عرض مشاركة واحدة
  #913  
قديم 21-10-2022, 12:03 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,062
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله

شرح أثر أبي أسامة: (ما رأيت رجلاً أطلب للعلم من عبد الله بن المبارك ...)

[أخبرنا عبيد الله بن سعيد قال: سمعت أبا أسامة يقول: ما رأيت رجلاً أطلب للعلم من عبد الله بن المبارك الشامات ومصر، واليمن، والحجاز].أورد النسائي هذا الأثر، وهو لا علاقة له بالترجمة، وهي: الاختلاف على إبراهيم فيما يتعلق بالنبيذ؛ لأن هذا ثناء على عبد الله بن المبارك، ولعل ذلك بمناسبة ذكر عبد الله بن المبارك وذكر كثير مما ورد عنه في هذا الباب بما يتعلق بكتاب الأشربة، يعني: رواياته كثيرة، يعني: رواية سويد بن نصر عن عبد الله بن المبارك كثيرة، فلعله بهذه المناسبة، وهي كونه جاء عنه روايات كثيرة في هذا الكتاب، الذي هو كتاب الأشربة، ذكر طلبه للعلم، وأنه ما رأى أحداً أطلب منه للعلم، وذكر الجهات التي ذهب إليها: الشام، واليمن، ومصر، والحجاز، وهو مروزي من أهل مرو، معناه: أنه أخذ العلم في بلده ثم انتقل إلى البلاد الأخرى، حيث ذهب إلى الشام، وقال: الشامات، المقصود به البلاد الشامية.
وهذا يشبه الأثر الذي ذكره مسلم في كتابه عندما جاء في طرق حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه، فيما يتعلق بأوقات الصلاة، فإنه لما أورد الطرق الكثيرة أورد معها أثراً عن يحيى بن أبي كثير اليمامي في إسناده إليه قال: [لا يستطاع العلم براحة الجسم]، يعني: أنه هذه الروايات الكثيرة وهذا العلم الذي جمعت طرقه لا يحصل إلا بالتعب، والنصب، والمشقة، فلعل صنيع النسائي رحمه الله، في ذكره للأثر عن عبد الله بن المبارك الذي يدل على طلبه للعلم، والعناية فيه، واجتهاده فيه، ورحلته فيه، أنه لما مرت الروايات الكثيرة عنه في هذا الباب أو في هذا الكتاب، رأى أنه يذكر هذه الكلمة من أبي أسامة حماد بن أسامة، يعني: ذكر هذا الثناء عليه في رحلته، وكثرة أخذه عن العلماء في البلاد المختلفة.
تراجم رجال إسناد أثر أبي أسامة: (ما رأيت رجلاً أطلب للعلم من عبد الله بن المبارك ...)

قوله: [أخبرنا عبيد الله بن سعيد قال: سمعت أبا أسامة].أبو أسامة هو حماد بن أسامة وقد مر ذكره.
ذكر الأشربة المباحة


شرح حديث: (كان لأم سليم قدح ... سقيت فيه رسول الله كل الشراب ...)


[ذكر الأشربة المباحة.أخبرنا الربيع بن سليمان حدثنا أسد بن موسى حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس رضي الله عنه أنه قال: ( كان لـأم سليم
رضي الله عنها، قدح من عيدان، فقالت: سقيت فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كل الشراب: الماء، والعسل، واللبن، والنبيذ )].أورد النسائي هذه التراجم: وهي الأشربة المباحة.
لما ذكر في التراجم السابقة الأشربة المحظورة والمشتبهة ذكر هنا الأشربة المباحة، وأورد النسائي حديث أم سليم وهي: أم أنس بن مالك رضي الله تعالى عن الجميع، قالت: [إنه كان لها قدح من عيدان]، وقيل: المقصود بالعيدان: النخل الطوال، يؤخذ منها أوعية، وقد سبق أن مر بنا ذكر النقير، وأنه يتخذ من جذوع النخل، فقيل: إنه من عيدان، هو جمع عيدانة، اسم للنخل الطوال، وقيل: إنه من عيدان جمع عود، (وقالت: إنها سقت الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا القدح كل الشراب الماء، والعسل، واللبن، والنبيذ).
والنبيذ طبعاً المقصود به: الشيء الذي ينبذ مثل التمر، ينبذ في الماء من أجل أن يحليه، هذا يقال له: نبيذ، وقد جاء في قصة وفاة عمر رضي الله عنه، لما طعن وجلس مدة قال: كانوا يسقونه اللبن فيخرج من جوفه ويسقونه النبيذ فيخرج من جوفه، يعني: أن النبيذ هو التمر الذي ينبذونه في الماء، أو يجعلونه من أجل أن يحلو ويصير فيه شيء من الحلاوة، كي يستساغ شربه ويناسب.
تراجم رجال إسناد حديث: (كان لأم سليم قدح ... سقيت رسول الله فيه كل الشراب ...)

قوله: [أخبرنا الربيع بن سليمان].الربيع بن سليمان يحتمل المرادي، ويحتمل الجيزي، وكل منهما ثقة.
[حدثنا أسد بن موسى].
أسد بن موسى هو صدوق، أخرج حديثه البخاري تعليقاً، وأبو داود، والنسائي.
[حدثنا حماد بن سلمة].
هو: حماد بن سلمة بن دينار، وهو ثقة، أخرج له البخاري تعليقاً، ومسلم، وأصحاب السنن.
[عن ثابت].
هو: ثابت بن أسلم البناني وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن أنس].
هو: أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه، وهو خادم رسول الله عليه الصلاة والسلام، وأحد السبعة المعروفين بكثرة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.
[كان لـأم سليم].
أم سليم، وهي: أم أنس رضي الله تعالى عنها، وحديثها أخرجه أصحاب الكتب الستة، إلا ابن ماجه.
شرح أثر أبي بن كعب: (اشرب الماء واشرب العسل ... الخمر تريد؟)

[أخبرنا سويد أخبرنا عبد الله عن سفيان عن سلمة بن كهيل عن ذر بن عبد الله عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه رضي الله عنه أنه قال: سألت أبي بن كعب رضي الله عنه عن النبيذ، فقال: اشرب الماء، واشرب العسل، واشرب السويق، واشرب اللبن الذي نجعت به، فعاودته، فقال: الخمر تريد؟ الخمر تريد؟].أورد النسائي هذا الأثر عن أبي بن كعب رضي الله عنه، أنه سأله عبد الرحمن بن أبزى عن النبيذ فأرشده إلى أن يشرب أشياء مباحة ما فيها إشكال، وأن يدع ذلك الذي سأل عنه، فقال له: (اشرب الماء، واشرب العسل، واشرب السويق، واشرب اللبن الذي نجعت به)، يعني: الذي غذيت به؛ لأن غذاء الإنسان هو اللبن والحليب، وإن أول ما ينشأ الإنسان يتغذى بالحليب، فمعنى (الذي نجعت به) أي: الذي غذيت به في أول أمرك والذي نشأت عليه.
قوله: (فعادوته)، يعني: أعاد عليه السؤال، وكرر عليه السؤال (فقال: الخمر تريد؟ الخمر تريد؟) ومن المعلوم أن هذا الذي قاله من باب الاحتياط، وإلا فإن من النبيذ ما لا شبهة فيه، ولا إشكال فيه، لكن الشيء الذي فيه شبهة بعض العلماء يتحرز منه، وإن كان ما كان سليماً فهو سائغ، وما كان غير سليم فهو الذي لا يسوغ ولا يجوز، لكن الشيء الذي فيه شبهة بعض أهل العلم يتحرز منه.
تراجم رجال إسناد أثر أبي بن كعب: (اشرب الماء واشرب العسل... الخمر تريد؟)

قوله: [أخبرنا سويد أخبرنا عبد الله عن سفيان].سفيان هو الثوري وقد مر ذكره.
[عن سلمة بن كهيل].
سلمة بن كهيل، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن ذر بن عبد الله].
ذر بن عبد الله، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى].
هو: سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن أبيه].
أبوه عبد الرحمن بن أبزى وهو صحابي صغير، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن أبي بن كعب].
أبي بن كعب رضي الله عنه، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
شرح أثر ابن مسعود: (أحدث الناس أشربة ما أدري ما هي ..)

[أخبرنا أحمد بن علي بن سعيد بن إبراهيم أنه حدثنا القواريري حدثنا معتمر بن سليمان عن أبيه عن محمد عن عبيدة عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: أحدث الناس أشربة ما أدري ما هي، فما لي شراب منذ عشرين سنة، أو قال أربعين سنة إلا الماء والسويق، غير أنه لم يذكر النبيذ]. أورد النسائي هذا الأثر عن ابن مسعود رضي الله عنه، أنه قال: (أحدث الناس أشربة ما أدري ما هي، وليس لي شراب منذ عشرين سنة إلا الماء والسويق ولم يذكر النبيذ)، وإنما ذكر الماء والسويق.
تراجم رجال إسناد أثر ابن مسعود (أحدث الناس أشربة ما أدري ما هي ...)

قوله: [أخبرنا أحمد بن علي بن سعيد بن إبراهيم].هو أحمد بن علي بن سعيد بن إبراهيم، وهذا هو الذي يأتي ذكره كثيراً: أبو بكر بن علي، يعني: هنا ذكره بنسبه ولم يذكره بكنيته، وهو ثقة، أخرج حديثه النسائي وحده.
[حدثنا القواريري عن معتمر بن سليمان].
القواريري مر ذكره.
ومعتمر بن سليمان بن طرخان التيمي، هو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن أبيه].
هو: سليمان بن طرخان التيمي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن محمد].
هو: محمد بن سيرين البصري، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن عبيدة].
هو: عبيدة بن عمرو السلماني، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن ابن مسعود].
هو عبد الله بن مسعود الهذلي رضي الله تعالى عنه، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
شرح أثر عبيدة: (أحدث الناس أشربة ما أدري ما هي ..)

[أخبرنا سويد أخبرنا عبد الله عن ابن عون عن محمد بن سيرين عن عبيدة أنه قال: أحدث الناس أشربة ما أدري ما هي، وما لي شراب منذ عشرين سنة إلا الماء، واللبن، والعسل]. أورد النسائي هذا الأثر عن عبيدة بن عمرو السلماني مثل كلام ابن مسعود، قال: (أحدث الناس أشربة ما لي شراب منذ عشرين سنة إلا الماء، والعسل، واللبن)، يعني: أن الأشربة المباحة، والمشتبهة يتجنبها، ويبتعد عنها.
تراجم رجال إسناد أثر عبيدة: (أحدث الناس أشربة ما أدري ما هي ..)

قوله: [أخبرنا سويد عن عبد الله عن ابن عون].ابن عون، هو: عبد الله بن عون، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[عن محمد بن سيرين عن عبيدة].
وقد مر ذكرهما.
شرح أثر طلحة بن مطرف: (... ألا تسقيهم النبيذ؟ قال: إني أكره أن يسكر مسلم في سببي)

[أخبرنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا جرير عن ابن شبرمة أنه قال: قال طلحة لأهل الكوفة: في النبيذ فتنة؛ يربو فيها الصغير ويهرم فيها الكبير، قال: وكان إذا كان فيهم عرس كان طلحة وزبيد يسقيان اللبن والعسل، فقيل لـطلحة: ألا تسقيهم النبيذ؟ قال: إني أكره أن يسكر مسلم في سببي].ثم أورد النسائي هذا الأثر عن طلحة بن مصرف [قال طلحة لأهل الكوفة: في النبيذ فتنة؛ يربو فيها الصغير ويهرم فيها الكبير، قال: وكان إذا كان فيهم عرس كان طلحة وزبيد يسقيان اللبن والعسل].
قوله: (كان طلحة، وزبيد)، هما طلحة بن مصرف اليامي وزبيد بن الحارث اليامي، وقوله: (يسقيان العسل واللبن) يعني: في مناسبة العرس، (فقيل له: ألا تسقيهم النبيذ؟ قال إني أكره أن يسكر مسلم في سببي).
وهذا ليس المقصود منه: أنه معروف بأنه يسكر، لكن احتمال أن يحصل فيه إسكار، فهو يسقيهم الشيء الذي هو مباح، والذي لا شبهة فيه، والشيء الذي قد يصل إلى حد الإسكار وقد يقع أن يسكر أحد بسبب شربه، وإن كان قد يظن أنه غير مسكر فيتبين أنه مسكر، فيقول: (لا أحب أن يسكر أحد بسببي)، يعني: بكوني أسقيته، وكوني ناولته شيئاً كنت أظنه لم يصل إلى حد الإسكار ثم بلغ حد الإسكار وسكر بسبب ذلك، لا أحب أن يحصل ذلك بسببي.
تراجم رجال إسناد أثر طلحة بن مطرف: (... ألا تسقيهم النبيذ؟ قال: إني أكره أن يسكر مسلم في سببي)

قوله: [أخبرنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا جرير عن ابن شبرمة عن طلحة].كل هؤلاء مر ذكرهم.
[عن طلحة].
هو: طلحة بن مصرف اليامي، وهو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
[و زبيد بن الحارث اليامي].
هو ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة.
شرح أثر جرير: (كان ابن شبرمة لا يشرب إلا الماء واللبن)

[أخبرنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا جرير قال: كان ابن شبرمة لا يشرب إلا الماء واللبن].أورد النسائي هذا الأثر عن ابن شبرمة: أنه كان لا يشرب إلا الماء واللبن، والأشربة الأخرى كان يتجنبها، وهذا من باب الاحتياط والورع، وإلا فإن هناك أشربة فيها سلامة، لا سيما مثل الشيء إذا عصر وشرب طرياً، فإن هذا بعيد عن الإسكار، ولا علاقة له بالإسكار، ولكنه كان أي: ابن شبرمة رحمة الله عليه، لا يشرب إلا الماء واللبن.
تراجم رجال إسناد أثر جرير: (كان ابن شبرمة لا يشرب إلا الماء واللبن)

قوله: [أخبرنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا جرير قال: كان ابن شبرمة].وقد مر ذكر الثلاثة.
تم بفضل الله اليوم الخميس
20/10/2022 مـــ
24من ربيع الاول 1444 ه




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 31.02 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 30.39 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.02%)]