رسالة إلى شهداء
أعزائي ... ،
أقدم عذرنا هذا .. ،
على أوراق ريحانهْ ..
عليها يا أعزائي ...
أسجل أنني يوما .. ،
كتبت إليكمُ عذري ..
ولم أحضر زفافكمُ ... أعزائي .
* * *
علمت بأن في أيار ...
خطبتكمْ ... ثلاثتكمْ .. ،
على فتيات حارتنا .. ،
وكنت أجهز الأزهار .. ،
أكليلا لفرحتنا .. ،
وكنا قد دعونا الأهل .. إخواني ..
لنصنع في حوارينا .. ،
كما كنا لدى الماضي ...
محافل عرسنا العذري ..
* * *
ولكن ... يا أعزائي ..
رحلتم عن روابينا .. ،
وخلدتم لنا ذكرى ...
مآسينا ..
لأنا ... يا أعزائي .. ،
بليلة عرسنا هذا ...
توفي صاحب الأفراح في القريهْ ..
وبدلنا ملابس قد لبسناها ...
وأفراحا ـ أعزتنا ـ أقمناها ..
بمأتم جرحنا الدامي .
* * *
وقام العرس ... أحبابي .. ،
على أنقاض مأتمنا ... ،
وفي عمق الجراح لنا ...
تكون عروسة الوادي ..
تُزَّف على أحبَّائي
لتنجب في شروق الشمس ..
ألفين من الأبطال ... يا سادهْ .
* * *
عزائي ...
عزائي أنني قد كنت ...
أحمل صوت مدفعكم .. ،
وكل بنادق الشهداء ...
تنبت في مشاعرنا .. ،
سنابل قمحنا الآتي ..
طعاما .. يا أعزائي ...
لكل براعم الأيتام ..
في وطني ...
ومع هذا ... ،
فلم أحظ برؤيتكم .. ،
بودي كان في يومي ...
أطير إليكمُ شوقا ..
* * *
لأحمل تاج عرسكمُ ... ،
ولكن ... يا أعزائي .. ،
هناك أحبتي حضروا ...
وإني في غدي قادمْ .. ،
لألقاكمْ ... لألقاكمْ .
* * *
سألقاكم على أنقاض مدرسةٍ ...
وقد نقشت بنادقكمْ ...
بليلة عرسنا الدامي .. ،
هنا دفنت عيونكمُ .. ،
لترسل نور عودتنا ...
إلى كل القاع الخضر ... ،
في " معلوتْ "... ،
و " اشمونا " *
سألقاكمْ ... سألقاكمْ ...
وقد رسمت سواعدكمْ ..
على جدران مدرسةٍ ...
خطوط الموتْ ..
في " معلوت واشمونا "
فها إني غدا قادم ...
لألقاكمْ ... لألقاكمْ ... أعزائي .
* * *