحكمه ويعنى به.إنها ثنائية المظهر والمخبر،والمبنى والمعنى،ورعايتها معاً دون إفراط من أحدهما على حساب الآخر.وحين يتوجه الإسلام إلى الفم طالباً لصاحبه من أجل تنظيفه وتطهيره دائماً،فلأن الفم محلٌّومبنى،ومظهر للكلمة الطيبة التي يدعو إليها الإسلام أساساً للدين.وشتان بين كلمة طيبة تصدر عن محلٍ ومبنىً ومظهر أنيق ومطهر،وبين أخرى تنبعث من فِيٍّ ذي إهمال له،يختلط طيبها مع رائحة يرفضها الإنسان السويُّ طبعاً وفطرةً".
فالبشرية قبل الإسلام لم تعرف طرقاً معقولة لتنظيف أفواههم.فقد استعملوا أساليب،علاوة على قذارتها ،فإنها تلوث الأسنان وقد تضر بها.
فمنذ عهد الرومان وحتى العصور الوسطى انتشرت عادة المضمضة بالبول (10)،حيث كانت نبيلات الرومان يفضلن البول الآتي من إسبانيا،فإن لم يتيسر استعضن عنه ببول الثيران.وكان بعض أطباء أوربا يوصون بمضغ قلب حية أو ثعبان أو فأرة مرة كل شهر من أجل نقاء أسنانهم (6).
وفي هذه الأجواء،جاء الإسلام ليأمر أتباعه بمجموعة من الوصايا تفوق كل ما توصل إليه الطب الحديث من أمور للوقاية من نخر الأسنان والمحافظة على صحة الفم ونظافته , فأنّى للويحة السنية التي تسبب نخر الأسنان وتقيحات اللثة أن تتشكل لدى مسلم يلتزم بالسِّواك عند وضوئه وصلاته،وعند قيامه من النوم،وبعد طعامه ؟ وأنّى لبقايا الطعام أن تبقى في طعامه وتتخمر وهو يتمضمض عند وضوئه وغسله وبعد طعامه،كما بحثنا ذلك في فضل الوضوء ؟
وعدا عن ذلك، فنبي الرحمة r اهتم كثيراً بما يبقى في الفم من بقايا طعامية وأمر بإزالتها وبيّن خطرها على الأسنان.فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله r قال :"إن فضل الطعام الذي يبقى في الأسنان يوهن الأضراس"·.
كما أمر النبي r بالتخلل بعد الطعام،وهو استعمال عيدان دقيقة ينظف بها ما علق من بقايا الطعام بين الأسنان.فعن عمران بن حصين أن رسول الله r قال:"تخللوا على إثر الطعام وتمضمضوا فإنه مصحة للناب والنواجذ"··.
وعن أبي هريرة tأن النبي r قال :"من أكل فليتخلل، فما تخلل فليلفظ،وما لاك بلسانه فليبلع”···.
ومن الهدي النبوي المعجز في صحة الأسنان أنه r كما صحّ في الحديث "لم يأكل خبزاً مرققاً قط" وهو الخبز المنخول الأبيض،فالنبي r كان يأكل الخبز غير المنخول فقشور الحبوب[النخالة ] تحتوي على الفيتامينات وعلى مادة الفيتات Phytate وهي عبارة عن فوسفات عضوية لها دور وقائي هام ضد نخر الأسنان (2)،فسبحان من علمه [إن هو إلا وحي يوحى].
وهكذا تتضافر التوجيهات النبوية في المحافظة على صحة الفم والأسنان وحمايتها من القلح والنخر وسواها.والبون شاسع بين من يقوم بهذه التعاليم بدافع العقيدة يبتغي بها وجه الله،وبين من يقوم بها لمجرد النظافة.وإن المجتمعات الإسلامية في الوقت الحاضر،ورغم عدم التزامها الكامل بتعاليم نبيّها،فهي – بالنسبة لموضوع نخر الأسنان – أفضل حالاً من الدول الصناعية الكبرى.ولو اهتمت الدول الإسلامية بحث العلماء وخطباء المساجد على أن يقوموا بدورهم في التوعية الصحية وتبليغ المسلمين توجيهات نبيهم – سيدنا محمد r – في الحث على السِّواك ونظافة الفم،لاختفت،أو كادت تختفي حالات نخر الأسنان من مجتمعاتهم.فاتباع سنة المصطفى r تؤدي – بلا ريب – إلى سعادة الدنيا والآخرة،وإلى التمتع بحياة صحية - بدنية وعقلية - سليمة علاوة على الفوز برضا الرحمن وثوابه.
المسْواك
أصح ما ورد في السنة أن النبي r استاك بسواك من أراك.وشجرة الأراك Saluadora Persicaمن الفصيلة الأراكية Saluadoraceae وهي شجيرة دائمة الخضرة تنمو في المناطق الحارة في عسير وجيزان من الأراضي السعودية وفي مصر والسودان وفي غور الساعاد (قرب القدس) وفي اليمن وجنوب أفريقيا والهند وغيرها.لها ثمر في حجم حبة الحمص يدعى "الكباث" لونه أخضر،يحمر ثم يسْود عند تمام نضجه،حلو الطعم،حاذق،يمكن أن يؤكل،الكباث مدور وطارد للريح،يؤخذ السِّواك من جذورها ومن أغصانها الصغيرة (11).
وعيدان الأراك مغطاة بطبقة فلينية،تليها طبقة قشرية ثم تأتي بعد ذلك الألياف الدقيقة الناعمة التي تتباعد وتتفرق عند دقّ نهايات العيدان ونقعها بالماء بعد إزالة الطبقة القشرية.وفي المركز أشعة مخية تفصل بين الألياف تحتوي خلاياها على بلورات السيليس والحماضات وحبيبات النشاء،وهي العناصر الفاعلة في المسواك.هذه العناصر تتبدّد بعد أيام من استعماله،لذا تقطع الألياف المستعملةكل بضعة أيام ويصنع من نهاية العود فرشاة جديدة وهكذا يتجدد السِّواك ولا تتراكم فيه الأوساخ (6و12).
وقد أوردت مجلة “المجلة” الألمانية الشرقية في عددها الرابع [1961] مقالاً للعالم رودات – مدير معهد الجراثيم في جامعة روستوك – يقول فيه (13) :”قرأت عن السِّواك الذي يستعمله العرب كفرشاة للأسنان في كتاب لرحّالة زار بلادهم،وقد عرض للأمر بشكل ساخر،اتخذه دليلاً على تأخر هؤلاء القوم الذين ينظفون أسنانهم بقطعة من الخشب في القرن العشرين.وفكرت ! لماذا لا يكون وراء هذه القطعة الخشبية حقيقة علمية ؟ وجاءت الفرصة سانحة عندما أحضر زميل لي من العاملين في حقل الجراثيم في السودان عدداً من تلك الأعواد الخشبية.وفوراً بدأت أبحاثي عليها،فسحقتها وبللتها،ووضعت المسحوق المبلل على مزارع الجراثيم،فظهرت على المزارع آثار كتلك التي يقوم بها البنسلين”… وإذا كان الناس قد استعملوا فرشاة الأسنان من مائتي عام فقط فلقد استخدم المسلمون السِّواك منذ أكثر من 14 قرناً.
ولعل إلقاء نظرة على التركيب الكيمائي لمسواك الأراك يجعلنا ندرك أسباب الاختيار النبوي الكريم،والذي هو في أصله،وحي يوحى.
وتؤكد الأبحاث المخبرية الحديثة (9،13،14) أنه يحتوي على العفص بنسبة كبيرة وهي مادة مضادة للعفونة،مطهرة،قابضة تعمل على قطع نزيف اللثة وتقويتها،كما تؤكد وجود مادة خردلية هي السنجرين Sinnigrin ذات رائحة حادة وطعم حراق تساعد على الفتك بالجراثيم.
وأكد الفحص المجهري لمقاطع المسِّواك وجود بلورات السيليكا وحماضات الكلس والتي تفيد في تنظيف الأسنان كمادة تزلق الأوساخ والقلح عن الأسنان.وأكد د. طارق الخوري (18) وجود الكلورايد مع السيليكا وهي مواد تزيد بياض الأسنان،وعلى وجود مادة صمغية تغطي الميناء وتحمي الأسنان من التسوس،وإن وجود الفيتامين ج وثري ميتيل أمين يعمل على التئام جروح اللثة وعلى نموها السليم،كما تبين وجود مادة كبريتية تمنع التسوس (2).
وفي بحث قدمه د. محمد رجائي المصطيهي وزملاؤه (15) بينوا فيه احتواء المسواك على مادة شبه قلوية يمكن أن تكون السلفارورين،وعلى الثري ميتيل أمين،ونسبة عالية من الكلورايد والفلوريد والسيستوستيرول،وعلى كمية قليلة من الصابونين و الفلافونيد،وأثبتوا لمحاليل الأراك تأثيراً موقفاً لنمو الجراثيم،لوجود مادة كبريتية،ولأن الثري ميتيل أمين يخفض الأسّ الهدروجيني،مما يجعل فرص نمو الجراثيم قليلة،كما أن السيستوسترول يعمل مع الفيتامين ج على تقوية الشعيرات الدموية المغذية للثة وعلى حمايتها من الالتهاب.
وفي بحث قدمه د. عبد الرحيم محمد مع البروفسور جيمس ترنر (16) أكدوا فيه أهمية الكبريت والسيستروسترول الموجودتان في السواك كمواد قاتلة للجراثيم،وعلى وجود ثاني فحمات الصوديوم وأهميتها في تنظيف الأسنان (2).وأكد بحث آخر (6) وجود مادة عطرية ذات رائحة مستحبة تطغى على الرائحة الكريهة التي يمكن أن توجد في الفم.
وفي قسم العلوم السنية في جامعة الملك سعود (9) أجريت دراسة حول تأثير مادة البنـزيل إيزو تيوسيانات التي تمَّ عزلها من جذور الأراك على فيروس الحلأ البسيط.
وأشارت النتائج أن لهذه المواد خواصَّ قاتلة لهذا الفيروس وبتركيز 133.3 مكروغرام/مل،مما يشير إلى إمكانية السيطرة على إصابة الفم بالحلأ البسيط عند استعمال السِّواك وفي الوقاية من نكسه المتكرر.
وأثبتت دراسة حديثة (1988) أجريت في جامعة أنديانا الأميركية،أن لهذه المادة [بنـزيل إيزو تيوسيانات ] أثراً مهماً في تثبيط المكورات العقدية،وربما تكون مفيدة في خفض فرص حصول النخور السنية (9) …
والباحثون الذين درسوا السواك يفضلونه على فرشاة الأسنان (6و9) فهو يقوم مقام فرشاة ومعجون بآن واحد،فهو (فرشاة) بأليافه الدقيقة الجيدة والمناسبة للتنظيف،وهو (معجون) بما فيه من مواد مطهرة،وأخرى زالقة ومنظفة كبلورات السيليس والحماضات،ومواد صمغية وعطرية وغيرها.
فالمسواك كمنظف آلي يزيل بقايا الطعام من بين الأسنان ويزيل القلح،ويمتاز عن الفرشاة بإمكانية تحضيره بالقساوة والثخانة المناسبين،وذلك بواسطة تفريق أليافه قليلاً أو كثيراً،كما يمتاز بعدم تخريشه للثة.
وهكذا يمكننا اعتبار المسواك،الفرشاة الطبيعية المثالية،والمزودة بمعجون ربّاني،من موادّ مطهرة،ومنظفة تفوق ما تملكه معاجين الأسنان الصناعية من مواصفات،ولعل أهمها أن المعجون المطهر لا يستمر تأثيره أكثر من 20 دقيقة ثم يرجع الفم إلى حالته العادية،لكن من المنتظر بعد استعمال السِّواك ألا يعود مستوى الجراثيم الفموية إلى حالته إلا بعد ساعتين على الأقل (17).


مراجع البحث
1- الإمام النووي:"المجموع - شرح المهذب".
2- د. محمد علي البار:"السِّواك" – دار المنارة – جدّة – 1994.
3- الإمام النووي :"شرح صحيح مسلم" دار الفكر – بيروت – 1972.
4- الإمام ابن القيم الجوزية :"زاد المعاد من هدي خير العباد".
5- د. محمود ناظم النسيمي :"الطب النبوي والعلم الحديث" – بيروت – 1987.
6- صلاح الحنفي :"السِّواك" رسالة جامعية – جامعة دمشق – 1962.
7- د. عبد الرزاق كيلاني :"الحقائق الطبية في الإسلام" – دمشق – 1996.
8- د. عبد الله السعيد :"صحة الفم والأسنان" مكتبة المنارة – الأردن – 1982.
9- د. علي الرغبان وزملاؤه:"السِّواك في ميزان الصيدلة" دار فصلت – حلب – 1997.
10- د. أحمد شوكت الشطي :"رسالة في تاريخ الطب".
11- د. محمد نزار الدقر:"روائع الطب الإسلامي ج1" القسم العلاجي – دار المعاجم – دمشق – 1994.
12- د. أبو حذيفة إبراهيم محمد :"السواك أهميته واستعماله" طنطا – 1987.
13- د. غياث الأحمد :"الطب النبوي في ضوء العلم الحديث".
14- د. عبد الله عبد الرزاق السعيد :"السواك والعناية بالأسنان" جدة – 1982.
15- د. محمد رجائي المصطيهي وزملاؤه :"استعمال السِّواك لنظافة الفم وصحته" المؤتمر العالمي الأول للطب الإسلامي – الكويت 1981.
16- د. عبد الرحيم محمد و د. جيمس ترنر :”مقالة عن السواك في مجلة
Odento-Stomatol Tropica, 1983, N4.
17- د. عزت أبو شعر :"السِّواك" رسالة جامعية – دمشق 1974.
18- د. طارق خوري :"مقالة عن السواك" مجلة
Khoory T.:Clinical Preventive Dentistry, 1983,5(4).



· رواه الطبراني بسند صحيح والإمام السيوطي في المنهج السوي [حسن الأهدل] وأخرج مثله البيهقي في شعب الإيمان بسندين أحدهما عن أبى هريرة والثاني عن أبي سعيد الخدري.

·· رواه الديلمي وأخرجه السيوطي في كتابه (الطب النبوي).

··· رواه أبو داود وابن ماجه والدارمي والإمام أحمد في المسند.

يتبع


__________________
يا قارئ خطي لا تبكي على موتي.. فاليوم أنامعك وغداًفي التراب..
فإن عشت فإني معك وإن مت فاللذكرى..! ويا ماراً على قبري لا تعجب من أمري..
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 31.64 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 31.01 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.98%)]