عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 27-07-2009, 09:18 PM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متصل
مراقبة الملتقيات
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
مكان الإقامة: أبو ظبي
الجنس :
المشاركات: 13,884
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أشكُو إليكَ زَوْجي

تقديم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على إمام المرسلين، وقدوة الناس أجمعين، وعلى آله وصحبه والتابعين.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، ﴿رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً﴾ [الفرقان: 74]، ﴿رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ [آل عمران: 16].
أما بعد:
فإن أسعد الناس حظًا من حظي خلال رحلة العمر بحياة زوجية موفقة، ومعطرة بعطر الحب والتراحم والفهم والوفاء والرغبة المشتركة في السعادة.
لذلك فإن المرأة تشعر بالسعادة والاطمئنان والاستقرار إذا ما وفقت إلى الاختيار الصحيح لشريك حياتها، فأنعم الله عليها بزوج يقيها هموم الدنيا وهموم الآخرة. ومن الأخطاء التي نقع فيها كثيرًا ـ رجالاً ونساءً ـ هو عدم تقبل الأخطاء من الغير، وكأننا ملائكة نمشي على الأرض لا نخطئ أبدًا، مهما تحلينا بصفات جميلة أخرى. وهذا مخالف للواقع ولطبيعة البشر، لذا كان لابد من خلق العفو والصفح والتسامح والإيثار بين الزوجين، حتى تسير سفينة الحياة الزوجية هادئة إلى طريقها الصحيح.
وهذه الرسالة التي بين يدي القارئ الكريم هي مجموعة من شكاوى النساء من أزواجهن، نحاول تشخيص المرض وكيفية علاجه، والموفق من وفقه الله تعالى لمعرفة عيوبه وإصلاحها، وعدم التكبر أو العناد في تقبل النصيحة إذ:
من ذا الذي ترضى سجاياه كلها



كفى بالمرء نبلاً أن تُعَدَّ معايبه



يا أيها الزوج الحبيب:
ماذا يكلفك لو أنك تلقى زوجتك وأولادك بوجه طَلْق باسم سعيد؟! هل يُضيرك شيء لو قابلت زوجتك عند دخولك البيت بكلمة طيبة وقبلة حانية تسعدها بهما سعادة تهز أركان مشاعرها كلها؟!
هل يشق عليك أن تدلل زوجتك بين الحين والآخر، وتكثر من التبسط معها والنزول إلى مستواها؟!
ماذا عليك لو أنك دائم الثناء على زوجتك في ملبسها وجمالها ورائحتها وطعامها، فإن ذلك له أثر السحر في في قلب أي امرأة؟!
إن الزوج الصالح هو الذي يؤدي ما عليه من حقوق وواجبات تجاه ربه وتجاه أهله ويعطي كل ذي حق حقه بإخلاص وصدق ورغبة عند الله تعالى في الأجر والثواب. والنبي صلى الله عليه وسلم عندما قال: ((أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا، وخياركم خياركم لنسائهم))، إنما يشهد شهادة عظيمة لكل زوج يحسن عشرة زوجته، شهادة له بالخيرية مقرونة بكمال الإيمان وخلق ذوي المروءة الكرام.
فاحرص أيها الزوج المسلم على الانتظام في سلك الصالحين، الخيار الأبرار، وذلك بالسير على نهج خير الأزواج محمد صلى الله عليه وسلم ، كي تحيا حياة طيبة؛ سعادة في الدنيا، ونعيمًا في الآخرة إن شاء الله.


أفكر في موتي وبَعْدُ فضيحتي
وتبكي دمًا عيني وحُقَّ لها البكا
فما لي إلا الله لا أرجُ غيره
وأسأل ربي في وفاتي مؤمنا




فيحزن قلبي من عظيم خطيئتي
على سوء أفعالي وقلة حيلتي
ولاسيما عند اقتراب مَنِيَّتي
على ملة الإسلام أشرفَ ملةِ



والله أسأل أن يعي كل زوج هذه الشكاوي فيتجنبها لله، ويعمل دائمًا على إصلاح عيوب نفسه، فإن العمر قصير، والموت قادم لا محالة، فهلا اتقى الله تعالى كل زوج في أهله.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولك، وصلى اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

وكتبه
عصام بن محمد الشريف
السبت 7 صفر 1423هـ
الموافق 20/4/2002م
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 18.19 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.57 كيلو بايت... تم توفير 0.62 كيلو بايت...بمعدل (3.42%)]