عرض مشاركة واحدة
  #57  
قديم 11-12-2017, 08:20 PM
الصورة الرمزية أبــو أحمد
أبــو أحمد أبــو أحمد متصل الآن
مراقب الملتقيات
 
تاريخ التسجيل: Dec 2005
مكان الإقامة: صــنعاء
الجنس :
المشاركات: 25,478
الدولة : Yemen
افتراضي رد: ..✍.. قصۂ و عبرﮤ ..✍..

💐🍃🌿🌸🍃🌾🌸
🍃🌺🍂
🌿🍂
🌹
✍ #قصـــةۂ_وعبـــرة ✍


👤【الحاجب المنصور】👤

📌قصة فتى عادي خرج من قريته لطلب العلم، فكان أعظم من حكم الأندلس على الإطلاق تلك بإختصار قصة محمد بن أبي عامر الذي إشتهر في التاريخ بإسم الحاجب المنصور، وهي قصة حياة نادرة، حافلة بالمتاعب والمجازفات، التي لم تكن إلا لتلهب في هذا الإنسان العجيب، عزما وطموحا متزايدا، وتجعله نادرة من نوادر الزمان.

▫️ولد محمد بن عبد الله بن عامر بن أبي عامر المعافري سنة 327 هجرية، من أبوين صالحين هما عبد الله بن عامر المعافري، وبريهة بنت يحيى التميمية، وينتسب إلى أسرة عربية عريقة. كان جده الأول عبد الملك المعافري أول من دخل الأندلس مع طارق في أول الفتح، وأبلى فيه بلاءا حسنا، ونزل الجزيرة الخضراء، وأقطع حصن طرش، وإستمر أسرته بها، وتولى كثير من أبنائها مناصب القضاء والإدارة.

▪️نشأ محمد بن أبي عامر نشأة حسنة، وظهرت عليه النجابة منذ نعومة أظفاره، مرحا مخولا في الفضل والنباهة، تتفرس عليه ملامح السيادة. رحل إلى قرطبة في شبابه، ودرس في معاهدها درسا مستفيضا، وبرع في الشريعة والحديث، والأدب واللغة، وتتلمذ على نخبة علماء عصره.

▫️وكانت له همة يرمي بها المرام، ويحدث نفسه بإدراك معالي الأمور، وكثيرا ماكان يترشح للأمور، ويترجح لملك الأندلس كله، ويكثر من التحدث بذلك في حدثان سنه، وإقبال أمره، ويتمنى ذلك، ويرصده، ويعد به أصحابه، ويوليهم الخطط، ويمنيهم بالولايات، وله في ذلك قصص كثيرة.

▪️إفتتح في بداية أمره دكانا أمام قصر الزاهرة لكتابة الرقاع والرسائل، كما عمل كاتبا للقاضي محمد بن إسحاق بن السليم، الذي أعجب بمواهبه ماجعله يوصي به عند الحاجب جعفر المصحفي، الذي رشحه عند الخليفة الحكم للإشراف على إدارة أملاك ولده عبد الرحمن، وذلك في أوائل سنة 358 هجرية، وله من العمر 27 سنة، ولما توفي عبد الرحمن عين مشرفا على أخيه هشام، وتقدم بن أبي عامر في الوظائف العليا سريعا، فعين ناظرا على الخزانة العامة، وعلى أمانة دار السكة، وخطة المواريث، فقاضيا لكورة إشبيلية ولبة، ثم مديرا للشرطة الوسطى، وفي أخر أيام الحكم عين ناضرا على الخاص والحشم، وكان يلقب بفتى الدولة، كما أوكلت إليه مهمات أخرى خارج الأندلس، فقد تم إرساله مرات عديدة إلى عدوة المغرب، مراقبا، وقاضيا للقضاة، فإستصلح أهلها وإستمالهم.

▫️ولما مات الحكم سنة 366 هجرية، جاشت النصرانية، وقصد الجلالقة الثغور، وجاء صريخهم إلى قرطبة، فلم من الحاجب المصحفي غناءا ولا نصرة، وكان من خنوعه وإنكساره أن أمر أهل قلعة رباح بقطع سد نهرهم لدفع العدو، مع كثرة الجيش ووفرة المال، فأنف إبن أبي عامر من تلك الدنية، ووعد من نفسه بجهاد العدو، على أن يختار الرجال، ويعطى مائة ألف مثقال لتجهيز الحملة بها. فخرج بالجيش، ودخل الثغر الجوفي إلى قشتالة، ونازل حصن الحامة، وعاد بعد 53 غانما سالما، فعظم السرور به، وخلص الجند له، وإتفقوا على طاعته.

▪️وخرج بعدها بالصائفة في نفس السنة، وهو على جيش الحضرة، وإجتمع مع قائد الثغور غالب الناصري، وإفتتحا حصن موله، فلما عاد إلى قرطبة، إستمال العامة والخاصة بهذا الفتح الكبير، وأضيفت إليه دار المدينة، ثم الحجابة مشتركا، ثم منفردا في شعبان من سنة 367 هجرية، وإستبد بالحكم والمملكة، وحجب الخليفة هشام المؤيد، وبنى قصر الزاهرة 368 هجرية وتم بنائها سنة 370 هجرية، وإنتقل إليها، ونقل إليها دواوين الدولة، وأقطع ماحولها لكتابه، وقواده، وحجابه، حتى فاقت مدينة الزهراء، ولما إنتقل إلى الزاهرة تسمى بالمنصور، وأمر بالدعاء له على المنابر بعد الدعاء للمؤيد.

▫️وكان المنصور بن أبي عامر من أهل الأدب البارع، والفهم، والعلم، والدهاء، والبأس، والنجدة، عالما بجميع الفنون، بصيرا بالحروب، منصورا عند إسمه، بطلا شجاعا،حازما سائسا، غزاءا عالما،جم المحاسن ،كثير الفتوحات، عالي الهمة، عديم النظير، حسن السياسة والتدبير، مؤيدا ميمون النقيبة، غزا 56 غزوة، لم تنتكس له فيها راية، ولم تكسر له سرية، ولا هزم له جيش قط.

▫️وكان الناس يعجبون من سداد رأيه، كلما إرتكب في الشورة مخالفة، وكان رئيسا وقورا، فإذا خلى كان أحسن الناس مجلسا، وأبرهم منادما ومؤانسا، وكان شديد القلق من التبسط عليه لا يغفرها جريرة، ولم يكن يراعي في نقصان الهيبة أحدا من ولد ولا ذي خاصة، وذلك مادعاه إلى قتل ولده عبد الله صبرا بالسيف بما هو معروف، وكانت الجزالة والرجولة ثوبه الذي لم يخلعه إلى أن وصل إلى ربه، والحزم والحذر شعاره شعاره الذي لم يفارقه طوال حياته، والنصب والسهر شأنه في يومه وليله لابفضل لذة على لذة تدبيره، وحلاوة أمره ونهيه، وكان رحمه الله متسما بصحة باطنه، وإعتارفه بذنبه، وخوفه من ربه، وكثرة جهاده، وكان عدله في الخاصة والعامة، وبسطه الحق على الأقرب فالأقرب من خاصته وحاشيته، أمرا مضروبا به المثل، ولقد رفعت إلى المنصور

#يتبــــــــع
__________________
__________________
أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 16.97 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.34 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.70%)]