عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 14-02-2019, 05:40 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله

شرح سنن النسائي
- للشيخ : ( عبد المحسن العباد )
- كتاب الطهارة
(9)

- باب الترغيب في السواك
- باب الإكثار في السواك


شرح حديث: (قد أكثرت عليكم في السواك)
يقول الإمام النسائي رحمة الله عليه: باب الإكثار في السواك، يعني: الإكثار في تأكيده, والحث عليه, والترغيب فيه, وذكر هذا الباب بعد الباب الذي قبله -وهو: باب الترغيب في السواك- لأن هذا مما يؤكد ذلك ومما يوضحه، وهذا من الإكثار فيه، يعني: كون الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (السواك مطهرة للفم, مرضاة للرب) هذا فيه ترغيب فيه, وحث عليه، ففيه مناسبة بين هذا الباب والباب الذي قبله؛ لأن الباب الذي قبله مما يحقق المعنى الذي اشتمل عليه هذا الباب وهو: باب الإكثار في السواك، فالنبي صلى الله عليه وسلم أكثر على أصحابه في السواك وفي تأكيده، وفي كثرة الأخبار والأحاديث التي جاءت عنه عليه الصلاة والسلام في الإرشاد إليه, والترغيب فيه والحث عليه.وقد أورد الإمام النسائي تحته حديثاً واحداً, وهو عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (قد أكثرت عليكم في السواك)، ومعنى هذا: أنه عليه الصلاة والسلام أكثر عليهم في تأكيده, وفي إيراد الأحاديث والأخبار التي ترغب فيه، فهذا هو معنى الإكثار في السواك من رسول الله صلى الله عليه وسلم.والنسائي رحمة الله عليه كما عرفنا من عادته, أو من طريقته: أنه يشبه البخاري في كثرة التراجم والإتيان بأحاديث تأتي من طرق متعددة ليستدل بها على موضوع يترجم له, ويأتي بالحديث ليستدل به على موضوع الترجمة، ومما يوضح هذا: أن الإنسان إذا نظر في التراجم وأرقام الأحاديث, يجد أن أرقام الأحاديث قريبة من أرقام التراجم، ويجد أن أرقام الأحاديث متطابقة مع أرقام التراجم، بمعنى: أن كل باب تحته حديث، وفيما يأتي في الباب الواحد أكثر من حديث، لكن مهما يكن من شيء فإن الإنسان إذا نظر في أرقام الأحاديث وأرقام التراجم, يجد أن أرقام التراجم قريبة من أرقام الأحاديث، وهذا معناه أن الإمام النسائي يورد الأحاديث ليستدل بها على موضوعات، وغالباً ما يكون الموضوع أو الباب يأتي تحته حديث واحد؛ لأن مقصوده من هذا العمل وهذا الأسلوب هو معرفة الفقه وما يستنبط من الأحاديث، وهو بهذا أراد أن يكون كتابه كتاب رواية ودراية, كما كان صحيح البخاري كذلك كتاب فقه كما أنه كتاب حديث، والفقه إنما هو بكثرة التراجم، بل إن بعض التراجم يوردها ويأتي بالحديث ليستدل به عليها, ويكون فهمها دقيقاً كما في الترجمة التي بعد هذه الترجمة، فإن إيراد الترجمة وإيراد الحديث المستدل به عليها يعد من الفهم الدقيق, ومن جودة الفهم، وكونه يستنبط من الأحاديث معاني يستدل بالأحاديث عليها لا تظهر إلا بالتأمل وبإمعان النظر، فهذا دال على فقهه, وعلى دقته, وعلى جودة فهمه رحمة الله عليه.
تراجم رجال إسناد حديث: (قد أكثرت عليكم في السواك)
قوله: [حدثنا حميد بن مسعدة وعمران بن موسى]. حميد بن مسعدة سبق أن مرت بنا ترجمته في بعض الأحاديث التي مرت، وهو من رجال مسلم, وروى عنه الأربعة.أما عمران بن موسى فهو من رجال النسائي , والترمذي , وابن ماجه، وقد ذكر عنه الحافظ في التقريب أنه صدوق وحميد بن مسعدة الذي قرنه معه هو من رجال الإمام مسلم , والحديث رواه البخاري وقد رواه من هذا الإسناد من طريق عبد الوارث عن شعيب بن الحبحاب عن أنس بن مالك ، ولكنه رواه من طريق شيخ آخر غير هذين؛ لأن هذين الموجودين ليسا من رجال البخاري , لا حميد بن مسعدة -لأنه من رجال مسلم فقط، وليس له رواية في البخاري- ولا عمران بن موسى ، لأنه ليس من رجال الشيخين، وإنما هو من رجال النسائي , والترمذي , وابن ماجه ، ولكن البخاري رواه من طريق أحد مشايخه وهو: أبو معمر.أما عبد الوارث الذي يروي عنه حميد بن مسعدة وعمران بن موسى، فهو: ابن سعيد العنبري التميمي البصري، وهو من رجال أصحاب الكتب الستة، وقد جاء ذكره كثيراً في الكتب الستة، وعبد الوارث جاء هنا ذكره غير منسوب، لكن هو عبد الوارث بن سعيد.والذين روي عنهم في الكتب الستة ممن يسمون عبد الوارث أربعة: فيهم من لم يرو عنه النسائي ، وفيهم من روى عنه النسائي وحده، وفيهم من روى عنه أصحاب الكتب، وفيهم من روى عنه النسائي ولكنه متأخر عن هذه الطبقة, وهي طبقة شيوخ شيوخ النسائي وكذلك غيره من أصحاب الكتب؛ لأنه متقدم الذي هو عبد الوارث بن سعيد.إذا أراد الإنسان أن يعرف هذا الشخص الغير منسوب, فكيف يعرف من هو من هؤلاء الأربعة؟ يمكن للإنسان أن يعرف هؤلاء الأشخاص بمعرفة من خرج عنهم، فيهم واحد خرج عنه أبو داود، إذاً: هذا لا يفكر بأنه هذا الموجود؛ لأنه من رجال أبي داود فقط, والحديث في النسائي، إذاً: ليس للنسائي عنه رواية، فلا يكون هو المقصود، وإنما يبحث عن غيره.وهناك آخر يقال له: عبد الوارث, وهو أول الأشخاص الذين جاء ذكرهم في التقريب, وروى عنه النسائي وحده، لكنه في ترجمته روى له حديثاً واحداً في متعة الحج، إذاً: ليس هو هذا؛ لأنه روى عنه حديثاً واحداً في متعة الحج, وهذا روى عنه في السواك، إذاً: هو غير ذاك؛ لأن ذاك ما أكثر عنه النسائي، بل روى عنه حديثاً واحداً في متعة الحج، والحديث الذي معنا في السواك.بقي اثنان وهما: عبد الوارث بن سعيد العنبري, وعبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث حفيد عبد الوارث بن سعيد ، ابن ابنه، وهذا الحفيد من طبقة متأخرة، بل هو من طبقة شيوخ النسائي، والذي معنا من طبقة شيوخ شيوخه، إذاً: يستبعد، فلا يقال: إنه هذا؛ لأن النسائي يروي عنه مباشرة, وهذا الذي في الإسناد من طبقة متقدمة، من طبقة شيوخ شيوخه، إذاً: هو عبد الوارث بن سعيد .وإذا نظرنا في ترجمة شعيب بن الحبحاب نجد أنه روى عنه عبد الوارث بن سعيد ، وإذا نظرنا في ترجمة عبد الوارث بن سعيد وجدنا أنه روى عن شعيب بن الحبحاب , وفي الإسناد هنا يروي عن شعيب بن الحبحاب .إذاً: تبين من هذا أن الذي روى له النسائي ، وهذا الذي جاء ذكره غير منسوب هو: عبد الوارث بن سعيد الذي روى عنه أصحاب الكتب الستة، وهو المشهور, والثقة الثبت, وهو الذي يأتي ذكره كثيراً في أسانيد الكتب الستة عبد الوارث بن سعيد العنبري التميمي .لكن من ينظر في التقريب يجد إشكالاً في ترجمته، وهو أنه قيل فيه: إنه من الطبقة الثامنة، وقيل: توفي سنة ثمان ومائة، ومن المعلوم أن الطبقة الثامنة لا تكون وفاتهم في سنة مائة وثمان، بل مائة وثمان هي من الطبقة الثالثة, أو الرابعة, أو الخامسة، وأما الثامنة فلا تكون في هذه السنة، فالذي ينظر في هذا الأمر يجد إشكالاً، لكن إذا بحث في الكتب الأخرى مثل التهذيب, وجد أنه توفي سنة ثمانين ومائة، فذاك خطأ، وفي الطبعة المصرية الأولى: توفي سنة ثمان ومائة، وقيل فيه: من الثامنة، ومن الثامنة لا تناسب ثمان ومائة، وإنما يناسبها ثمانين ومائة.[حدثنا شعيب بن الحبحاب].يقولون في ضبطه: إنه بالمهملتين وبالمعجمتين، يعني: الحاء جاءت مرتين، والباء جاءت مرتين، فهو شعيب بن الحبحاب ، وهو من رجال البخاري ، وقد روى الحديث عبد الوارث عن شيخه شعيب بن الحبحاب عن أنس بن مالك رضي الله عنه، وهو من الثقات، وكذلك عبد الوارث هو من الثقات، وكل منهما من رجال البخاري.[عن أنس بن مالك].أنس بن مالك رضي الله عنه هو أحد الصحابة المشهورين، ولما قدم الرسول صلى الله عليه وسلم المدينة كان عمره عشر سنوات بعد الهجرة، ثم إنه خدمه عشر سنوات، ودعا له النبي صلى الله عليه وسلم بكثرة المال والولد، وعاش قريباً من المائة أو زاد على المائة، وكانت وفاته قيل: سنة اثنتين وتسعين, أو ثلاث وتسعين رضي الله تعالى عنه وأرضاه، وقيل: إنه قد جاوز المائة تقريباً، ومن المعلوم أنه كان قبل الهجرة عمره عشر سنوات, وتوفي سنة اثنتين وتسعين أو ثلاث وتسعين، يعني: فوق المائة بقليل، وقد كثر ماله وولده بدعوة الرسول الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه، وهو من المكثرين من الصحابة، وهو أحد السبعة الذين عرفوا بكثرة الحديث، والذين ذكرهم السيوطي في الألفية في قوله:والمكثرون في رواية الأثرأبو هريرة يليه ابن عمر وأنس والبحر كـالخدري وجابر وزوجة النبي
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 20.70 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 20.07 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.03%)]