عرض مشاركة واحدة
  #188  
قديم 27-09-2020, 06:21 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,010
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم **** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )



تفسير القرآن الكريم
- للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )
تفسير سورة البقرة - (100)
الحلقة (107)




تفسير سورة البقرة (67)

الصبر الجميل هو سلاح عباد الله السائرين في طريق الإيمان، وصاحب الصبر وعده الله عز وجل أن يوفيه أجره يوم القيامة بغير حساب، إضافة إلى ما يحصله الصابر في الدنيا من اللذة والسكينة، فما أوتي المؤمنون في دنياهم خيراً من الصبر، فإن أمروا من الله ورسوله بشيء صبروا على طاعتهما، وإن نهوا عن شيء صبروا على تركه، وإن أصابتهم المكاره والبلايا صبروا ابتغاء عظيم ثواب الله.

تابع تفسير قوله تعالى: (فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون)

الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له.وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.ثم أما بعد: أيها الأبناء والإخوة المستمعون، ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا ما زلنا مع آية الذكر والشكر والاستعانة بالصلاة والصبر.يقول الحق تبارك وتعالى: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ [البقرة:152-153].

وصية رسول الله لمعاذ بالذكر دبر كل صلاة

معاشر المؤمنين والمؤمنات! أمرنا الله تعالى بذكره، ونحن الرجال عبيده والنساء إماؤه، هو مالكنا ومالك أمرنا، خالقنا ورازقنا، ومدبر حياتنا، أمرنا بذكره وأمرنا بشكره، فهل ذكرناه؟ الجواب: لنستمع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول لأحد أصحابه البررة الطاهرين، وهو معاذ بن جبل الأنصاري: ( يا معاذ ! والله إني لأحبك )، من معاذ هذا الذي يحلف له رسول الله صلى الله عليه وسلم على أنه يحبه، فهل من أحبه رسول الله يشقى؟ هذا الوسام لا يدانيه وسام، والرسول صلى الله عليه وسلم لا يحب إلا الطيبين الطاهرين؛ لأن الرسول مع ربه يحب ما يحبه، ويكره ما يكرهه، والله طيب لا يقبل إلا طيباً، إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ [البقرة:222]. قال: ( يا معاذ ! والله إني لأحبك، فلا تدعن ) أي: لا تتركن ( أن تقول دبر كل صلاة: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ) ثلاث مرات، هذه أعطاها رسول الله صلى الله عليه وسلم عبداً أحبه الله فأحبه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهل يعقل أن يسمعها منا عبد أو أمة ولا يفرح بها ولا يستمر عليها حتى الموت؟ ذلك غير معقول، إلا ما كان من أهل الغفلة والإعراض والنسيان، فوجوده كعدمه، فهل يعقل أن أحد السامعين أو إحدى السامعات ممن لم يبلغهم هذا لا يحفظون هذه الجملة الليلة ولا يقولونها دبر كل صلاة؟ ما أظن هذا يقع. تقول: (اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك)، أتدرون لم؟ قد سبق أن عرف السامعون والسامعات والحاضرون والحاضرات من الزائرين والزائرات أن علة الحياة وسر هذا الوجود هو الذكر والشكر، لن يستطيع أحد غير أتباع محمد صلى الله عليه وسلم أن ينبئك بهذا النبأ، لو تسأل الحكماء والعلماء: ما سر هذه الحياة؟ ما علة هذا الوجود؟ لم كان؟ فستجد الجواب: أراد الله تعالى أن يُذكر ويُشكر، فخلق هذه العوالم كلها وخلق الإنس والجن والملائكة من أجل أن يذكروه ويشكروه، فمن ذكر وشكر أكرمه، أسعده، ومن كفر بذكره وشكره أخسره وأشقاه شقاء أبدياً.أبعد أن يعرف العاقل سر هذه الحياة -وهو ذكر الله وشكره- يترك الذكر ويغفل عنه، ويعرض عن الشكر ولا يقبل عليه؟ كيف يعقل هذا؟ وها نحن مع هذه الآية الكريمة: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ [البقرة:152].وقد علمنا أن الذكر يكون باللسان والقلب، وخيره ما تواطأ فيه القلب واللسان، خير الذكر وأفضله ما تواطأ فيه القلب واللسان، القلب يذكر واللسان يترجم وينطق.

السنة النبوية مورد الأذكار

وقد عرفنا -معاشر المستمعين والمستمعات- أننا لا نعرف بم نذكر الله ولا كيف نذكره حتى يعلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بم نذكر الله وكيف نذكره، لا مجال للعقول هنا والفهوم والأفكار، هذا الذكر توقيفي، الله يأمرنا ورسوله يعلمنا كيف نذكر ربنا، وقد عرفنا من أنواع الذكر ما علمتم، وأفضل أنواع الذكر: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.يقول الحبيب صلى الله عليه وسلم: ( خير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ).وقد عرفتم جائزة هذا الذكر، هذا الورد الذي هو مائة في الصباح، يقول عبد الله أو تقول أمة الله: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، مائة مرة، جائزته عظيمة والمحروم من حرمها، إنها تعدل عشر رقاب، لو تشتري بنقودك بآلاف دراهمك عشرة عبيد وتعتقهم في سبيل الله فصاحب هذا الورد مثلك وزيادة، فكيف يترك هذا الورد رجل سمعه أو امرأة؟ أنا أحتار وما أدري كيف يعقل هذا؟ أما لنا رغبة في السماع! أما نريد الملكوت الأعلى! أما نحن طامعون في دار السلام! أما عرفنا لماذا خلقنا؟! أيعجز أحدنا عن مثل هذا الورد؟ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير مائة مرة يعدها بأصابعه، بالحصى، بالنوى، بالمسبحة، بعد صلاة الصبح أو قبلها حين يصبح، ويحط الله تعالى عنه مائة خطيئة، ويرفع له مائة درجة، يكتب له مائة حسنة بدخل يومي، ويعفو عن مائة سيئة، فماذا بعد هذا؟ ويظل يومه ذلك كله في حرز من الشيطان حتى يمسي، لا يقوى الشيطان على إغوائه، أو إضلاله، أو إفساده، أو إهماله وتضييعه، فهو في حماية الله، مناعة ربانية، ولم يأت أحد بمثل ما أتى به من الأجر إلا من قال مثله وزاد.

الذكر حصن من وسوسة الشيطان وإغوائه

هذه الأوراد ذكرنا منها ألف ورد، فاللهم لا تحرمناها ما أحييتنا، اللهم لا تحرمناها ما أحييتنا، وعرفنا أن الذكر مناعة وحصانة لا تعدلها حصانة أو توازيها مناعة، وبالبرهنة والتدليل قلت لكم أيها السامعون المؤمنون: من يستطيع منكم أن يذكر الله بقوله: سبحان الله، أو الحمد لله، أو لا إله إلا الله، أو الله أكبر، ثم يفتح عينيه يتعمد النظر إلى امرأة لا تحل له؟ أو يقول: الله أكبر، أو سبحان الله، أو لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ويمد يده ليسلب أخاه ماله؟ أو يقول: آمنت بالله.. آمنت بالله، سبحان الله، لا إله إلا الله، ويستطيع أن ينطق بكلمة سوء أو بذاءة؟ فهذا أمر مفروغ منه، فإن ذكر الله بقلبه ولسانه فلن يجرؤ، ولا يقوى، ما يقدر على أن يخرج عن طاعته، والأدلة والبراهين قائمة، وجرب تجد، وقد ذكر لنا نبينا صلى الله عليه وسلم أن أحد شبيبة بني إسرائيل كانت له بنت عم، وراودها عن نفسها، فلإيمانها كانت تمتنع وأبت عليه، حتى ألجأتها الضرورة جوع البطن، فاطرحت بين يديه، فلما دنا منها وجلس منها مجلس الرجل من امرأته ذكرت ربها وقالت: اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه، ما إن سمع كلمة: (اتق الله) حتى انتفض وصرخ وهو يذكر الله، وتركها وترك ما أعطاها من دنانير.وما زلت على علم مما أقول، إن عبداً يذكر الله بقلبه أو لسانه لا يقوى على أن يعصي الله، وإنما يعصي الله الغافلون المعرضون عن ذكر الله، والله العظيم! للفسقة والفجرة والظلمة وأخباث الخلق هم الذين يعرضون عن ذكر الله، أما الذاكرون الله كثيراً والذاكرات فهيهات هيهات أن يتلوثوا بأوساخ المعاصي وأوضار الذنوب، فلهذا أمرنا الله بذكره: فَاذْكُرُونِي [البقرة:152] وجعل الجزاء أن يذكرنا بإنعامه، بإحسانه، بإفضاله، بهدايته، بتوفيقه، بنصره، برفع الدرجات، بل بأن يذكرنا بنفسه؛ إذ قال صلى الله عليه وسلم عن الله تعالى: ( يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي، وأنا معه حين يذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإذا ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم )، وكيف لا وهو القائل: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ [البقرة:152]؟

بطلان المخترعات من الأذكار والأوراد

لقد بدأنا حديثنا وقلنا: كيف نذكر الله؟ وهنا ننبه إلى أنه ما نستطيع أن نبتكر أو نخترع، أو نوجد ذكراً نذكر الله به، بل لا بد من تعليم الله لنا بواسطة كتابه أو رسوله، لا بالأحلام ولا بالمنام.ومن قال: لم؟ قلنا: هذا موسى كليم الله، أي: الذي كلمه الله كفاحاً بلا واسطة في جبل الطور، قال: يا رب! علمني شيئاً أذكرك به. سأل الله أن يعلمه، فقال له: قل: لا إله إلا الله. فلا تفهم أن عالماً يخترع ورداً من الأوراد ويقدمه للطاهرين والطاهرات يردونه صباح مساء، هيهات هيهات، فلا بد من أن نتعلم من نبينا صلى الله عليه وسلم كيف نذكر ربنا.فمن هنا فالذين يذكرون الله من أهل الغفلة والجهل بلفظ الضمير: هو.. هو.. هو، هؤلاء ابتدعوا ذكراً لله، والله عز وجل ليس من أسمائه (هو) أبداً، هذه أسماؤه التسعة والتسعون حواها كلامه في كتابه، وبينها رسوله صلى الله عليه وسلم، والله! ما فيها كلمة (هو)، فـ(هو) ضمير يطلق على كل غائب، يقال: إبراهيم هو الذي أُمر بذبح إسماعيل، علي هو الذي خلف عثمان في الخلافة، كلمة (هو) تعود على غائب ذكر، ما هي من أسماء الله، والغافلون وأهل الجهل يذكرون الله بقولهم: هو.. هو.. هو.. هو! ولذا نبهنا وقلنا: عباد الله! تعلموا كيف تذكرون ربكم، فإنما العلم بالتعلم. وكذلك أوراد عند الغافلين من أهل الجهل: يذكرون الله بالاسم المفرد (هو)، ثم يقولون: حي.. حي.. حي، يعني: يا حي.. يا حي.. يا حي! يحذفون حرف النداء، ويقولون: حي.. حي.. حي، لربع ساعة أو عشر دقائق وساعة.

موت الكافر بفقده روح الإيمان

أما الكفار فأموات، أيعقل أن تنادي ميتاً لتأمره أو تنهاه؟ قف على قبر وقل: يا صاحب القبر! قم فأذن وصل، أو قل: يا صاحب القبر! من الآن لا تقل الباطل ولا تنطق بالسوء! فهل أنت تأمر ميتاً أو حياً؟ والميت هل يسمع ويفهم ما تقول وينهض فيعمل أو يترك؟ لا؛ فهنا أريد أن يفهم السامعون والسامعات أن الإيمان به الحياة، أما الكافر فكالميت.ومن قال: ما الدليل على ما تقول يا شيخ؟قلت: الدليل: أن أهل الذمة من اليهود والنصارى يعيشون تحت راية لا إله إلا الله، محمد رسول الله، تحت الدولة الإسلامية، فإذا رأينا هلال رمضان وأعلنا الصيام فهل نأمر هذا الذمي من اليهود أو النصارى بالصيام؟ أتأمر ميتاً؟ وإن وجبت الزكاة فهل نقول: يا معشر أهل الذمة في ديارنا! قد دخل شهر الزكاة فأعدوا زكاة أموالكم، أيجوز أن نقول هذا؟ هذا عبث، ولهو ولعب، فهو ميت فكيف تأمره؟! أذن المؤذن، نادى إلى الصلاة عباد الله، ويهودي أو نصراني أمام بابه، هل تقول له: امش فصل؟ أتأمر ميتاً؟ هذا هو ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم.فمن هنا عرفنا أن الكافر ميت، لا يؤمر ولا ينهى، إذا نفخنا فيه الروح وسرت في جسمه ولاحت أنوارها على جوارحه فأصبح يسمع ويفهم بمجرد أن يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله؛ يكون قد حيي، فتقول: قم يا عبد الله فاغتسل، هذا هو الحمام أو المستحم، فيقوم فيغتسل، تقول: هيا بنا إلى المسجد لنصلي فيمشي، حي يسمع ويقوى على أن يفعل، أما وهو ميت بكفره وظلمة نفسه أفمن المعقول أن تأمره وتنهاه؟معاشر المستمعين والمستمعات من المؤمنين والمؤمنات! هل عرفتم أنكم أحياء؟ وهل عرفتم أن الكفار أموات؟ إذاً: لا تقلدوهم، أتريد أن تكون كالميت؟ ميت كيف تأخذ بآدابه وأفكاره حتى تتزيا بزيه وهو ميت؟! هذا لا يصح أبداً، إذاً: فلنحمد الله على أن أنعم علينا بنعمة الإيمان، وهي نعمة من الله، كم من حاذق لبيب، عليم، عارف، وحرم هذه النعمة وهو كافر في عداد الكافرين، ذكاؤه خارق للعادة، وما عرف أنه عبد مربوب لرب عظيم، كل شيء يدل على علمه وقدرته ووجوده، وما سأل أهل العلم ولا قال: من خلقني؟ لم خلقت؟ إلى أين مصيري؟ ولكن في باب الطعام والشراب واللباس والمركوب يحذق تلك الأمور حذقاً عجباً؛ لأن الله ما أراد أن ينزله منازل الأبرار، علم أن هذا العبد عندما يعرض عليه الإيمان يرفضه باختياره وإرادته، بل ويحارب أهله ويعاديهم، فكتب ذلك في كتاب المقادير قبل أن يكون هذا الكافر.

إشادة بكتاب نداءات الرحمن لأهل الإيمان

وقد كتبنا كتاب النداءات، واسمه: نداءات الرحمن لأهل الإيمان، هذا الكتاب حوى تسعين نداءاً من الله إلى عباده المؤمنين والمؤمنات، هذا الكتاب ينبغي -إن لم أقل: يجب- أن يكون عند وسادة كل مؤمن ومؤمنة، قبل أن ينام يسمع نداء الله له، فيقول: ماذا طلب مولاي؟ فهذا الكتاب (نداءات الرحمن لأهل الإيمان) اشتمل على كل ما يهم المؤمن، ما ترك المال والاقتصاد، الحرب والسلم، المعاهدات، العبادات، الدماء، الحدود.. كل ما تتطلبه حياة المؤمن حواه هذا الكتاب، لم؟ لأنه اشتمل على تسعين نداء من نداءات الله لعبداه المؤمنين، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انظُرْنَا وَاسْمَعُوا [البقرة:104]، من سورة البقرة، وتوالت النداءات إلى آخرها وهو: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا [التحريم:8]، من سورة التحريم. فأنا أنصح لكل مؤمن أن يوجد هذا الكتاب عنده؛ لأنه مؤمن ويناديه سيده، أما يسمع نداء مولاه؟ إلا إذا لبس برنيطة وقال: ما أنا بمؤمن، حينئذٍ لا ينادى، أما وهو مؤمن ويناديه ربه من فوق عرشه أن: يا عبدي المؤمن! اسمع ما أقول، فيأمره بما يسعده ويكمله، وينهاه عما يشقيه ويؤذيه، يأمره بما يهذب أخلاقه وآدابه، ينهاه عما ينقص أخلاقه وآدابه، ثم لا يعرف ما ناداه به ربه؟! غفلة غفلها المؤمنون والمؤمنات، الآن فتح الله عز وجل، فهذا الكتاب ينبغي أن يوجد بعدد المؤمنين، ألف مليون نسخة.
تفسير قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين)
يقول تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ [البقرة:153]، من أجل هذا ناداكم الله، استعينوا، اطلبوا العون بالصبر وبالصلاة، هنا تجد العون الوافي الكافي، وهو حبس النفس وهي كارهة.

يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 35.90 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 35.27 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.75%)]