مع خيوط الشمس الأولى أخد جرس الباب يرن ،....
مشت إلى الباب بخطوات ثقيلة ،..
فتحت له الباب فدخل عليها وهو يتمايل وقد أحمرت عيناه
وأخد يتغنى وييتغزل بها ويتهجم يشتم تارة أخرى
بألم وصمت أسندته إليها وأدخلته غرفة نومهما ،..
فأنطرح على السرير وغرق في نوم عميق ،..
أخدت تنظر إليه كيف أصبح حاله ،وتذكرت كيف كان ،..
تذكرت ليلة زفافها وتلك الأماني والتطلعات ،.
قطعت سيل الذكريات وذهبت تقضي شؤنها ،
أرسلت ولدها ليومه الدراسي الأخير ، ودخلت المطبخ تعد الطعام ،
وأكملت أعمالها وجلست تستريح ولكن أستيقظ وأستيقظت معه همومها
أخذ ينادي ويصيح يريد الطعام
وبسرعة أتته بطعامه أخذه منها وصرخ بوجهها : ماهذا التأخير وأخذا يلتهم الطعام ويعد عليها مطالبه ،
والمسكينة تسجل ذلك لكي لا تنسى فالنسيان عذر لا يقبله ،
وذهبت تعد هذا ، وتصنع هذا ، وتجهز هذا ،
وهو جالس يشاهد التلفاز ،...
ووعاد إبنهما من المدرسة حاملاً شهادته الأولى بيده ،..
والفرحة تغمره ، والسعادة تحلق به عالياً ،..
ولكن ما أن وصل حتى هوى في وادي الألم ،..
ها ! ماذا ؟ وماذا أصنع لك إن نجحت ؟..
أغرب عن وجهي ،.وأذهب من أمامي ألا ترى أني أشاهد التلفاز ،..
وأمسك بملابسه وقذفه بعيدا عنه ،......
فأخذ يبكي بحرقة ، إذ بأمه تهرع إليه تحتضنه وتسكته
وذهبت به إلى غرفته تراضيه وتذكره بفرحته ،
وما أن هدأته وأفرحته بأنها ستعد له حفلة نجاح ،
إذ بصوت الأب يعلو ينادي عليها ،
أنت أين ما طلبت منك فخرجت مسرعةً من عند ولدها ، لتجده والغضب قد كساه ، والحنق قد غطاه ،..
وقفت أمامه وقالت بصوت خافت : طلباتك جاهزة ،
وأكتفت بالصمت ، فصرخ بوجهها وأين قنينات الشراب ؟
قالت و بألم أيضا جاهزة ، ووضعت كل حاجاتك أمام الباب ،
فتوجه للباب وهو يشتم ويسب ، وأخذ حاجياته وأنصرف ،
تسمرت مكانها وهي تنظر إليه وفي خاطرها ....
: بعد سنة من زواجنا رحل مع أصدقائه ليعود وقدأنقلب حاله،
لتنقلب حياتي رأساً على عقب ،آآه ،سبع سنين ، حسبي الله ، لعل الله أن يهديه ويصلح حالنا إنه القدير ،
وتأوهت بحرارة ، بمافي حالها من ألم، ..
وأنطوت تحت وطأة الليل بوحشته وصمتها وأنينها،.....