عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 15-01-2013, 06:12 PM
الصورة الرمزية oummati2025
oummati2025 oummati2025 غير متصل
مشروع حراس الفضيلة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2006
مكان الإقامة: morocco
الجنس :
المشاركات: 877
الدولة : Morocco
افتراضي رد: عودة شادي- رواية جميلة أعجبتني

عودة شادي - الحلقة الثالثة - العميل

في الحلقات الماضية :

بعد فراق أليم بين شادي و أخته تنتقل بنا الأحداث بعد عشر سنوات إلى مدينة غزة و عملية قتالية يؤسر على إثرها جندي صهيوني .


الحلقة الثالثة : العميل :



يمشي محمود في أحد الزقاق بين البيوت مهرولا ثم يظهر شابا المقهى خلفه مسرعين .ينظر محمود بجانب عينه ثم يسرع في حركته .ويدخل في زقاق جانبي .يركض الفتيان بسرعة من خلفه .فيجدانه واقفا بكل ثقة واضعا يديه في جيبيه.

محمود : ماذا تريدون ؟الأول : ( يحاول أن يتغلب على مفاجأته و أن يرسم على وجهه معالم الجدية) نريدك أنت

محمود : لماذا؟

الأول : أمثالك يجب أن يأخذوا جزاءهم أيها الخائن القذر( ويمد يده لظهره)

( يقف محمود بكل ثبات , لا تهتز له شعرة . و فجأة تتغير معالم وجه الأول إلى الدهشة الشديدة . ليظهر صورة اثنين ملثمين ممسكين بالشابين )

الملثم الأول : تقدما معي بدون أي صوت

(ينصاع الشابان ويتقدمان بهدوء و ينظر الأخير إلى محمود ثم يغمز بعينه فيبتسم محمود)
**********



في بيت متواضع ، يعرض التلفاز الأخبار السابقة عن العملية البطولية وتجلس فتاة و امرأة عجوز يتابعانه والبنت تدمع عيناها و الحزن باد على وجهها

المرأة العجوز : يا بنيتي الغالية ما يبكيك ، إنه والله لنصر تشدو به الشفاه و يحتفي به الناس أيما احتفاء.

البنت : أتذكر شادي أخي كم كان يردد على مسامعي أنه عندما يكبر ليكونن مقاتلا صنديدا يرتعب منه الأعداء وترتجف أوصالهم.

المرأة : ( تنظر لها بشفقة ) رحمه الله يا بنيتي نحتسبه عند ربه وهو حسيبه .( ثم تتغير معالم وجهها ) ما شاء الله , لقد كبرت و أصبحت أجمل عروس في حينا . متى سأفرح بك و أنت في بيت زوجك؟

البنت: (تجفف دموعها ) ليس بعد أماه أريد أن أنهي دراستي أولا.

المرأة : يا بنيتي لقد تقدم إلينا عشر أو أكثر من الرجال أخشى أن يمر الزمن و لا تشعري به .

البنت : تبقى أشهر يا أماه و سأصبح طبيبة بإذن الله . فلا تقلقي علي . الله خير رازق فادعي لي يا أمي.

المرأة : رزقك الله بمن تقر به عينك ويسعد به قلبك ، ويجعلكما الله بيت عز وفرح و تقوى.

البنت : آمين.

البنت : (وهي تنهض من مكانها و تقترب من أمها ) سأقوم لتحضير الطعام ، يجب أن تأكلي جيدا حتى نجد لك زوجا يناسب هذا الجمال .

الأم : ( تضحك بمرح ) . جزاك الله خيرا يا بنيتي . حسنا إذا وجدت واحدا فأخبريني حتى أنظر إلى هذا الأعجوبة.

البنت : ( وهي تقوم بضمها ) أعزك الله يا أماه و جزاك خير ما جزا أما عن بنيها .

الأم : (تقبل جبينها ) و حبيبة قلبي اللهم لك الحمد على جعلك قرة عيني و فلذة كبدي و عزائي في دنياي و أرجو الله أن تكوني أملي في آخرتي.
**********


يقف ضابط إسرائيلي في مكتبه الذي يعلوه صورة بن جوريون و يجاوره علم إسرائيل

الجنرال : ( غاضب للغاية و يطرق مكتبه بقبضته بقوة شديدة) ما هذه المهزلة؟ دبابة و سيارة مصفحة و تسعة جنود قتلى و أسير . أين تدربوا هؤلاء الرجال، تدربوا في بيوت أمهاتهم و أين الدعم الجوي و البري . هذه مهزلة . أريد تقريرا على مكتبي في الحال .سيعاقب المسئول عن هذه المجزرة عقابا شديدا سيرجو بعدها أنه لم يولد .

أحد الضباط : (ومعالمه جامدة) سيدي لقد استخدمت مدافع أر بي جي و هو شيء غير متوقع كمـ...

الجنرال : (يقاطعه و يصرخ) لا أعذار. و لن أتوانى عن عقاب أي مسئول . وأريد في غضون أربع وعشرين ساعة رؤوس هؤلاء الحثالة الذين قاموا بهذه المجزرة و استرجاع الأسير. أريدهم عبرة لمن لا يعتبر . إنهم تطاولوا علينا بشدة و يجب إيقافهم. ( يصرخ) انصراف

(يلقون التحية العسكرية و يتوجهون ناحية الباب و يخرجون و يغلقون الباب)

الجنرال : ( يجلس ) أغبياء ( بغضب شديد)

( يرن الهاتف بجواره يلتفت إليه بازدراء و ملل)

الجنرال : (بقوة) نعم ( يبدو عليه القلق و يخفت صوته كمن يتحدث إلى من هو أعلى منه ) نعم سيدي , لقد حا.. , حسنا سيدي , أمرك (يرفع السماعة عن أذنه كمن تلقى صفعة دويها قد خرق رأسه . يضع سماعة الهاتف بعنف يرفع السماعة الأخرى و يضغط على زر مرتين و يصرخ بقوة) أرسل لي بيريز حالا ( و يغلق السماعة بقوة و يرسل بصره إلى الأعلى)(يطرق الباب )

الجنرال : (بقوة) ادخل

(يفتح الباب و يدخل ضابط ثم يغلق الباب .يقف أمام الجنرال بصرامة محييا إياه بالتحية العسكرية)

الضابط : الملازم أول بيريز في خدمتك يا سيدي

الجنرال : ( بهدوء ) استرح بيريز. اجلس

( يجلس الملازم على الكرسي أمامه)

الجنرال : ما أخبار عميلنا في غزة

بيريز : في أتم الاستعداد سيدي

الجنرال : أريده أن يخبرنا عن أسماء هؤلاء الإرهابيين الذين قاموا بفعل هذا العمل الحقير و مكان الأسير

بيريز : أمرك سيدي

الجنرال : بيريز الأمر عاجل و لا يحتمل أي تأخير أو تهاون, القيادة العليا لديها الاستعداد لقطع الرؤوس حتى لو كان رأسي أنا

بيريز : لن أخيب ظنك سيدي

الجنرال : ( يبتسم ) أعلم بيريز أعلم. إنك لم تخيب ظني من قبل. حسنا بيريز سأنتظر منك الأخبار غدا على أقصى تقدير.

بيريز : أمرك سيدي

الجنرال : اذهب هيا

بيريز : ( يقف بصرامة ويحيي الجنرال بالتحية العسكرية و ينصرف مغلقا الباب من خلفه)



يتحرك بيريز بسرعة من مكتب مديره متجها إلى مكتبه ثم يلتقط الهاتف بقوة و يتصل برقم و ينتظر قليلا )

بيريز : محمود يجب أن نتقابل . المكان هـ الساعة 16 و 23 دقيقة

( يغلق الهاتف )


**********


في ممر مظلم تظهر امرأة تضئ مصباح في يدها و تمسك بلفة قماش في يدها الأخرى وتتحرك باتجاه الظلام حتى يسقط الضوء على وجه رجل ملثم . فترتعب المرأة وتتراجع للخلف قليلا

الرجل : سلوى . وجهي هذا الضوء بعيدا عن عيني رجاء

سلوى : ( بارتباك ) آه أنا آسفة ( تغير اتجاه الضوء ) هل زيد موجود؟

الرجل : نعم تفضلي هو بانتظارك

( تتجاوز سلوى الرجل وتتجه ناحية ضوء في آخر الممر . تدخل الغرفة فإذا بها ثلاثة رجال وهم يقومون بتنظيف أسلحتهم )

سلوى : السلام عليكم

الرجال : وعليك السلام ورحمة الله وبركاته

أحدهم : كيف حالك يا سلوى و كيف حال والدتك؟

سلوى : ( تتوجه بنظرها نحوه ) بخير و الحمد لله .كيف حالك أنت يا زيد ؟

زيد : الحمد لله بأتم صحة وعافية

سلوى : ( تلتفت إلى الآخرين ) كيف حالكم يا رجال ؟

الرجال : الحمد لله

سلوى : حفظكم الله جميعا ( تلتفت إلى زيد ) تفضل يا زيد هذه أغراضك .

زيد : جزيت خيرا يا سلوى . كيف حال دراستك ؟

سلوى : الحمد لله في تقدم .تبقى عدة أشهر على انتهاء الدراسة وبإذن المولى سأحصل على البكالوريوس .

زيد : ( وعينيه تملأهما الشغف ) وأستطيع أن أتقدم لطلب يدك

سلوى : ( يحمر وجها خجلا ثم تحاول أن ترسم الجدية على وجهها ) . ماذا عن العملية البطولية التي تمت في غزة؟

زيد : (يتجاوز الحديث السابق كأنه لم يقله مع لمحة ذكاء كونه أدرك أنه أصاب الهدف) إنهم لحقا رجال . ولكننا لا نعلم تفاصيل العملية بعد .وحتى الآن لم يعلن أحدهم عنها أو ينسبها لنفسه و هذه طريقة جديدة في قتال العدو . حتى نوع العملية غريب حيث أني أظن أنها تم تنفيذها بتخطيط عالي

سلوى : ( و الغضب باد في ملامحها ) كم أود أن أقاتل هؤلاء الجبناء . قتلة الأطفال و النساء

زيد : ( يبتسم بشفقة ) دعي القتال لأهل القتال يكفينا دورك العظيم في تطبيب المساكين و الأطفال و المجاهدين.

سلوى : لقد أفقدوني أخي و أبواي بلا ذنب أو جريرة

زيد : هم إن شاء الله من أهل الجنة و إن شاء الله هم السابقون ونحن اللاحقون

سلوى :إن شاء الله. سأذهب الآن لأراجع بعض الدروس

زيد : اذهبي وفقك الله.

سلوى : السلام عليكم ( تغادر فتحة المخرج )

الرجال : و عليك السلام ورحمة الله وبركاته

زيد ( وهي يتحدث بإعجاب) : والله نعم الفتاة . هل تعلمون أنها فقدت كل ذويها في مذبحة قانا و بالرغم من ذلك أجدها كلها إصرار على أن تكمل طريقها و تحمل مصيرها بيديها .

ثان : أراك معجب بها بشدة يا زيد . تقدم لطلب يدها فأنت والله نعم الرجل . خلق و تقوى و صلاح نحسبك كذلك والله حسيبك.

زيد : إنها تصر على أن تتم دراستها أولا .فلتفعل و ليقض الله أمرا كان مفعولا
__________________
أحيانا نحتاج وقفة من اللهاث المتسارع، لنعيد التصالح مع أنفسنا وإعادة حساباتنا في الحياة الدنيا، وتصحيح المسار والقناعات والمفاهيم لتناسب حقيقة الحياة ومآلها وما ينتظرنا من سعادة أو شقاء والعياذ بالله

أختكم: نزهة الفلاح
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 32.31 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 31.68 كيلو بايت... تم توفير 0.62 كيلو بايت...بمعدل (1.93%)]