عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-01-2009, 07:00 PM
الصورة الرمزية أبو سلمان عبد الغني
أبو سلمان عبد الغني أبو سلمان عبد الغني غير متصل
قلم مميز
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
مكان الإقامة: وهران . الجزائر
الجنس :
المشاركات: 1,388
الدولة : Algeria
Lightbulb كلنا السبب فيما يحصل لغزة .. الشعب والحكام والعلماء..

بسم الله الرحمن الرحيم

نعم أنت السبب إذا أزهقت الأرواح وأريقت الدماء وانتهكت الأعراض ويتم الأطفال وثكلت نساء ورملت زوجات إذا أسر الشباب وقتل شيباً، فأنت السبب!

إذا احتلت أراضين وجرفت، وقطعت أشجار وحرقت، وهدمت منازل، وخربت مساجد، وشرد أناس، ووقعت فأسا في رأس، وخرجت زخات رصاص تقتل في النائم والآمن، وطارت صواريخ تقصف دون وعيٍ في أرض الإسلام فاسمعها مدوية تسري في الأركان في كل مكان. أنت السبب!

نعم أنا وأنت السبب لو أن كل واحد في هذه الأمة اتهم نفسه بأنه السبب في كل شي يدور من حوله وما في المسلمين في كل مكان بل حتى في أرض الإسلام لكان الحال غير هذا.

لو أن كل واحد في الأمة إذا رأى خللً قال أنا السبب، لو رأى فقراً قال بشحي إن رأى غلاءً قال بطمعي، إذا أجدبت الأرض عن الإثمار وانقطعت الأمطار عن الإنزال وتنكر الوجود من حوله، قال هذا بذنبي. {...وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرَاً بَصِيراً }الإسراء17

إذا علت صرخات الأطفال يشكون يتما وتشريدا، وارتفعت أنات النساء يشكن انتهاك أعراضهن، قال ذاك بإثمي.

إذا استبيحت الحرمات، وزادت الانتهاكات، قال بعملي.

إذا تغير لون الأرض من كثرة إراقة الدماء، وكثر قتل الأبرياء قال هذا بخطيئتي.

إذا جثمت الكوارث، وحلت المصائب، قال بغفلتي.

إذا زادت الفتن وكثر شررها وضل الناس وحرقوا بنارها، قال بجهلي.

إذا اشتد الظلم وانتفش وتجبر الظالم ونقش ظلمه على ظهور العباد بسوطه، وما رده أحد عن ظلمه، قال بسكوتي عن قول الحق.ولم يسكت مؤمن آل فرعون ولا الصاحب في الغار {أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ }غافر28

هذا الذي لابد أن يحدث منا نحن المسلمين لكي يتغير الحال لخير حال، لابد من أن يتحمل كل فرد في الأمة همها، وهم الدين والدعوة، لابد أن يتحمله كل واحد فينا فردا قبل جماعة، إذا حدث خلل قال كل واحد منا لنفسه أنت الذي قصرت، لا يحمل هذا الخلل أحد غير نفسه إذا اشتد الضيق والخناق على المجاهدين وتأخر نصر المسلمين قال كل واحد لنفسه بسببي أنا الذي تكاسلت عن الدعاء لهم فتأخر النصر والتمكين، ألم تسمع لقصة محمد بن واسع لما سأل عنه قائد الجيش وهم على مشارف ملاقاة العدو، قالوا في آخر الجيش يرفع إصبعه إلى السماء ويدعوا الله قال والله لأصبع محمد بن واسع خير عندي من ألف شاب طرير وسيف شهير.

هل تحمل أحد منا هم الجيش وهم المسلمين مثل ما تحمله محمد بن واسع؟ حمل نفسه وحده لم يقل مثل ما نقول الآن هؤلاء السبب ونلقي الحمل عن أنفسنا ونلصق السبب بغيرنا.

*خذ الثانية أما سمعت بقصة الذي سمع أن المسلمين خرجوا ليستسقوا فما سقوا فذهب المسجد في ظلمة الليل أشعث أغبر يتلفت هل يراه أحد فلما اطمئن أنه لا يراه أحد صف قدميه يصلي ثم دعا فقال، اللهم إن المسلمين استسقوك فلم تسقهم اللهم لا تحرمهم القطر بذنبي،اللهم إني أقسمت عليك أن تسقهم فلم يكملها إلا واجتمع السحاب يزف البشري ونزفت السماء بخيراتها.

لماذا تحمل هو المسئولية وحده وقال ذاك بذنبي؟ لأنه حمل هم الدين وهم الأمة بأسرها بين جنبيه لم يقل هذا بفعل الناس وذنوبهم لأنه علم أنها إن كانت الذنوب فاستشعر أن ذنبه هو أولى أن يمنع القطر وينزل النكبات ويحل الكوارث،فلو كل منا حمل نفسه سبب أي شئ يحدث والله لتغير الحال.

* ولديك أخرى ما الذي يمنع عمر أن يأكل وتقرقر بطنه وهو على المنبر ويقول لها قرقري أو لا تقرقري والله لن تشبعي حتى يشبع أبناء المسلمين؟ بل وقبله أمنا أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها وأرضاها لما كانت في الشعب ويأتونها ذوي قرابتها من الكفار بطعام لها ليلا لشرفها ومكانتها وتقول والله لا آكل إلا طعام المسلمين وتطعم ما أتو به أبناء المسلمين وتأكل هي أوراق الشجر مع المسلمين لاستشعارها المسؤولية وتحمل هم الأمة وكذلك عمر رضي الله عنهما جميعا وعن كل الصحابة أجمعين.

ونحن الآن ننام ملأ الجفون منتفخين البطون من كثرة الأكل بل يزيد الطين بله بإلقاء جبال من الأطعمة في صناديق القمامة وهناك مسلمون يتضاوو من الجوع وتطوى أمعائهم على خواء أيام وليالي من السبب أليس بتبذيرنا، وكثرة إسرافنا، وشحنا وبخلنا أن نذكر إخواناً لنا.

هل يكفي هذا التذكير ويحمل كل منا الهم ويحمل نفسه سبب أي شئ يحدث يرى العيب فيه والتقصير منه هو فقط لينظر كل واحد منا أنه هو الوحيد على الأرض إذا حدثت حادثة ووقعت كارثة وحلت نكبة فليتحمل هو وحده مسؤوليتها لا يحمل غيره لأنه في قرارة نفسه في هذا الوقت هو وحده على الأرض،كما أنه هو الوحيد الذي يأتي أمام الله {وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً }مريم95 والعكس إذا حلت الخيرات فهو لا شئ فالصالحين كثير، {أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ }الأنبياء105 لو حيينا بهذه الروح لكان لزال الهم وانكشف الغم وكان النعيم من رب العالمين وكان النصر والتمكين ولن يتحقق هذا إلا بالهمة وتحمل المسؤولية وثبات لا يزل وعزم لا يفل ويقين لا يتزعزع والله أكبر ولله الحمد.
__________________
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم






رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.03 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.40 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.69%)]