عرض مشاركة واحدة
  #96  
قديم 22-08-2020, 04:03 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم **** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )

تفسير قوله تعالى: (وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى ...)

قال تعالى: وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى [البقرة:57] متى تم هذا؟تم هذا لما عاد موسى عليه السلام، وانتهت المحنة نهائياً، فقال لهم: باسم الله، نواصل المشي. قالوا: إلى أين؟ إلى بيت المقدس، وكان بها العمالق يحكمونها.إذاً: فباسم الله مشوا على البهائم، وليس هناك -يومئذ- سيارات ولا قطارات كما هي حال البشر اليوم.ثم لما قاربوا اختار موسى اثني عشر رجلاً: وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا [المائدة:12] والنقيب عندنا رتبة عسكرية، والنقيب في الحقيقة مأخوذ من النقب .. من البحث، اثنا عشر نقيباً واذهبوا .. ادخلوا، وتحسسوا وارجعوا إلينا واعطونا واقع هذه الأمة أو هذه الدولة كيف نواجهها؟ كيف ندخل معها في حرب ونتخلص من حكمها الكافر الباطل، ويدخل الإسلام في ديار أرض القدس؟فمع الأسف الاثنا عشر عشرة منهم هبطوا، فجاءوا ترتعد فرائصهم، يصرخون: يا ويلكم، كيف تقاتلون هؤلاء؟ حتى قال أحدهم: أنا أخذني جبار من جبابرة العمالقة ووضعني في جيبه، ووضعني بين يدي أولاده قال: العبوا بهذا الطفل كالعصفور. كل واحد جاء بفرية عظيمة؛ لأنهم ما دخلوا، الجُبن .. الخور .. الضعف، ولا تلوموهم فقد عاشوا مستعمرين، مستغلين، جهلة.

حقيقة الرجولة

وصدق رجلان فقط، قال تعالى من سورة المائدة: قَالَ رَجُلانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ [المائدة:23]. والرجلان مذكوران، ولا فائدة في اسم الرجل. المهم: قَالَ رَجُلانِ [المائدة:23] تعرفون الرجل أو لا؟ له قيمة. وهو غير الذكر، الذكر كالحيوان. الرجل: وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ [القصص:20].وهنا حكاية لتعرفوا أن الرجولة مفقودة: أحد الطلبة قال لشيخه: يا شيخ! التقيت برجل في مكان كذا، قال: اسكت، هل في بلادنا رجل؟ قل: لقيت ذكراً. أين الرجل؟!والشاهد: قَالَ رَجُلانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ [المائدة:23] من الذين يخافون ربهم من أهل الإيمان والمعرفة، لولا علمهم بالله ما خافوا.ماذا قال الرجلان؟ قالا: ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ [المائدة:23] باب المدينة فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ [المائدة:23] ما هو جواب بني إسرائيل؟ قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا [المائدة:24] فبمن يقاتل موسى؟ يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا [المائدة:24] لو قالوا: يا رسول الله! يا كليم الله! لا، قالوا: يا موسى، عجائب! لا حول ولا قوة إلا بالله. أين الأدب؟! يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا [المائدة:24] أي: فرّغها وأخرجهم ونحن بعد ذلك ندخل، هذا كلام؟! هذا هو الجُبن.

لن ندخل فلسطين حتى يخرج اليهود

يا شيخ! لقد وقع هذا لأمتك وإخوانك.كيف هذا؟ كم عاماً واليهود الآن في القدس، يحتلون بلاد القدس؟أين عشرة آلاف مليون؟ أين المسلمون؟ لا .. لا، حتى يخرجوا. يا أمريكا! أخرجيهم، يا أمم متحدة! أخرجوهم، والله لا فرق أبداً، أولئك كلهم خمسمائة ألف أو ستمائة ألف ونحن ألف مليون: الأمم المتحدة لم ما تخرجهم من لبنان؟ تخرجهم من كذا؟ أخرجوهم. الواقع واحد أو لا؟ هذا والله أمرّ.عرفتم البشر الآن، البشر هم البشر. قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ [المائدة:24] روح أنت والله قاتلا، خلينا نحن جالسين، إذا فرغتم منهم ندخل نهلل ونكبر.ماذا يصنع موسى؟ قَالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي [المائدة:25] هارون، فما عندنا أحد نثق به، أو يستجيب لأمرنا ويمشي وراءنا، فأنا وأخي لا نستطيع أن نخرج أمة عريقة في القوة من سنين أو قرون تملك هذه البلاد، كيف نفعل؟ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ [المائدة:25] افصل بيننا وبين القوم الفاسقين. عرفتم الفاسقين؟ بيض أو سود؟! هم الذين يخرجون عن أمر الله ورسوله، فالفاسق من فسق إذا خرج، كما تفسق الفأرة، تخرج من جحرها، فهم فسقوا عن أمر الله عز وجل. إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي [المائدة:25] وتقول: أخي أيضاً لا يملك إلا نفسه، أو تقول: وأخي معول عليّ، ابن أمه، يستطيع أن يدفع به أو يتركه. فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ [المائدة:25].قال تعالى إجابة لدعوة موسى: فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً [المائدة:26] بالعد، كم الآن بالنسبة للمسلمين تجاوزت أربعين أو لا؟ تجاوزت، الآن تجاوزت سبعاً وأربعين سنة أو أكثر، فقط محرمة عليهم أربعين سنة.لعل بعض الشباب يتحمسون ويتقززون، إي يا أبنائي! يا أبنائي! لما تُسْلم نساؤنا، ورجالنا، وبنونا، وبناتنا لله رب العالمين يومها تطلَّع، أما أمة هابطة تعيش على الربا، والفجور، والباطل، والخيانة، والكذب، والشر، والفساد، وترك الصلاة و.. و.. تريد أن تقاتل؟ تقاتل من؟ تقاتل مع الله أو ضد الله؟ تقاتل ضد الله وتنتصر؟ مستحيل.لو شاء الله أن ينزل باليهود وباء لفعل، ثلاثة أيام فلا يبقى واحد، لكنه ما يفعل؛ لأنه ابتلى المسلمين، امتحنهم. هل عرفوا الله وقرعوا بابه؟!وإن شككت هل يجوز للمسلمين أن يعيشوا دويلات يحارب بعضها بعضاً، ويحسد بعضها بعضاً؟ أيجوز هذا؟ والله لا يجوز. كيف إذاً ينصرنا الله باللهو والباطل؟!والله لو ملكنا الذرة والهيدروجين لا نستطيع أن نخرج اليهود حتى يأذن الله، لأن هذا تدبيره ليرينا آياته بنا، ما هي قضية قوة وسلاح.أما قال: لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [البقرة:52]؟ هل شكرنا؟ بل كفرنا -والعياذ بالله- بآلاء الله ونعمه.

قيادة يوشع لبني إسرائيل

قال: قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ [المائدة:26] يمشون، يمشون جاءت القيلولة نزلوا، استراحوا، حملوا أمتعتهم، مشوا، أربعين سنة هكذا في تلك الدائرة، ومات موسى عليه السلام خلالها، ومات هارون عليه السلام خلالها، ثم مات هذا الجيل الهابط الذي ألِف البقلاوة والحلاوة، ونشأت ناشئة في الصحراء وعرفت، فقادهم يوشع بن نون فتى موسى عليه السلام، وقد جاء ذلك مبيناً في سنة الحبيب صلى الله عليه وسلم ودخل فيهم، فلما قاتلهم يوم الجمعة أوشك أن يصل إلى أبواب المدينة ويحتلها وكادت الشمس تغرب، فقال للشمس: ( يا شمس! أنت مأمورة وأنا مأمور قفي حتى ندخل )، والله وقفت الشمس، وواصل الزحف حتى دخل المدينة قبل غروب الشمس؛ لأنه لو غابت الشمس خارجها فالقتال ممنوع؛ لأنه يوم السبت وحرام القتال فيه، فلهذا وقفت.ولما وقفت ماذا حصل؟ ستسمعون: ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا [النساء:154] دخلوا يزحفون على أستاههم، قولوا: احطط عنا خطايانا؟ قالوا: حنطة في شعير. هؤلاء يحتاجون إلى الصفع، ما هذه العقول؟!ما سبب هذا الهوان والدون؟الجهل والعناد والمكابرة، فما أخلصوا قلوبهم لله، وما ذابوا في طاعة الله ورسوله.

نعم الله على بني إسرائيل في التيه

قال: وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ [البقرة:57] لأنهم في صحراء سيناء أربعين سنة، تدبير الله .. آيات الله .. رحمة الله حيثما يكونون يكون الغمام على رءوسهم، فهو سحاب خفيف، لطيف، ظريف، يظللهم عن الشمس، وفي الليل والصبح يذهب الغمام، ولما ترتفع الشمس ويبدأ الحر يأتي الغمام. وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ [البقرة:57] الغمام: جمع غمامة وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى [البقرة:57] ما عندهم مزارع، ولا مطابخ، ولا.. كيف يأكلون وهم تائهون، وما استقروا في مكان، يومياً يحملون أمتعتهم ويمشون إلى بيت القدس، فإذا بهم في نفس المكان، وإنما لفوا فقط ورجعوا.فأنزل عليهم المنّ، والمن جاء به أحد الحجاج من العراق كالحلوى المعجونة، والرسول صلى الله عليه وسلم قال: ( الكمأة من المن، وماؤها شفاء العين ). وهي تنبت في الأرض أو يستخرجوها كالفقع، هذه مغذية ولذيذة إلى أبعد حد، هذه المن، أنزل المن بالمطر أو نبت بأمر الله عز وجل، فيعيشون عليه.والسلوى طائر يأتي من الجنوب بالآلاف ويقع بين أيديهم، فيجمعونه ويطبخونه ويأكلونه.أي: عاشوا على الحلوى والمشوي، من دبر هذا التدبير؟ الله. لم؟ لأنم أبناء الأنبياء .. أحفاد المرسلين .. أولاد أمة ما كان أفضل منها على الأرض، والآية صريحة: وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ [الجاثية:16] فانظر تلك الألطاف الإلهية، والرحمة الربانية؛ الحلوى ولحم الطير. كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ [البقرة:57] باسم الله كلوا من طيبات ما رزقناكم.

سبب عقوبة التيه

قال تعالى: وَمَا ظَلَمُونَا [البقرة:57] في قضية التيه حتى صاروا تائهين وَلَكِنْ كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ [البقرة:57] لو استجابوا لأمر موسى وقد ناداهم: يا بني إسرائيل! اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ * يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ [المائدة:20-21] وهذه الجملة يتمسك بها اليهود، قالوا: فلسطين لنا ما هي للمسلمين، والقرآن شاهد: ادْخُلُوا الأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ [المائدة:21] حق، لكن يدخلوها طاهرين مؤمنين، أو مشركين، أخباث، نجسين؟ هيا تفضلوا، لو يسلم اليهود في العالم بأسره، ويصبحوا كأصحاب رسول الله هل هناك من يقول: لا تدخلوا القدس؟ هم أحق بها منا، تفضلوا. لكن أنجاس، أرجاس، أوساخ، ماكرين، خادعين، مشركين، كفروا بالله ورسوله ولقائه يستحقون، تصبح لهم؟! هذه حجة واهية وباطلة، لا قيمة لها، كتبها لكم عندما تكونون مؤمنين مستقيمين على طريق الله والحق.ثم لماذا ما يذكرون الرومان لما أخرجوهم، والبابليين لما طردوهم؟ لأنهم فسقوا، فسلط الله عليهم أعداءهم.فلا حجة لهم أبداً في هذه الآية الكريمة.ونحن لما فسقنا عن أمر ربنا، وخرجنا استعمرنا الشرق والغرب أو لا؟ من سلطهم؟ الله، وما زال.وكل أمة ما تمشي على رضا الله لا بد وأن يمتحنها ويبتليها، قال: وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ [النحل:118].وأذكر أيضاً حادثة أخرى: اليهود يسمعون هذا الآن ولا يؤمنون، هل هذا الكلام يقوله محمد من عنده؟ وهم يجدونه بالحرف الواحد عندهم كيف ما يقولون رسول الله؟ قالوا: رسول الله ما هو لنا، هذا لأولاد إسماعيل، ونحن أولاد إسحاق، لا، ما هو لنا هذا الرسول، يضللون العوام بهذا ويخدعونهم: محمد رسول، ولكن للعرب وليس لنا.
قراءة في كتاب أيسر التفاسير

معنى الآيات

قال: [المناسبة ومعنى الآيات: لما ذكر الله تعالى اليهود بما أنعم على أسلافهم ] وأجدادهم [مطالباً إياهم بشكرها فيؤمنوا برسوله، ذكرهم هنا ببعض ذنوب أسلافهم ليتعظوا فيؤمنوا، فذكرهم بحادثة اتخاذهم العجل إلهاً وعبادتهم له، وذلك بعد نجاتهم من آل فرعون وذهاب موسى لمناجاة الله تعالى، وتركه هارون خليفة له فيهم، فصنع السامري لهم عجلاً من ذهب، وقال لهم: هذا إلهكم وإله موسى فاعبدوه، فأطاعه أكثرهم، وعبدوا العجل فكانوا مرتدين بذلك، فجعل الله توبتهم من ردتهم أن يقتل من لم يعبد العجل مَن عبده فقتلوا منهم سبعين ألفاً، فكان ذلك توبتهم، فتاب الله عليهم إنه هو التواب الرحيم.كما ذكرهم بحادثة أخرى: وهي أنه لما عبدوا العجل وكانت ردة اختار موسى بأمر الله تعالى منهم سبعين رجلاً من خيارهم ممن لم يتورطوا في جريمة عبادة العجل، وذهب بهم إلى جبل الطور ليعتذروا إلى ربهم سبحانه وتعالى من عبادة إخوانهم للعجل، فلما وصلوا قالوا لموسى: اطلب لنا ربك أن يسمعنا كلامه، فأسمعهم قوله ] ماذا قال لهم؟ قال لهم: [ إني أنا الله، لا إله إلا أنا، أخرجتكم من أرض مصر بيد شديدة؛ فاعبدوني ولا تعبدوا غيري. ولما أعلمهم موسى بأن الله تعالى جعل توبتهم بقتل أنفسهم، قالوا: لن نؤمن لك ] هو أخبرهم أن توبتهم من أمر الله، وليس موسى الذي أمرهم بقتل بعضهم بعضاً، قالوا: لن نؤمن حتى نرى الله، ونسمع منه، وإلا غضبوا عليه وقتلوه.[ قالوا: لن نؤمن لك، أي: لن نتبعك على قولك فيما ذكرت من توبتنا بقتل بعضنا بعضاً حتى نرى الله جهرة، وكان هذا منهم ذنباً عظيماً لتكذيبهم رسولهم فغضب الله عليهم، فأنزل عليهم صاعقة فأهلكتهم، فماتوا واحداً واحداً وهم ينظرون، ثم أحياهم تعالى بعد يوم وليلة، وذلك ليشكروه بعبادته وحده دون سواه. كما ذكرهم بنعمة أخرى وهي إكرامه لهم وإنعامه عليهم بتظليل الغمام عليهم وإنزال المن والسلوى أيام حادثة التيه في صحراء سيناء. وفي قوله تعالى: وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ [النحل:118] إشارة إلى أن محنة التيه كانت عقوبة لهم على تركهم الجهاد وجرأتهم على نبيهم؛ إذ قالوا له: فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ [المائدة:24] وما ظلمهم في محنة التيه، ولكن كانوا هم الظالمين لأنفسهم]. وصلى الله على نبينا محمد.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 28.22 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 27.59 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.23%)]