عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 16-01-2013, 04:47 PM
الصورة الرمزية oummati2025
oummati2025 oummati2025 غير متصل
مشروع حراس الفضيلة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2006
مكان الإقامة: morocco
الجنس :
المشاركات: 877
الدولة : Morocco
افتراضي رد: عودة شادي- رواية جميلة أعجبتني



الحلقات السابقة :

تعرض الجيش الإسرائيلي لعملية جهادية بالغة الدقة أوقعت كثيرا من القتلى و أسر على إثرها جندي إسرائيلي .فاستدعى الجيش أكبر عميل لهم ليخبرهم معلومات عن من قام بهذه العملية .


الحلقة الرابعة - الحقيقة :

يقف محمود بجوار لوحة مرورية على رصيف بالشارع و الشمس مازلت في كبد السماء تعكس حرارتها على وجه محمود و العرق يندي من جبينه و يرتدي نظارة شمسية.الشارع مليء بحركة السيارات والمشاة . ينظر محمود في الساعة بنفاذ صبر . بعد برهة من الزمن تقف سيارة بجواره ثم ينزلق زجاج الباب ليظهر وجه بيريز الذي يرتدي نظارة شمسية أيضا .يفتح محمود الباب و يجلس و تنطلق السيارة بيريز : كيف حالك يا محمود ؟

محمود : بخير و الحمد لله


بيريز : ما هي آخر معلوماتك؟


محمود : هذه ورقة بها أسماء منفذي العملية و أماكنهم المحتملة


بيريز : (يمد إليه يده و يأخذها ثم يلقي عليها نظرة خاطفة) هذه الأسماء مألوفة لدي


محمود : أعتقد أنك تعرفهم إنهم حسب معلوماتي مطلوبون من قبلكم و لم تعثروا عليهم حتى الآن


بيريز : ( يوقف السيارة بقوة وهو يبدي غضبه و يعتدل بوجهه إليه ) الأوغاد .
(ثم يتمالك نفسه ) هل هذه الأماكن مؤكدة ؟

محمود : (يلتفت إليه بهدوء) بيريز أنت تعلم أنه لا يوجد شيء مؤكد في عملنا هذا


بيريز ( يتحدث بهدوء و بنبرة فيها حماسة و قد اعتدل ) : حسنا . شكرا يا محمود و كم سيمتن لك الوطن لهذا العمل الذي تقوم به


محمود : (يلتفت إليه باستخفاف ) بيريز أرجوك أنا من أقول هذا الكلام فلا تعيده على مسامعي . أنت تعلم ماذا أريد .


بيريز : ( يبتسم ابتسامة صفراء و يخرج مظروف من داخل جيب معطفه ) حسنا يا محمود وهذا مرادك


محمود : ( يستلم المظروف بدون اهتمام ويفتحه قليلا ليلقي نظرة على محتواه ثم يغلقه و يدخله في جيب معطفه ثم ينظر إليه ببرود ) أنت تعلم أن شبكتي بدأت تتسع و نحتاج المزيد


بيريز : (و مازالت البسمة مرسومة على وجهه) حسنا أيها الجشع سأعمل على هذا في المرة القادمة


محمود : ( يفتح الباب ثم يخرج و يغلق الباب ثم تنطلق السيارة )


**********


يجلس الجنرال بتركيز في مكتبه ويمسك بورق يطلع عليه . ثم يطرق الباب


الجنرال : (بدون أن يعتدل ) أدخل


( يفتح الباب و يدخل بيريز و يلقي التحية العسكرية)


الجنرال : ( يضع الورق جانبا و يبدو عليه اللهفة ) هيا أخبرني أفعلتها


بيريز : (وهو على وقفته ) تمام يا سيدي


الجنرال : ( وهو يشير برأسه كمن نسى شيئا ) آه استرح يا بيريز و اجلس( يجلس بيريز ) هيا أخبرني


بيريز : ( يمد يده إلى جيب معطفه و يخرج الورقة ويمد يده بها) هذه هي الأسماء و الأماكن التي يتوقع وجودهم بها


الجنرال : ( يأخذ الورقة بكل اهتمام و ينظر فيها بتمعن و يرفع نظره إلى بيريز) هل المصدر موثوق فيه ؟


بيريز : ( بصرامة ) نعم يا سيدي حسب بروتوكول العملاء نحن نثق في أخباره بنسبة تفوق 70 بالمائة


الجنرال : ( يستعيد الصرامة على ملامحه ) حسنا عزيزي بيريز شكرا لك


بيريز : ( ينهض من مكانه بسرعة و يقف الوقفة العسكرية ) في خدمتك دوما يا سيدي ( يخرج )


الجنرال : (يلتقط الهاتف ) أعطني وزير الدفاع

**********



يجلس محمود في صالة البيت مع رجل يبدو وكأنه ضيف عليه .


محمود : عم عبد الرحمن أرجو أن تبلغ الرجال أن ما اتفقنا عليه قد تم و أنهم يجب أن يأخذوا حذرهم ( ويمد يده إلى جيبه ليخرج المظروف و يعطيه إليه ) و أعطي هذا لهم .


عبد الرحمن : ( بنظرة مشفقة ) سأفعل يا ولدي بإذن الله . و لكني أشفق عليك كثيرا من حياتك المزدوجة هذه.


محمود : هذه خير طريقة يا عمي لمحاربة هؤلاء الصهاينة . نحن كنا نفتقر إلى المعلومات بعكسهم . والآن الكفة معتدلة.


عبد الرحمن : أفهم هذا يا ولدي و لكنك في وضع خطر ربما يكشفوا أمرك.


محمود : ( يبتسم ) يا عم أولا هذا أمر الله و قضائه و لا راد لقضائه . وكلنا يا عم في خطر فلا أحد آمن حتى في بيته في ظل هذا العدوان و الاحتلال .


عبد الرحمن : صدقت يا ولدي حماك الله.( يبتسم و ينظر إلى اتجاه الباب ) ها قد أتى والدك العجوز


( يدخل والد محمود و ينهضوا جميعا و يسلم الأب على عبد الرحمن)


الأب : كيف حالك يا عبد الرحمن ؟ لم أرك منذ فترة . تفضل استرح أرجوك


عبد الرحمن : ( يجلس ) الحمد لله بأتم صحة وعافية . كيف حالك أنت ؟


الأب : الحمد لله


محمود : ( يبدو عليه الإحراج وهو ينهض ) : معذرة سأقوم و أترككم تسترجعون الأيام الخوالي. بعد إذنك يا عم عبد الرحمن.


عبد الرحمن: تفضل يا ولدي حفظك الله.


( يغادر محمود )

عبد الرحمن : (يلتفت إلى الأب ) أخبرني ماذا فعلت بخصوص محمود ؟


الأب : ( ينظر إلى الأسفل و الهم يغير ملامح وجهه) لم أخبره حتى الآن.


عبد الرحمن : يا فضل إن الفتى صار رجلا و قد ينفطر قلبه عندما يعرف أنك كنت تخفي عنه الحقيقة.


فضل : أعلم و لكني أخشى أن أفقده .


عبد الرحمن : يا أخي العزيز الحقيقة لا تتوارى للأبد . إن لها لصبحا تسطع فيه على رؤوس الأشهاد. كما أنه من حقه أن يعرف أهله ربما احتاجوا لمساعدته أو يساعدوه هم في حياته.


فضل : سأحاول أن أخبره.


عبد الرحمن : ( بغضب ) لا تحاول, أخبره و إلا قد أجد نفسي مرغما على أن أخبره بنفسي.


فضل : ( يرفع بصره إليه بخوف ) لا يا عبد الرحمن سأخبره أنا .


عبد الرحمن : أرجو ذلك. سأغادر الآن حتى لا أتأخر (ينهض )


فضل :اجلس قليلا يا أخي لم أتحدث معك بما فيه الكفاية ( ينهض )


عبد الرحمن: سأحاول أن أمر عليك قريبا إن شاء الله , إذا احتجت إلي, أرسل إلي أحدهم و سآتيك بإذن الله .


فضل : حسنا يا أخي


عبد الرحمن : (يتحدث باهتمام ) لا أوصيك , افعلها يا أخي و لن يضيع الله عملك .


عبد الرحمن : ( يوصله للباب ) : سأفعل بإذن الله


( يغادر عبد الرحمن و يودعه فضل من على الباب ثم يغلق الباب و الهم غلبه . وعيناه تنظر للأسفل . يسير الهوينة وهو مسترسل في أفكاره. يجلس على المقعد و هو ينظر للأسفل ويده تسند رأسه, ثم ينهض من مكانه , يسير إلى غرفة محمود . يقف لوهلة .و يتراجع مرة أخرى نحو المقعد . يقف ثانية و يعود ثانية نحو غرفة محمود . يطرق الباب على استحياء والباب ليس مغلقا بالكامل).


محمود : (الصوت من الداخل ) تفضل يا أبي


( يمسك فضل بيد الباب لوهلة ثم يفتح الباب ليظهر محمود وهو يجلس على السرير و بيده كتاب و قد أسند رأسه إلى ظهر السرير و مرسلا نظره ناحية الباب )


محمود : تفضل يا والدي. البيت بيتك و لا داعي للاستئذان ( يبتسم)


فضل ( بجدية ) لا يا ولدي لا يصح . الله عز وجل يقول [ يا أيها اللذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا و تسلموا على أهلها ] .


محمود : صدقت يا والدي .


فضل : (يجلس بجوار محمود و نظره بعيدا عن نظر محمود ) محمود أود أن أتحدث معك في موضوع و أحتاج رأيك فيه .


محمود : ( يبدي اهتماما) كلي أذان صاغية .


فضل : لي صديق قص علي قصة عجيبة و طلب رأي فيها و أحببت أن أسمع رأيك .

أنت تعرف مذبحة قانا .أليس كذلك؟


محمود : أسمع عنها و قرأت عنها الكثير


فضل : صديقي كان بالقرب من البلدة و قد كان موجودا لحظة القصف و نجاه الله . أنت تعلم كم من الأطفال يتموا و كم من الأمهات رملت ( و الأسف يعلو وجهه).


محمود : ( بغضب ) سنذيق هؤلاء القتلة ما يشفي صدورنا .


فضل : صديقي هذا وجد طفلا صغيرا يمشي تائها بين الجثث و المباني المهدمة وقد أصيب في رأسه إصابة بالغة يبدو أنها من قذيفة أصابت مكانا قريبا منه. حاول أن يستفسر منه عن مكان والديه أو أي من أقاربه و لكن الفتى كان لا ينطق. يسأله عن اسمه . فلا يجيب . فوجد أن أسلم شيء أن يذهب به إلى المخفر . ولكن المكان أصبح كالأطلال لا تفرق بين مكان وآخر جميعهم طاله الدمار . و عند وصوله بشق الأنفس قابل أحد الضباط و أخبره عن الطفل , فكان رد الضابط أنه يوجد لدينا الكثير من المفقودين و أغلبهم فقدوا ذويهم و نصحه بأن يأخذ هذا الطفل بعيدا و يحاول العودة بعد استقرار الأمور . وقع حب هذا الطفل في قلب صديقي . ورآه ابنه الذي طالما تمناه . فأخذه معه و عاد به إلى فلسطين و رباه و علمه حتى ما شاء الله أصبح في عمرك . الطفل كان فاقدا للذاكرة و شب على أن هذا الرجل أبيه .

و يظن صديقي أن هذا هو الوقت المناسب ليخبر الشاب عن حقيقة أمره و لكنه لشدة حبه لهذا الفتى يخشى أن يفقده بعد إخباره بالحقيقة . فماذا ترى؟


محمود :أعتقد أنه يجب أن يخبره لأن من حق هذا الشاب أن يعرف أن هناك أهلا له قد يكونون في حاجة إليه و لو أن هذا الشاب يحب هذا الرجل لن ينسى صنيعه هذا.


فضل : ( وقد تهللت أساريره ) أرحت قلبي يا ولدي.


محمود : (باندهاش) من هذا الرجل يا أبي.


فضل : ( يصمت قليلا) إنه أنا .


محمود : (يصرخ من المفاجأة ) أنت !!!!!!


فضل : ( بصوت واهن) نعم يا ولدي أنا . أنا لست أبيك و لكني وجدتك كما أخبرتك .


(يضع محمود رأسه بين كفيه و الذهول يأخذه فلم ينبس ببنت شفة و فضل جعل وجهه إلى الأرض. يرفع محمود رأسه واضعا راحة يديه أسفل ذقنه )


محمود : (يلتفت إلى فضل ببطء و عيناه تدمعان و ويشير بيديه متسائلا ) إذن من أنا ؟ أين أبواي ؟ هل لي أخوة أم أنا وحيد؟


فضل : (يقترب منه ويضمه) يشهد الله يا ولدي سألت عن أهلك حتى كادت الأرض تشكو من خطواتي التي خطوتها بحثا عنهم, و طرقت كل السبل حتى بلغ بي اليأس مداه و لم أعثر علي أي شيء ولو حتى طرف خيط .و إني بلغت من الكبر عتيا , فأبلغ الآن ما ينيف عن السبعين سنة و أخشى أن يتوفاني الله و هذا الدين في عنقي فأردت أن أضع الأمر بين يديك فانظر في أمر نفسك و لتعلم يا بني أنت أغلى عندي من روحي ومن نفسي ( وعيناه تدمع)


محمود : ( يرفع بصره إلى وجه فضل ثم يضمه بقوة و عيناه تدمع أيضا ) نعم الأب كنت ومازلت و أنت أبي مهما فعلت .ربيت و علمت و أدبت , جزاك الله عني خير الجزاء .

( يضم فضل محمود بقوة و الدمع يترقرق من عيونهم )
__________________
أحيانا نحتاج وقفة من اللهاث المتسارع، لنعيد التصالح مع أنفسنا وإعادة حساباتنا في الحياة الدنيا، وتصحيح المسار والقناعات والمفاهيم لتناسب حقيقة الحياة ومآلها وما ينتظرنا من سعادة أو شقاء والعياذ بالله

أختكم: نزهة الفلاح
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 24.96 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 24.33 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.52%)]