عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 17-04-2024, 02:13 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,276
الدولة : Egypt
افتراضي رد: افتراءات وشبهات حول دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله

افتراءات وشبهات حول دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله (4)

زعموا أن دعوة الإمام- محمد بن عبدالوهاب.. تكفير الناس



ومن الافتراء على هذه الدعوة السلفية أن محمد بن عبدالوهاب وجماعته يكفرون أهل القبلة، ويستبيحون دماءهم ويستحلون أموالهم؛ لأنهم مشركون، وهذا ليس غريبا على هؤلاء المضللين عباد القبور.
يقول عدو الدعوة السلفية ابن عفالق: «بل والله وكذّب الرسل، وحكم عليهم وعلى أممهم بالشرك» (1).
ويقول: ويزعم أن الإمام محمد بن عبدالوهاب «حلف يمينا بالله فاجرة: اليهود والمشركون أحسن حالا من هذه الأمة» (2).
وقال ابن عابدين الشامي في حاشيته: «كما وقع في زماننا في أتباع عبدالوهاب الذين خرجوا من نجد وتغلبوا على الحرمين، وكانوا ينتحلون مذهب الحنابلة لكنهم اعتقدوا أنهم المسلمون، وأن من خالف اعتقادهم مشركون، استباحوا قتل أهل السنة وقتل علمائهم..» ألخ (3).
ويقول القباني: «كفّر هذه الأمة بأسرها، وكفّر كل من لم يقل بضلالتها وكفرها» (4).
ويقول أيضا: «وجاء كل واحد من الأنبياء والمرسلين مع الألوف من أمته»، وجاء النبي الكريم وليس معه من أمته إلا النفر اليسير من أهل العيينة (5)، وأما الباقون فكلهم مخلدون في النار مع الكفار، مع ما لهم من كثرة الطاعات وأنواع العبادات» (6).
ويقول علوي الحداد: «إذا أراد الرجل أن يدخل في دينه، يقول له: اشهد على نفسك أنك كنت كافراً، واشهد على والديك أنهما ماتا كافرين، واشهد على العالم الفلاني والفلاني أنهم كفار وهكذا، فإن شهد بذلك قبله، وإلا قتله» (7).
ويقول ابن دحلان في كتابه المشؤوم (فتنة الوهابية): «وسعى بالتكفير للأمة خاصها وعامها، وقاتلها على ذلك جملة إلا من وافقه على قوله».
ويقول أيضاً: «وكانت شوكتهم وقوتهم في بلادهم أولاً، ثم كثر شرهم وتزايد ضررهم واتسع ملكهم، وقتلوا من الخلائق ما لا يحصون واستباحوا أموالهم وسبوا نساءهم» (8) .
ويقول الزهاوي العراقي: «لوسأل سائل عما تمذهبت به الوهابية، ما هو وعن غايته ما هي، فقلنا في جواب كلا السؤالين: هو تكفير كافة المسلمين، لكان جواباً على اختصاره تعريفاً كافياً لمذهبها» (9).
الرد على هذه الفرية
هناك كثير من الأقوال الكاذبة على دعوة الإمام ابن عبدالوهاب في مسألة التكفير، وحتى تكون الرؤية واضحة، نسوق أقوال الإمام محمد بن عبدالوهاب وجماعة أهل التوحيد لتكون الصورة جلية، وينكشف زيغ هؤلاء الذين ملأ قلوبهم الحقد والحسد والكراهية لهذه الدعوة المباركة، وهذه الأدلة هي:
بعث الإمام محمد بن عبدالوهاب رسالة إلى حمد التويجري يقول فيها: «وكذلك تمويه على الطغام بأن (ابن) عبدالوهاب يقول: الذي لا يدخل تحت طاعتي كافر، ونقول: سبحانك هذا بهتان عظيم، بل نشهد الله على ما يعلمه من قلوبنا بأن من عمل بالتوحيد وتبرأ من الشرك وأهله، فهذا المسلم في أي زمان وأي مكان، وإنما نكفر من أشرك بالله في ألوهيته بعد ما تبين له الحجة على بطلان الشرك» (10).
ويقول - أيضا - في رسائله: «وأما الكذب والبهتان، فمثل قولهم: إنا نكفّر بالعموم، ونوجب الهجرة إلينا على من قدر على إظهار دينه، وإنا نكفّر من لم يكفّر ومن لم يقاتل، ومثل هذا وأضعاف أضعافه، فكل هذا من الكذب والبهتان الذي يصدون به الناس عن دين الله ورسوله» (11).
وهذه رسالة بعثها إلى إسماعيل الجراعي من اليمن، يقول فيها رحمه الله: «وأما القول بأننا نكفّر بالعموم فذلك من بهتان الأعداء الذين يصدون به عن هذا الدين، ونقول: سبحانك هذا بهتان عظيم» (12).
وهذه رسالة بعثها - رحمه الله - لأحد العلماء في المدينة النبوية - على ساكنها أشرف الصلوات والسلام - يقول الإمام: «فإن قال قائلهم إنهم يكفّرون بالعموم، فنقول: سبحانك هذا بهتان عظيم، نكفر الذي يشهد أن التوحيد دين الله ودين رسوله، وأن دعوة غير الله باطلة ثم بعد هذا يكفر أهل التوحيد؟!» (13).
ويقول رحمه الله: «وإذا كنا لا نكفر من عبد الصنم على قبر عبدالقادر والصنم على قبر أحمد البدوي وأمثالهما لأجل جهلهم وعدم من ينبههم، فكيف نكفر من لم يشرك بالله أو لم يهاجر إلينا ولم يكفّر؟!» {سبحانك هذا بهتان عظيم..}(14).
وهذا عالم من علماء العراق عبدالرحمن السويدي حين سمع من بعض أعداء الدعوة السلفية من سنة ورافضة الافتراء على الإمام بأنه يكفر الناس، بعث رسالة يسأله عن تكفير الناس إلا من تبعه، فكان الجواب من الإمام صاعقة محرقة لأعداء الدعوة وأهل التكفير والزيغ والافتراء، فيقول رحمه الله:
«وأجلبوا علينا بخيل الشيطان ورجله، منها: إشاعة البهتان بما يستحي العاقل أن يحكيه. فضلا عن أن يفتريه، ومنها ما ذكرتم أني أكفّر جميع الناس إلا من تبعني، وأزعم أن أنكحتهم غير صحيحة، ويا عجبا كيف يدخل هذا في عقل عاقل، هل يقول: هذا مسلم أو كافر أو عارف أو مجنون» (15)؟!
ويوضح الشيخ عبدالله بن الإمام محمد بن عبدالوهاب هذا البهتان والكذب، فيقول رحمه الله: «وأما ما يكذب علينا سترا للحق، وتلبيسا على الخلق، بأننا نكفر الناس على الإطلاق، أهل زماننا، ومن بعد الستمائة، إلا من هو على ما نحن فيه، ومن فروع ذلك ألا نقبل بيعة أحد إلا بعد التقرير عليه بأنه كان مشركاً، وأن أبويه ماتا على الشرك بالله.. فلا وجه لذلك، فجميع الخرافات وأشباهها لما استفهمنا عنها من ذكر أولاً، كان جوابنا في كل مسألة من ذلك: {سبحانك هذا بهتان عظيم}، فمن روى عنا شيئاً من ذلك أو نسبه إلينا، فقد كذب علينا وافترى، ومن شاهد حالنا، وحضر مجالسنا، وتحقق ما عندنا علم قطعياً أن جميع ذلك وضعه علينا وافتراه أعداء الدين وإخوان الشياطين؛ تنفيراً للناس من الإذعان بإخلاص التوحيد لله - تعالى - بالعبادة، وترك أنواع الشرك الذي نص عليه بأن الله لا يغفره، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء، فإنا نعتقد أن من فعل أنواعاً من الكبائر كقتل المسلم بغير حق، والزنى، والربا، وشرب الخمر، وتكرر منه ذلك، أنه لا يخرج بفعله ذلك من دائرة الإسلام ولا يخلد به في دار الانتقام، إذا مات موحدا بجميع أنواع العبادة» (16).
ويقول رحمه الله: «إن صاحب البردة (17) وغيره ممن يوجد الشرك في كلامه والغلو في الدين، وماتوا، لا يحكم بكفرهم، وإنما الواجب إنكار هذا الكلام، وبيان من اعتقد هذا على الظاهر فهو مشرك كافر، وأما القائل فيرد أمره إلى الله سبحانه وتعالى، ولا ينبغي التعرض للأموات؛ لأنه لا يعلم هل تاب أم لا» (18).
ويقول الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن بن محمد بن عبدالوهاب وهو يرد على هذا الاتهام ويدافع عن جده الإمام محمد بن عبدالوهاب: «والشيخ محمد - رحمه الله - من أعظم الناس توقفاً وإحجاماً عن إطلاق الكفر، حتى إنه لم يجزم بتكفير الجاهل الذي يدعو غير الله من أهل القبور، أو غيرهم إذا لم يتيسر له من ينصحه ويبلغه الحجة التي يكفر مرتكبها» (19).
ويقول رحمه الله: «فإنه لا يكفر إلا بما أجمع المسلمون على تكفير فاعله من الشرك الأكبر، والكفر بآيات الله ورسله، أو بشيء منها بعد قيام الحجة وبلوغها المعتبر كتكفير من عبد الصالحين ودعاهم مع الله، وجعلهم أنداداً فيما يستحقه على خلقه من العبادات الإلهية» (20).
ويقول - رحمه الله - وهو يرد على داود بن جرجيس: «وأما القول بأنا نكفر الناس عموماً ونوجب الهجرة إلينا على من قدر على إظهار دينه، وأنا نكفر من لم يكفّر ولم يقاتل، ومثل هذا أضعاف أضعافه، فكل هذا من الكذب والبهتان الذي يصدون به الناس عن دين الله ورسوله، سبحانك هذا بهتان عظيم» (21).
إن الإمام - رحمه الله - كفّر كل من اعتقد في مخلوق أو شجر أو حجر، وتوجه إليه بنوع العبادة، فهو كافر بلا شك.
يقول رحمه الله: إن الشيخ كان يكفر من أهل اليمامة هؤلاء الذين كانوا يعتقدون في النخلة القائمة عندهم أن لها قدرة عجيبة من قصدها من العرائس تزوجت لعامها».
ويكفر هؤلاء الذين كانوا يعتقدون في الغار القائم في الدرعية، ويحجون إليه للتبرك كما يحج المسلمون للكعبة في مكة المكرمة.
ويكفر من أهل مصر هؤلاء الذين يعتقدون في شجرة الحنفي، ونعل الكلشني، وبوابة المتولي، ويكفر كل من اعتقد في شجر أو حجر، وتوجه إليه بنوع من أنواع العبادة.
وأمثال هؤلاء الذين كفّرهم الشيخ كفّرهم القرآن وأحاديث الرسول [ ، ونقول: من ينكر أن هؤلاء بالتجائهم لغير - الله تعالى - خرجوا عن الإسلام؟ وانسلخوا من الدين باتباعهم الجبت والطاغوت وسؤالهما النفع والضر؟!
ويقول الشيخ محمد بن عبدالوهاب: «وهي كلمة التوحيد، وحق الله على العبيد، فمن أشرك مخلوقاً فيها من ملك مقرب، أو نبي مرسل أو ولي، أو صحابي، وغيره أو صاحب قبر أو جني أو غيره، أو استغاث به أو استعان به فيما لا يطلب إلا من الله، أو نذر له أو ذبح له، أو توكل عليه، أو رجاه، أو دعاه دعاء استغاثة أو استعانة، أو جعله واسطة بينه وبين الله لقضاء حاجته، أو لجلب نفع أو كشف ضر - فقد كَفَر كُفْر عبّاد الأصنام القائلين: {ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى}
ومنهم من يقول: {هؤلاء شفعاؤنا عند الله}
كما ذكر الله عنهم في كتابه، وهم مخلدون في النار وإن صلوا وصاموا وعملوا بطاعة الله في الليل والنهار، كما قال تعالي: {إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين} (22).
هوامش:
1- جواب ابن عفالق في رسالة ابن معمر ص58.
2- انظر جواب ابن عفالق على رسالة ابن معمر ق65.
3- انظر رد المختار ج3 ص309
4- انظر فصل الخطاب في رد ضلالات ابن عبدالوهاب.
5- العيينة التي ولد بها الإمام محمد بن عبدالوهاب -رحمه الله- وحين كان فيها قبل أن يخرج منها.
6- انظر فصل الخطاب ص104.
7- انظر مصباح الأنام ص5.
8- انظر فتنة الوهابية ص66.
9- انظر الفجر الصادق ص19.
10- مجموعة مؤلفات الشيخ محمد بن عبدالوهاب ج5 ص189.
11- انظر المصدر السابق ج3 ص11.
12- مجموعة مؤلفات الشيخ محمد بن عبدالوهاب ج5، ص100.
13- المصدر السابق ج5 ص48.
14- انظر روضة الأفكار حسين بن غنام.
15- انظر مجموعة مؤلفات الشيخ محمد بن عبدالوهاب ج5، ص36.
16- انظر الهدية السنية والتحفة الوهابية النجدية تأليف سليمان بن محمد بن سمحان ط2 مطبع المنار-مصر 1344هـ ص40.
17- يقصد البوصيري صاحب القصيدة المشهورة البردة التي تحتوي على كثير من الشرك.
18- مجموعة الرسائل والمسائل النجدية ج1، ص47.
19- انظر منهاج التأسيس ص65.
20- انظر مجموعة الرسائل ج3ص5.
21- المصدر السابق ج3ص449.
22- الشبهات التي أثيرت حول دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب - للدكتور عبدالرحمن عميرة، بحوث أسبوع الشيخ محمد بن عبدالوهاب - ج2ص67-86.


اعداد: د. أحمد بن عبدالعزيز الحصين





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 25.11 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 24.49 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.50%)]