عرض مشاركة واحدة
  #1243  
قديم 02-12-2013, 06:01 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

وصايا آل عمران.. ومجزرة غزة


{ هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (138)}
إعداد الأستاذ هشام طلبة
كتاب مصري متخصص في الإعجاز الغيبي في القرآن
الوصية الأولى
تمهيد:
* من إعجاز القرآن الكريم أن يخاطبنا في كل زمان، وكأنما قد نزل في هذا الزمان، وعايش أحداثه حال وقوعها.من ذلك يرى المتدبر أن ما حدث من عدوان غاشم من اليهود على إخواننا في غزة مطلع عام 2009م، وما سبقه وصاحبه من أحداث، كأنما يحدثنا عنه القرآن الكريم في عدة سور؛ كالبقرة والنساء والمائدة والأنفال والتوبة والحشر، لكن السورة الأكثر وضوحًا في هذا الأمر هي سورة آل عمران، كما سنرى في هذا العمل.
* وقد أشار إلى صلة أحداث غزة بسورة آل عمران وغزوة أُحُد غير عالم من علماء المسلمين؛ كالدكتور عبد الحي الفرماوي(1) والدكتور جمال المراكبي؛ الرئيس العام لجماعة أنصار السنة في مصر(2).
وننصح القارئ الكريم قبل الشروع في قراءة هذا العمل أن يفتح أمامه هذه السورة الكريمة؛ للمساعدة على استحضار المعاني التي سنتطرق إليها بإذن الله تعالى.
* ومن إعجاز القرآن الكريم كذلك أن تلخص آية واحدة سورة بأكملها أو تكون فارقة بين قسمين رئيسين منها؛ كآية آل عمران (138) التي تصدرت عملنا هذا، فإننا لو تأملنا هذا التذييل وهذه الآية الكريمة لوجدنا لها أشباهًا في مواضع عديدة في كتاب الله تعالى مثل:
- قوله تعالى في سورة الأعراف: {.. هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (203) }.
- وقوله تعالى في سورة إبراهيم: { هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (52)}.
- وقوله تعالى في سورة الأعلى: { إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى (18) }.
ولو تدبرنا الآيات الكريمات السابقة وأشباهها لوجدنا أنها تأتي غالبًا في أواخر السور، وإن جاءت متقدمة عن ذلك قصد بها كل ما تقدم من السورة؛ مثل قوله تعالى في سورة (صلى الله عليه وسلم): {هَذَا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآَبٍ (49) }، حيث أنهت الكلام عن ذكر قصص المتقين؛ الذي كثيرًا ما يعبر عنه بالذكر؛ كسورة مريم حين عبر عن قصة النبي زكريا بالذكر : { ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا } [مريم : 2]؛ أي أن الآتي من القرآن هو قصة ( ذكر) النبي زكريا، ولم يقل: هذا ذكر النبي زكريا كحالتنا؛ لأن هذه الصياغة تعني ما مضى من السورة لا ما يأتي، وبدأ بعدها الاستفاضة في الكلام عن مآلهم عند الله ( حسن المآب )، وكذلك مآل أضدادهم في الآخرة.
* أي أن القسم الأول من الآية 49 من سورة ص - قبل حرف العطف - لخص القسم الأول من السورة، كما لخص القسم الثاني منها القسم الثاني من السورة، {..وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآَبٍ (49)} فكأن هذه الآية هي مركز سورة ص وملخصها.
وقد رأى أغلب المفسرين أن اسم الإشارة: { هَذَا } في هذه المواضع إن لم يقصد به القرآن نفسه لكان المقصود به ما تقدم من الآيات السابقة لها من أول السورة.
إذًا الآية المعنية - ( آل عمران : 138) - تلخص ما قبلها، فما هو ما قبلها؟ وتمهد لما بعدها، فما هو بعدها؟.
ما قبلها هو قسمان من ثلاثة أقسام رئيسة لسورة آل عمران وهي:
1 – "فضح خطايا ونوايا أهل الكتاب".
2 – "وصية لعدم الوقوع في العنت المرجو من أهل الكتاب " ( وتنقسم لوصايا فرعية ).
وأما ما بعد الآية الرئيسة فهو القسم الثالث من السورة وهو : "موعظة لما بعد القرح المتسبب فيه أهل الكتاب".
أي إن تقسيم السورة موضوعيًّا كالآتي :
القسم الأول: فضح خطايا ونوايا أهل الكتاب ( الآيات 19 : 99 ).
القسم الثاني: وصية لعدم الوقوع في العنت المتسبب فيه أهل الكتاب وينقسم إلى :
أ ) وصية فرعية لما يختص بأهل الكتاب ( الآيات 100 : 115 ).
ب ) وصية فرعية لما يختص بالمنافقين ( الآيات 116 : 128 ).
جـ) وصية فرعية لما يختص بالتقصير الذاتي ( الآيات 130 : 137 ).
القسم الثالث: وصية ( موعظة ) لما بعد القرح ( الآيات 138 : 200 ).
وفي عملنا هذا نتكلم أولًا عن القسم الأول من السورة ثم الوصية الأولى من الوصايا الأربعة سالفة الذكر.
القسم الأول: فضح الخطايا والنوايا: { هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ }
بيان وإيضاح خطايا أهل الكتاب، وتصحيح الأخطاء في مجالات العقيدة والشريعة والقصص عندهم، وإظهار مدى عدائهم للمسلمين وكيدهم لهم، وبيان أن أكبر جرائمهم هي كتمان ذكر الإسلام ونبي الإسلام عليه الصلاة والسلام في كتبهم. وقد ذكر تعالى أن هذا القسم فضح هؤلاء العصاة للناس كافة لا المسلمين فحسب: { هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ }.
وقد استغرق هذا القسم حوالي نصف السورة، من بداية السورة حتى الآية (99)، وإن شئنا الدقة فإن الثماني عشرة آية الأولى كانت بمثابة التمهيد له، ثم كانت البداية الحقيقية لهذا القسم في الآيتين ( 19، 20 ) ذكر فيهما مصطلح "الإسلام" أربع مرات، حيث بدأ بإنكار أهل الكتاب الإسلام، وهم يعرفون صدق نبيه صلى الله عليه وسلم.
ثم أعاد القرآن الكريم ذكر جريمتهم هذه في وسط الفقرة ( الآية 67 )، ثم في أواخرها ( الآيات 83: 86 ) حيث ذكر فيهن مصطلح " الإسلام " ثلاث مرات.
* وقد كان التمهيد في الثماني عشرة آية الأولى مناسبًا جدًّا لموضوع السورة ككل وذلك بذكر التوراة والإنجيل؛ وهما كتابا أهل الكتاب الذين تتحدث السورة عن نواياهم وخطاياهم. { نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (3) }، ثم كان مناسبًا كذلك لموضوع القسم الأول ( فضح خطايا ونوايا أهل الكتاب ) من ناحيتين.
أولًا: بذكر استحالة إخفاء شيء على الله عز وجل: { إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ (5) هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (6) } وهذا يناسب موضوع الفقرة من كشف المخفي؛ فقد علم وقدر ما يحدث في الأرحام فكيف لا يعلم سرائر الناس؟ ثم أكد تعالى على هذا الأمر – ألا يخفى عليه شيء - في ثنايا آيات القسم الأول من السورة: { قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (29) }.
ثانيًا: بالدعاء: { رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (8) } لأن البيان - الذي هو موضوع القسم الأول من السورة - هو الدلالة التي تفيد إزالة الشبهة المذكورة في الآية السابقة ورفع الزيغ والالتباس والهداية إلى وضوح الأمر بعد الضلالة.كما مهدت هذه المقدمة لأول موعظة في القسم الثالث من السورة ( موعظة ما بعد القرح ) بقوله تعالى: { قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (12) قَدْ كَانَ لَكُمْ آَيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا ... (13) } يقصد غزوة بدر؛ فكأنما يمهد بهما لقوله تعالى في القسم الثالث: {.. وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139) إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ.. } ومهدت كذلك للحث على الجهاد المذكور في وصية القسم الثالث من السورة ( الآية 146 ) والآيات (156 – 158 ), مهدت له بالآيات (14, 15 ).
* وقد كان أهم ما في القسم الأول بيان أن سبب اختلاف أهل الكتاب معنا واعتراضهم وكتمان ذكر الإسلام عندهم هو الحسد على نزع الملك والنبوة منهم إلى قوم آخرين هم العرب المسلمين: { قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26)} والعجيب أن مسألة نزع الملك والنبوة من اليهود لا زالت مكتوبة عندهم في كتبهم: "ملكوت الله - المملكة الإلهية - سينزع منكم ويعطى لأمة تؤتي ثماره.." (إنجيل متى 21: 43) ثم تذكر سائر كتب التوراة صفات هذه الأمة الوارثة التي لا تتطابق إلا مع العرب قبل الإسلام ألا وهي:
ثم شبه القرآن الكريم ملك ونبوة العرب المسلمين بالنهار والحياة؛ مثل قوله تعالى في موضع آخر: { أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ... } [الأنعام: 122]، وعبر عن ضلالة اليهود وملكهم المنصرم بالليل والموت، مثلما عبر في سورة الإسراء عن الإسلام بآية النهار وعن ضلالات وتحريفات اليهود بآية الليل.
* بعد أن فضح القرآن سبب حسد اليهود في الآيات السابقة أنهى ذلك بنهيين بقوله: { قُلْ } للتمهيد لموضوع آخر من القسم الأول للسورة؛ وهو تصحيح أخطاء أهل الكتاب في عقائدهم وقصصهم. وقد استغرق ذلك الآيات: { إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (33)} إلى قوله تعالى : {إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (62) }.
* بعد ذلك تتابع الآيات مجادلتهم في مواضيع أخرى مثل الاختلاف حول إبراهيم وأن المسلمين أولى به لأنهم على توحيده وقد كان إبراهيم أول من استخدم مصطلح "الإسلام" على نطاق واسع، وهو ما يجده اليهود عندهم في كتاب " الترجوم- التوراة الآرامية " ( 17: 1 ) حيث أمر الله إبراهيم أن يكون (مستسلمًا = مسلمًا ) لله وهو ما نجده في القرآن الكريم : { إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [ البقرة ]، وأنه هو الذي بنى الكعبة في مكة، واختار القرآن الكريم مصطلح ( بكة ) لأنه الاسم المكتوب عند أهل الكتاب حتى اليوم في سفر ( المزامير 5،6:84 ) ( وادي بكة ).
* ثم تستأنف الآيات فضح سلوك بعض أهل الكتاب من كتمان الحق المذكور عندهم ( الإسلام ) ومن إضلال الناس ونفاقهم وأكل أموالهم وتحريف كتب الله وشرائعه والصد عن سبيله.
الشاهد من أحداث غزة:
فضح القسم الأول من السورة قسوة قلب اليهود التي تمثلت ذروتها في قتل الأنبياء والصالحين: { إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (21) }، بل إن القرآن الكريم لم يلحق مصطلح "سفك الدماء" بأحد بعد ذكره على لسان الملائكة عند خلق آدم إلا بهم (كما قال الداعية المصري إهاب أبو المجد): { وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ..} [ البقرة : 84 ]، هذه الدموية ذكرها اليهود لأنفسهم ( توراتهم الحالية ) : (( وأما مدن تلك الشعوب التي يعطيك الرب إلهك إياها ميراثًا فلا تستبق منها نسمة، بل دمروها عن بكرة أبيها ( تثنية 2 : 16، 17 )، (( والآن اقتلوا كل ذكر من الأطفال.. )) ( عدد 31 : 14 – 18 ).
و (( حرموا كل ما في المدينة من الرجال وحتى المرأة ومن الشاب وحتى الشيخ، حتى البقر والغنم والحمير، فقتلوهم بحد السيف)) ( يشوع 6 : 21 – 25 ).
هذه الدموية التي فضحها القرآن الكريم والتي اعترفوا على أنفسهم بها في كتبهم قد رأيناها في عدوانهم الشيطاني على غزة.
ورأيناها في قتل وإصابة 7000 مدنيًّا نصفهم من النساء والأطفال والإبقاء على معدل مائة شهيد فلسطيني أمام كل قتيل إسرائيلي.
رأيناها في عدوان كاسح على مدنيين عُزَّل استمر اثنين وعشرين يومًا، تشكل الطائرات الإسرائيلية بأدخنتها رقم كل يوم من أيام العدوان. رأيناها في تدمير أكثر من مائة مسجد تدميرًا شبه كامل.
صورة تشهد على مجازر اليهود في غزة
وكذلك تدمير المدارس ( خمسة منها تابعة للأمم المتحدة، وفي أثناء وجود لاجئين فيها بعلمهم ) وتدمير آلاف المنازل والأبراج السكنية واستهداف المستشفيات.
واستعمال الأسلحة المحرَّمة دوليًّا؛ كالفسفور والدايم واليورانيوم المنضّب لدرجة أن كثيرًا منها ظل مشتعلًا أيامًا بعد انتهاء الحرب فما بالنا حين يصيب الإنسان؟
ومنها ما تدخل جسيماته الصغيرة جسم الإنسان فيدمره حين يستقر به فيكون النزيف حتى الموت. وتجميع الناس في منزل واحد ليدمر بهم؛ كمنزل عائلة السِّموني رحمهم الله حين قتلوهم جميعًا ( مائة نفس ) بعد احتجازهم مدة يومين.
كل هذا بعد حصارٍ رهيبٍ دام أكثر من عام.
* هذه القسوة والدموية التي فضحها القرآن رأيناها كذلك في أعقاب أحداث غزة، في انتخاب اليهود الأكثر دموية وقسوة مثل "نتنياهو" بـ "لاءاته" العشر الشهيرة وتصريحه أن عرب 48 يشكلون قنبلة موقوتة، وليبرمان الذي يصف عرب 48 – أصحاب الأرض – بأنهم يشكلون تهديدًا أسوأ من حماس واقترح طرد مئات الآلاف منهم بعد تجريدهم من جنسيتهم، هذا السفاح يراه الصحفي الصهيوني المتشدد منتقد حركة السلام "مارتن بيريتز" من صحيفة "نيوربابليك" يراه من الفاشيين الجدد، ويراه رجل عصابات بكل ما للكلمة من معنًى!!. وفي هذا الوقت يشرئب كذلك "بيني موريس" المؤرخ الإسرائيلي الذي كان قد وثَّق عمليات الطرد الجماعي والقسري للفلسطينيين عام 1948م، إذا به يطالب بتهجير العرب الذين رآهم يشكلون طابورًا خامسًا(4) وينقلب على أفكاره القديمة المعتدلة.
القسم الثاني: وصية لعدم الوقوع في العنت { هُدًى وَمَوْعِظَةٌ }
وهو وصية للمسلمين حتى لا يقعوا في العنت الذي يريده أهل الكتاب لهم، وقد استغرق ذلك الآيات ( 100: 137 ). وهو موضوع الدراسة الأساس، وسوف نعرض بإذن الله كل وصيةٍ والشاهد منها من أحداث غزة.
بعد أن فضح الله تعالى سرائر وخطايا أهل الكتاب كان طبيعيًّا أن يسأل المسلمون: وماذا نفعل معهم إذًا؟ فكانت تلك الوصية العظيمة.
* وأية وصية تنقسم إلى أوامر ونواهٍ ( افعل ولا تفعل )، فعبر القرآن الكريم عن الأوامر بالهدى وعن النواهي بالموعظة،كما قال تعالى لنوح حين نهاه أن يدعو لولده الكافر : { إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ } [ هود] أي أن هذا القسم هو القسم الثاني من الآية 138 وهو: { هُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ }، كما كان القسم الأول هو: { بَيَانٌ لِلنَّاسِ } لكل الناس. أما الأوامر والنواهي فلا يمتثل لها إلا المسلمون المتقون؛ فلم يقل هنا: هدًى وموعظةً للناس !!.
وقد انقسمت هذه الوصية كما أسلفنا إلى ثلاث وصايا فرعية:
الوصية الأولى: فيما يختص بأهل الكتاب ( وهي موضوع مقالتنا الأولى هذه ).
وقد استغرقت – هذه الوصية – من الآية 100 إلى الآية 115 وهي تشمل بندين :
البند الأول: عدم طاعة المحاربين من أهل الكتاب
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ (100) }.
وقد نزلت هذه الآية في " شاس بن قيس " وهو يهودي أفسد بين الأوس والخزرج بعد إسلامهم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، حتى كادوا يتقاتلون لولا وقوف النبي صلى الله عليه وسلم بينهما. وقوله تعالى: { يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ } يبدو أن الكفر المقصود هنا هو ما يعنيه الحديث الشريف المروي في الصحيحين عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ وَقِتَالُهُ كُفْرٌ » أي يجعلونكم تتقاتلون.
الشاهد من أحداث غزة:
شخصية اليهودي الذي يخطط ليؤلب فريقًا من المسلمين على غيره كشاس بن قيس قد تمثلت هنا بسياسي يهودي أمريكي من إدارة بوش سيئة الذكر يدعى "إليوت إبرامز".
صورة لإليوت إبرامز
وهو مدان سابقًا في فضيحة "إيران كونترا" ومدافع عن مجازر تمت في أمريكا الوسطى ( Elmogote massacre ) ومن دعاة احتلال العراق. هذا الشقي وضع خطة لإشعال حرب أهلية فلسطينية - راجع في ذلك "خطة إبرامز" لإشعال حرب أهلية فلسطينية موقع العربية www.alarabiya.net – وقد فضحت هذه الخطة مجلة "فانتي فير" الأمريكيةwww.vanityfair.com/politics ب(5) التي ذكرت أن الخطة التي أشرفت عليها "رايس" ووافق عليها بوش وبمساعدة شركاء إقليميين فشلت؛ لأن مقاتلي فتح المدعومين قاموا - عن غير قصد - باستفزاز حماس للاستيلاء على غزة.
والحق إن مسألة "من غير قصد" فيها نظر؛ لأن الاستعمار منذ الأزل يؤجج نار الحرب بين فرق المسلمين المتناحرة، بل ويدعم الطرف الأضعف أيًّا كان حتى يضعفوا جميعًا كما حدث في الأندلس(6)، وقد ذكر الأكاديمي الأمريكي الشهير فاضح اللوبي اليهودي في أمريكا "ستيفن والت" في مقالة في موقع مجلة السياسة الخارجية الأمريكيةFPل(7) أن إسرائيل حين انسحبت من غزة عام 2005م قد باعت أسلحة خفيفة للطرفين عن طريق وسطاء مأجورين للتضليل، وهو ما رآه أيضًا البروفيسير " ميرشايمر " الأستاذ بجامعة بوسطن، وهو من منتقدي اللوبي اليهودي في أمريكا . كما كان غريبًا أن يضغط بوش على عباس حتى لا يؤجل الانتخابات الفلسطينية بما يخدم مصالح فتح(8)! مما أغضب الكثيرين من فتح، ثم ضغط على فتح حتى لا تشارك في حكومة وحدة وطنية مع حماس وحرك بعض عملائه في فتح لاستفزاز حماس مما أدى إلى الاقتتال الداخلي المطلوب إسرائيليًّا وأمريكيًّا.
وهكذا كانت طاعة أهل الكتاب ( أمريكا وخطة "إليوت إبرامز" ) سببًا في اقتتال المسلمين قبل العدوان على غزة، بل إنه مهد له لأنه أعطى الفرصة لادعاء سيطرة من يسمونهم في الغرب بالمتطرفين الإسلاميين على غزة بعد هزيمة فتح وانسحابهم المفاجئ. بل يسمي الغرب غزة تحت سيطرة حماس غزَّستان وحماسِسْتان على وزن طالبان.
* الخطط الغربية الهادفة لوقوع الاقتتال بين المسلمين في المنطقة لم تقف عند ما قبل العدوان على غزة من اقتتال حماس وفتح، بل امتدت لما بعد العدوان.
البند الثاني: لا تنشئوا فرقًا تختلف مع ثوابت الدين
{ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (105) } (9).
لأن ترككم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يؤدي إلى انشقاقكم ونشوء الفرق المختلفة في أصول الدين؛ كما حدث لليهود والنصارى على مدى تاريخهم. وهم - أهل الكتاب - لذلك سيرعون نشوء الفرق المخالفة في العقائد والأصول عند المسلمين . وما ينبغي أن يحدث هذا؛ لأن الله قد بـيَّـن لنا أدلة وآيات هذه المؤامرة وفضح لنا سرائر المعادي لنا من أهل الكتاب، فيجب علينا تنفيذ وصايا الله تعالى الذي لا يظلمنا بهذه الأحكام والوصايا التي هي صحيحة حقًّا، وهي من عند الله حقًّا، ووقوع المسلمين في هذا الشَّرك قد يؤدي إلى انقسام المسلمين إلى دولٍ نشأت على أساس الاختلاف المذهبي تتقاتل فيما بينها كما بيَّن تعالى في البند الأول للوصية.


يتبـــــــــــــــع



 
[حجم الصفحة الأصلي: 36.12 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 35.52 كيلو بايت... تم توفير 0.60 كيلو بايت...بمعدل (1.65%)]