عرض مشاركة واحدة
  #1357  
قديم 12-12-2013, 04:32 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

أكذوبة الفرقان الحق ج2

بقلم: ياسر محمود الأقرع
استكمالاً لما بدأناه من دراسة بلاغية لما سمي " سورة الحق " من الكتاب المسمى ( الفرقان الحق ) نتناول هنا بالبحث والدراسة الآيتين الثانية والثالثة من السورة المذكورة، وهذا نصّ الآيتين :
2 - ففضحَ مكر الشيطان الرجيم ولو تنزّل بوحي ملك رحيم
3- وأبطل فرية رسله الضالين، ولو نطقوا بما أعجز الأميين
الفاء في صدر الآية
2 - ففضحَ مكر الشيطان الرجيم ولو تنزّل بوحي ملك رحيم
تبدأ الآية الثانية ـ كما نلاحظ ـ بالفاء، وللفاء، حسب ما يرى النحاة، ستة أوجه، وقد جاءت هنا حرف عطف، وهي عندما تكون حرف عطف فإنها تفيد الترتيب والتعقيب .
فقولنا : جاء خالد فأحمد :
يعني مجيء خالد أولاً ويليه أحمد ( الترتيب )
دون أن يكون بينهما فارق زمني يذكر ( التعقيب ) .
فهل جاءت الفاء هنا في موضعها الملائم !! لنتذكر معاً الآية التي سبقت هذه الآية ترتيباً في السورة ذاتها : تقول الآية السابقة وأنزلنا الفرقان الحقَّ نوراً على نور محقاً للحقّ ومزهقاً للباطل وإن كره المبطلون )المعنى الذي تقوم عليه الآية كما نرى هو إنزال فرقان يفرق بين حق وباطل .والفرقان المنزل : كتاب ، فهو نصّ أولاً وأخيراً ، والنص لا يفرق بين الحق والباطل بفعل البطش والقوة، وإنما بسلطان العقل والمنطق وإقامة الحجة والبرهان، وصولاً إلى فضح مكر الشيطان ( أي حيلته ) في طمس معالم الحق وإظهار الباطل.
هذا كله فيما نعلم يقتضي وجود مدة زمنية تفرضها طبيعة الحوار والجدل وتقديم البراهين لإثبات ما جاء به الكتاب على أنه حق و دحض ما جاء به دعاة الباطل .....
فكيف جاء العطف بالفاء وهي التي تكاد تلغي الفارق الزمني بين إنزال الفرقان وبين فضح مكر الشيطان، مما يوحي بأنه بمجرد إنزال الفرقان حق الحق وزهق الباطل وسلّم بذلك من آمن به ومن كفر على حد سواء، وقد تم ذلك كله في وقت لا يكاد يذكر !؟
فأين تبعات إنزال الفرقان من جدل وحوار وإقامة حجة ودحض رأي ... وغير ذلك !؟
أوَلَيس الأمر منافياً لواقع الحال ومنطق العقل إذاً .... !؟
رجم الشيطان قبل إقامة الحجة عليه
أما المعطوف بالفاء فهو جملة ( فضحَ مكرَ الشيطان الرجيم )، والضمير المستتر في ( فضح ) يعود على ( الفرقان )، فالفرقان إذاً فضح مكر الشيطان الرجيم.
وبما أن الفاء التي عطفت هذه الجملة على سابقتها تدل على الترتيب كما بيّنا، فهذا يعني أن إنزال الفرقان جاء أولاً ، وبعد ذلك فضح مكر الشيطان الرجيم، والرجيم تعني ( المرجوم ) كقولنا ( القتيل ) ونعني ( المقتول )...
فكيف وصف الشيطان في هذا الموضع بالمرجوم !؟
إذ بذلك تصبح الجملة: ففضح مكر الشيطان المرجوم، فأيّ مكر هذا للشيطان إن كان مرجوماً!؟ بل ما حاجتنا لفضح من هو مفضوح أصلاً ، فمرجوم معناه: أنه مفضوح الصفات، مكشوف المكر، ظاهر الذنب ... ولذلك رُجم جزاء له، واقتصاصاً منه.
ولنتأمل تتمة الآية مع التذكير بأولها " ففضحَ مكر الشيطان الرجيم ولو تنزّل بوحي ملك رحيم"
والمقصود من ( ولو تنزل ) هو مكر الشيطان
والسؤال لماذا يكون الأمر ( تنزيلاً ) ؟
ومن قال إن الشيطان في الأعلى حتى يتنزل مكره تنزيلاً إلى من هم في الأسفل ..؟؟
رسول الشيطان ... ملك رحيم !!
أما القول ( بوحي ملك ) فإنه يعني بأن الوحي مُلْكٌ للمَلَك، والمَلَك ليس هو صاحب الوحي حتى نضيف الوحي إليه، فنقول وحي مَلَك، وإنما هو حامل الوحي ، ذلك أن المَلَك أصلاً موحى إليه ، وعندما يوحي الإله إلى الرسل يكون المَلَك هو حامل الوحي أي حامل الرسالة وليس صاحبها.
ثم كيف يوصف المَلَك الذي تنزل بوحي الشيطان ومكره بـ " الرحمة " ؟؟
وهل يوصف مبعوث الشيطان، ومروِّج أفكاره، وناشر ضلاله .. بالرحمة وهو الذي يحمل الباطل والزيف ...؟
كيف يرضى هذا الرحيم أن يكون رسولاً للشيطان ويكون أداة لإهلاك الناس وإفسادهم ومن ثم هلاكهم ...؟
ربما لو جاءت صفة هذا الملك لتدل على إكراه الشيطان له للقيام بالأمر لكان في الأمر كلام آخر.
الشيطان يستغني عن خدمات بني جنسه !!
ولننتقل الآن إلى الآية الثالثة :
3 - وأبطل فرية رسله الضالين ، ولو نطقوا بما أعجز الأميين
والضمير المستتر في أبطل عائد على ( الفرقان ) والهاء في رسله تعود على ( الشيطان ) وهكذا تصبح الجملة :
وأبطل الفرقان فرية رسل الشيطان الضالين ...........
نلاحظ أن اللجوء إلى الضمائر عوضاً عن الأسماء الظاهرة يخلق التباساً في ردّ الضمائر إلى أصحابها ، فيظنّ السامع أن الهاء في ( رسله ) عائدة على من يعود عليه الضمير المستتر في
( أبطل ) وهو الفرقان .... على أية حال دعونا من هذا ، ولنتأمل الحلقات الثلاث التالية :
شيطان ماكر ملك رحيم رسل ضالين
الوحي إلى
انظروا إلى حال هذا الملك الذي يمثل خيراً بين شرّين، فهو ـ والأمر كذلك ـ واحد من اثنين :
إما أنه يدري بأنه يحمل ضلالاً ويبلغه إلى الرسل الضالين لإيصاله إلى الناس ، وهو بذلك لا يوصف بالرحمة في هذا الموضع .
ولو قيل: هو مكره على ذلك، لقلنا بأية سلطة يستطيع الشيطان أن يفرض على الملك حمل رسالة الضلال! ؟
ولنفترض جدلاً أنه مكره ، أليس من الأولى أن يوجد في الجملة ما يدل على ذلك دفعاً للتناقض الظاهر بين صفة المَلَك وطبيعة مهمته .
هذا إن كان يدري أنه يحمل ضلالاً ....
فإن لم يكن يدري ( فالمصيبة أعظم ) إذ كيف يبلغ الرسل ما فيه غواية للناس وشقاء لهم وهو لا يدري ! ؟ أيةسذاجة هذه وأي غباء ! ؟
وهل يصلح مثل هذا ليكون حاملاً لرسالة أو وحي ؟؟
وهل الشيطان الموصوف ـ هنا ـ بالمكر أغبى من أن يستطيع انتقاء من هو أكثر فطنة وذكاءً لأداء المهمة الموكلة إليه ؟؟
ثم هل يحتاج الشيطان إلى ملك ليبث ضلاله وإغواءه !؟
ولماذا لا يلجأ إلى أحد أبناء جنسه من الشياطين وهم على شاكلته وطبيعته من المكر وحب الإساءة، وإشاعة الغواية والضلال ...؟
لماذا يغادر هؤلاء إلى مَلَك يتصف بالرحمة ؟
هل يريد الشيطان أن يرحم من يودّ تضليلهم و أشقاءهم ؟؟؟؟
ثم تختتم الآية بالقول
( ولو نطقوا – ويقصد الرسل الضالين - بما أعجز الأميين )
فأما أن يعجز الرسلُ الأميين من الناس بالنطق ، فتلك مسألة ليست ذات أهمية لسببين :
أولاً :إن تعجيز الأميين أمر سهل. و ليس موضع افتخار أن يفضح الفرقان من أعجز الأميين . ولو كان الرسل قد أعجزوا أصحاب البلاغة والفصاحة والعلم والمعرفة لكان فضح الفرقان لهؤلاء الرسل أكثر أهمية وأشدّ أثراً ولكان موضع فخر واعتزاز لفرقان فضح زيف وادّعاء من استطاع التأثير على كبار العلماء والبلاغيين ! ؟
ثانياً :بماذا أعجز الرسل الأميين ... بما نطقوا ؟
النطق أحياناً يعجز المثقفين والعلماء لا الأميين فحسب ، فمن لا يعجز أمام نطق أعجمي لم يسمع به من قبل سواء أكان من يسمع عالماً أو أمّياً !!!
فالنطق يعني اللفظ باللسان والشفتين وهو مجال مفتوح للتعجيز ...
ولو قيل" جاؤوا بما أعجز العلماء " لكان الأمر أكثر دقة وأجدر بأن يكون مجال فخر واعتزاز .
إعجاز ..!!
لنتأمل الآيتين الثانية والثالثة بالنظر إلى سابقتهما .
إذا كانت الآية الأولى تتحدث عن إنزال الفرقان الذي يفرق بين الحق والباطل ثم يزهق الباطل وينتصر الحق على الرغم من المعارضة وعدم القبول ... وكل هذا يدل على بلوغ الغاية من الكتاب وإنزاله فما القائدة إذاً من ذكر فضح مكر الشيطان وذكر الوحي .؟
أو ليس من الأولى أن تأتي الآيتان الثانية والثالثة قبل سابقتهما فيكون الكلام عن فضح الشيطان وذكر وحيه ورسله الضالين وغير ذلك ... ثم يؤول الكلام إلى أن إنزال الكتاب زهق هذا الباطل وحق الحق رغم الجدل وعدم القبول !!؟
أم نقرأ السورة من الأسفل إلى الأعلى ... لعل هذا هو الإعجاز في السورة !!!!!
بقلم: ياسر محمود الأقرع
يمكن التواصل على البريد الإلكتروني:
 
[حجم الصفحة الأصلي: 23.60 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 23.00 كيلو بايت... تم توفير 0.60 كيلو بايت...بمعدل (2.55%)]